أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إسلام إبراهيم - لماذا تدعم أمريكا إسرائيل؟















المزيد.....

لماذا تدعم أمريكا إسرائيل؟


إسلام إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 7782 - 2023 / 11 / 1 - 10:10
المحور: القضية الفلسطينية
    



لا يخفى على أحد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الداعم الأكبر للكيان الصهيوني على مدار تاريخه، حيث المساندة السياسية الدائمة والمساعدات العسكرية والاقتصادية المتواصلة. في خطاب قديم لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحالي جو بايدن في العام ١٩٨٦، قال: “3 مليار دولار سنوياً لإسرائيل هي أفضل استثمار تقوم به أمريكا ، لو كانت إسرائيل غير موجودة فكان على الولايات المتحدة أن تخترع إسرائيل لتحافظ على مصالحها في المنطقة”.

كان دعم إسرائيل شرطًا مسبقًا لكل رئيس أميركي على مدار العقود الخمسة الماضية على الأقل. ترتبط العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة بما هو أكثر بكثير من مجرد تحديد الشخصيات والأحزاب المسئولة عن حكومتيهما. يتعلق الأمر بالسؤال الأكثر جوهرية حول هدف الولايات المتحدة في الحفاظ على قبضتها على الشرق الأوسط، ودور إسرائيل في دعم ذلك.

كلب حراسة المصالح الإمبريالية
منذ البداية، سعى قادة الحركة الصهيونية التي كانت تهدف إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين للحصول على دعم القوى الإمبريالية الكبرى. وقد ناشدوا الإمبراطورية البريطانية من خلال عرض المساعدة في مراقبة السكان العرب في فلسطين، التي استولت عليها لنفسها بعد الحرب العالمية الأولى. ورد وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور بوعد “إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين”.
ولم تبدأ الولايات المتحدة في لعب دور أكثر جوهرية في دعم إسرائيل إلا بعد تراجع الإمبراطورية البريطانية وخروجها من فلسطين في عام 1948. ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية، تراجعت الإمبراطورية البريطانية وحلت الولايات المتحدة محلها كقوة إمبريالية عظمى، خصوصًا في الشرق الأوسط، الذي بدأ فيه الاهتمام يتصاعد بمخزون النفط. في ذلك الوقت، كان شبح الشيوعية يتنامى مع ظهور الحركات التحررية القومية، وكانت الولايات المتحدة تخشى أن تقع المنطقة تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي. فكان وجود إسرائيل ضروري للدول الإمبريالية باعتبارها كلب حراستها في الشرق الأوسط؛ تقوم بدورها في وأد الحركات الثورية في المنطقة وخوض الحروب بدلاً منها.

وفي حين قدمت الولايات المتحدة بعض المساعدات المالية لإسرائيل خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، جاء معظمها في شكل قروض. وكان على إسرائيل أن تثبت للولايات المتحدة أن دعمها لا غنى عنه. وفي عام 1951، بعد أن قامت الحكومة الإيرانية بتأميم صناعة النفط، أوضحت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الدور الذي يأمل قادة إسرائيل أن يلعبوه. وكتبت أن إسرائيل ستصبح هي الجهة الرقابية. كتبت الصحيفة: “إذا كان على القوى الغربية أن تفضل في بعض الأحيان أن تغمض أعينها، فمن الممكن الاعتماد على إسرائيل لمعاقبة واحدة أو أكثر من الدول المجاورة التي تجاوزت فظاظتها تجاه الغرب الحدود المسموح بها”.

وبينما أدت النضالات المناهضة للاستعمار في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي إلى إضعاف قبضة بريطانيا ومن ثم الولايات المتحدة على الشرق الأوسط، رأت إسرائيل فرصتها. وفي عام 1967، أثارت إسرائيل حربًا مع الأردن ومصر وسوريا، التي كانت حكوماتها القومية العربية تهدد مصالح الولايات المتحدة وكانت متحالفة مع روسيا وهزمتهم جميعًا.

أثبت ذلك قدرة إسرائيل على استخدام قوتها العسكرية في الشرق الأوسط نيابةً عن الولايات المتحدة. وفي المقابل، ضخت الولايات المتحدة الأموال إلى إسرائيل حتى تتمكن من بناء جيشها. وبعد ذلك ارتفع التمويل الأمريكي لإسرائيل بشكل كبير. خلال الستينيات، بلغ متوسط القروض العسكرية الأمريكية لإسرائيل 17 مليون جنيه إسترليني سنويًا، وبين عامي 1970 و1974، ارتفع هذا المبلغ إلى 345 مليون جنيه إسترليني.

الإدارات تتغير والسياسة واحدة
منذ العام 1985، وبعد اتفاقيات كامب ديفيد، قدمت الولايات المتحدة ما يقرب من 3 مليارات دولار في شكل منح سنوية لإسرائيل، وكانت إسرائيل أكبر متلقٍ سنوي للمساعدات الأمريكية من 1976 إلى 2004، وأكبر متلقي تراكمي للمساعدات (142.3 مليار دولار، غير معدلة حسب التضخم) منذ الحرب العالمية الثانية. وبالإضافة إلى المساعدات المالية والعسكرية، تقدم الولايات المتحدة أيضًا الدعم السياسي لإسرائيل، بعد أن استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 42 مرة فيما يتعلق بالقرارات المتعلقة بإسرائيل ، من إجمالي 83 مرة استخدمت فيها حق الفيتو على الإطلاق.

ومنذ 1999 ومذكرات التفاهم العشرية تحكم المعونة الأمريكية لإسرائيل. أول التفاهمات كانت في عهد إدارة كلينتون التي وقعت مذكرة تمنح إسرائيل ما مجموعه 26.7 مليار دولار في صورة معونات عسكرية واقتصادية، كان لحجم المعونة العسكري فيه حصة الأسد، فقد بلغت 21.3 مليار دولار.

أما في عهد إدارة جورج بوش، فقد وُقِّعَت مذكرة تفاهم عشرية جديدة بلغت 30 مليار دولار، أما باراك أوباما فقد وقع اتفاقًا جديدًا مع إسرائيل في 2016 يتعهد بمبلغ 38 مليار دولار مساعدات عسكرية للسنوات المالية 2019-2028. ورغم تغير الرؤساء والإدارات، تظل هذه التفاهمات حجرًا أساسيًا في السياسة الخارجية الأمريكية لعقود.

في سبتمبر 2017، بعد تتويج دونالد ترامپ رئيساً للولايات المتحدة، أُعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستفتتح قاعدتها العسكرية الدائمة الأولى في إسرائيل. وفي 6 ديسمبر من العام نفسه، اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ثم بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة، وكذلك قراره عدم اعتبار المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة مخالفة للقانون الدولي.

في 17 مايو 2021، وافقت إدارة بايدن على صفقة أسلحة لإسرائيل قيمتها 750 مليون دولار، معظمها عالية الدقة بحسب ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية. كان ذلك قبل أسبوع تقريبًا من اندلاع المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وشن إسرائيل ضربات جوية مكثفة على قطاع غزة أسفر عن استشهاد ما يقرب من 200 فلسطيني، والدعوات العالمية للعمل على إنهاء الأزمة، التي تعتبر الأسوأ منذ حرب غزة 2014.

وفي الأحداث الأخيرة ، زار بايدن إسرائيل بعد خمسة أيام فقط على الحرب الحالية في 12 أكتوبر الجاري في رسالة مفادها أن أمريكا على إستعداد للدفاع عسكريًا عن إسرائيل، بحسب المحلل العسكري تسفي هرئيل، في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الذي يعتبر أن “زيارة الرئيس الأميركي إلى إسرائيل، بينما إسرائيل في حالة حرب، حدث لم نشهده من قبل”. وأوضح المحلل العسكري أن الحضور غير المسبوق لوزير الخارجية أنتوني بلينكن في جلسة “كابينت الحرب” في مقر رئاسة الأركان ووزارة الأمن الإسرائيلية بتل أبيب يشير إلى أن الولايات المتحدة شريك كامل في إدارة الحرب مع الجانب الإسرائيلي.

ويعتقد أن زيارة بايدن، إلى جانب الدعم الأميركي العسكري ورصد مساعدة أولية بقيمة 10 مليارات دولار، تعكس مدى قلق الأميركيين بشأن ما قد يحدث من تطورات في سير الحرب على جبهة غزة، وكيف يستخدمون قوتهم الكاملة لمساعدة إسرائيل في حربها على غزة، وردع كل من يهدد بالتدخل في الحرب وتحويلها إلى مواجهة إقليمية.

إسرائيل والديكتاتوريات العربية.. مصالح متبادلة
إن واحدة من أهم مهام إسرائيل في المنطقة هي أيضاً دعم الأنظمة الديكتاتورية العربية لمواصلة قمع الجماهير والحفاظ على استقرار المنطقة حمايةً للمصالح الإمبريالية في المنطقة.

وبدورها تستفيد تلك الأنظمة الديكتاتورية من وجود إسرائيل لتوطيد حكمها عن طريق شراء السلاح أو أنظمة التجسس الأمنية. والتطبيع مع الكيان الصهيوني لتحصل على رضا الدول الغربية لتغض بصرها عن طبيعة أنظمتها الديكتاتورية ووضع ملفات حقوق الإنسان.

بعد مرور 75 عام على النكبة التي وُلِدَ منها هذا الكيان، يظل الكيان الصهيوني “كلب حراسة الإمبريالية” في الشرق الأوسط والضامن والحافظ لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة سواء المصالح الاقتصادية أو السياسية. وإن معادتنا لهذا الكيان المحتل ينبع من موقف اشتراكي ثوري معادٍ للإمبريالية وكلب حراستها إسرائيل.



#إسلام_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن خديعة الأرباح مقابل المخاطرة
- الرأسمالية تقتلنا بالوباء وبالجوع


المزيد.....




- في زيارته الأولى.. ما الذي دفع أمريكي لشراء منزل بإيطاليا خل ...
- الغلاف الفني الأصلي لأول رواية في سلسلة -هاري بوتر-.. للبيع ...
- إعلام مصري يتحدث عن تقدم ملحوظ بمفاوضات وقف إطلاق النار وإطل ...
- الأرجنتين ترفض تصريحا -افترائيا ومهينا- من وزير إسباني بحق ا ...
- وفد حماس يصل القاهرة و مصر تقول إن هناك تقدما كبيرا في مفاوض ...
- مقالة خاصة: تقلبات بين إيقاع المصريين فى الفخاخ وانتشالهم من ...
- مصرع 14 شخصا جراء انزلاقات للتربة في إندونيسيا (فيديو)
- سفير: زيارة رئيس كازاخستان إلى روسيا ستتم في الفترة من 8 - 9 ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 34654 قتيلا ...
- بالفيديو.. مطر بالأسماك في ياسوج الإيرانية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إسلام إبراهيم - لماذا تدعم أمريكا إسرائيل؟