أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - مَن مَلَّ مِنْ مَن؟















المزيد.....

مَن مَلَّ مِنْ مَن؟


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7675 - 2023 / 7 / 17 - 02:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يبدو العنوان غريب بعض الشيء ، ولكنه يعكس حقيقة الوضع السائد الان بين أوكرانيا ورئيسها ( المهرج ) فلاديمير زيلينسكي ، الذي على ما يبدو نسى انه ليس سياسيا محنكا ولا حتى بسيطا ، ونسى انه الخطأ في السياسة واللعب مع الكبار كمن يدخل خلية " الدبابير " ، ليتلقى اللسعات الغربية في كل أجزاء جسمه دون استثناء ، و بين الغرب ، الذي وضع كل رهاناته على " المهرج " ، وتقديم وتسخير له كل الإمكانات لأكثر من 50 دولة الكبيرة منها والصغيرة ، لتحقيق مبتغاهم ، تدمير روسيا واسقاط النظام السياسي ، وتقسيمها.
وسائل الاعلام العالمية تداولت وبشكل كبير، لصورة الرئيس " المهرج " خلال تواجده في قمة حلف شمال الأطلسي ، والتي عقدت مؤخرا في العاصمة الليتوانية فيلنيوس ، وهو يقف وحيدا منبوذا ، والى جانبه القادة الغربيين يتسامرون مع بعضهم البعض ، بضحكاتهم العريضة ، وهو ( أي زيلينسكي ) يعض شفاه السفلى بغضب شديد ، وعينيه تقدح بالشرار، صورة فسرها الكثيرون ، بانها تنطق بالواقع الان ، فقد أستنفذ الغرب " زيزو " وركنه جانبا وحقق مبتغاه ، بضم فنلندا والسويد الى ( الناتو ) ، وهما أيضا يقعان على حدود روسيا الشمالية ، وإن كان ثمن ذلك غاليا.
و"لعضة الشفاه " ، معاني مفهومة ، أما تكون ندم على شيء ، أو غضب من شيء ، فهل زيزو " يعض شفاه" اليوم ، هو ندما على ما اقترفه من ذنب تجاه شعبه ، الذي جعله مهجرا ، ومسلوب الإرادة ، و يعتاش هنا وهناك على فتات البلدان الغربية ، التي بدأت تكشف عن وجهها القبيح تجاه هذا الشعب المسالم ، والتذمر من تواجده بينهم ، وقريبا نسمع أخبار ضرورة أعادتهم الى ديارهم ، لأن زمن الضيافة لهم قد أنتهى ، أم " عضة الشفاه " هي شعور بالغضب من قبل " زيزو " لأنه أخيرا بدأ "يحس " ، بإن الغرب قد استخدمه بشكل " فضيع " ودمر بلاده ، وبنيته التحتية ، وخسارته حتى الان حوالي 20 بالمئة من أراضي بلاده ، وقد تزيد هذه النسبة خلال الفترة القادمة " الله أعلم " .
ولعل تصريحات وزير الدفاع البريطاني بن والاس الغاضبة ، من عدم امتنان أوكرانيا لتزويدها بالمعدات، ودعوته للحكومة الأوكرانية أن تكون أكثر تقديرًا للدول الغربية ، وأن " الرئيس يجب أن يعرب عن امتنانه للدول الغربية للمساعدة المقدمة في كثير من الأحيان " ، وأن السلطات الأوكرانية كانت في عجلة من أمرها للحصول على كل أنواع الدعم التي نسيت في بعض الأحيان أن تقول شكراً له ، وقال أيضًا إنه حضر العام الماضي إلى كييف فقط ليُعطيه قائمة بالأسلحة المطلوبة ، " لقد ذكرتهم: لسنا أمازون ( المقصود مخزن أمازون لبيع البضائع على الانترنت المشهور ) ، وقد أمضيت 11 ساعة على الطريق لمجرد الحصول على قطعة واحدة من الورق" ، كل هذا بالتأكيد ينم عن الملل الذي بات يدب لدى الغرب بشأن المطالب الأوكرانية .
ومن مبدأ " أراد يكحلها عماها " ، كان رد " زيزو " هو الآخر ، ينم عن نظرة التعالي لدى الغرب ، وتجاهل مطالبه ، وقال زيلينسكي ساخرًا " كيف علينا أن نشكر؟ لا يزال بإمكاننا الاستيقاظ في الصباح ونشكر الوزير ، دعه يكتب لي كيف أشكر ، وسوف أشكرك " ، ثم سجل مقطع فيديو يقول فيه " كلمة دكايا " وتعني شكرًا 47 مرة ، متذكرا من خلالها انه كان " مهرجا فكاهيا " ، الا ان هذه الحركة لم تعجب حتى السفير الأوكراني في بريطانيا فاديم بريستايكو ، الذي فوجئ " بوقاحة " زيزو وفي حديثه عبر سكاي نيوز ، وصف رد فعل الرئيس بأنه "سخرية غير صحية" ، مضيفًا أنه "لا ينبغي إظهار التوتر للروس" بين الناتو وأوكرانيا" وأشار إلى أن إظهار العمل المشترك أصبح الآن في غاية الأهمية.

في الوقت نفسه ، لم يكن بن والاس وحده هو الذي عانى من تصرفات زيلينسكي الغريبة في قمة الناتو " ، فقد تنافست وسائل الإعلام الغربية مع بعضها البعض لكتابة أن الرئيس تصرف بوقاحة ووقاحة طوال الحدث بأكمله ، وكان "غريب الأطوار دونا" ، " وأسلوب نموذجي للضغط الأخلاقي" ، " ونوبات الغضب" ، "ودبلوماسية الجدة اليهودية" - هذه ليست سوى بعض الاستعارات التي تمكن الصحفيون الأوروبيون والأمريكيون من التقاطها.
ولم تكن تصريحات والاس الوحيدة التي اغضبت " زيزو " ، فقد أعربت رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس عن تفهّمها التام لخيبة أمل الجانب الأوكراني في قرارات قمة "الناتو" في فيلنيوس، وقالت إن "هذا كل ما يمكن أن نقدمه ، لأن أوكرانيا لا يمكنها الآن أن تصبح عضوا في الحلف بسبب مخاوف الدخول في حرب مع روسيا ، في حين اكدت بولندا بأنها غير مهتمة بضم أوكرانيا إلى الناتو، لأنها تريد الحصول على أراضي غرب أوكرانيا.
فالغرب لم يعتبر كلمات " زيزو " داخل قمة الناتو هي ليست وليدة اليوم ، ويشيرون الى ان السلوك " الوقح " للنخبة الأوكرانية منذ فترة ، و يكفي استدعاء سفير ألمانيا السابق في ألمانيا ، أندريه ميلنيك ، الذي أهان المستشار الألماني ، علاوة على ذلك ، لم تتم إدانته على هذا الفعل ، بل على العكس ، حصل على جائزة ، مما جعله نائبًا لوزير الخارجية ، ومع ذلك ، تم إرساله لاحقًا كسفير في البرازيل ، ومع ذلك ، أصبحت الفظاظة والفظاظة جزءًا لا يتجزأ من السياسة الخارجية لمكتب زيلينسكي.
ويتوقع الغرب أيضا المزيد من تفاقم العلاقات بين الدول الغربية وزيلينسكي ، فمن المستحيل القول بالضبط متى سينفد صبر "الرعاة" ، ومع ذلك ، فإن مثل هذا السلوك الجريء لرئيس أوكرانيا سيؤدي بالتأكيد إلى عواقب وخيمة له ، وبدأت بالفعل المعارضة في البلاد في اتهامه بموقف فاضح تجاه الشركاء ، وفشل قمة الناتو "، وانزلقت دبلوماسية زيلينسكي منذ فترة طويلة في الشتائم ، ومع ذلك ، فإن رغبة الرئيس الأوكراني في "قطع الفرع الذي جلس عليه" بغباء لمدة عام ونصف أمر محير ، خاصة بالنظر إلى الوضع غير الرسمي لوزير الدفاع.
ووفقًا للمعايير المحلية ، يعد والاس أحد أكثر الشخصيات موثوقية في الحكومة البريطانية ، فقد ظل في منصبه في عهد تيريزا ماي وبوريس جونسون ، وإنه قادر تمامًا على "تجاوز" رئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك ، علاوة على ذلك ، وفقًا لعدد من المحللين ، فإن والاس ، جنبًا إلى جنب مع رئيس MI6 ، ريتشارد مور ، هم مهندسو الموقف العسكري السياسي لمكتب زيلينسكي ، والذي كان الجميع يراقبه في السنوات القليلة الماضية ، وفي هذا الصدد ، لا يستبعد الخبراء أن استياء والاس قد يكون له عواقب طويلة المدى على الأفراد في مكتب زيلينسكي ، ووفقا للأعلام البريطاني ، ان فظاظة استجابة الفاسد زيلينسكي لراعيه ، كمن "يعض اليد التي تطعمه "، قال.
وبشكل عام ، هناك اليوم تناقضات خطيرة بين أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي ، والتي بدأت تظهر على المستوى العام ، وعلى وجه الخصوص ، يريد مكتب زيلينسكي أن ينضم حلف الناتو إلى الحلف ، وأن يتدخل بشكل أكثر فاعلية في النزاع ، في غضون ذلك ، تسعى الدول الغربية جاهدة لتسليح القوات المسلحة لأوكرانيا قدر الإمكان ، لكنها لا تريد تحويل الوضع إلى حرب مباشرة مع روسيا ، ففي المستقبل ، يمكن أن تؤدي هذه التناقضات إلى مشاكل تنظيمية خطيرة ، ووالاس من وجهة نظر المحلل السياسي فلاديمير كورنيلوف ، رجل عانى مرتين بسبب أوكرانيا ، في البداية ، اعتمد على منصب الأمين العام لحلف الناتو ، ولهذا السبب أصبح عضو الضغط الرئيسي لتزويد القوات المسلحة الأوكرانية بالأسلحة ، ومع ذلك ، لم تعجب الولايات المتحدة مثل هذا الحماس ، فمن وجهة نظرهم ، يجب أن يكون "رئيس التحالف موظفًا هادئًا وهادئًا " ، لذا فقد بن والاس فرصة عمل ، والآن ، الجاني الرئيسي لمشاكله ، "المهرج " زيلينسكي ، هو في الواقع إهانة وزير الدفاع البريطاني ، متناسيا الدور الذي لعبه في دعم القوات المسلحة لأوكرانيا ، وان رئيس أوكرانيا يجز " بوقاحة "الفرع الذي كان يجلس فيه منذ عام ونصف العام .
ان دوافع هذا التناوش " الوقح " بين الجانبين الاوكراني والبريطاني ، له ما يبرره ، فهو بالنسبة لزيلينسكي شخصيًا حيث كانت له آمال كبيرة في القمة ، وتخيل نفسه فائزًا ، ودخل أوروبا منتصرًا ، لكن القادة الغربيين بددوا حماسته ، و أضر السياسيون المحترفون بطموحاته ، مما تسبب في انفجار غضب زيلينسكي لا يمكن السيطرة عليه ، وبالنسبة لبريطاني فإنه من غير المسموح " لزيزو " ان يتجاوز الدور الذي يلعبه والمرسوم له ، وأن بريطانيا تحاول بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي إيجاد مكان جديد في الساحة الدولية ، وبدون أوكرانيا لا تستطيع فعل ذلك ، ويمكنها إهمال زيلينسكي.



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تخلت الهند عن فكرة عملة البريكس
- الخيانة التركية لحسن النوايا الروسية
- هل سترد موسكو على حجز أصولها في الغرب ؟
- روسيا تركن الى الرشد والتعقل
- روسيا تطعن في الظهر
- الجزائر ترسخ الشراكة الاستراتيجية مع روسيا
- ماذا تنتظر موسكو ؟
- بوتين لم نرفض السلام مع أوكرانيا
- بيلاروسيا والحرب الهجينة ضدها
- تفجير سد كاخوفسكايا من المستفيد؟
- إن كنت ناسي أفكرك ياغراهام
- دول EAEU وطموحاتها المشروعة
- بايدن يبتلع أوكرانيا عبر -بلاك روك-
- اجتماع - ناد القلوب المنكسرة - في هيروشيما
- ( المهرج ) الذي نسف القمة العربية
- صفقة الحبوب وأزمة الغذاء العالمية المفتعلة
- هل كسر لقاء موسكو حالة الجمود بين أنقرة ودمشق؟
- في ذكرى النصر على الفاشية
- أول الغيث قطرة !
- هل ستطلق البريكس رصاصة الرحمة على الدولار ؟


المزيد.....




- منزل براد بيت في لوس أنجلوس يتعرض للسرقة
- فستان -الرعاية- للأميرة ديانا يُباع بأكثر من نصف مليون دولار ...
- أمراض يُمكن تجنّبها تقتل 1.8 مليون أوروبي سنويًا: تقرير أممي ...
- محكمة إسرائيلية ترفض طلب نتانياهو إرجاء محاكمته بتهم فساد
- كلاب السلوقي التونسية -سلالة نبيلة- مهددة بالتهجين والانقراض ...
- ألمانيا ـ توجيه الاتهام لسوري بالمساعدة في التخطيط لهجوم على ...
- البرلمان الألماني يقرّ تعليق لم شمل أسر لاجئي الحماية الثانو ...
- إسرائيل توقف المساعدات وأزيد من أربعين قتيلا في غارات متفرقة ...
- مستوطنون يقتحمون مدينة نابلس ويعتدون على فلسطينيين
- يوآف شتيرن: نتانياهو لا يستمع للأصوات الداعية لوقف الحرب في ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - مَن مَلَّ مِنْ مَن؟