أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر العلوجي - معادلة الشباب والرياضة














المزيد.....

معادلة الشباب والرياضة


جعفر العلوجي

الحوار المتمدن-العدد: 7814 - 2023 / 12 / 3 - 14:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن لأية مؤسسة مهما كان لونها وحجمها أن تعمل بانسيابية ومرونة من دون امتلاكها لهوية صريحة ومنهاج عمل واضح يحدد أهدافها واستهدافاتها، ومنها المؤسسات الحكومية التي تفرض نفسها في بلدنا كسيدة للسلطة والمال معا طالما كان القطاع الخاص شبحا لا يقوى على الحركة او مجرد ايجاد فرصة للانطلاق والمنافسة .
وإحدى كبريات المؤسسات الحكومية التي عانت من فقدان الهوية الصريحة لها هي وزارة الشباب والرياضة التي جيرت بأولوياتها نحو القسم الأول من اسمها الصريح وصارت الرياضة ميدانها الأوحد في سوق العمل، مع أن جميع السادة الوزراء الذين تعاقبوا على استيزارها يلهجون بعبارات متشابهة ومستنسخة من قبيل (إن نسبة الشباب في العراق تتجاوز 60% من تعداد السكان) او (إن السيد الوزير لديه خطة محكمة لمحو الصورة النمطية بأن وزارته تعمل للرياضة فقط)، ومع ذلك ما أن يتم تسنمه المنصب حتى تراه لاهثا خلف الرياضة وكرة القدم تحديداً بجماهيرها التي يوليها اهتمامه الأكبر، ويا ليتها كانت اهتمامات متساوية بين الأندية والاتحادات بجميع الألعاب بلا استثناء لكانت رياضتنا بألف خير، بل إن كرة القدم شغلهم الشاغل ، الميزانيات الانفجارية لبطولات الكرة ، الإعمار للملاعب الكروية من دون غيرها ولم نشهد أن وزيراً منهم قد افتتح مسرحاً او قاعة للأنشطة العلمية، وشاهد قولنا القبة الفلكية التي خربتها المكائن وبقيت على حالها كما القاعات الرياضية التي تخص الألعاب الأخرى، ويقينا أن هذا الذي نتحدث عنه سيبقى هماً جاثماً على صدورنا طالما استسلمنا لفرضيات أن الرياضة ومؤسساتها يجب أن تكون حصة خالصة لأحد الأبطال الرياضيين وأن من يمسك زمام الأمور من غير الأسرة الرياضية ستتم مهاجمته وينعت بمختلف المسميات التي سرعان ما تؤرقه وتحثه على المضي قدما باتجاه الرياضة وكرة القدم وجماهيرها تحديداً وتهمش جميع المواهب في الفن والأدب والعلوم، وبذلك لن يكون حصادنا نافعاً لا مع الشخصية الرياضية ولا حتى من خارج الوسط الرياضي.
كبار السن من أمثالنا يتذكرون في حقب غابرة كيف كان مركز الشباب واحة خصبة للشباب بجميع توجهاتهم وما الذي فعلته هذه المراكز في تعزيز دور الشباب الرياضي والثقافي والفني والعلمي، وظلت مستمرة تقاوم التيارات المضادة حتى أزفت ساعة رحيلها بداعي الاستثمار وتم تحويلها الى مولات تجارية ومدن ألعاب للأطفال او مستشفيات وغيرها بعقود استثمارية موثقة أنهت تواجدها ودورها تماماً وقلمت أوراق وزارة الشباب المنتجة الى الدرك الأسفل وصارت اسماً ليس على مسمى، لتأتي بعدها ثورة اللا مركزية وتطيح بمديريات الشباب الى إدارات المحافظات وكأنها عملية تخريب مدروسة بعناية فائقة كي لا يبقى ذكر إطلاقاً لدور الوزارة وخططها وإن كان قانون إقرارها مفعماً بالعبارات الرنانة التي تصور شبابنا بأنهم حجر الزاوية لعراق المستقبل .
إن ما تحدثنا به حقيقة مرة يدركها جميع من يتعامل مع وزارة الشباب والرياضة التي أضحت اليوم مؤسسة أشبه ما يكون دورها بمصرف حكومي يصدر صكوك القبض للمنح باتجاه الأندية والاتحادات والايفادات والرواد والأبطال فيما تواصل موجوداتها المهمة رحلة الاختفاء اليوم والظهور على خجل في الغد .

همسة ...
السيد رئيس مجلس الوزراء المحترم نطالبك بكل ما عرف عنك من موضوعية وشجاعة في التعاطي مع الأزمات أن تكون عند مستوى الحدث في هذا الملف وأن يوضع العلاج الشافي لعمل المديريات ومنتديات الشباب لأن دورها كبير جدا في توجيه شبابنا ورعايتهم كما نتمنى من السادة المستشارين الاقتراب من هذه الظاهرة وعلاجها .



#جعفر_العلوجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنتخبوا مين ؟
- الملعب الهدية طور غنائي
- اتحادات ومطبات
- دوري نجوم الحكومة
- الحنين الى الرضوانية
- اتهام الأولمبية ومآرب أخرى
- المشاريع المتلكئة .. إجراءات بديلة
- تكريم الأبطال من ثقب المفتاح !
- تكميم الأفواه ونظرية إبليس
- الكبار لا يلتفتون الى الوراء
- ( انا بكره اسرائيل )
- الكابتن – ما قل ودل
- قيادة متميزة .. الشمري انموذجا
- السقوط المرتقب
- كلاب الرئيس
- كارثة الشباب والرياضة
- حديث ألاستثمار الرياضي
- يوم الشباب نظرية ( الاستكان والخاشوكة)
- الحضور الجماهيري ودعم الاندية
- وزارة الشباب والاندية والاحتراف


المزيد.....




- صحوة تونس القادمة تبدأ من هنا
- داخلية سوريا تعلن توقف اشتباكات السويداء والعشائر تتوعد برد ...
- أوكرانيا تقترح إجراء محادثات سلام جديدة مع روسيا الأسبوع الم ...
- مظاهرة في تل أبيب تدعو ترامب للضغط على نتنياهو لإنهاء الحرب ...
- لهذه الأسباب تبدو الهدنة في غزة قريبة جدا
- فعاليات احتجاجية في الأردن رفضا لتجويع غزة?
- السفير الأمريكي يدعو إلى محاسبة مهاجمي كنيسة في الضفة الغربي ...
- أعمال الشغب تهز مدينة ليموج في وسط فرنسا
- الأسلحة التي ستستخدمها إيران وإسرائيل في الحرب القادمة
- علييف يطالب روسيا بالاعتراف بإسقاط طائرة أذربيجانية العام ال ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر العلوجي - معادلة الشباب والرياضة