|
رسالة للجنة مناصرة الشعب الفلسطينى/ مصر
بشير صقر
الحوار المتمدن-العدد: 7780 - 2023 / 10 / 30 - 02:20
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
السادة الزملاء أعضاء اللجنة الشعبية المصرية لمناصرة الشعب الفلسطينى
بعد التحية
مر أسبوع علي لقائنا بحزب التحالف الشعبى بالقاهرة في 19 أكتوبر الجارى ، ومن واقع قراءتى للمتداول من حوارات بين الزملاء علي موقع المجموعة الإلكترونى علي الواتس آب ،واتصالاتي ببعض الزملاء أشعر أن هناك نوعا من الارتباك أو ربما استغراق وقت طويل في المشاورات بشأن صياغة البيان المقرر توجيهه لبعض الهيئات الرسمية .ولذلك واسترشادا بخبرتنا السابقة في نشاط اللجنة الشعبية لدعم انتفاضة الأقصى سنة 2000 وما تلاها أعرض الآتى:
1-مع إدراك جملة الفوارق في الشروط المحيطة بالنشاط في الحالتين والقواسم المشتركة بينهما؛ أرى أن نجاح اللجنة السابقة في عملها كان ناجما عن وضع أهداف واضحة تتحرى تحقيقها ، ومهمات محددة تترجم تلك الأهداف ، وتسمية دقيقة للوسائل والأدوات التى تساهم عمليا في إنجاز تلك المهمات ؛ وعلى ضوء تحديد هذه الأمور الثلاثة تشكلت لجان النشاط المطلوبة.. التى كانت تلبية لاحتياج موضوعي لتنفيذ المهام ولم تكن توزيعا لوظائف جاهزة مسبقا علي موظفين .
ومن خلال اختيار ممثلين للجان النشاط تشكلت اللجنة الإدارية التى تدير جملة النشاط اليومى.وهو ما يتطلب تحديد الأهداف العامة ومن ثم المهام المترجمة لها للجنة الجديدة. وقد أثبت هذا المنطق في العمل صحته خصوصا بشأن عدم تحقيق أحد الأهداف التى كانت ضمن الأهداف العامة للجنة ( مقاطعة السلع والمنتجات والخدمات الأمريكية) وبالتالى توقف لجنة النشاط الخاصة بها نظرا لعدم قدرة اللجنة علي الإمساك بخيوط المهمة بيديها ؛ فتم إلغاء المهمة وحل لجنة المقاطعة.
2-كذلك كانت اللجان الشعبية جميعها مستقلة عما عداها من هيئات أخرى [ أحزاب ، نقابات، هيئات أولجان سياسية أخرى ، هيئات رسمية حكومية ( وزارة الخارجية وجامعة الدول العربية)]. فلا هي تَستوعِبُ تلك الهيئات داخلها ، كما انها لا تندمج في تلك الهيئات. بل كان التعاون مع معظم تلك الهيئات هو السائد استنادا إلي ما يحتاجه تسيير عملها.
3-ولأن اللجنة القديمة وكل اللجان الشعبية في الأقاليم والقرى آنذاك كانت تتمتع باستقلالية تامة عن بعضها فلم تكن الأخيرة فروعا للجنة القاهرة ولا لجنة القاهرة مركزا للجان الأقاليم، بل كانت العلاقة بينها تقتصر علي تبادل الخبرة. وساهم ذلك في خلق مناخ من الحرية يساعد اللجان على القيام بمهامها دون تدخل من غيرها في شئونها. 4-أن اللجنة الشعبية القديمة كانت تدار استنادا إلى لائحة متفق عليها فى الاجتماع العام ، وكان أحد شروطها هو أن عضوية اللجنة شخصية وليست تمثيلية حتى لا تستورد مشاكل الهيئات الأخرى إليها.، وشرطها الآخر هو أن يكون اتخاذ القرارت بالتوافق في الأمور السياسية والنظرية ، وبالأغلبية المطلقة في الأمور العملية وذلك فى اللجنة الإدارية التى تتولى إدارة العمل اليومى.وأن السلطة العليا للجنة هو مؤتمرها العام الذى يجتمع بشكل دورى كل عدة شهور. وأن الشعار الناظم للجنة هو الدعم المادى والسياسى للانتفاضة والمقاومة الفلسطينة.
5-أن لجان النشاط كانت هى ( التوقيعات ، مقاطعة السلع والخدمات الصهيونية والأمريكية، التبرعات، الإعلام ، المحافظات ، رعاية وعلاج جرحى الانتفاضة بمصر.. إلخ ) وتعمل بشكل متوازى وبكل لجنة عدد من الأعضاء النشطاء، ومنهم يُنتخَبُ بعضُ أعضائها- ممثلين لها- يُكوّنون فى مجموعهم اللجنة الإدارية.
وبرغم ذلك كان تنظيم العمل تكتنفه بعض القصورات بسبب ضعف قلبها الإدارى الذى كان يفتقر لنشطاء متفرغين.وهو ما يحتاج لوضع ذلك فى الحسبان إذا ما توسع نشاط اللجنة الحالية.
الفوارق بين اللجنتين وبالتالى كيفية الاستجابة لها: تختلف اللجنة القديمة عن الحالية في ثلاثة عناصر: طبيعة المعركة ؛ والظروف السياسية ، وفي الأطراف المشاركة فى الصراع.
فالأولى كانت انتفاضة شعبية طرفاها معظم الفصائل الفلسطينية أو كلها .. وجيش الاحتلال الصهيونى، وكنا كمصريين مجرد داعمين بقوة للمقاومة الفلسطينية سياسيا وماديا ؛ بينما الطبيعة الحالية حربٌ شاملة أعلن طرفها الصهيونى التعبئة العامة واستدعاء الاحتياط. وأطرافُها الأصلاء( بعض فصائل المقاومة الفلسطينية بعد تقلص نشاط بقية الفصائل ، وجيش الاحتلال بدعم عسكرى أمريكى غربى مباشر وغير مسبوق مرابط بالقرب من ميدان الصراع) بالإضافة إلى مصر والأردن باعتبارهما طرفين مباشرين فى الأهداف الصهيونية الأمريكية.. وفى الحلول المقترحة.
فضلا عن طرفين آخرين غير مباشرين قد ينخرطان في الصراع مباشرة إن توسع إلى حرب إقليمية وهما (لبنان وإيران) ، علاوة علي أطراف أخرى دولية مثل بريطانيا وربما فرنسا.
وبناء علي الفوارق في الأطراف فقد تحول الشعب المصرى من داعم للمقاومة الفلسطينية عام 2000 إلي طرف مشارك بشكل مباشرفي الأزمة الراهنة ومهدد باحتلال أرضىه المتاخمة لميدان الصراع الحالى - أو شغلها رغم أنفه- عن طريق تهجير قسرى لجزء من الشعب الفلسطينى إلى سيناء.. وهو شئ وارد وربما مرجح في نظر البعض.
كذلك تعانى مصر من أزمة اقتصادية غير مسبوقة وتتعرض – بشأن سداد ديونها- لضغوط مستمرة ومن ثم تكون مطمعا للعدو وأقل قدرة علي المشاركة في الصراع الدائر وتحمل تبعاته ونتائجه مقارنة بوضع آخر لا تكون معرضة فيه لمثل تلك الأزمة. ومن هنا نرى أن الأهداف التى ينبغى أن تضعها اللجنة الحالية نصب أعينها تتركز فى: 1-وقف القصف الهمجى علي الشعب الفلسطينى الأعزل في غزة ووقف المداهمات والاعتداءات اليومية فى الضفة الغربية. 2- والحيلولة دون التهجير القسرى للشعب الفلسطينى وإزاحته لسيناء والأردن ، وإلغاء الغزو البرى المزمع القيام به لقطاع غزة .
3-إعادة المصريين المهجرين من الشريط الحدودى المصرى المتاخم لغزة إلى منازلهم وأراضيهم التى غادروها قسرا خلال السنوات القليلة الماضية وتعويضهم.
4- فتح معبر رفح وإدخال جملة ما يحتاجه الشعب الفلسطينى من وسائل المعيشة والحياة من غذاء ومياه شرب نقية ووقود وأدوية وعلاج ومستلزمات طبية .
5-إخراج كل جرحى القصف الهمجى إلى مصر والأردن والبلدان العربية المستعدة لذلك والمؤهلة له لعلاجهم وتأهيلهم.
6-السعى لدى الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة ذات الصلة لبحث احتياجات المضارين من القصف الصهيونى والاعتناء بتدبير مأوى لكل من تهدمت بيوتهم واستئناف تعليم أبنائهم وتأهيل المحتاجين منهم.
خلاصة القول أن اختلاف ( طبيعة المعركة - والظروف السياسية المحيطة - وأطراف الصراع ) في الحالتين يشير إلى قدر من اختلاف المهمات المطروحة للتنفيذ نسبيا في كل منهما ويعنى أن مهمات جديدة استجدت منسوبة لما كان قائما عام 2000 وما يستدعيه ذلك إذا ما اتسعت جغرافية الحرب وشملت لبنان وإيران وربما سوريا.
ومن ناحية أخرى نرى ضرورة تحديد أهداف اللجنة ومهماتها العملية ، والفصل بين نشاط حزب التحالف الشعبى وبين عمل اللجنة ، وتقسيم العمل بشكل يوفرتواجدا دائما للجنة بمقر الاستضافة ، وإدارة مستقرة لتواصل الزملاء إلكترونيا ، وأخرى للعمل الإعلامى.. فضلا عما يستجد من مهمات واستجابات عملية لها. علي أن يتم الشروع في وضع لائحة لعمل اللجنة لضبط نشاطها.. وتطويره.
مع خالص تمنياتى،،
الخميس26 أكتوبر 2023 بشير صقر
عضو لجنة مناصرة الشعب الفلسطينى / مصر
#بشير_صقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشاهد لا تُنسي من ذاكرة اللجنة الشعبية لدعم انتفاضة الأقصى ع
...
-
متى وكيف تم تنفيذ قانون الإصلاح الزراعي فى مصر..؟!
-
بلاغ للنائب العام بمصر بشأن اراضى الإصلاح الزراعي بمحافظة ال
...
-
مقال قديم بعنوان جديد .. أى التوقعات تحققت وأى التحذيرات صدق
...
-
رسالة قديمة لعلى فؤاد قاعود
-
عن أزمة نادى الزمالك المستوطنة ومشكلة فريق الكرة
-
في كمشيش : قوات تنفيذ الأحكام تدفن امس قانون الإصلاح الزراعي
-
تعليق علي بوست جوليا روبرتس وصورتها دون ماكياج
-
للأرض الزراعية قدسيتها والفلاحون الأحق بحيازتها
-
هل كان غزو الروس لأوكرانيا.. تعديلا للحاضر ..أم تصويبا للماض
...
-
نقاش فلسفي بسيط وعملي داخل الأسرة
-
رسالة إلي شارد ..بقلم ( مواطن من كمشيش )
-
رسالة لموظفي المعاشات بالبنك العربي الإفريقي
-
بيان لاستطلاع رأى الجمهور في القانون 15 لسنة 2022
-
قرار جمهورى و قانونان تستهدف الفلاحين والأرض الزراعية وسيناء
...
-
عن البنك العربي الإفريقي و الجمعية العمومية لصندوق معاشات ال
...
-
روشتة جاهزة .. لنستغني عن قمح أوكرانيا وأرز المستوردين .. وع
...
-
ماذا حدث في أسيوط ؟ عن الحركة الطلابية المصرية في عام 1972
-
مغادرة نظام سويفت المصرفي يُعدّ بادرة إيجابية.. النظام مخترق
...
-
من مسرحية شعرية في إحدي المدارس المصرية الابتدائية بمحافظة ا
...
المزيد.....
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
-
فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد
...
-
السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل
...
-
هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
-
تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم
...
-
العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
-
الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم
...
-
المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|