أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى العبد الله الكفري - التنمية تبني مرتكزات الدولة العصرية














المزيد.....

التنمية تبني مرتكزات الدولة العصرية


مصطفى العبد الله الكفري
استاذ الاقتصاد السياسي بكلية الاقتصاد - جامعة دمشق


الحوار المتمدن-العدد: 7819 - 2023 / 12 / 8 - 19:53
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ما يزال مفهوم التنمية بعيداً عن أن يكون موضوع اتفاق عام بين المتخصصين وصناع القرار الخاص بالتنمية في أبعادها كافة. إلا أن هناك قواسم مشتركة لهذا المفهوم هي موضع قبول واسع لدى معظم المختصين، أهمها:
– التنمية لا يمكن أن تقتصر على الأبعاد الاقتصادية وحدها، بل لها جوانب عديدة أخرى اجتماعية، سياسية وثقافية.
– التنمية الاقتصادية لا يمكن اختزالها في ارتفاع متوسط دخل الفرد، لأن هذا الارتفاع ربما يكون نتيجة ظروف مؤقتة تتعلق مثلاً بزيادة مفاجئة في أسعار بعض المنتجات التي تصدرها الدولة، دون أن يقترن ذلك بتغيير في الهياكل الاقتصادية، التي كانت من أهم الأسباب لتعثر التنمية.
– لم يعد من المقبول أن يرافق التنمية الاقتصادية تزايد الفقر والتهميش الاجتماعي لشريحة واسعة من المواطنين، أو استبعاد فئات واسعة منهم من المشاركة في صنع السياسات التي تؤثر على حياتهم.
وبذلك يمكننا تحديد مفهوم التنمية الشاملة على أنها: (عملية تحول تاريخي متعدد الأبعاد، يمس الهياكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، كما يتناول الثقافة الوطنية، وهو مدفوع بقوى داخلية، وليس مجرد استجابة لرغبات قوى خارجية، وهو يجري في إطار مؤسسات سياسية تحظى بالقبول العام وتسمح باستمرار التنمية، ويرى معظم أفراد المجتمع في هذه العملية إحياء وتجديداً وتواصلاً مع القيم الأساسية للثقافة الوطنية). وهكذا فالتنمية الشاملة تسعى لتحقيق أهداف ونتائج في مختلف جوانب الحياة أهمها:

أولاً: الأهداف الاقتصادية:
زيادة إنتاجية العمل.
تغيير الأهمية النسبية للقطاعات الرئيسة في الاقتصاد الوطني. أي زيادة الأهمية النسبية لقطاعات الصناعة والخدمات، وتراجع الأهمية النسبية لقطاع الإنتاج الأولي، سواء من حيث العمالة، أو من حيث المساهمة في توليد الدخل القومي، والإنتاجية أو في تحقيق القيمة المضافة، وذلك باستبعاد أن يكون توسع قطاع الخدمات غطاء لبطالة مقنعة.
تزايد الاعتماد على المدخرات المحلية كمصدر للاستثمار.
تنمية القدرة المحلية على توليد التكنولوجيا وتوطينها واستخدامها رغم التوجه الحالي نحو عولمة الاقتصاد.
محاربة الفقر وتراجع حدوده وحدته، وهذا يتم عن طريق تراجع التفاوت في توزيع الدخل والثروة في المجتمع.

ثانياً: الأهداف الاجتماعية:
تحسين مستويات التعليم والصحة والرفاهية عموماً للمواطنين كافة.
زيادة الاهتمام بالطبقة المتوسطة، والطبقة العاملة.
زيادة نسبة الخبراء والفنيين والعلماء في القوى العاملة.
تزايد مشاركة المرأة في النشاط الاقتصادي وفي مجالات الحياة العامة.
تعميم قيم حب المعرفة وإتقان العمل.
تنمية الثقافة الوطنية.

ثالثاً: الأهداف السياسية:
توصف التنمية الناجحة بأنها تؤدي إلى ظهور دولة قوية ومجتمع قوي، فيتمتع جهاز الدولة من ناحية بالاستقلال النسبي في صنع وتنفيذ سياساته في المجالات كافة، وذلك في مواجهة القوى الاجتماعية الداخلية والقوى الخارجية، وأن يحظى في الوقت نفسه بالقبول من جانب أغلبية المواطنين، والمجتمع القوي هو الذي يتمتع أفراده وجماعاته بقدر واسع من الحرية في القيام بأنشطتهم الخاصة والعامة في إطار قواعد عامة عقلانية مقبولة منهم على نطاق واسع وموضع احترام من جانب هذه الدولة. وهكذا، فمن الناحية السياسية يمكن القول إن التنمية تعني تواجد الدولة التي تتمتع بالفعالية إلى جانب المجتمع المدني، وذلك دون أن يعني المجتمع المدني كما يشيع البعض نبذ العقائد الدينية، وإنما يقوم مثل هذا المجتمع على احترام حرية الاعتقاد لأفراده كافة.
هذه هي الأبعاد الثلاثة الرئيسة للتنمية الشاملة: البعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي والبعد السياسي، قد لا يكون البعد الاقتصادي هو أهمها، لكنه قد يكون أكثرها تحديداً وتأثيراً على الأبعاد الأخرى.



#مصطفى_العبد_الله_الكفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضايا اقتصادية ملحة في الدول العربية
- التنمية المستدامة، (تحسين ظروف معيشة جميع الناس)
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 459/2023
- خرافة التقدم والتخلف العرب والحضارة الغربية في مستهل القرن ا ...
- إشكالية تقييم نشاط البحث العلمي
- تقي الدين المقريزي وتوماس جريشام وقانون النقود الرديئة تطرد ...
- كتاب علم الاقتصاد والمذاهب الاقتصادية، مقارناً بالاقتصاد الإ ...
- التطور الاقتصادي التاريخي للمجتمع البشري
- الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم تقترض المليارات من البنك ال ...
- العلاقة بين السكان والتنمية
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي رقم 457/2023
- 54 في المائة من البريطانيين يريدون خروج بريطانيا من الاتحاد ...
- مرحبا بكم في القرن الآسيوي،بقلم أوليفر تونبي، وجوناثان ويتزل ...
- وثائق بنما.. أضخم التسريبات في التاريخ، تكشف فساد السياسيين ...
- م ع ك التقرير الاقتصادي التخصصي الأسبوعي رقم456/2023، مبادرة ...
- آدم سميث وثروة الأمم
- احتياطيات دول العالم من العملات الأجنبية، احتياطي كل الدولة ...
- مستقبل العلاقة الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المت ...
- م ع ك التقرير الاقتصادي الأسبوعي التخصصي رقم 454/2023 قمة مج ...
- الاقتصاد والحدود ودين العولمة


المزيد.....




- الأصلي V11.41 “استمتع بالميزات الجديدة????” تحديث واتساب الذ ...
- قفزة في إمدادات الغاز المسال الروسي إلى الصين
- هل يكفي صبر أوبك للحد من إنتاج النفط؟
- هل تهدد -هيمنة الدولار- الاقتصاد العالمي؟
- -أدنوك- تشتري حصة في مشروع أميركي للغاز المسال
- أمين عام أوبك ينعي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي
- بيانات -جودي-: صادرات النفط السعودية ترتفع خلال مارس
- الاقتصاد الإيراني بالأرقام في عهد رئيسي
- مسؤول روسي يكشف موعد الانتهاء من بناء أقوى كاسحة جليد نووية ...
- كيف ستؤثر وفاة رئيسي على أسعار النفط؟


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - مصطفى العبد الله الكفري - التنمية تبني مرتكزات الدولة العصرية