الفرق الإسلامية (11): الدروز (الموحدون)

إلياس شتواني

الحوار المتمدن-العدد: 7831 - 2023 / 12 / 20 - 00:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

يعود تاريخ الدروز إلى الدولة الفاطمية التي تأسست في شمال أفريقيا في القرن الرابع الهجري على يد عبيد الله المهدي ثم إمتدت رقعتها لتشمل مصر بعد ذلك. تولى الخليفة المنصور الحكم بعد أبيه العزيز سنة 386 هجرية وعمره أنذاك أحد عشر عاما لقب بالحاكم بأمر الله وكنيته «أبو علي». دام حكمه خمسا وعشرين سنة، قهر خلالها بني العباس ووطد دعائم مملكته. في عهده ظهرت فرقة سرية حمل لوائها وزيره حمزة بن علي الزوزني الفارسي. رسائل مذهب التوحيد الجديد تُأرخ لفترة تاريخية تسمى «سني حمزة»، وهي تعود لشهر صفر من سنة 408 هجرية.

ينسب الدروز إلى نشتكين «الدرزي»، الداعي للمذهب الجديد في ديار الشام، والذي قيل عنه أنه كان من أصل تركي وقيل أيضا من أصل فارسي. أساء الدرزي التصرف وتمرد على تعاليم حمزة ونافسه السلطة والحكم رافضا إمامته. قامت فتنة بين الطرفين إنتهت بمقتل نشتكين الدرزي سنة 410 هجرية مع العديد من أتباعه كعلي بن أحمد الحبال، والبرذعي، والعجمي، والأحول، وخطلخ ماجان، وأخرون.

كثر أتباع حمزة واستطاع أن يسيطر على منطقة حوران ووادي التيم وبعض جبل لبنان مما ساعد المذهب الجديد على أن ينتشر. خرج الحاكم بأمر الله ليلة الإثنين في السابع والعشرين من شوال سنة 411 هجرية متوجها إلى شرقي حلوان، ولكنه لم يعد وبعد ثلاثة أيام أعلنت غيبته وموته. رفض الزوزني موت الحاكم وقال أنه قد رفع إلى السماء وسيعود لمحاسبة الكفرة والظلمة ونشر العدل والسلام.

حدود مذهب الموحدين

يؤمن الدروز أن الله واحد لا شريك له. يحيي ويميت، وهو كلي القدرة والرحمة والملك. هو لا يدرك، ومنزه عن التجسيم والتشبيه. هو خالق السماوات والأرض. هو قديم لا بداية له ولا نهاية. أما الحدود الخمسة فهي كالتالي:

1. العقل: العقل الكلي والسابق الحقيقي. خلق بأمر الله. هو جوهر بسيط وفيض من النور الإلهي تجتمع فيه صور الموجودات.
2. النفس: النفس الكلية هي فيض من العقل وجزء مكمل له. هي منبثقة من العقل ومنسوبة له كنسبة العقل إلى الخالق. للنفس خمسة أفعال: تدبير، نية، اعتقاد، قول وعمل.
3. الكلمة: الجانب الرباني، وبشير المؤمنين الناطق بالأمر الصادق. تنطق بما يوحيه العقل وتدركه النفس.
4. السابق: منبع المعرفة الإنسانية، باب حجة القائم، والجناح الأيمن.
5. التالي: الجناح الأيسر، آخر الحدود وسند الموحدين الناصح.

قام بهاء الدين بأكبر دور في نشر الدعوة الدرزية، وكتب أكبر عدد من رسائلها. زاول بهاء الدين أعماله ابتداءا من 411 هجرية إلى غاية 434 هجرية، متقمصا بذلك دور الزعيم الروحي للمذهب الجديد.

معتقدات الدروز

مذهب الموحدين من المذاهب الباطنية، حيث أعتبرت معتقداتهم سرا حتى عام 1830م.، وذلك عندما استولى إبراهيم باشا المصري على أراضي شبعا والبياضة في حاصبيا (وادي التيم) حيث أخذ كتبهم خاصة كتاب الحكمة ونشر محتوياتها. من بين أهم معتقداتهم نذكر:

1. التناسخ: انتقال النفس من جسم بشري إلى جسم بشري آخر، فهي لا تموت ولا تنتقل إلى جسم الحيوان.
2. التقمص: الروح تنتقل إلى جسد جديد بالولادة لأنها خالدة لا تموت.
3. الحلول والنطق: الحلول نوع من التقمص تنتقل من خلاله النفس البشرية من جسم لآخر. أما النطق فيقول بعض الدروز أن بعض الأطفال ينطقون أي يتكلمون عن حياتهم الماضية قبل موتهم الأول.
4. يوم الدينونة: يوم تحاسب النفس الإنسانية على كل خير وشر في الحياة الدنيا.
5. المقدر والمشيئة: الإنسان مقدر ومخير في نفس الوقت. هو مخير بما يحده عقله وإدراكه، ومسير في الأمور التي لا قدرة له فيها.

شروط التقوى

لكي يصبح واحدا من الأجاويد، على المؤمن أن يمتثل إلى عدة شروط:

1. تجنب المسكرات والتدخين على كل أنواعه.
2. الوسطية في كل شيء.
3. تجنب الخلاعة والبهرجة لدى النساء والإحتشام في الملابس.
4. التواضع.
5. الإعتدال في الجلوس والكلام.
6. مخاطبة الناس بالحسن واللطف.

مراتب الموحدين

1. العقال: هم الملمون بأمور الدين والذين يواظبون على الصلاة التي تتلى ليلة الجمعة من كل أسبوع.

2. الأجاويد: هم الذين لا يأكلون في المآتم والأفراح، ولا يتناولون أجرا مقابل أعمالهم بل يقومون بها تقربا لله.

العقال والأجاويد نوعان: الأتقياء والعالمون، والمنقطعون إلى العبادة والزهد والتقشف. والعاديون الذين يثابرون على الصلاة والعبادة دون الانقطاع عن الناس.

3. الجهال: هم من يتناولون المسكر ويدخنون ولا يسمح لهم بالصلاة مع الأتقياء.

يثبت الموحدون الفرائض القرآنية ويوجبون فضائل عامة تضمنتها الرسالة السادسة من صدق اللسان، حفظ الاخوان، ترك عبادة العدم والبهتان، توحيد الخالق في كل عصر وزمان، والرضى بمشيئة الله في السر والحدثان.

#إلياس_شتواني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات