أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إسلام إبراهيم - الرأسمالية تقتلنا بالوباء وبالجوع














المزيد.....

الرأسمالية تقتلنا بالوباء وبالجوع


إسلام إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6525 - 2020 / 3 / 28 - 19:08
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تطرح العديد من التساؤلات نفسها، منذ ظهور فيروس كورونا، حول أسباب سرعة انتشاره ومدى قدرة الدول على الحد من انتشاره وعن قوة المنظومة الصحية في تلك الدول وعن الأزمة الاقتصادية العنيفة التي سبَّبها انتشار الفيروس. هل كل تلك التساؤلات منفصلة عن شكل النظام الرأسمالي الذي يحكم العالم؟ هل يجب التعامل مع كورونا على أنه مجرد وباء عالمي منفصل عن الرأسمالية وأنها مجرد ازمة بيولوجية؟ أو أنها تعبير عن غضب إلهي في تحليلات أخرى. هل الفيروس منفصل عن المجتمع الطبقي الذي نعيشه ويصيب الاغنياء والفقراء بشكل متساو؟

في واقع الأمر إن ظهور الأوبئة وانتشارها ومواجهتها هي مسائل وثيقة الصلة بالمنظومة الرأسمالية والواقع أن الفيروس ليس منفصلا عن المجتمع الطبقي.

ظهور الفيروس بالأساس نتيجة انتقاله من الحيوانات البرية إلى البشر من خلال الاختلاط بالحيوانات المصابة أثناء عمليات تجارة الحياة البرية في أسواق مكدسة تفتقد لضوابط الصحة البيطرية والتي تعتبر ثاني أكبر تجارة غير قانونية من حيث الحجم بعد تجارة المخدرات ويليها تجارة الأسلحة. تلك الانشطة المرتبطة بالنظام الرأسمالي في الأساس.

وقدرتنا ايضا على مواجهة الفيروس مرتبط بنمط الإنتاج الرأسمالي فتدهور المنظومة الصحية في أغلب بلدان العالم مرتبط بالسياسات النيوليبرالية التي أدت إلى تخفيض ميزانية الصحة مقابل الإنفاق على شراء السلاح وتطوير الرؤوس النووية، وهو ما شهدنا نتائجه في الأزمة الاخيرة من انهيار المنظومات الصحية في بلدان عديدة.

وفي مصر فالوضع أسوأ فبحسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، انخفض عدد مستشفيات القطاع الحكومي من 1146 مستشفى عام 2008 إلى 691 عام 2018، بينما ارتفع عدد مستشفيات القطاع الخاص من 686 عام 2008 إلى 1157 عام 2018. فنجد أن عدد المستشفيات الخاصة قد زاد بنسبة 41% وانخفض عدد المستشفيات الحكومية بنسبة 40%. وكل هذا بسبب انتهاج الدولة للسياسات النيوليبرالية.

فعلى المستوى الصحي الفقراء هم المتضررون الأكبر بسبب تردي الخدمات الصحية وعدم تلقيهم رعاية صحية مناسبة بينما الأغنياء يتمتعون بمستشفياتهم الخاصة. وحتى على مستوى الاهتمام بالصحة والنظافة الشخصية فشاهدنا أزمة في توفير وسائل الحماية الشخصية من كمامات وكحول ومعقمات اليد وارتفاع أسعارها على مستوى العالم بسبب محاولات الشركات الكبرى تحقيق أرباح في الأزمة مما دعى عمدة نيويورك مثلًا للمطالبة بتأميم تلك الشركات.

وحتى سبل الوقاية الأخرى كالبقاء في المنزل وعدم النزول للشارع هي رفاهية ليست متوفرة لكل الأفراد فهناك العمال باليومية وغيرهم من العمال المجبرون على الذهاب لأشغالهم بالإضافة اضطرارهم ركوب المواصلات العامة كالمترو والأتوبيسات، وتعرضهم للازدحام بشكل أكبر من غيرهم. فهؤلاء بسبب موقعهم الطبقي معرضون إذن للإصابة أكثر من غيرهم. فحتي عندما نري اصابة مسؤول أو رئيس وزراء او حتي امير بالفيروس فهو بسبب قدرته على إجراء الاختبار بشكل عاجل وهو ما لا يتوفر لعامة الشعب. فالحديث هنا عن أن الفيروس يصيب الفقراء والاغنياء بشكل متساو هو محض هراء.

من الصحة للاقتصاد
الفقراء ليسوا فقط معرضين بشكل أكبر للموت بالوباء ولكن بالجوع كذلك. فهناك أزمة اقتصادية عنيفة تلوح في الأفق وشبح كساد عظيم آخر يوشك أن يبتلع العالم. وكالعادة فالعمال هم من سيدفعون ثمن تلك الازمة من تهديد عملهم عن طريق الفصل التعسفي أو بأن يتم فرض إجازات غير مدفوعة الأجر عليهم وغيرها من الإجراءات التي ينتهجها أرباب الأعمال للحفاظ على ثرواتهم على حساب تشريد العمال.

فيروس كورونا كشف لنا بوضوح مدي حقارة النظام الرأسمالي واهتمامه باستمرار عجلة الانتاج والأرباح على حساب أرواح البشر، بداية من تدمير الطبيعة الذي يساهم في انتشار الفيروسات، إلى إهمال القطاع الصحي على حساب شراء السلاح، والاستفادة من الأزمة على حساب أرواح البشر، واخيرًا تشريد العاملين.

النظام الرأسمالي يقتلنا بالوباء وبالجوع. تدمير ذلك النظام هو ضرورة قصوى وواجب إنساني ليس فقط لعالم أكثر حرية وعدلا ولكن للحفاظ على بقاء البشرية.



#إسلام_إبراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حرب أمريكا وإسرائيل على ايران وتداعياتها. ندوة سياسية لمنظمة ...
- حزب التقدم والاشتراكية يستقبل وفداً من المنظمة المغربية لحقو ...
- تحركات في الكونغرس الأميركي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية ...
- غدًا تجديد حبس القيادي العمالي شادي محمد وشباب قضية “بانر فل ...
- النظام المصري يواصل حبس المتضامنين مع فلسطين
- احتجاج بلا تصعيد، وغضب بلا قيادة: وقفة نقابة المحامين تكشف ع ...
- بيان لصحفيين مصريين: الاعتداء الأمريكي على إيران من أرض عربي ...
- المحامين قالوا كلمتهم.. نعم للإضراب
- المستأجرون يقررون مواصلة النضال لاسقاط مشروع القانون ويطالبو ...
- “أمن الدولة” تستكمل التحقيقات مع يحيى عبد الهادي


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إسلام إبراهيم - الرأسمالية تقتلنا بالوباء وبالجوع