أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - ( المهرج ) الذي نسف القمة العربية















المزيد.....

( المهرج ) الذي نسف القمة العربية


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7617 - 2023 / 5 / 20 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البداية ، لم نأخذ بجدية ، ما سربته وسائل الاعلام الجزائرية ، من توجيه الدعوة للرئيس الاكراني ( المهرج ) فلاديمير زيلينسكي لحضور القمة التي أختتمت اعمالها في جدة ، وقلنا في حينه ، إنه نوع من " توقعات " وسائل الاعلام التي اعتدنا عليها ، دون أن تحمل أي نوع من الصحة ، وقلنا أيضا ما دخل أوكرانيا بالقمة العربية ؟ ولماذا هذه المرة ؟ واسئلة أخرى ، لكننا" صعقنا " ، ونحن نشاهد الرئيس الأوكراني ، للانتخابات الرئاسية .
القمة العربية للأسف ، نجحت هذه بأمتياز ، عندما منحت ( المهرج ) ، فرصة خطف الأضواء وبريق القمة، التي كانت لها ان تكون قمة استثنائية ، وهي تحتفل بعودة سوريا لها الى حضنها العربي بكامل عضويتها ، ومناقشة العديد من القضايا التي تهم الشعب العربي سواء في اليمن والسودان والعراق وغيرها من القضايا ، ومستقبل العالم العربي في ضوء التطورات الخطيرة التي يشهدها العالم .
انطلقت القمة وأختتمت وسط ذهول شعبي عربي كبير ، من حضور رئيس أوكرانيا، وهنا برزت لدى لدينا العديد من الأسئلة ، عن كيفية إتخاذ مثل هكذا خطوة ؟ ، ولماذا لم تعلن الجامعة العربية ( الصماء الخرساء " عنها ، والغريب ان مثل هذه الخطوة ، لم تقابل بأي رد فعل عربي ، خصوصا ، وانها تعد سابقة خطيرة في نظام الجامعة العربية المعمول بها منذ التأسيس ، و أنه لم يسبق لأي دولة عربية أن دعت شخصيات خارج الصفة التمثيلية المكتسبة في إطار المنظمات المعروفة، مثل منظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي وحركة دول عدم الانحياز والبرلمان العربي ومنظمة الأمم المتحدة ، وإن ما فعلته القمة هذه المرة ، هو ضرب في الصميم للموقف الحيادي للجامعة العربية من الصراع الأوكراني الروسي ومساعيها السابقة في الوساطة بين الطرفين، ونذكر بزيارة الوفد العربي الرفيع، العام الماضي ، لكل من موسكو وكييف، ولقائه بمسؤولي البلدين، بغرض دفع الطرفين للتفاوض.
( المهرج ) الاوكراني ، تحول الى خطيب امام القادة العرب ، الذين كانوا "مستمعين " جيدين ، ولم يتلفظوا بكلمة إدانة او أعتراض على ما ورد في خطبة "المهرج " ، (التي تصادفت وموعد خطبة الجمعة ) ، من " مغالطات وتفاهات " ، أو حضور مثل هكذا ( مهرج ) الى قمة عربية ، التي من المفترض أنها تخص العرب وحدهم ، لمناقشة قضاياهم ، لا أن يستمتع الحضور " برزالة " ما يسمى برئيس دولة أوكرانيا ، تلك الدولة التي كان لها دور كبير في عداءها للعرب والمسلمين ، ومشاركتها العسكرية المباشرة ، وتأييدها للغرب في تدمير العديد من الدول العربية ، وقتل شعوبها ، وسرق ثرواتها ، وأكتفى الرؤساء العرب فقط ، بهز الرؤوس ، وهو يقول لهم “للأسف، هناك البعض في العالم، وبينكم هنا، يغضون الطرف عن السجون والضم غير القانوني للأراضي الأوكرانية " ، ولم يوقف أي مسئول عربي ، هذا " المهرج " عند حده.
والغريب ( بالمهرج ) ، وفي معرض تشبيهه للصراعات في الشرق الأوسط والحرب في بلاده، يقول “انظروا إلى مقدار المعاناة التي تسببت بها الحروب الطويلة الأمد في ليبيا وسوريا واليمن، كم من الأرواح أهدرت بسبب سنوات من القتال في السودان والصومال في العراق وأفغانستان” ، ولكنه لم يتفوه حتى بكلمة واحدة عن دور بلاده ، مع اسيادهم في البيت الأبيض ولندن ، في تدمير هذه الدول ، وتشريد شعوبها عبر المحيطات والبحار ، كي يجدوا لهم ملاذا آمنا يجنبهم ويلات الحروب ، والتزم الصمت دبلوماسيًا بشأن حقيقة أن جزءًا من سوريا يخضع لاحتلال تركيا والولايات المتحدة ، والأراضي الفلسطينية والشعب الفلسطيني وهو يرزخ تحت الاحتلال الصهيوني بمباركة " المهرج وأسياده " ، ولا يفهم من كلمات " المهرج " ، سوى انه أراد ان يرمي إلى تشويه صورة روسيا ، وزيادة مظاهر التطرف السياسي والديني في دول الاتحاد الروسي، مترافقا مع تشكيل صورة سلبية لموسكو على الساحة الدولية، والى تشويه سمعتها بين دول الشرق الأوسط، ودول ما وراء القوقاز وآسيا الوسطى.
( المهرج ) الذي استغل الدعوة لتسليط الضوء على ما يسمى بمحنة مسلمي التتار في شبه جزيرة القرم الأوكرانية ، وانه جاء الى جدة صحبة مصطفى جميليف قائد التتار الأوكرانيين ، ومحاولته بهذه الخطوة استجداء تعاطف القادة العرب ، نسي ان السلطات الأوكرانية هي أكثر الحكومات التي نالت استقلالها عن الاتحاد السوفيتي ، عداءا للمسلمين داخل البلاد ، وقامت بتشريدهم وطردهم من ديارهم ، ومن وظائفهم ، وتحولت مساجد المسلمين هناك ، الى حظائر للحيوانات خلال الحقبة الأوكرانية، لكنها رُممت وعادت لاستقبال المصلين بعد وصول الروس إلى شبه الجزيرة ، والاحتفال بأعياد المسلمين خلال الحقبة الأوكرانية كان ممنوعاً ، لكنّ الأمور تبدلت مع وصول الروس ، فقد باتوا يحتفلون في رمضان وفي عيد الأضحى ، وصارت هذه الأعياد عطل رسمية تعترف بها الدولة .." وهذا بالطبع لم يكن موجوداً في ظل الحكم الأوكراني!".
الصحفيون الذين زاروا إقليم القرم بعد 2014 ، تحدثوا عن ذلك صراحة ، ومنهم الصحافيّ الاستقصائيّ التركيّ الجنسية، "سيم كيران"، الذي زار شبه الجزيرة مؤخراً ، ومن خلال فيديو من 105 دقائق نشره كيران على صفحته في "يوتيوب"، ألقى كيران الضوء على حرية الترك التتار في ممارسة الشعائر الدينية، وتنفّسهم الصعداء بعد عودة القرم إلى الحكم في روسيا عام 2014، مقارناً من خلال مقابلاته الممارسات التي تعرّض لها هؤلاء إبان الحقبة الأوكرانية، ثم التحوّلات الإيجابية التي طرأت بعد وصول الروس تدريجياً.
( المهرج ) الذي حاول ان يدفع عن بلاده تهمة الاضطهاد الديني ، يعيش في وضعية ( الانفصام الشخصي ) ، فجنوده في جبهات القتال ، وباستهزاء كبير يحرقون القرآن الكريم ، وتم تداول مقاطع فيديو تظهر قيام جنود أوكرانيين بتدنيس نسخ من القرآن الكريم، ما أثار موجة من الغضب والاستياء لدى المسلمين وقياداتهم داخل روسيا وخارجها، وان دعوة الإفطار التي أقامها ( المهرج ) لعدد من المحسوبين على المسلمين في البلاد ، لم تخف جريمة حرق القرآن ، وانه اليوم يمارس الاضطهاد الديني ليس ضد المسلمين وحدهم ، بل نشر الطائفية بين المسيحيين انفسهم داخل البلاد ، والاعلان بأنّ أوكرانيا ستحد من أنشطة المنظمات الدينية التابعة لروسيا على أراضيها، وستعيد النظر في وضع الكنيسة الأرثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو ، وانه بهذه التصريحات، يحاول زيلينسكي فيها الإيهام ، بأن روسيا “ملحدة”، رغم أن هذا الادعاء لا يمس للواقع بصلة بعد زوال الاتحاد السوفيتي وإحياء الحياة الدينية على أوسع نطاق، تأتي على خلفية فضائح تثير شكوكا شديدة في الموقف الحقيقي للسلطات الأوكرانية نفسها من الإيمان والدين.
إن نظام كييف ، وكما هو معروف ، يهتم بالمال والسلاح أكثر بكثير من مسائل التسوية السلمية ، لهذا السبب تبدو زيارة " المهرج " زيلينسكي لشبه الجزيرة العربية ، هي أشبه بمحاولة للتوسل للحصول على الحماية المالية من دول الكتلة غير الغربية ، ومن ناحية أخرى ، من الواضح أن الدول العربية والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص غير مهتمة بدعم كييف ، كما هو معتاد في الغرب ، وهذه الزيارة سياسية بحتة ، ويعمل ( المهرج ) في هذه الحالة كمفسد ، وقبل أن يطلب المساعدة والدعم من زعماء العالم الغربي في هيروشيما ، قرر زيلينسكي أن يطلب من قادة العالم العربي الشيء نفسه في جدة ، ومع ذلك ، لم يجرؤ على المطالبة مباشرة بأسلحة جامعة الدول العربية ، وبعد كل شيء ، فالشرق ليس الغرب ، وتختلف مصالح أعضاء مجموعة السبع وجامعة الدول العربية ، وتختلف مقاربات أفعالهم على الساحة الدولية بشكل كبير ، وليس لدى أوكرانيا ما تقدمه للعرب ، باستثناء المشاكل ، على عكس روسيا والصين – فهم شركاء حقيقيون وموثوقون وواعدون ، وان العلاقات مع أوكرانيا لا تخدم العرب ، لأنها لا تجلب لهم إلا المشاكل فقط .



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفقة الحبوب وأزمة الغذاء العالمية المفتعلة
- هل كسر لقاء موسكو حالة الجمود بين أنقرة ودمشق؟
- في ذكرى النصر على الفاشية
- أول الغيث قطرة !
- هل ستطلق البريكس رصاصة الرحمة على الدولار ؟
- أوكرانيا بين روسيا والغرب
- لاَ تُلْدَغُ روسيا مِنْ جُحْرٍ مَرَّة أُخرى
- أوكرانيا والاتحاد مع بولندا.. من المستفيد؟
- روسيا والمفهوم الجديد لسياستها الخارجية
- ضربني وبكى ، وسبقني واشتكى
- قدح الشاي الذي أقضّ مضاجع الغرب
- هل الغرب فقد اتجاهه بأفعاله؟
- لمن يوجه الحلف الصيني الروسي ؟
- لماذا خفضت موسكو فترة تمديد صفقة الحبوب ؟
- الخنجر الروسي في خاصرة الناتو
- إن لم تستحِ فاصنع ما شئت
- الرؤيا الاستراتيجية بين روسيا - العالم الإسلامي
- بريانسك والإرهاب الغربي - الاوكراني
- لماذا يصر الامريكيون على إعادة جزيرة القرم
- الولايات المتحدة - من جوه يعلم الله -


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - ( المهرج ) الذي نسف القمة العربية