أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - على أمريكا وقف دعمها لإسرائيل















المزيد.....

على أمريكا وقف دعمها لإسرائيل


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 7774 - 2023 / 10 / 24 - 00:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


أورين شفيتزر
ترجمة محمود الصباغ
تشن إسرائيل هجوماً عشوائياً على غزة وتقصفها بطريقة غير مسبوقة، ويستعد جيشها لغزو بري؛ وقد تحولت المشافي والمراكز الطبية وسيارات الإسعاف والمدارس والمباني السكنية والمكاتب والمسجد ومخيمات اللاجئين إلى أنقاض. وأسفر الهجوم عن تشريد وقتل عدد كبير من المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء وهذه الأرقام مرشحة للارتفاع. وإلى جانب القصف المتواصل، أوقفت إسرائيل أمدادات الكهرباء والغذاء والوقود بطريقة أقل ما يقال عنها إنها عقاب جماعي. وبعد قليل ستفقد المستشفيات طاقتها وتتحول إلى "مقابر جماعية"، على حد تعبير الدكتور محمد أبو سليمة، مدير مستشفى الشفاء في غزة. ويستوجب هذا المطالبة بوضع حد وإنهاء الدعم الأمريكي لنظام الفصل العنصري والاحتلال الإسرائيلي للحد من مسلسل القتل من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء. ويجب على الأمريكيين المطالبة بإنهاء الدعم الأمريكي لهذا التوحش الإسرائيلي؛ فإنهاء دوامة العنف لا يكون بـ "الوقوف مع إسرائيل" والسكوت على أعمالها المستمرة في قتل وذبح الفلسطينيين؛ بل بمطالبة الولايات المتحدة بوقف دعم إسرائيل وتمويل جرائمها للقضاء على السلوك العدواني الإسرائيلي الذي يبدو وكأنه لا نهاية له والذي أودى بحياة العديد من المدنيين الفلسطيين والإسرائيليين سواء بسواء.
لقد تحولت غزة، في أعقاب تأسيس إسرائيل، إلى مخيم جماعي للاجئين، حيث تم طرد أكثر من 700 ألف فلسطيني في عملية تطهير قومي على يد الميليشيات الصهيونية. وتعرض هذا الشريط الساحلي إلى اعتداءات إسرائيلية عديدة قبل احتلاله في حرب الأيام سنة 1967، ليتحول إلى ما يشبه سجناً مفتوحاً. ورغم انسحاب إسرائيل تقنياً منه في منتصف العقد الأول من القرن الحالي، إلا أنها ما زالت تمارس سيطرة غير عادية عليه، بما في ذلك حصارها الوحشي لحدوده من الجهات الأربع كافة، وتقيد حركة السكان والتقنين الشديد لدخول الأغذية والمياه والأدوية والكهرباء وغيرها من ضروريات المعيش اليومي. وينظر إلى حصار غزة كجزءً من نظام إسرائيل الأوسع الذي يشبهه البعض بالفصل العنصري (الأبارتيد)، حيث تدعم الحكومة الإسرائيلية وجيشها، من خلال احتلالها العسكري للضفة الغربية، إنشاء مستوطنات غير قانونية لليهود فقط، وطرد الفلسطينيين، وتجريف المنازل، وتنفيذ الاعتداءات والمجازر، وتضغط على الفلسطينيين وتؤسس بنية تحتية للاستخدام الحصري لليهود.
أما في إسرائيل فقد عملت حكومة نتنياهو على كبح قدرة القضاء على تقييد الميول القاتلة لنتنياهو. ويتحدث وزراء الحكومة وغيرهم من أعضاء الائتلاف الحاكم عن محو مدن بأكملها وتأمين كل فلسطين التاريخية للشعب اليهودي بطرد الفلسطينيين أو ذبحهم أو سحقهم ليخضعوا تماماً للسلطة الديكتاتورية. ويريد زعيم حركة المستوطنين بتسلئيل سموطريتش، وزير المالية المكلف باستعمار الضفة الغربية والذي يعرف نفسه بأنه فاشي، من الفلسطينيين أن يقاتلوا حتى يكون هناك ما يبرر لإسرائيل إبادتهم جماعياً.
على الرغم من ميل سير الأحداث في التاريخ نحو تحقيق العدالة، إلا أن التقلبات والانعطافات قصيرة المدى لإسرائيل قد تحولت نحو الظلم. على الرغم من عقود من الضوابط داخل فلسطين وخارجها لإنهاء نظام الفصل العنصري الإسرائيلي والاحتلال العسكري، إلا أن حياة الفلسطينيين كانت في تدهور مستمر. يتم إطلاق النار على الفلسطينيين في غزة وقصفهم وهم محاصرون، بينما يتحدث محتلوهم علانية عن الإبادة في المستقبل. لكن وفقاً للحكومة الإسرائيلية وكذلك السياسيون ووسائل الإعلام الأمريكية الرئيسية، لا توجد "طرق جيدة" للفلسطينيين للنضال من أجل حريتهم. في الولايات المتحدة، يُتهم المنظمون المؤيدون لفلسطين بمعاداة السامية، وعندما يحتج الفلسطينيون في غزة سلمياً، يقابلون برصاص الجيش الإسرائيلي الذي يقتل مئات المدنيين ويصيب آلاف آخرين.
وبالنسبة للمهتمين بإنقاذ أرواح الأبرياء، هناك إجابة واحدة فقط: الكفاح من أجل إنهاء إخضاع إسرائيل للفلسطينيين ومعارضة كل الجهود لتمويل قصف المدنيين في غزة.
في الواقع كان هذا ما ذكرته العديد من الصحف والسياسيين الإسرائيليين؛ وكانت افتتاحية صحيفة هآرتس، ثالث أكبر صحيفة إسرائيلية، ألقت باللوم على حكومة نتنياهو واعتبرت نشاط الحكومة لضم الضفة الغربية، ورفعها لقادة اليمين المتطرف إلى أعلى المناصب في الدولة الإسرائيلية أحد الأسباب التي أدت إلى هجوم حماس المروّع في 7 تشرين الأول الجاري. وقال عوفر كفيف، وهو عضو يساري في الكنيست الإسرائيلي، إنه وآخرين "حذروا مراراً من انفجار كل شيء، وعندها سيدفع الجميع الثمن -بشكل أساسي المدنيون الأبرياء من كلا الجانبين. ولسوء الحظ، هذا ما حدث بالضبط". لا شك أنه كان محقاً تماماً فيما قال؛ فتكلفة الحفاظ على الوضع الراهن الوحشي كانت على حساب دماء الفلسطينيين والإسرائيليين الأبرياء.
ويقع على عاتق أولئك الموجودين في الولايات المتحدة دور رئيسي للنهوض بقضية السلام. لأن إسرائيل تعتمد على دعم الدولة الأمريكية، وللأسف لا يوجد سبب يدعو للاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستسحب هذا الدعم في أي وقت قريب: تعمل إسرائيل كمركز استيطاني فعّال للجهود العسكرية الأمريكية في المنطقة، ويساعد اللوبي القوي -الذي يشكل المسيحيون الإنجيليون جزءً كبيراً منه- في ربط مصالح السياسيين الأمريكيين بإسرائيل. وتقف الولايات المتحدة بشكل روتيني بمفردها في مجلس الأمن في استخدام حق النقض ضد إدانات انتهاكات إسرائيل لحقوق الفلسطينيين. وتعطي واشنطن شيكاً على بياض للجيش الإسرائيلي بحوالي 4 مليارات دولار سنوياً؛ لقتل الفلسطينيين بقنابل وأسلحة أمريكية. وتموّل الولايات المتحدة نظام القبة الحديدية للدفاع الصاروخي، والذي -رغم كونه سلاحاً دفاعياً ظاهرياً- يغذي الحرب غير المتكافئة التي تسمح للحكومة الإسرائيلية بقصف غزة بشكل روتيني وعشوائي دون تداعيات مثل هذه الحملات تقليدياً. كما أصدرت حكومات الولايات في الولايات المتحدة قوانين تجرم حركة مقاطعة إسرائيل وتجريدها منها ومعاقبتها. وتتدرب قوات الشرطة الأمريكية مع الجيش الإسرائيلي والشرطة الإسرائيلية، وتتعلم من التكتيكات التي تستخدمها للتسلل إلى المجتمعات العربية والمسلمة. وتنتهك المنظمات غير الربحية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها اتفاقية جنيف من خلال توفير غالبية التمويل للمستوطنات غير القانونية في جميع أنحاء القدس الشرقية والضفة الغربية - أكثر من 60 مليار دولار من الأموال غير الخاضعة للضريبة كل عام.
خلال الأيام والأسابيع المقبلة، سيتصاعد نشاط السياسيين البارزين والشخصيات الإعلامية في الولايات المتحدة بالدعوة إلى الحرب. وتم بالفعل اقتراح مشروع قانون في الكونغرس لزيادة تمويل القبة الحديدية الإسرائيلية بمقدار ملياري دولار، في حين أن قراراً مقترحاً آخراً سيلزم الولايات المتحدة بدعم إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين. وقدّم عضو الكونغرس الجمهوري جاك بيرغمان قراراً ثالثاً لتوجيه اللوم إلى النائبة رشيدة طليب لدعمها فلسطين.
ظهرت تقارير من غزة تشير إلى استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض ضد المدنيين الفلسطينيين، ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي الفلسطينيين بأنهم حيوانات بشرية، وطلب نتنياهو من مواطني غزة "المغادرة الآن". ومن غير الواضح إلى أين يفترض عليهم الذهاب، بالنظر إلى القيود المفروضة على حركة سكان غزة. وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن فتح ممرات إنسانية للاجئين، مما يعني أن الخيارات المحدودة التي تواجه مليوني فلسطيني تعني طردهم إلى مصر أو الموت. كما أكدت إسرائيل نيتها قصف شاحنات المساعدات فيما لو دخلت غزة. وبالفعل، تم قصف الفلسطينيين الأبرياء على الطرق التي أمرتهم إسرائيل استخدامها «كممر آمن» إلى جنوب غزة.
وسوف يدعم هذه الفظائع تشريعاً مقترحاً في الكونغرس. وينبغي لأولئك الذين يهتمون بمنع المزيد من الوفيات بين المدنيين معارضة مشاريع القوانين هذه ودعم أولئك الموجودين في الحكومة بالشجاعة الكافية لمقاومة الشوفينية المتزايدة والتنديد بجرائم الحرب الإسرائيلية. ومن المؤكد أن أعضاء الكونغرس اليساريين مثل طليب وكوري بوش وإلكساندريا أوكاسيو كورتيز سيواجهون اتهامات مثيرة للسخرية بمعاداة السامية، ومن الضروري دعمهم.
لكن معارضة الإبادة الجماعية لا تكفي. يجب تنظيم أعمال مشابهة لما طرحه السناتور بيرني ساندرز والنائب جمال بومان بوضع شرط المساعدة لإسرائيل يتمثل في احترامها لحقوق الإنسان الفلسطينية. وبالمثل، طرح عضو مجلس ولاية نيويورك، زهران معمداني وأعضاء آخرون في الكتلة الاشتراكية الديمقراطية في حكومة الولاية قانون "ليس على حسابنا Not on Our Dime " الذي من شأنه إنهاء حالة الإعفاء الضريبي للمنظمات غير الربحية التي تموّل المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية.
وتعد مثل هذه المبادرات الداعية إلى تفكيك الدعم الأمريكي للفصل العنصري الإسرائيلي، خطوات أولى حاسمة للحصول على سلام دائم وفتح مساحة للفلسطينيين لتأمين حريتهم.
من غير المعقول قبول "الوقوف مع إسرائيل" وهي ترتكب مذابح بحق الفلسطينيين. وبدلاً من ذلك، ينبغي الوقوف إلى جانب الإنسانية، الإسرائيلية والفلسطينية على حد سواء، في سعينا المتواصل لإنهاء العنف.
المصدر: https://jacobin.com/2023/10/gaza-israel-apartheid-war-crimes-us-solidarity-war



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصطفاف قادة أوروبا لدعم حرب إسرائيل على سكان قطاع غزة
- الإثنية واليهودية وسردية إسرءيل كتراث ثقافي فلسطيني
- أمريكا أسّ الحرب الأخيرة
- هل يمكن إقناع مصر بقبول لاجئي غزة؟
- خطاب الإبادة الجماعية في وصف الفلسطينيين
- غزة: تحقيق في استشهادها/ نورمان فنكلشتين
- أصدقائي الإسرائيليون: لهذا أنا مع الفلسطينيين
- الحرب الإسرائيلية الفلسطينية: لمَ هذا الالتفاف العربي حول آخ ...
- القدس المقسمة: صراع مساحات أم اعتراف حضور وفضاء
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
- مجزرة الطنطورة
- استيطان الفضاء الفلسطيني: منظومة التخطيط المكاني الإسرائيل ك ...
- الفاجعة والتكوين (قصة حقيقية)
- نكبة فلسطينية جديدة؟ لمَ لا
- حديد أفريقيا والثورة الصناعية
- عوالمٌ ثلاثة: مذكرات عربي يهودي
- الأفعوان/ قصة قصيرة
- التخطيط الحضري الانتدابي لمدينة القدس (1917-1948): تزاوج الح ...
- التخلي عن لغة المستعمِر الاستيطاني: تأملات عن اللغة والانتما ...
- فلسطين / إسرائيل وجرائم الدولة: الاستثناء، والاستعمار الاستي ...


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - على أمريكا وقف دعمها لإسرائيل