كيف تعد خطة موضوع لنيل درجة الماجستير؟

صبري فوزي أبوحسين

الحوار المتمدن-العدد: 7817 - 2023 / 12 / 6 - 11:06
المحور: الادب والفن
    

هذا سؤال يرد على خاطر كل باحث وباحثة، بعد حصوله على شهادة (التمهيدي)، وفي بداية دخوله معمعة تسجيل موضوع لنيل درجة التخصص(الماجستير)، ومعلوم مسبقا أنه درس الإجابة عن هذا السؤال في مقرر( قاعة البحث العلمي)! ولكنها دراسة تتسم بالأكاديمية الصارمة التي فيها تفاصيل ورؤى خلافية وجزئيات كثيرة، وليست محددة بطريقة عملية، ولا يفصل فيها – عبر هذا المقرر العلني- بين مرحلة إعداد خطة الموضوع، ومرحلة إنجازه، ومرحلة صياغته...ومن ثم كانت هذه المقالة التعريفية العملية للإجابة عن هذا السؤال...
يقصد بخطة موضوع الماجستير تلك المرحلة الأولى في سبيل الحصول على درجة التخصص(الماجستير)، وفيها يقدم الباحث تصوره الأولي عن الموضوع الذي يريد دراسته، عن طريق استشارة ذوي الخبرة من أساتذته، ومطلوب منه في هذه المرحلة أن يقنع كبار أساتذة التخصص بفكرته وموضوعه!
وينقسم هذا التصور إلى عناصر ثلاثة: الموضوع، والهيكل الأكاديمي المقترح لإنجازه، ومصادر الموضوع ومراجعه.

١الموضوع:
تبدأ رحلة خطة الماجستير بأهم عنصر فيها، وهو (الموضوع)، أي الفكرة العامة التي يراد البحث فيها، ويبدأ اختيار الموضوع برؤية عامة ثم رؤية خاصة، ثم يكون عنوان الموضوع المحدد الجديد. ففي تخصص (الأدب والنقد) مثلا نبدأ الرؤية العامة للموضوع بتحديد المجال(الأدب العربي- النقد العربي- درس أدبي مقارن) ثم تحديد زمن الموضوع: (قديم- حديث- معاصر)، ومكان الموضوع(عربي- إسلامي- أجنبي)، ولغة الموضوع(واحدة- ثنائية- ثلاثية، أكثر من ذلك!)....
ثم تكون الرؤية الخاصة للموضوع بتحديد اسم الأديب، ثم الجنس الأدبي، ثم المادة الأدبية، ثم تحديد المنهج المناسب للمادة الأدبية: (تاريخي- اجتماعي- نفسي-أسلوبي- بنيوي- تفكيكي- سيميائي- نقد ثقافي- القراءة والتلقي-السردي...إلخ
وعند الاستقرار على عنوان محدد وطريف ينبغي أن تكتب نبذة عن أهمية الموضوع، وأن يعدد الباحث دوافع اختياره، وأن يجمل مشكلته المثارة، وأن ينص على أسئلته المطروحة، ثم يذكر حدود الموضوع بشريا وزمانيا ومكانيا وأدبيا، وثم يجلي الحديث عن الدراسات السابقة فيه، وحوله؛ ليبدأ من حيث انتهى السابقون عليه....
٢ الهيكل الأكاديمي المقترح:
ثم يكون العنصر الثاني في رحلة إعداد خطة موضوع لنيل درجة التخصص (الماجستير)، وهو تقديم تصور مبدئي بالهيكل الأكاديمي المقترح والمناسب لإنجاز هذا الموضوع، حيث تقسم الرسالة إلى مقدمة وتمهيد وعدة فصول، ثم خاتمة، وعدة فهارس فنية معبرة عن الجهد المبذول في إخراج هذا الموضوع. وهذا الهيكل ينبغي فيه التدرج من العموميات إلى الجزئيات، وينبغي فيه الترابط والتسلسل والتراتب بين أجزائه، فكل جزء من أجزاء الهيكل الأكاديمي يسلم إلى تاليه ويتصل بما قبله وما بعده، ليؤدي في النهاية إلى جملة نتائج جديدة، ومقترحات مستقبلية بناءة. كما ينبغي أن ينقسم الهيكل إلى جزئين كبيرين: الجزء الأول يمثل الإطار النظري، والجزء الثاني يمثل الإطار العملي أو التطبيقي، وما قدمه نظريا في الجزء الأول، لابد أن يراعى تطبيقه عمليا في الجزء الثاني، فبهذا تكون الدراسة منهجية ومفيدة وبناءة!
٣ مصادر الموضوع ومراجعه
ثم يأتي العنصر الثالث من عناصر إعداد خطة موضوع لنيل درجة التخصص الماجستير، وهي تقديم قائمة مقترحة بأبرز (مصادر الموضوع ومراجعه)، ويجب أن تكون هذه القائمة مرتبطة بموضوعه كل ارتباط، وأن تكون صحيحة، وأن تكون معروفة التفاصيل زمانيا ومكانيا وبشريا. إذ من المخاطر التي تحيط بالباحث في إعداده خطة موضوع أنه قد يختار موضوعا لا مصادر له ولا مراجع! أو تكون مصادره ومراجعه محدودة جدا، فالباحث الجيد هو من يقبل على موضوع تكثر مصادره ومراجعه، مما ييسر البحث والدراسة، والباحث المتعب هو من يختار موضوعا شخصيا من رؤاه وعندياته، لا يعرف له مصدرا ولا مرجعا، ولا يعرف أية وسيلة للحصول عليه. وعلى الباحث أن يعرف مفهوم المصدر، ومفهوم المرجع، وكيفية الحصول عليهما، وكيفية توثيقهما، وتصنيفهما، والإفادة منهما....
٤ نماذج من الموضوع:
من وسائل الاقتناع بالموضوع أن يقدم الباحث نماذج موثقة ومحللة منه دالة على قيمته وفاعليته وصلاحيته للبحث والدراسة، فمن كتبوا في منهج البحث العلمي قرروا أن وجود معلومات وافية عن موضوع رسالة الماجستير أمر ضروري ومحتم؛ لأن القيمة المعلوماتية للبحث العلمي تكون في طليعة ما يهتم به العلماء المقيمون للبحث، وفي حالة عدم توافر نماذج و معلومات، يكون الموضوع المقترح غير مجد ولا مفيد، ومبهما، وغير واضح الأبعاد والفوائد والقيم، ومن هنا تظهر قيمة تقديم النماذج العلمية الكاشفة والمبينة...
٥ الصياغة الشكلية لخطة الموضوع:
تتكون الصياغة الشكلية لخطة الموضوع المقترح، من عدة صفحات، تحتوي على عناصر إنجاز هذه الخطة، على النحو الآتي:
- صفحة الغلاف، وفيها: اسم الجامعة، اسم الكلية، اسم القسم العلمي، عنوان الموضوع، اسم الباحث، اسم المشرف أو المشرفين، العام الجامعي الذي سجل فيه الموضوع.
- النبذة عن أهمية الموضوع بلغة عامة.
- مشكلة الموضوع التي تستدعي البحث.
- الفروض المقدمة لحل هذه المشكلة.
- أسباب اختيار الموضوع.
- حدود الموضوع زمانيا ومكانيا وبشريا وعلميا.
- الدراسات السابقة ذات الصلة المباشرة بالموضوع، مرتبة تاريخيا من الأحدث إلى الأقدم.
- المنهج العلمي المناسب لإنجاز الموضوع.
- الخطة المقترحة لإنجاز الموضوع: مقدمة- تمهيد- فصول- خاتمة- فهارس فنية كاشفة.
- النماذج العلمية الكاشفة عن أهمية الموضوع.
- قائمة بأبرز المصادر والمراجع المتوقع الاعتماد عليها في إنجاز الموضوع.

#صبري_فوزي_أبوحسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات