أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أشرف توفيق - ملك الصحافة والنساء.. .. وملكة بحق وحقيقي !!















المزيد.....

ملك الصحافة والنساء.. .. وملكة بحق وحقيقي !!


أشرف توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 08:25
المحور: سيرة ذاتية
    


سافر محمد التابعي إلى الهند وكان معه أنيس منصور، وخرج عليهما في "کلکتا" إحدى ولايات الهند فقير هندي بجرابه مجموعة من الثعابين، وطلب من كل منهما "روبية" وهي عملة هندية، مقابل أن يقول لكل منهما اسم من يحب؟!.. وكتبت الثعابين لأنيس منصور بتموجات جسدها على الرمال كلمة أنيس..اما التابعى فكتبت الثعابين اسمها على الرمال " أيلي أو آمال" والمعنى أن أنيس منصور لا يحب إلا نفسه، أو هو مشغول بنفسه عن الدنيا والناس!! أما التابعي فقد كتبت الثعابين كلمة أيلي أو آمال، وتعجب التابعي فلم يكن هذا الاسم ضمن من أحب ولكنه بعد سنوات اكتشف أن أسمهان اسمها الحقيقي في شهادة الميلاد "آيلي" وكانوا يقولون لها "آمال"!!.
ما أن جاءت هذه الأسرة من جبال الدروز إلى بساط النيل حتى تغيرت الخريطة الفنية والمعادلة الصعبة، جاءت الأم الأميرة عاليا المنذور ومعها ابنتها أسمهان، وشقيقاها فريد الأطرش وفؤاد خوفاً من شيء ما. ويقال كان يتعقبهم أحد ويريد أن يقتل أسمهان بخاصة. وعلى حدود مصر ضمنهم سعد زغلول فدخلوا بدون باسبور، وتغير كل شيء بعد أن كان الصراع بين عبد الوهاب وأم كلثوم أصبح بين أسمهان وأم کلثوم..ورقص الهرم مع فريد الأطرش وسامية جمال. أما أغرب ما حدث فهو الذي حدث لمحمد التابعي الرجل الذي أقسم ألايتزوج،تحول الذي كانت هوايته أن يجمع قلوب الممثلات والراقصات كأنه يجمع طوابع إلى طلب الزواج والإلحاح فيه، تحول ليكون أحد طوابع البريد الملصقة في الألبوم الخاص بأسمهان!.تحول التابعي من سميع معجب بعبد الوهاب ضد أم كلثوم إلى معجب ولهان "بأسمهان"ضد الجميع وأعجبته أغنية "أنا اللي أستاهل" حتى أن عبد الوهاب بعد أن كان إذ زار التابعي في بيته ذهب إلى غرفة نومه وفتح دولاب ملابسه وأخذ منه ما يعجبه من أربطة العنق بخاصة، اكتفى في علاقته به بالتليفون بعد أن أصبح لا يسمع إلا أسمهان.
فقد كان التابعي أحد الصحفيين الذي قرر أن يكون ملكاً حتى أنه كان إذا ذهب إلى باريس أو لندن سأل عن الفندق الملكي ولم ينزل إلا فيه!! أما التابعي الذي ذاق الفقر والحرمان قرر أن يذوق الكافيار والنبيذ، وبعد أن كان يركب الباسكليت في تنقلاته من المجلة إلى المطبعة، أصبح البشوات يحسدونه على ماركة سيارته. فقد كان شعار التابعي "وأما بنعمة ربك فحدث" ولكنه كان يفهم الآية خطأ، فكان يحدث النساء بذلك دون الرجال، يعطي امرأة يعجب بها في أول لقاء خاتم "سولتير" ويعطي أصدقاء عمره في أعياد ميلادهم قلم حبر أمريکاني ولم يستثني من ذلك إلا عبد الوهاب!!.
فلم يحدث في تاريخ الصحافة المصرية أن عاش صحفي في المستوي الملكي الذي عاش فيه التابعي، وقد قلده فيما بعد في غرامه بالسيجار والماء المعدني محمد حسنين هيكل، وفي جمال هندامه والعناية به علي حمدي الجمال، ولكن أحداً في بلاط الصحافة كلها ما استطاع أن يقلده في دونجوانيته حتى مصطفى أمين نفسه فهو الذي اعترف في كتابه "شخصيات لا تنسى" أن التابعي سلطان العشق وكتب عنه تحت عنوان "سلطان الحب في القرن العشرين".. في الوقت الذي كانت فيه الأفيال تمرح في سماء الفن والصحافة والناس مشغولة بمن يكون البرنجي (أي الأول) يوسف وهبي أم الريحاني _ العقاد أم طه حسين _ عبد الوهاب أم "أم كلثوم" – تحية كاريوكا أم سامية جمال!! أجمع الجميع على أن برنجي الصحافة هو محمد التابعي.
اعترف بذلك الجميع فها هو مصطفى أمين يكتب للتابعي من واشنطن في 24 أکتوبر سنة 1𫥸 يقول "أستاذي العزيز أقبلك ملايين القبلات وأرجو أن تكون موالياً على التمرينات في النادي الأهلي، وقبل كل شيء لا أعرف كيف أشكرك على اهتمامك بمقالة "طظ في أمريکا" ووضعها في الملزمة الملونة!!
وكان التابعي - كما يقول مصطفى أمين - "قوياً مع الرجال، ضعيفاً مع النساء وكان لا يثق في أي رجل بسهولة، ولكنه يثق في أي امرأة بسهولة، وكان أستاذاً في جذب النساء بكل اللغات وكل الأجناس، فقد كان مولعاً جداً باللغة الإنجليزية ويجيد الفرنسية وكان يستطيع أن يكتب مقالات بالإنجليزية وبلغت درجة إجادته بها إلى اختياره مترجماً للبرلمان المصري سنة ۱۹۲٤ رغم أنه تقدم معه حاملو درجات علمية من جامعتي أکسفورد وكامبريدج، ويبدو أنه كان بالتابعي عقدة معينة فقد كان يحب أن يظهر بين الجميلات ويظهر أنه كان يرسل صور رحلاته إلى المجلات التي يعمل بها لذلك ويكتب هو التعليق، فقد كان يخاف أن يطاله الشيب أو يتمكن منه الزمن..
وضحك التابعي على الزمن وعاش في خدعة طويلة، فقد استطاع أن ينكر من عمره عشر سنوات، وحصل على جواز سفر في الأربعينات أنقص فيه عمره عشرة سنوات كاملة، وتعامل مع الدنيا على هذا الأساس، وفي يوم وليلة أصبح التابعي ليس أحد كبار کتاب مصر والشرق العربي ولكنه ملك الورقة والقلم.

أما أسمهان فهي ملکة حقيقية كان لها "شنة ورنة.. كما يقولون" في جبل الدروز، وكان لها أحلام مع المخابرات البريطانية في أن يجعلوها شخصية اجتماعية مرموقة في لبنان، وحينما تجاهلتها بريطانيا اتجهت إلى الجنرال الفرنسي "کاترو" وكان ذلك في تلك الفترة التي كانت فيها سوريا ولندن مسرح صراع حقیقي بين عوامل وأهداف سياسية بعد الحرب العالمية الأولى.
ويقول "يوسف الحكيم" في كتابه "سوريا والانتداب الفرنسي" إن أسمهان فرش لها "الجنرال کاترو" قصراً خاصاً بين عاليه ويحمدون والتقى التابعي بأسمهان، ومن الوهلة الأولى ومن طريقة كلامها ومن هيئتها وملابسها وعيونها الجبلية قرر التابعي أن يتزوجها.
وكان غيوراً جداً.. كان التابعي في غيرته مجنوناً يهدد ويتوعد بالفراق وما أن ينهي شحنته حتى يقول أحلى كلام في الحب، وكانت هي في غيرتها غريبة إذا غارت اختفت يوماً أو اثنين عند أحد الأصدقاء أو الأقارب.
ومن غيرة التابعي اتباعه لطرق بوليسية؛ فقد دفع مبالغ كبيرة لكل الخادمات والوصيفات المحيطات بأسمهان حتى يعرف أخبارها ودفع ثمناً كبيراً.. كان يدفع للبواب ليعرف متى تخرج؟! ويدفع للخادمة لتوافيه بأسرارها، ولكن أسمهان التي كانت تلعب الكوتشينة مع رجال المخابرات الإنجليز والفرنسيين كانتتعرف كيف تختار خدمها.. وكانوا يقولون لها ما الذي يقولونه للتابعي ولغيره!!فقد كانت أسمهان امرأة ساحرة لها قدرة كبيرة على اجتذاب الرجال، وهي كثيرة الهمس إذا تحدثت فيتوهم الذي يقول.. ويرغي.. ويلت ويعجن!!
وكان ما تعمله أسمهان يجلب لها إعجاب المصريين من الرجال جداً؛ فهي هوائية تحب في الصباح وتكره في المساء.. تنام عندما يستيقظ الناس وتخرج من بيتها في نصف الليل ولها مزاج جداً، وقد رفضت دعوة ملكية من إحدى الأميرات لأنها طلبت منها أن تجانس الناس مقابل 500 جنيها، ولم يكن معها في ذلك الوقت إلا 17.50 قرش صاغ، وكان هؤلاء الناس كبارات مصر والشام ولكنها اعتذرت لأنها كما يقولون"قادرة" أي على عكس النموذج المصري وقتها "المنطوية" وإن كان كل شيء تغير الآن "وفي الوقت الذي كان الناس يتحدثون عن غرامها بالتابعي إذا بها تهرب إلى غرام آخر وشخصية أكثر شهرة من التابعي. لقد اتصلت بأحمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي.. تركت حفلة بها التابعي وادعت أنها مصابة بصداع وستذهب لمنزلها واتجهت لمنزل أحمد حسنين باشا.. ومتى؟! الساعة الرابعة صباحاً ورأى ذلك مصطفى أمين وحكاه لعلي أمين وقررا أن يبوظا هذه الجوازة فتقدما باستقالة من آخر ساعة إلى التابعي يقولون له إذا تزوج أسمهان يتركان له مجلة آخر ساعة وقال لهما طظ في آخر ساعة!! وطلبا المشورة من أم کلثوم لحماية التابعي وقالا لها ما رأيك تتزوجينه أنت؟! وضحكت!!
ووصل للتابعي الخبر بوثائق، ومات حبه بالسكتة القلبية، وسافر وحاول أن يتعلم التزحلق على الجليد وفشل ولكنه اشترى ملابس ومستلزمات التزحلق فلقد قرر أن يعرف كيف يتزحلق إذا أعطاه الحب صابونة ماركة أسمهان!!. أما ما وصله من وثائق فقد كان يثبت أن هناك حواراً عنيفاً وقع بين الملكة نازلي أم الملك فاروق وأحمد حسنين بسبب علاقته بأسمهان!! ولأن التابعي هو صاحب عبارة "أن انس المرأة.. بالمرأة" أو "اجعل حياتك منها کالکأس لا تراه ممتلئاً ولا تراه فارغاً" ومن هذه الفلسفة كتب عما عرف من النساء کتاب "بعض ما عرفت".
وكان من أروع ما كتب في آخر ساعة مجموعة مقالات عن قصته مع أسمهان قال فيها: إنها أميرة يجري في دمها الدم الأزرق وكان يحب أن يهزها بما لم تعتدعليه أن يضربها أن يمنعها من نزواتها، ولكنه كان يوافقها على ما ترضى عنه لأنه يحبها، ومن هذه العبارة كتب عنها مصطفى أمين في كتابه "شخصيات لا تنسى" امرأة كانت تتمنى رجلاً يضربها ولكنهم جميعاً لم تطاوعهم كفوفهم!!
وكانت أسمهان خدعته ضحكت عليه وجعلته يهمل عمله، فهو يتابع أخبارها ولا يتابع أخبار الوزارة ويحرص على مقابلة المندوبين الذين يحملون أسرارها أكثر من حرصه على مقابلة مندوبي الجريدة والمحررين ولكنه الحب، ولكنها امرأة مختلفة فهي من برج القوس!!.
ومما يقال عن أسمهان أنها تعاونت مع "هتلر" في أثناء وجودها بمصر، ولذا فالأصابع تشير إلى اتهام المخابرات البريطانية بقتلها في حادث سقوط سيارتها في النيل وهي في طريقها لرأس البر، فقد ماتت وخرج السائق حياً وكانت تريد أن تذهب بالقطار وقال لها السائق كل التذاكر محجوزة وكان هذا غير صحيح وماتتفي 14 يوليو 1944 قبل أن يكتمل آخر أفلامها مع يوسف وهبي "جنون الحب" ودخل نعشها فعلاً الأستوديو كجزء من الديكور!!
وقد صدر کتاب "أعلام الأدب والفن" لأدهم الجندي سنة ۱۹۷۱ تحدث فيه عن أسمهان وأوضح فيه أن علاقتها بأحمد حسنين باشا لم تكن حباً، بل غلباً، إنها أحد متطلبات التعامل مع الألمان "أن تحمل لهم أخبار السرايا" نفس الشيء الذي قيل عن كاميليا والملك فاروق، أما الشيء المبهر فهو تأكيده على أنها أحبت في حياتها التابعي فعلاً وبجنون ولا يزال التاريخ الخاص جداً فيه كثير من الحكايات عن الصحافة والفن کشفتين في فم.



#أشرف_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من السير والتراجم إلى الفضائح والتعرية
- في وصف الهوى
- الحب ... أوله هزل وأخره جد!
- لطيفة الزيات ..والذى اسقط الامبراطورية الرومانية ؟!
- الزعيم والحريم النسوية المصرية فى ثورة 1919 وسبق سعد زغلول ق ...
- تكتب بجسدها نظرية جديدة فى الأدب النسائى ( 2 من 5 )
- تكتب بجسدها نظرية جديدة فى الأدب النسائى (1من 5)
- يطحنون الزعفران فى اضواء الريمبو المبهجة!


المزيد.....




- تحسن طفيف في وول ستريت وتسجيل أرقام قياسية جديدة
- -حزب الله- يعرض مشاهد من عملية استهداف معسكر جنوب حيفا أسفرت ...
- الجيش الإسرائيلي يشن سلسلة غارات على مدينة بعلبك ومحيطها شرق ...
- إيران تحذر.. رد إسرائيل قد يورط واشنطن
- -الأقصى المبارك-.. جوهر الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال
- إعلام إسرائيلي: نخوض حرب أدمغة مع حزب الله وقدراتنا الاعتراض ...
- خبير عسكري: اشتباكات جنوب لبنان التي نشرها جيش الاحتلال -تمث ...
- رغم المذابح وتفوّق القوة لماذا يشعر الإسرائيلي دائما بالهزيم ...
- حزب الله ينشر صور عملية -العشاء الأخير- التي استهدفت لواء غو ...
- مسؤول أميركي سابق يدعو إلى -رد فعل قوي- تجاه الصين


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أشرف توفيق - ملك الصحافة والنساء.. .. وملكة بحق وحقيقي !!