أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الشتيوي جوهر - المعركة الوطنيّة الفلسطينيّة الكبرى















المزيد.....

المعركة الوطنيّة الفلسطينيّة الكبرى


الشتيوي جوهر

الحوار المتمدن-العدد: 7804 - 2023 / 11 / 23 - 20:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


فلسطين المناضلة في مواجهة مشروع التهجير والتوطين

إنّ النضال الوطني الثوري للشعب الفلسطيني ينطلق من عمقه وإرثه الوطني التاريخي ويستمرّ ويتجذّر من ذاكرته الثوريّة محدّدا طريقه نحو التحرّر الوطني الشامل، نحو ثورة فلسطين. هكذا عنون الشّعب الفلسطيني تاريخه النضالي وتحديدا في المعارك الوطنيّة التاريخيّة المحوريّة التي خاضها. وها هو يؤكّد ذلك اليوم في الزمن الذي تتكاثف فيه الهجمة الرّجعيّة الصّهيونيّة على عموم الأصعدة بإعلان انطلاقة المعركة الوطنيّة الكبرى عبر العملية العسكريّة "الطوفان الأقصى".
انطلاقة المعركة الوطنيّة:
صبيحة يوم 7 أكتوبر التاريخي قامت المقاومة الفلسطينيّة بمشاركة عموم فصائلها من غزّة بعملية عسكريّة نوعيّة في عمق الأراضي المحتلّة حيث اعتمدت الضربة الأولى فقط ما تجاوز 5 آلاف قذيفة، لحقها اقتحام المستوطنات وتوجيه ضربات لمواقع عسكريّة صهيونيّة هامّة بعد سحق الحواجز الفاصلة لتلحق بعسكر الاحتلال هزيمة وخيمة بسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى وأسر عدد كبير من جنود العسكر الصّهيونيّ. ولم تتوقّف العمليّة العسكريّة عند ذلك فقط، بل إثرها تواصلت الضربات التي وجهتها المقاومة وتصاعد عدد الأسرى من جنود الجيش الصّهيونيّ وتقدّمت المقاومة في عمليات الاقتحام حيث تمّت السيطرة على كيبوتس وموقع كرم أبو سالم، ممّا عمّق حالة ارتباك الاحتلال حيث قاربت الحصيلة الأولى 150 من القتلى و1100 جريح من الصّهاينة. إثر ذلك بدأ ردّ الاحتلال وكان قاسيا حيث وجّه ضربات حادّة نحو جنوب غزّة وتحديدا مدينة رفح أدّت إلى تدمير عديد المنازل السّكنيّة وسقوط ما يتجاوز مائتي شهيد وألف جريح، بعدها دمّرت الضّربات الجوّية عمارة الهشام السّكنيّة شمال غزّة. وهذا التّصعيد دفع المقاومة إلى خطو خطوة أخرى في العمليّة النّوعيّة فقامت بتوجيه 150 صاروخا نحو تلّ أبيب ألحقت بالكيان الصّهيونيّ خسائر أخرى وعمّقت من ارتباكه السياسي وولّدت حالة فزع شديد في وسطه الداخلي. رسمت أحداث السّابع من أكتوبر هذه، انطلاقة المعركة الوطنيّة، وتواصلت في الأيام التالية العمليات العسكريّة للمقاومة بانخراط عموم فصائل المقاومة وإسهامها باطّراد مستهدفة مواقع العسكر الصّهيونيّ وعتاد جيشه والمستوطنات كما وجّهت ضربات صاروخيّة هامّة إلى الأراضي المحتلّة كانت بمثابة التأكيد على أنّ العمليّة العسكريّة "طوفان الأقصى" لم تكن مجرّد ضربة واحدة، بل هي إعلان عن استئناف المقاومة الوطنيّة بشكل واضح ضدّ المحتل. وصلت الرّسالة إلى نتينياهو الذي صرّح بإعلانه الحرب ومنذئذ، تصاعدت بشكل كبير عمليات القصف الجوّي الأعمى من قبل قوّات جيش الاحتلال فاستهدف المنازل والمواقع السّكنية والأحياء مخلّفة سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى وخاصّة من الأطفال والنساء والشيوخ، عدد كان يتضاعف بسرعة أمام تصاعد القصف المكثّف والوحشيّ على الأحياء والقرى وعلى الشّعب الفلسطينيّ الأعزل في غزّة المحتلّة بما يؤشّر جليّا إلى أنّ الكيان الصّهيونيّ المحتلّ يقوم بعمليّة إبادة جماعيّة في القطاع تشاركه فيها، من الجانب الإقليمي والدولي، أمريكا بدعم حربيّ واضح وكبير حيث تمّ تحريك حاملات الطائرات نحو الشرق الأوسط إضافة إلى تزويد الكيان الصّهيونيّ بآلاف الصواريخ والقذائف. كذلك سارعت دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا إلى إقرار دعمها الكامل للكيان بالتوازي مع الامبرياليّة الأمريكية مصوّرة إياه في دور الضحيّة لتبرير اعتداءاته الوحشيّة. أما إقليميا، فلقد وجّهت إيران خطابا حادّ اللّهجة إلى دولة الكيان وعبّرت عن استعدادها الكامل لعموم التطوّرات المرتقبة وخصوصا في حالة تصاعد الحرب على غزّة، كذلك عبّر حزب الله عن تأهّبه لدخول الحرب خاصّة مع تمادي جيش الاحتلال وتصريحاته بالانتقال إلى العمليّة البرّية الصّهيونيّة على غزّة. أمّا بقيّة الدول العربيّة المطبّعة مع الكيان، فكانت مواقفها مخزية باستثناء تونس والجزائر واليمن وسوريا والعراق التي ندّدت بالحرب الإجراميّة التي يقوم بها الكيان وأعلنت عن جاهزيتها التامّة للوقوف مع الشّعب الفلسطيني وغزّة بكلّ الأساليب والوسائل المتاحة، بالمقابل، كان الموقف المصري، المنتظَر أن يكون هامّا ومحوريّا في هذه الأحداث، دون المطلوب فلم يكلّف نفسه حتى مجرّد التنديد بإجرام دولة الكيان والوقوف مع الشّعب الفلسطيني وتقديم المساعدات. أمّا روسيا فلقد دعت إلى وقف إطلاق النار وحذّرت من التّصعيد والدّفع نحو اندلاع حرب شاملة في المنطقة. وبنسق سريع، تصاعدت وتيرة الأحداث في الأيّام اللّاحقة وأكّدت على استقرار المشهد على حرب إبادة جماعيّة وتهجير قصريّ يقوم بها الكيان الصّهيونيّ على قطاع غزّة موظّفا كلّ الأسلحة والوسائل، حتّى المحرّمة دوليّا، من ذلك الاستعمال المكثف للقذائف الفسفوريّة التي دمّرت أحياء سكنيّة بأكملها، وأودت بأرواح أعداد قياسيّة من شهداء الشّعب الفلسطيني ومقاومته تجاوزت، بعد مرور ما يقارب الأسبوع، 2000 شهيد مع آلاف الجرحى وتدمير ما يفوق 2000 مبنى، ووسّع الكيان الصّهيونيّ هجماته موجّها جزءا منها نحو سوريا وجنوب لبنان حيث وقعت مواجهات مباشرة مع حزب الله في جنوب لبنان. وانتقلت المواجهات كذلك إلى الضفّة مسجّلة العديد من الأفعال الإجرامية من قبل المستوطنين على الشّعب الفلسطيني في القرى والأحياء ونشوب مواجهات في جينين، دون الكفّ طبعا عن مواصلة تصعيد نسق إجرام الحرب في غزة وتأكيد المساعي الصّهيونيّة المصرّة على إبادة الشّعب الفلسطيني وترحيل ما بقي منه وتهجيره حيث قام الكيان الصّهيونيّ المتوحّش، يوم 17 أكتوبر، بإحدى أكبر المجازر في التاريخ بقصفه مستشفى المعمداني وقتل ما يربو عن الألف شهيد بينهم أطفال ورضّع ليتصاعد إثر ذلك عدد الشهداء منذ بدأ الحرب إلى ما يتجاوز 3000 شهيد.
إنّ التطوّرات فعلا تسير نحو حرب شاملة مبيدة على الشّعب الفلسطيني، وتحديدا في قطاع غزّة والضفّة الغربيّة والقدس، وإحداث نكبة أخرى. لكنّ المقاومة مازالت صامدة في معركتها الوطنيّة والشّعب الفلسطيني، في غزّة، مازال شامخا ومتمسّكا بأرضه، والنّهوض النضالي الشّعبي في الضفّة والقدس المتصاعد عرف نقلة هامّة بعد مجزرة 17 أكتوبر والنضال الوطني الشّعبي العربي الداعم يتصاعد بشتّى الأشكال مجلّيا صورة تضامنيّة ووحدة نضاليّة عربية شاملة قادرة على الوقوف في وجه مشاريع الاحتلال الصّهيونيّ ومخططاته الإجرامية.
مشروع التهجير والتوطين محور تصفية القضيّة الوطنيّة الفلسطينيّة:
إنّ حرب الإبادة الإجرامية التي ينفّذها الاحتلال الصّهيونيّ على الشّعب الفلسطيني في قطاع غزة هي مندرجة وتتمّة لخطوات ضمن مشروع التهجير الكامل لسكّان غزّة نحو جزء من سيناء أساسا وبقيّة الدول من بينها قطر والأردن وذلك لتأمين الهيمنة الاستعماريّة الاستيطانيّة الكاملة على قطاع غزّة وإنهاء التواجد الفلسطيني وتصفية القضيّة الفلسطينيّة نهائيّا. إنّ هذا المشروع الاستعماري ليس بجديد، بل تعود جذوره إلى ما بعد النّكبة وتحديدا عام 1956 حيث عزم الكيان الصّهيونيّ على ضرورة إنهاء الوجود الفلسطيني في الضفّة وغزّة لما يمثّله، إن استمرّ، من تهديد لدولتهم. وتجدّدت محاولة تفعيل المشروع وتدعيمه خصوصا بعد نكسة عام 1967 واحتلال غزّة حيث أجبر الصّهاينة الفلسطينيين على ترك بطاقات هوياتهم وتوقيع وثائق تنصّ على أنّهم قد غادروا بمحض إراداتهم. واستمرّت المشاريع والخطوات نحو التهجير من ذلك أنّ دولة الكيان ألغت الاعتراف، بين فترة السبعينات والتسعينات، بإقامة 140 ألف فلسطيني منهم 42 ألف من قطاع عزّة. في ذات السّياق، جاءت تلك الفترة بمشروع الكونغرس الأمريكي لعام 1968 الدّاعي إلى تهجير 200 ألف فلسطيني للعيش في بلدان ألمانيا الغربية والأرجنتين والبرازيل وكندا وعدد من دول أخرى، ومشروع العريش القذر عام 1970 الذي قام به الصّهيونيّ الدّموي أريل شارون وتمّ فيه نقل مئات العائلات، بالقوّة، من غزّة نحو الجزء الخلفي لقناة السّويس المحاذي لسيناء ونحو العريش على حدود غزّة.
وتتالت هذه الخطوات في المشروع الصّهيونيّ، وبتراجع فعل المقاومة والنّضال الوطني الفلسطيني، ومع القرن الجديد حيث بداية تشكّل ملامح المسار الاستسلامي، اتّخذ هذا المشروع أكثر عمقا وتفصيلا إذ، في سنة 2000، وضمن مشروع غيورا أيلا ند، حصلت توافقات فعليّة مع مصر تنصّ على اقتطاع ما يقارب 700 كلم مربّع من أراضي سيناء لتهجير الفلسطينيين عموما إليها وخصوصا سكّان غزّة وذلك بغاية إقامة الدولة الفلسطينيّة في سيناء وإنهاء حقوق الشّعب الفلسطيني في إقامة دولته على أراضيه المحتلّة، وتكثّف مشروع غيورا أيلا ند أكثر بالمشروع الذي تقدّم به الصّهيونيّ بن أريه حيث وقع تدقيق الصّفقة مع مصر وتفصيلها بخصوص تبادل الأراضي وتوطين الشّعب الفلسطيني في جزء من سيناء وما يقتضيه ذلك من التجهيز والإعداد التامّ. وقد كان للمقاومة والانتفاضات الفلسطينيّة والصّمود الوطني الفلسطيني وفعل الوطنيين الفلسطينيين، دور هام في إفشال هذه المشاريع الاستعماريّة المتتالية والمتلاحقة. وقد أتت صفقة القرن الأخيرة لترامب في جزء هامّ ومحوريّ منها تفعيلا لهذا المشروع حيث عمد الكيان الصّهيونيّ بدعم ومشاركة أمريكيّة واضحة إلى تصعيد هجمته الاستعماريّة الفاشيّة الصّهيونيّة على الشّعب الفلسطيني تصعيدا جسّده الاضطهاد والهجوم الوحشي على أبناء الشّعب الفلسطيني في القدس بشكل متلاحق، وأحداث الشيخ جرّاح، والتهجير القسري واستهداف الفلسطينيين في النّقب والأعمال الإجرامية على الشّعب الفلسطيني في نابلس، وما شهدناه هذه السّنة في مخيّم جينين من أبشع أشكال الإجرام. واليوم يتجلّى هذا المشروع في الحرب القائمة على قطاع غزّة وتتكاثف المساعي الجادّة للتهجير والتوطين في سيناء وآخرها زيارات بلينكن للدّول العربيّة والقمّة الرّباعيّة بين مصر والسّلطة الفلسطينيّة والأردن والولايات المتّحدة التي تعمل على تحديد خطوات إنجاز مشروع التهجير والتوطين. فبلينكن هو الراعي الرسمي لتنفيذ هذا المشروع الاستعماري. وبان بكلّ وضوح عزم الامبرياليّة الأمريكيّة وأداتها الصّهيونيّة في المنطقة على التّصفية الكاملة والشاملة للقضية الفلسطينيّة وإنهاء تواجد الفلسطينيين على أرضهم التاريخية وقبر هدفهم في تحريرها وإنشاء دولتهم على هذه الأرض.
ولئن يتنزّل سعي الامبرياليّة الأمريكيّة الملحّ إلى دعم نظام الاحتلال الصّهيونيّ ضمن تعجيل تنفيذ صفقة القرن، فإنّ استعدادها لشنّ الحرب يرتبط بشكل واضح بتهاوي مشروعها الاستعماري المسمّى بالشرق الأوسط الجديد، وفشلها في احتلال سوريا وتقسيمها، والسّقوط المدوّي لأدواتها في المنطقة متمثّلة في الإسلام السياسي، وما قابل ذلك من تعزّز النفوذ الرّوسي في المنطقة عبر سوريا، والدّخول الصّيني الواضح أخيرا معبّرا عن رعاية الاتفاق الإيراني السعودي. كلّ ذلك مثّل، في عمومه، ضربة قاسية للامبريالية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وجعل مصالحها تتهاوى وتتلاشى بل هي مرشّحة لضرر أكبر قد يلحق بها في حالة تقدّم الأوضاع في مسار لا يناسبها. لذلك يمثّل إحداث حرب في المنطقة، بالنسبة إليها، وما يستدعيه من ضخّ الأسلحة بشكل كبير نحو الكيان، إنعاشا اقتصاديا كبيرا للمجمع العسكري الأمريكي وذلك على الطريقة الأوكرانيّة. وقد غدت ملامح التدخّل الأمريكي الجديد تتشكّل في المنطقة منذ عودة إحداث الاضطرابات في سوريا وعملية قتل خريجي الضباط وما عبّر عنه اليوم بشكل واضح إعلان الحرب على الشّعب الفلسطيني. كما أنّ تطوّر مسار الأحداث المرتقب وغير المستبعد ارتباطا بتطوّر المواجهات بين حزب الله وعسكر الاحتلال، ودعم إيران الواضح لبعض فصائل المقاومة، مع الموقف المصري غير الموافق على فتح المجال لمشروع التهجير، والاستهداف العسكري الصّهيونيّ لسوريا، مع تصاعد الحرب على الشّعب الفلسطيني وإمكانية توسّعها والعملية البرّية المرتقبة...كلّ ذلك قد يدفع لتوسّع رقعة الحرب وانتقالها نحو المواجهات الإقليميّة وما يرتبط بها دوليّا حيث في حالة تحوّل الحرب إلى مستوى إقليمي، سيفتح المجال للتدخّل الرّوسي الواضح حماية لمصالحها في المنطقة خصوصا وأنّ الكيان الصّهيونيّ من الدّاعمين لزيلنسكي وهو ما يمثل أحد الأسباب الهامّة الدّافعة للتدخّل، ويضاف إلى ذلك، أنّ التدخّل الروسي في الحرب المرتقب توسّعها في الشرق الأوسط سوف يخفّف عنه جبهة الحرب والواجهات في أوكرانيا ويفتح له مجالا للتقدّم العسكري. وفي هذه الحال، فإن ّعموم المؤشّرات تقود نحو تشكّل موقع آخر في الحرب الامبرياليّة العالميّة الحاليّة ومسرح آخر للمواجهات بين القوى الامبرياليّة من أجل الهيمنة والموقع العالمي ومصادر الطاقة والمواصلات.
رؤية في المهامّ النّضاليّة الثوريّة المطروحة:
إنّ حركة التحرّر الوطني، في التوجّه الوطني الثوري الفعلي، عليها أن تستفيد من التناقضات بين الامبرياليّة لتثبّت نفسها وتخطو خطوات هامّة في مسار التحرّر الوطني وهذا الأمر مطروح بكلّ وضوح على قضيّة التحرّر الوطني العربيّة منذ نهوضها النضالي الذي عرفته في الانتفاضات العربيّة، التي شملت عددا كبيرا من الدول العربيّة، والانتصارات النّضاليّة على قوى الإسلام السياسي والصمود الوطني السوري ضد الاحتلال والتقسيم والحرب التي حيكت ضدّه. ويأتي اليوم النضال الوطني للشعب الفلسطيني ضدّ الحرب والاحتلال الفاشي الصّهيونيّ تتويجا نضاليّا لذلك النّهوض في مسار المراكمة النّضاليّة والصّمود الوطني ليؤكّد مرّة أخرى مركزيّة القضيّة الفلسطينيّة ومحوريتها في قضيّة التحرّر الوطني العربيّة. فالشّعب الفلسطيني، بعد سلسلة من المراكمات النّضالية ضدّ وحشيّة الاضطهاد الصّهيونيّ وإجرامه، قد أحدث نقلة نوعيّة في نضاله بتحوّله من وضعيّة الدّفاع والردّ إلى الهجوم والمواجهة الوطنيّة. وقد مثّلت عمليّة طوفان الأقصى الانطلاقة الوطنيّة لذلك. ومن هنا فإنّ المهمّة النّضالية تقتضي تعزيز وحدة المقاومة وصمودها وتصعيد هجماتها أكثر ما يمكن بشكل ممنهج، ضرب مواقع الاحتلال العسكريّة وتركيز العمليات في الأراضي المحتلّة، دعم الصمود الوطني للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة وتمسّكه بالبقاء على أرضه، تنظيم النّضال الشّعبي في الضفّة الغربيّة والتصدّي لهجمات المستوطنين مع الحرص، في كلّ هذا، على الوحدة النّضاليّة الوطنيّة للشعب الفلسطيني وصمودها شعبا ومقاومة في الضفّة وفي غزّة، إنهاء أوسلو وشلّ أيّ دور سياسي يمكن أن تقوم به السّلطة الفلسطينيّة حاليا، تشكيل أوسع جبهة وطنية جامعة لعموم القوى والأحزاب الوطنيّة وفصائل المقاومة لقيادة المعركة الوطنيّة، كما على الأحزاب الشيوعيّة والوطنيّة الثوريّة العربيّة أن تعدّ نفسها للإسهام النّضالي في هذه المعركة الوطنيّة المحوريّة في حركة التحرّر الوطني العربيّة على قاعدة برنامج نضاليّ جامع يؤمّن هذه المهمّة الثوريّة. فتحرير فلسطين هو الطريق نحو تحرير الوطن العربي من الاستعمار والصّهيونيّة والرّجعيّة. وفلسطين هي وردة الثورة ومركزها والقاطرة الثوريّة للتحرّر الوطنيّ الشّعبيّ العربيّ.



#الشتيوي_جوهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقدّمات النظرية الماركسية اللينينية ودورها في الثورة البرو ...


المزيد.....




- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الشتيوي جوهر - المعركة الوطنيّة الفلسطينيّة الكبرى