أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - لماذا زار بوتين الخليج ؟















المزيد.....

لماذا زار بوتين الخليج ؟


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7820 - 2023 / 12 / 9 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في زيارة كتب لها النجاح منذ اللحظة الاولى من وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى -دولة الامارات العربية المتحدة ، وأستقباله على أعلى مستوى بشخص رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل النهيان ، وكانت مجرد بداية لسلسلة لقاءات بين رئيس الدولة الروسية ونظرائه من دول الشرق الأوسط ، ذات أجندة غنية ومهمة، ولكن من بين أمور أخرى، فإن الزيارة أظهر فيها الرئيس بوتين للغرب عدم جدوى محاولاته لعزل روسيا ، ووصف مساعد الرئيس الروسي للسياسة الخارجية، يوري أوشاكوف، هذه الاتصالات بأنها “وثيقة الصلة للغاية ومهمة للغاية”. وليس هناك شك في ذلك.
وعلى خلفية العقوبات الغربية، أصبحت الدول العربية في الخليج شركاء اقتصاديين مهمين لموسكو ، وهكذا ارتفع حجم التبادل التجاري بين روسيا والإمارات عام 2022 بنسبة 68%، ليصل إلى مستوى قياسي قدره 9 مليارات دولار، وفي الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري - بنسبة 63%، ليتجاوز 8.8 مليار دولار ، أما مؤشرات التجارة مع السعودية فهي أكثر تواضعا - وهو بزيادة قدرها 4.8% في الفترة من يناير إلى سبتمبر 2023، لتصل إلى 1.35 مليار دولار، ومع ذلك، تعمل موسكو، على سبيل المثال، على زيادة إمدادات القمح إلى المملكة: ففي العام الماضي زودت روسيا السعوديين بكمية قياسية بلغت 1.8 مليون طن.
هناك جانب آخر مثير للاهتمام في تعاون روسيا الأخير مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وهو توريد النفط والمنتجات النفطية الروسية إلى هذه الدول ، وعلى الرغم من أن كلا البلدين ظلا في نهاية عام 2022 رائدتين في إنتاج النفط (وفقًا لمنظمة أوبك، تحتل الإمارات المركز السادس عالميًا، والمملكة العربية السعودية في المركز الثاني)، إلا أن ذلك لم يمنعهما من شراء الذهب الأسود الروسي بخصومات جيدة ، كقاعدة عامة، يتم إعادة تصدير النفط الخام الذي تم شراؤه بسعر مخفض من روسيا، وتستخدم المنتجات البترولية لتلبية الاحتياجات المحلية.
اللقاءات التي اجراها الرئيس الروسي مع قادة الامارات ، ومن ثم مع ولي العهد السعودي الشيخ محمد بن سلمان ، وأكتمل الماراثون الدبلوماسي ، بلقاء بوتين وأجراءه محادثات مع نظيره الإيراني ابراهيم رئيسي في موسكو ، لقاءات في بادئ ذي بدء، حدثت في وقت مثير للغاية - خلال فترة الإرهاق والانزعاج في الشرق الأوسط تجاه الأمريكيين - ، خاصة بعد أن اتخذت الولايات المتحدة وأوروبا موقفًا مؤيدًا تمامًا " لإسرائيل " في الصراع بين تل أبيب وحماس ، ذلك الموقف الذي وصفه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، بأن "النهج الانتقائي الذي شهدناه في تطبيق المعايير القانونية والأخلاقية الدولية، فضلا عن تجاهل الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين الفلسطينيين العزل، أثار غضب العالم الإسلامي والعربي".
إن بوتن، بنهجه المتوازن، لا يستحق إلا الاحترام ، بهذه الكلمات أجمع من شهد أو حضر لقاءات الرئيس الروسي مع المسئولين في هذه الدول ، وقد انعكست هذه الاجواء على مستوى اللقاءات التي جرت جميعها على أعلى المستويات ، وهذا يعني عدم الوقفة الاحتجاجية طوال الليل لعقد اجتماع مع رئيس الدولة (وهو ما شهده وزير الخارجية أنتوني بلينكن في المملكة العربية السعودية) ، وعدم الانتظار على متن الطائرة حتى يتنازل شخص ما للقاء الضيف المميز عند سلم الطائرة ، وهو ماحدث ( للرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير في قطر).
وفي الواقع، لم تكن الأوضاع في غزة ، وحدها من تسيدت مباحثات بوتين في الاجتماعات الثلاثة ، حيث تقع هذه الدول الثلاث في منطقة يستمر فيها الصراع بين " إسرائيل " وفلسطين ، وهي مستمرة – ولديها كل الفرص للتوسع في بلدان أخرى ، وأكدت المباحثات أن إيران والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ليست مهتمة بحرب كبيرة، تمامًا مثل روسيا، لذلك ناقش بوتين مع قيادة هذه الدول كيفية تجنب هذا السيناريو ، وأشارت إيلينا سوبونينا، عالمة السياسة الدولية وخبيرة RIAC، لصحيفة VZGLYAD ، الى انه يمكن لموسكو أن تعمل كوسيط جديد في إنهاء الأعمال العدائية ، في حين كتبت صحيفة تايمز أوف "إسرائيل“ ، إن" الزيارة جاءت في وقت تريد فيه روسيا تعزيز دورها كوسيط قوي في صراع الشرق الأوسط” علاوة على ذلك، ينبغي تعزيزها في وقت فشل فيه الوسيط السابق.
و“ حماس "، التي تعتبرها معظم الدول الغربية جماعة إرهابية، لديها علاقات جيدة مع روسيا وزار وفدها مؤخرا موسكو ، ولم تتمكن قطر، التي اعتمد عليها الغرب كمفاوض مع حماس، من إيجاد الأساس لمزيد من تبادل الرهائن بين " إسرائيل " والجماعة الفلسطينية (وهو ما كان شرطاً مسبقاً لهدنة إنسانية ثانية) ، لذلك، وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية ، ليس لدى بوتين ما يخسره بالتدخل الآن، وقالت " الأزمة هي فرصة لروسيا للعودة إلى السياسة العالمية، وتقديم نفسها كبطل غير متوقع لحل متعدد الأطراف للوضع في الشرق الأوسط ، والمنطقة بحاجة لمثل هؤلاء الأبطال " ، وإن التجارب السابقة أثبتت إن الشرق الأوسط الغارق في الصراعات، وبدون مساعدة روسيا الاتحادية والصين لا يمكن حلها ، ولا يمكن الاعتماد على الدول التي تم الاعتماد عليها في الحرب - سواء في أوكرانيا أو في فلسطين.
وبالطبع كان الموضوع الثاني هو النفط ، فهناك العديد من المواضيع هنا ، أولا وقبل كل شيء، مصير اتفاق أوبك+ ، وهنا كانت الزيارة مناسبة للإجابة على سؤال استراتيجي ، هو ما الذي ستفعله أوبك+ بعد ذلك؟ ففي نهاية المطاف، بينما يعمل على خفض الإنتاج، والحفاظ على الأسعار مرتفعة، تستفيد بلدان أخرى من ذلك وتزيد الإنتاج ، وتأخذ مكان في السوق ، وبناء على ذلك، يتعين عليهم ( الامارات والسعودية و السعودية وايران ) أن تقرر ما إذا كانوا سيواصلون خفض الإنتاج أو تغير موقفها بطريقة أو بأخرى ، وبالنسبة لإيران فانه تمت مناقشة مسألة حصص الإنتاج لإيران بشكل منفصل ، حيث صرحت طهران " أنها تعتزم في عام 2024 الوصول إلى حجم إنتاج وصادرات النفط قبل الأزمة " ، وهي الآن لا تخضع لحصة الإنتاج، لأنها تخضع للعقوبات ، ولكن إذا وصل الإنتاج إلى مستوى ما قبل العقوبات، فربما حان الوقت لفرض قيود عليه، كما هو الحال بالنسبة لأي بلد آخر، علاوة على ذلك، وطرحت القيادة الروسية مع الرئيس الإيراني في موسكو هذه القضية أيضًا.
أما الموضوع الثالث هو بالتأكيد البريكس ، فقد اجتمع الرئيس بوتين مع رؤساء الدول الذين من المتوقع أن ينضموا اعتبارًا من 1 يناير 2024 إلى البريكس (حيث ستكون روسيا رئيسًا مع بداية العام الجديد) ، في وقت تقدم مجموعة البريكس وجهة نظر بديلة لكيفية هيكلة السياسة الدولية ، تتحد الدول الأعضاء في المنظمة بالرغبة في التخلص من الهيمنة الأمريكية، وكذلك خلق نوع من الاتحاد من التفاهم المتبادل مع الآخرين الذين تخلصوا منها و"تطوير التعاون الاقتصادي والتفاعل التجاري".
إن رحلة بوتين إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية كانت واحدة من أهم مرحلة في تطوير العلاقات بينهما ، في الوقت نفسه باتت دليل للغرب على عدم جدوى محاولاته لعزل روسيا ، وتقول بلومبيرغ بسخط: "تظهر هذه الزيارة ثقة بوتين المتزايدة في قدرته على السفر خارج روسيا ، على الرغم من كل الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وأوروبا لعزله على المسرح العالمي".
الزيارة الرئيس بوتين للمنطقة بحد ذاتها ، وكما أجمع المراقبين ، بأنها منحت الرئيس الروسي بإيجاد لغة مشتركة مع محاوريه في المنطقة ، في ظل عالم يتغير، والعولمة البدائية أصبحت بالية، ولم تعد الأساس الذي لا يتزعزع لـ "السياسة وفقًا للقواعد" ، ويتم إنشاء أسس الجديد من خلال الابتعاد عن المركزية الغربية ، وأكدت إن التوجه نحو الشرق يعني بناء مراكز نفوذ جديدة ، ولا تحتاج العديد من البلدان إلى الابتعاد عن الدولار فحسب، بل تحتاج أيضاً إلى إنشاء بنية تحتية تجارية واسعة النطاق خاصة بها ، وهكذا، فقد ضربت الصين بالفعل مثل هذا المثال من خلال بدء التداول في العقود الآجلة للنفط في بورصة شنغهاي.
كانت الجولة الخاطفة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لمدة يوم واحد بمثابة مفاجأة للكثيرين ، لكن، وبحسب المراقبين ، تبدو الزيارة منطقية تماماً ، فبالنسبة للكرملين، الذي يخضع لعقوبات غربية، أصبح الشركاء الشرقيون ذوو أهمية متزايدة ، وفي المقابل، بالنسبة لدول الخليج العربي، فإن التفاعل مع الجانب الروسي يمثل فرصة لاتباع سياسة متوازنة مستقلة عن موسكو أو واشنطن ، خصوصا وان روسيا تسعى جاهدة لتحقيق شيء آخر، وهو ما أكده بوتين ، "نريد إنشاء نموذج جديد، نموذج ديمقراطي حقًا، حيث تتولى المنافسة الحقيقية والعادلة لجميع المشاركين في النشاط الاقتصادي زمام الأمور"، حيث تكون المنافسة الحقيقية عادلة بين جميع المشاركين في النشاط الاقتصادي. يتم احترام آراء وتقاليد الجميع.



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سباق روسي امريكي محموم على أسلحة الفرط الصوتي
- بوتين وشي جين يرسمان مستقبل علاقات بلديهما
- لماذا زار رئيس الوزراء العراقي روسيا؟
- هل ستعود روسيا للتجارب النووية ؟
- كلمات يجب أن تقال
- بايدن وزيلينسكي .. والتوقف عن فضائح الفساد ل45 يوما !
- موقف روسيا المعروف ونرجسية بلينكن
- الهجوم الغربي المضاد ضد أوكرانيا
- لقاء التحدي بين بوتين وكيم أون
- رسائل بوتين من فلاديفوستوك
- أردوغان في سوتشي لإعادة الود مع بوتين
- الحذر من - هدايا - أمريكا البيولوجية !!
- صراع الجواسيس لم يعد سري
- حتى أنت يا كيشيدا !!
- روسيا وافريقيا يطلقان خطة عمل للشراكة 2023-2026
- بولندا تخاطر بوجودها
- مَن مَلَّ مِنْ مَن؟
- لماذا تخلت الهند عن فكرة عملة البريكس
- الخيانة التركية لحسن النوايا الروسية
- هل سترد موسكو على حجز أصولها في الغرب ؟


المزيد.....




- أفعى تتدلى من سيارة مسرعة على طريق سريع وكارثة وشيكة.. مشاهد ...
- تحول لمعلم جاذب للسياح بشيكاغو.. إزالة -حفرة الفأر- الشهيرة ...
- كتائب عز الدين القسام تعلن مقتل 3 من عناصرها بمعركة مع الجيش ...
- سوليفان: واشنطن تشترط تطبيع السعودية مع إسرائيل مقابل توقيع ...
- بايدن ساخرا من ترامب: -لا تعبث مع نساء أمريكا-!
- محلل سياسي مصري: لهذه الأسباب هزيمة أوكرانيا مؤكدة
- تفاعل كبير مع فيديو للشاعر الراحل الأمير بدر بن عبد المحسن ن ...
- السودان .. ماذا يحدث داخل سجون الحرب؟
- مظاهرة في برلين تنديدا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
- مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية للمطالبة بوقف الحرب على غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - لماذا زار بوتين الخليج ؟