أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الحلو - طوفان الاقصى بوابة تحرير ام نكبة جديدة للشعب الفلسطيني















المزيد.....


طوفان الاقصى بوابة تحرير ام نكبة جديدة للشعب الفلسطيني


خالد الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 7825 - 2023 / 12 / 14 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طوفان الاقصى بوابة تحرير ام بوابة نكبة جديدة للشعب الفلسطيني
بقلم: الدكتور خالد الحلو
2023/12/6
يكثر اللغط والتحليل والتنبؤ حول ما ستؤول اليه الاوضاع بعد ان تضع الحرب أوزارها في قطاع غزة حيث تتناقض التنبؤات والتحليلات بين متفائل ومؤمن بحتمية نصر المقاومة وبين متشائم يظن اننا على اعتاب نكبة فلسطينية جديدة تماثل نكبة العام 1948 وهزيمة العام 1967.
اما ما يتفق عليه اغلبية المحللين فيتمثل في ان ما حدث في طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر كان تاريخاً فاصلا في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي وان النجاح الفائق والغير متوقع والمفاجئ الذي حققتة المقاومة الاسلامية حماس في غلاف قطاع غزة قد سجل نصراً استراتيجياً كبيراً على الكيان الصهيوني مثل بروفا اولية لامكانية تداعي ونهاية هذا الكيان واحدث زلزالاً ضخما في وعي مجتمع المحتل الاسرائيلي افقدهم الثقة بجيشهم واجهزتهم الامنية وادخلتهم في حالة من الصدمة والاحباط الشديد، حيث اسقطت هذه المعركة نظرية قدرة الردع لجيش الاحتلال ونظرية الجيش الذي لا يقهر الذي طالما اوهم جمهوره بأن "القوة هي صانعة الحق" حيث عصفت احداث السابع من اكتوبر وما تبعها من احداث بهذه المعتقدات الاستيطانية الكولونيالية مما دفع بحكومة وجيش واجهزة أمن الكيان الصهيوني المشبع بالصدمة والحقد وروح الانتقام المصحوب بالقلق على مستقبل دولتهم وعلى بقائها للبدئ في حرب مجنونة مدفوعة بغطرسة القوة لا تعبأ بالقوانين الدولية والانسانية ولا بالرأي العام الرسمي والشعبي العربي والاسلامي والدولي املا في استعادة قدرة الردع الضائعة في وحل طوفان الاقصى من قبل مقاومة ظنوا انهم تمكنوا من اخضاعها ووضعها تحت السيطرة عبر سياسة جز العشب وكاسر الامواج في عدة حروب شنوها ضدها وعبر حصار طويل انهك القطاع وانهك اهله عبر العقدين الاخيرين.

هذه الحرب الوحشية والمسعورة استندت على تفويض امريكي بريطاني فرنسي ايطالي الماني وعلى مشاركة مباشرة ومنقطعة النظير من الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها سياسياً وعسكرياً مصحوبة بمساعدات مالية ضخمة مقدمة من قبل الولايات المتحدة الامريكية لتغطية نفقات الحرب للحفاظ على الاقتصاد الاسرائيلي متماسكاً خلال مدة الحرب، ولم تتردد الولايات المتحدة وحلفائها في تبرير المذابح والجرائم والمجازر الصهيونية للمدنيين في قطاع غزة تحت شعارات حق اسرائيل في الدفاع عن النفس وفي حقها بتدمير حركة حماس وتفكيك تنظيمها العسكري كتائب القسام كشرط لتحقيق الامن والاستقرار لاسرائيل وشعبها.

وقد حددت حكومة الحرب الصهيونية اهداف هذه الحرب في الايام الاولى بضرورة تدمير قطاع غزة بعد تحميل اهلة للمسؤولية عن احداث السابع من اكتوبر بل ووصفهم بانهم حيوانات بشرية والعمل على ترحيل اهالي القطاع باتجاه سيناء او على الاقل باتجاه جنوب قطاع غزة مع تدمير البيوت والمؤسسات الخدماتية والتعليمية والصحية لتحويل تلك المناطق المستهدفة لمناطق غير قابلة للحياة جنباً الى جنب مع القضاء على حركة المقاومة الاسلامية حماس وتفكيك وتدمير جهازها العسكري المتمثل بكتائب القسام والى تجريد الحركة من اسلحتها وقتل قادتها وتدمير بنيتها السياسة، وانهاء حكمها وادارتها للقطاع واطلاق الرهائن بقوة السلاح الى جانب تدمير شبكة الانفاق التي تسببت بصداع شديد لاسرائيل خلال العقدين الاخيرين وبالتالي تحقيق نصر كبير يساهم في اعادة ثقة المجتمع الإسرائيلي بالمؤسسة السياسية والعسكرية والامنية الاسرائيلية بعد الفشل الذريع والهزيمة المدوية التي حلت بدولة الاحتلال وبجيشها واجهزتها الامنية في السابع من اكتوبر.

لقد بدى واضحاً ان الحكومة الاسرائيلية التي ترزح تحت وطأة الصدمة وهي تضع هذه الاهداف العسكرية امام اعينها لم تتمكن من وضع خطة سياسية واضحة المعالم لسيناريوهات ما بعد انتهاء المعارك في قطاع غزة وللجهة او الجهات التي من المفترض ان تتولى ادارة قطاع غزة وهذا يوضح مدى الصدمة والتخبط في ادارة الصراع من طرف الكيان الصهيوني، الا اذا كان السبب وراء عدم الاعلان عن خطة واضحة لادارة قطاع غزة هو النية في التخلص من قطاع غزة ومن سكانه سواء بضرب القطاع بقنبلة ذرية كما صرح بذلك احد وزرائهم المتطرفين او بالتهجير القصري الى سيناء الذي يعمل على تحقيقه التدمير المنهجي للمنازل والبنى التحتية وكل مناحي الحياة.

ويذهب بعض المحللين الذين يدعوا الواقعية الى ان قدرة اسرائيل على استخدام القوة الغاشمة لامتلاكها قوة عسكرية وتدميرية هائلة مدعومة من قبل الترسانة العسكرية الامريكية وحلفائها يمكنها من شن حرب ابادة ضد الشعب الفلسطيني بتدمير مصادر الحياة بمنع دخول الغذاء والوقود والكهرباء الى قطاع غزة وتدمير المستشفيات ومؤسسات الخدمات العامة ومصادر المياة وغيرها والى ايقاع القتل بالاف بين الاطفال والنساء والشيوخ والرجال وتدمير البيوت على رؤوس اصحابها سيدفع باهل قطاع غزة الى الرحيل من ارضهم والى التخلي عن مقاومتهم
وعلية يتم الترويج عبر هذا التحليل اننا مقبلون اما على تهجير كبير لسكان قطاع غزة اما داخلي باتجاه جنوب القطاع او خارجي باتجاه سيناء ويضيف اصحاب هذا التحليل انه لاحقا لحرب غزة فالضفة الغربية ستكون مهددة ايضا بحدوث تهجير للفلسطينيين من الضفة الغربية باتجاه الاردن بعد اكتمال اعادة احتلال قطاع غزة وتقويض واجتثاث المقاومة المتمركزة فيها وذلك بعد ما شهدناه من تسليح رسمي لقطعان المستوطنين في الضفة الغربية ومن تصريحات اردنية رافضة لتهجير الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية الى الاردن.

ويروج اصحاب هذا التحليل الى أن ارسال الولايات المتحدة وحلفائها الاساطيل لدعم الكيان الصهيوني بعد ترنحه الشديد تحت وطأة احداث زلزال السابع من اكتوبر سيمنع اي امكانية لتوسع الحرب ولوقوع سناروهات مماثلة من شمال فلسطين او اي مناطق اخري او وبالتالي تخفيف الضغط العسكري عن قطاع غزة.

لقد بنى اصحاب هذا التحليل اعتقادهم بامكانية تحقق اهداف العدوان العسكري الاسرائيلية على قطاع غزة ذلك ان القوة العسكرية الاسرائيلية الغاشمة المؤيدة بغطاء امريكي غربي يؤمن لحكومة الاحتلال الاسرائيلي الضوء الاخضر لممارسة كل اشكال الجرائم والمجازر بامكانها تحقيق تلك الاهداف المعلنة للعدوان الصهيوني على قطاع غزة وعلى الشعب الفلسطيني تماما كما فعلت الولايات المتحدة بحركة طالبان في افغانستان وفي نظام صدام حسين بالعراق خصيصاً وان الوضع العربي والاسلامي والدولي لا زال غير مؤهل لمنع تحقق هذه التداعيات الخطيرة فجزء مهم من النظام العربي يرغب في التخلص من حركة المقاومة الاسلامية حماس كونها تنتسب لجماعة الاخوان المسلمين التي يناصبونها العداء المستحكم، وفشل ما تبقى من اطراف النظام العربي والاسلامي عن ممارسة اي ضغوط هامة ومؤثرة لايقاف هذه الحرب المجنونة ان لم نقل عدم رغبتهم اصلا في ممارسة اي ضغوط حقيقية.

الى جانب اعتماد هذا التحليل المتشائم على تخاذل ما يسمى بمحور المقاومة عن تحقيق شعارات وحدة الساحات وترك المقاومة في قطاع غزة تقاتل وحيدة في هذه المعركة الغير متكافئة مع الاكتفاء بمناوشات ملتزمة بما يسمى بقواعد الاشتباك مع الكيان الصهيوني بل ويذهب البعض الى التصريح بتآمر ايران مع الولايات المتحدة وعملها على توريط المقاومة الاسلامية حماس في قطاع غزة من اجل تحسين شروط التفاوض على برنامجها النووي وعلى فك الحصار الغربي عنها مقابل عدم توسيع رقعة المواجهة مع الكيان الصهيوني.

ويرى ايضا اصحاب هذا التحليل ان روسيا المنشغلة بحربها مع اكرانيا تنتفع بانشغال الولايات المتحدة وحلفائها بالحرب على قطاع غزة وتراجع الاهتمام بالحرب في اكرانيا مما يخفف عنهم جزء من الضغوط المرافقة لحربهم ضد اكرانيا، وليس بعيدا عنها موقف الصين التي تفضل خوض المواجهة الناعمة في مواجهة سياسات الولايات المتحدة الامريكية وتنأى بنفسها عن ميادين المواجهة الخشنة التي قد يسببها الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، كل هذه الاسباب المحلية والاقليمية والدولية يتم استدراجها وعرضها كادلة على اننا على اعتاب نكبة فلسطينية جديدة ستعيدنا الى المربع الاول في الصراع مع الكيان الصهيوني وبالتالي تحميل المقاومة الاسلامية حماس للتداعيات المعتقد تحققها على اثر هذه الحرب المدمرة.

اما اصحاب التحليل المتفائل فيعتقدوا ان فقدان الكيان الصهيوني لتعقله يستدرجه لاقتراف اخطاء قاتلة ستترك اثارا غائرة على حاضر ومستقبل هذا الكيان وستمهد لحروب اعظم يشعل فتيلها خلال هذه الحرب الاجرامية اللا اخلاقية، ويعتقدوا أيضاً انه بامكان جيش الاحتلال الصهيوني من البدئ بالحرب ومن اجتياح القطاع املاً في حسم الحرب مع حركة المقاومة الاسلامية حماس لكن يضيفوا الى انه لن يكون بمقدورة تحديد سير ومآلات هذه الحرب ولن تتمكن الاساطيل وحاملات الطائرات الغربية والتهديد الامريكي من منع توسع هذه الحرب الهمجية وانتقالها لحرب اقليمية متعددة الساحات لن تقوى اسرائيل والولايات المتحدة من حصر نتائجها المدمرة على اسرائيل بل وعلى المشروع الغربي برمته في المنطقة ويستعرضوا الاسباب التالية للتدليل على حتمية هزيمة الكيان الصهيوني ومن يدعمه في هذه الحرب:

أولاً: يعتبر هجوم طوفان الاقصى في السابع من اكتوبر نصرا كبيرا للمقاومة الفلسطينية لا يمكن نسخه او الغاءه وستبقى هذه الهزيمة تلاحق الكيان الصهيوني وتترك اثارها الغائرة والعميقة على نظرية الامن الاسرائيلي بل وعلى اسس ديمومة وبقاء هذا الكيان وذلك مهما كانت نتائج هذه الحرب الدموية.

ثانياً: لن يكون بمقدور اسرائيل مهما بلغت من اسباب القوة والدعم الامريكي من الانتصار على المقاومة في قطاع غزة حيث ان من يخوض المعركة من جانب المقاومة هم جميعا مشاريع شهادة جاهزون للقتال حتى الشهادة او النصر تماما كجيش طارق بن زياد بعد ان حرقت سفنهم، مضافا لذلك حجم الالم والانتقام الذي يعتمر قلوبهم للمقتلة العظيمة التي تقع في ابنائهم وعائلاتهم وذويهم واحبائهم، الى جانب معرفتهم للارض والاستعدادات الكبيرة التي تم تجهيزها فوق الارض وتحت الارض للدفاع عن قطاع غزة، كل هذه العوامل ستمكنهم من الصمود لفترة تتجاوز قدرة العدوان الغاشم على الإستمرار، مع ادراك ان اسرائيل اذا لم تحقق اهدافها المعلنة المستحيلة المنال فهي قد هزمت وان المقاومة اذا ما صمدت ومنعت تحقق اهداف عدوها فهي قد انتصرت.

ثالثاً: ان ما يبديه اهالي قطاع غزة من قدرة فائقة على الصمود فوق ارضهم وتمتعهم بمعنويات عالية وايمان منقطع النظير بالنصر في مواجهة محاولات التهجير القصري التي ينتهجها الاحتلال بتدمير البنى التحتية السكانية والصحية والخدماتية وكافة المجالات الحياتية وقصف وقتل المدنيين العزل ومطالبتهم بالهجرة نحو جنوب قطاع غزة وقدرتهم على احباط آمال الاحتلال فى تحقيق نزوح كبير وتفضيلهم الاستشهاد على مغادرة ارضهم رغم الدمار الكبير الذي يحدثه القصف، ان قدرة اهالي قطاع غزة العظيمة والغير مسبوقة على الصمود في مواجهة تلك الدعوات املا في تفريغ القطاع من سكانه كخطوة اولى للاستفراد بالمقاومة وفي اعادة احتلال قطاع غزة المليئ بحرها وبرها بثروات كبيرة تطمع اسرائيل بالاستيلاء عليها.

رابعاً: رغم الدور المصري السلبي والصامت والمصر على انتحال دور الوسيط ودور الحياد في مواجهة حرب الابادة التي تشنها اسرائيل على قطاع غزة الا ان الرفض المصري القطعي لحدوث التهجير لسكان قطاع غزة باتجاه سيناء واعتبار ذلك مسألة امن قومي مصري غير قابل للمساومة كون ذلك سيقحم مصر في قلب الصراع الفلسطيني الاسرائيلي كل ذلك يسهم في احباط ما تخطط له اسرائيل في اطار مخططاتها واهداف حربها بتهجير اهالي قطاع غزة باتجاه سيناء.

خامساً: كلما طال امد هذه الحرب فان الجبهة الداخلية الاسرائيلية التي بدت متماسكة وراء قيادتها في الايام الاولى بعد السابع من اكتوبر سيزداد فقدانها للتماسك وسترتفع وتيرة تفككها تحت وطأة فقدان الامن الشخصي والاقتصادي وتحت وطأة ارتفاع عدد قتلاهم من الجنود على الجبهة التي يخفيها الجيش حتى الآن لكنه لن يتمكن من الاستمرار باخفائها وكلما تضاعفت اعداد القتلى لديهم على جبهات القتال كلما زادت المعارضة الشعبية ضد حكومة الحرب الاسرائيلية.

سادساً: بعد انتهاء هدنة تبادل الاسرى ومع اشتداد المعارك بين المقاومة وجيش الاحتلال ترتفع وتيرة خوف ذوي المحتجزين على حياة ابنائهم من الجنود والرهائن المدنيين خصيصاً بعد فشل العملية العسكرية في استرجاع اي منهم مما يزيد من وتيرة المعارضة الداخلية لاهالي المحتجزين ومن انضم اليهم من المعارضة التي كانت تشارك في الاحتجاجات العارمة على قانون الاصلاح القضائي خصيصاً بعد نجاح المفاوضات في اطلاق سراح عدد كبير من المحتجزين لدى المقاومة عبر الوساطة القطرية المصرية الامريكية وهذا بدوره يزيد من احتمالات انهيار التحالف الداخلي لحكومة الحرب الغير متجانسة اصلاً.

سابعاً: رغم عنف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الا ان كثافة القصف لم تنجح في منع تساقط الصواريخ على غلاف غزة وعلى العديد من المدن الاسرائيلية الرئيسية حيث اسهم ذلك في منع عودة الحياة الطبيعية لدولة الاحتلال في غلاف قطاع غزة وفي مدنه الرئيسية الى طبيعتها ولم يبدد الانطباع العام بالإحباط وخيبة الأمل لجمهور عريض من المجتمع الاسرائيلي خصيصا مع الابقاء مئات الآف اللاجئين اليهود من غلاف قطاع غزة ومن شمال فلسطين خارج بيوتهم وما يعنيه من تفاقم الضغوط النفسية والاجتماعية والخسائر اقتصادية الضخمة حيث لم تنفع الصور التي نقلتها محطات التلفزة الاسرائيلية لتدمير الأبراج السكنية ومشاهد الدمار الهائل في أحيائها والقتل العظيم لابنائها، ولا البيانات العسكرية عن تدمير "مترو الأنفاق" واستهداف قياديين كبار في "حماس"على تهدئة روع المواطن الاسرائيلي الذي بات لا يصدق بيانات حكومته وانتصاراتها الزائفة وهذا سيلعب دوراً في الضغط على تقريب موعد انتهاء الحرب.

ثامناً: كلما زاد فشل قوات الاحتلال من ايقاع الاذى والتدمير بقوى المقاومة وكلما زادت الخسائر بين صفوفهم وكلما زاد فشلهم امام جمهورهم بوصول الصواريخ الى مدنهم كلما زاد جنونهم وتوسعهم في قصف وقتل المدنيين وتدمير المنازل والبنايات السكنية لعرضها كانجازات امام شعبهم كلما زاد انكشاف اجرامهم ومدى نازية وفاشية اهدافهم وسيزيد بالتالي من حرج الدول والحكومات المؤيدة لهم اقليميا ودوليا وسيصعب من امكانية السماح لهم باستمرار هذه الحرب المجنونة ويمنعهم من تحقيق اهداف حربهم المستحيلة التحقق وبالتالي هزيمتهم.

تاسعاً: إن استمرار المجازر وما تتركه من الآم وعذاب في الضمير العربي والاسلامي وما يفاقمه من شعور العجز عن ايقاف هذه المجازر سيزيد من احتمالات تصاعد ردود فعل غير متوقعة سواء في الشارع العربي ضد انظمة عربية اثبتت ولاءها للمشروع الصهيوني الامريكي او من افراد سيتخذون قرار المواجهة وايقاع الخسائر في المصالح الاسرائيلية والامريكية والغربية في المنطقة وهذا سيشكل هاجساً امنيا امام الدول الغربية التي تدرك بأن الحرب ستفتح الباب على مصراعية لاحداث خطيرة تقع ضد مصالح بلادهم او في بلادهم، وهذا سيزيد من الضغوط الحكومات العربية والاسلامية وعلى حكومة الحرب الاسرائيلية وعلى الولايات المتحدة لايقاف الحرب منعا لتطور احداث كبيرة تمس باستقرار المنطقة بل والعالم باسره.

عاشراً: الاستجابة الجماهيرية العربية والاسلامية والدولية لدعوات المقاطعة للمنتجات الاسرائيلية والامريكية والغربية المنخرطة في دعم اسرائيل وما توقعة من خسائر اقتصادية مؤثرة على شركات اسرائيلية وغربية كبرى غالبها يمتلك النفوذ في بلادهم وهذا بدوره سيزيد من وتيرة الضغوط من قبل تلك الشركات على حكوماتهم للضغط على حكومة الحرب الاسرائيلية لايقاف هذه الحرب دون تحقيق اهدافها.

احد عشر: ان خسارة اسرائيل للمعركة الاعلامية امام الرأي العام الدولي وتحديدا في الدول المؤيدة والحليفة لها والتي اجتاحتها مظاهرات ومسيرات ضخمة غير مسبوقة مؤيدة للشعب الفلسطيني ومطالبة حكوماتها بالضغط لوقف حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني، هذا التعاطف والتاييد الذي ادى لاقالة وزراء في بريطانيا والى استقالة او احتجاج موظفين رفيعي الدرجة في الادارات الامريكية وبالتالي الى تغير ولو نسبي في الخطاب الرسمي لحكومات تلك الدول المدركين لمدى تاثير هذه المواقف الشعبية على مستقبلهم السياسي في اي انتخابات قادمة، هذا التغير الذي دفع بالادارة الامريكية والحكومة الفرنسية وبعض الادارات الغربية لتغيير خطابها الذي اعلنته بالايام الاولى بعد السابع من اكتوبر والى مطالبة اسرائيل بسقف زمني محدود لاستمرار العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة بل ان بعض الدول الاوروبية بادرت بادانة الحكومة المتطرفة الاسرائيلية كاسبانيا وايرلندا وبلجيكا واكدت على اقتراف اسرائيل لجرائم حرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، هذه التحولات الضخمة في الرأي العام الشعبي ترك آثاره المهمة على المواقف الرسمية وسيحد من التفويض الغربي لاستمرار هذه الحرب لمدة طويلة.

ثاني عشر: ان استمرار اطراف محور المقاومة في التعامل ضمن قواعد الاشتباك مع الطرف الصهيوني سيفقد هذا المحور مبررات وجوده في حال استمرارة بهذه الوتيرة ويمهد لرحيلة من المشهد السياسي في المنطقة، فترك المقاومة في قطاع غزة وحيدة في هذه الحرب سيفتح الباب لاحتمالات تمكين اسرائيل للانتصار واعادة تشكيل المنطقة بما تهوى وبالتالي الى تحجيم او القضاء على اطراف محور المقاومة واذا ما اخذنا بعين الاعتبار محاولات الحكومات الاسرائيلية المتطرفة منذ زمن طويل لتوريط الولايات المتحدة الامريكية في حرب مع ايران لتدمير البرنامج النووي والامكانات العسكرية الايرانية فان هذه الحرب وما صاحبها من اشتباك محدود بين اسرائيل وبين حلفاء ايران في سوريا والعراق واليمن يمثل فرصة لهذه الحكومة المتطرفة لتحقيق توريط للولايات المتحدة في هذه الحرب لتوجيه ضربة عسكرية كبيرة لايران وحزب الله للتخلص من اعدائها بتكلفة يدفعها الغير وذلك لن يكون عصيا على هذه الحكومة المتطرفة بالتلاعب بقواعد الاشتباك مع حزب الله والتنظيمات المؤيدة لايران الذين يعانون من ضغط متزايد على مواقفهم من المشاركة بالحرب الى جانب المقاومة في قطاع غزة، وطالما ان الولايات المتحدة الامريكية تعلن على لسان وزير دفاعها انهم لن يسمحوا لانتصار حماس على اسرائيل وطالما حزب الله ومن ورائه ايران لن يسمحوا بانتصار اسرائيل على حماس فذلك لا يعني سوى احتمال صدام اقليمي كبير ينتظر الانفجار في زمن قد يكون قريباً.

ثالث عشر: مما لا شك فيه فان الوضع الدولي ومحاولات روسيا والصين ودول كبرى اخرى تغيير النظام العالمي من نظام احادي القطب الى متعدد الاقطاب وما رافق تلك المحاولات من فتح الولايات المتحدة وحلفائها حرب استنزاف لروسيا عبر اشعال الحرب في اكرانيا وتعزيزها لمحاور عسكرية جديدة في جنوب شرق آسيا للوقوف في وجه القوة العسكرية الصينية وتشجيع تايوان على التمرد على مبدأ الصين الواحدة كلها عوامل مشجعة لهذه الاطراف الدولية على الدفع باتجاه توسع الحرب اقليمياً عبر وكيلتهم ايران ومن يدور في فلكها وتوظيف تلك الحرب الاقليمية لانهاك واستنزاف الولايات المتحدة بعيدا عن الصراع المباشر مع الولايات المتحدة املا في الوصول الى نظام عالمي جديد.

وفي الختام وبناء على قراءة ما تقدم فاني ارجح توسع معركة طوفان الاقصى الى حرب اقليمية واسعة ومدمرة ستصلى بنيرانها اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية وستكون حرباً عالمية بالوكالة وستمهد هذه الحرب لحروب قادمة عنيفة ستعصف باسرائيل وبالمشروع الغربي برمته وكما نشأت اسرائيل مع ولادة نظام عالمي جديد بعد الحرب العالمية الثانية فان الحرب الروسية الاوكرانية واحداث طوفان الاقصى وما تبعها من حرب طاحنة ستسارع من فقدان النظام العالمي القائم بقيادة الولايات المتحدة مشروعيته الاخلاقية والسياسية والعسكرية وسيمهد لتحولات كبرى نحو عالم متعدد الاقطاب وستعصف هذه الاحداث المتسارعة بهذا الكيان بل سيؤدي الصراع والمعارك المتمخضة عنه التمهيد لزوال المشروع الصهيوني الامبريالي الكولونيالي من المنطقة باسرها بعد ان تؤدي تداعيات هذه الحرب لسقوط مدوي للنظام العربي واكتمال التحولات الدولية التي تفقد الولايات المتحدة هيمنتها على النظام العالمي الجديد.



#خالد_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة ومعركة طوفان الاقصى
- ماذا بعد هزيمة اسرائيل في السابع من اكتوبر المجيد 2023
- ليبيا بين الثورة والتدخل الاجنبي
- مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية والثورة
- فتنة أو فوضى خلاّقة أم ثورات خلاّقة


المزيد.....




- مفاجأة غير متوقعة.. شاهد ما فعله ضباط شرطة أمام منزل رجل في ...
- بعد فشل العلاقة.. شاهد كيف انتقم رجل من صديقته السابقة بعد ت ...
- هيئة المعابر بغزة ومصدر مصري ينفيان صحة إغلاق معبر رفح: يعمل ...
- لماذا يتسارع الوقت مع التقدم في السن؟
- بلجيكا تبدأ مناقشة فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات ضد إسرائيل
- رداً على -تهديدات استفزازية- لمسؤولين غربيين .. روسيا تعلن إ ...
- تغطية مستمرة| الجيش الإسرائيلي يستعد لاجتياح رفح ويدعو السكا ...
- غارات إسرائيلية ليلية تتسبب بمقل 22 فلسطينيا نصفهم نساء وأطف ...
- أول جولة أوروبية له منذ خمس سنوات.. بعد فرنسا، سيتوجه الرئيس ...
- قاض بولندي يستقيل من منصبه ويطلب اللجوء إلى بيلاروس


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الحلو - طوفان الاقصى بوابة تحرير ام نكبة جديدة للشعب الفلسطيني