أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - أصدقائي الإسرائيليون: لهذا أنا مع الفلسطينيين















المزيد.....

أصدقائي الإسرائيليون: لهذا أنا مع الفلسطينيين


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 7763 - 2023 / 10 / 13 - 04:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


إيلان بابيه
ترجمة محمود الصباغ
ليس سهلاً علينا الإمساك ببوصلتنا الأخلاقية في جميع الحالات، ولكنها إذا كانت تشير شمالاً -لجهة إنهاء الاستعمار والتحرر- فمن المرجح أن تكون دليلنا في خضم الدفق الهائل من البروباغاندة الضبابية السامة. كما أنه ليس سهلاً أيضاً الحفاظ على البوصلة الأخلاقية عندما يتموضع المجتمع الذي ننتمي إليه -بقادته ووسائل إعلامه على حد سواء- في حيز أخلاقي رفيع؛ ويتوقع منا مشاركتهم ذات الغضب المبرر الذي عبروا عنه في سياق ما حصل صباح يوم السبت السابع من تشرين أول الحالي. وثمة هناك طريقة واحدة فقط لمقاومة إغراء الانضواء تحت لواء هذا الغضب، بمعنى أن تصل إلى فهم واضح للطابع الاستعماري الاستيطاني للحركة الصهيونية وتشعر بهلع من سياساتها ضد السكان الأصليين في فلسطين ، في مرحلة ما من حياتك -حتى بصفتك مواطن يهودي في إسرائيل. فإذا كنت تملك مثل هذا الإدراك، فلن تتردد إذن في مقاومة الإغراءات سالفة الذكر، حتى لو كانت الرسائل السامة ستصور لك الفلسطينيين كحيوانات، أو "حيوانات بشرية". هؤلاء الأشخاص أنفسهم، أصحاب تلك الرسائل، يصرون على وصف أحداث السبت الماضي بأنه "هولوكوست " بإساءة واضحة لاستخدام ذكرى مأساة عظيمة. ومثل هذه المشاعر والرسائل والعبارات تنقلها وسائل الإعلام والسياسيين الإسرائيليين ليل نهار. وفي الحقيقة، هذه البوصلة الأخلاقية التي دفعتني، ودفعت غيري في مجتمعنا، إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني بجميع الطرق المتاحة. وهذا ما يسمح لنا، في ذات الوقت، الإعجاب بشجاعة المقاتلين الفلسطينيين الذين استولوا على اثنتي عشرة قاعدة عسكرية، وتغلبهم على أقوى جيش في الشرق الأوسط. كما أن لا يمنع أشخاصاً مثلي من إثارة تساؤلات عديدة حول القيمة الأخلاقية أو الاستراتيجية لبعض الإجراءات التي رافقت هذه العملية.
ولأننا عملنا، على الدوام، على إنهاء الحالة الاستعمارية في فلسطين، فقد كنا نعلم، أيضاً، أنه كلما طال أمد القمع الإسرائيلي، قل احتمال أن يكون النضال التحرري "عقيماً" - كما كان حال كل نضال عادل من أجل التحرير في الماضي، في أي بقعة من هذا العالم. وهذا لا يعني عدم رؤيتنا المشهد على اتساعه، ولا حتى لدقيقة واحدة. فهو يعبر عن صورة شعب مستعمَر يقاتل من أجل البقاء، في الوقت الذي انتخب فيه مضطهدوه حكومة، مصممة على تسريع وتيرة الدمار، والقضاء، في الواقع، على الشعب الفلسطيني - أو حتى صراعه بهدف الاعتراف به كشعب وكيان . وهذا ما دفع [حركة] حماس للتحرك وبسرعة .
من الصعب التعبير عن هذه السجالات المضادة؛ لأن وسائل الإعلام والسياسيين الغربيين ساروا خلف الخطاب والرواية الإسرائيلية، على الرغم من طبيعتهما الإشكالية. وتساورني شكوك عن إدراك من قرروا تزيين مبنى البرلمان في لندن وبرج إيفل في باريس بألوان العلم الإسرائيلي، كيف تم استقبال هذه البادرة، التي تبدو رمزية، في إسرائيل. وحتى الصهاينة الليبراليين يمكنهم، ولو بقدر من اللباقة، قراءة هذا العمل وهذه الإيماءة، كتبرئة كاملة لجميع الجرائم التي ارتكبها الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني منذ العام 1948؛ وما تمثله هذه الإشارة، بالتالي، كتفويض مطلق لمواصلة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل الآن ضد سكان غزة.
لحسن الحظ، كانت هناك أيضاً ردود فعل مختلفة على الأحداث التي تكشفت في الأيام القليلة الماضية. وكما كان عليه الحال في الماضي، فإن قطاعات كبيرة من المجتمعات المدنية في الغرب لم تنخدع بهذا النفاق بتلك السهولة التي كان عليها الأمر فعلاً في حالة أوكرانيا. ويعرف الكثير من الناس أنه منذ حزيران 1967 ، تعرض نحو مليون مواطن فلسطيني للسجن دون محاكمة؛ ولو لمرة واحدة في حياته على الأقل؛ تلقى خلالها العديد من الانتهاكات والتعذيب والحجز الدائم. ويعرف هؤلاء الناس أيضاً الواقع المروع الذي خلقته إسرائيل في قطاع غزة عندما أغلقت المنطقة، وفرضت عليها حصاراً محكماً، ابتداءً من العام 2007، وممارستها المستمرة في قتل الأطفال في الضفة الغربية المحتلة. وهذا ليس جديداً على الحركة الصهيونية على كل حال، إذ لطالما كان العنف أحد الوجوه الثابتة للصهيونية منذ قيام إسرائيل في العام 1948.
فيا أصدقائي الإسرائيليين الأعزاء، وبسبب قطاعات المجتمع المدني هذه بالذات، سوف يثبت في نهاية المطاف خطأ حكومتكم ووسائل إعلامكم، لأنهم لن يكونوا قادرين على لعب أو المطالبة بلعب دور الضحية دائماً، والحصول على الدعم غير المشروط، والإفلات من العقاب على جرائمهم في ذات الوقت. وسوف تظهر، عاجلاً أم آجلاً، الصورة الكبيرة، رغم الطابع المتحيز لوسائل الإعلام الغربية.
لكن السؤال الكبير هنا: هل ستتمكنون، يا أصدقائي الإسرائيليين، من رؤية الصورة الكبيرة ذاتها -التي نراها نحن- بوضوح أيضا؟ رغم سنوات طويلة من التلقين والهندسة الاجتماعية؟
وليس أقل أهمية من ذلك، هل أنتم قادرون على تعلم الدرس المهم الآخر -وهو درس يمكن استخلاصه من الأحداث الأخيرة- كيف أنه لا يمكن للقوة المطلقة وحدها خلق توازن بين نظام عادل من ناحية؛ وتأسيس مشروع سياسي غير أخلاقي من ناحية أخرى؟
ولكن هناك بديلاً. في الواقع على الدوام كان هناك بديل متاح:
أن تكون فلسطين متحررة وديمقراطية من النهر إلى البحر.
فلسطين التي ترحب بعودة اللاجئين وتبنِّ مجتمعٍ لا يميز بين أفراده على أساس الثقافة أو الدين أو الإثنية.
وسوف تعمل هذه الدولة الجديدة على تصحيح شرور الماضي قدر ما يمكنها، من حيث عدم المساواة الاقتصادية وسرقة الممتلكات والحرمان من الحقوق. بما يبشر بفجر شرق أوسط جديد.
وهذا يدفعنا للعودة إلى ما ابتدأ به حوارنا؛ ليس من السهل دائماً التمسك ببوصلتنا الأخلاقية، ولكنها إذا كانت تشير شمالاً -إلى جهة إنهاء الاستعمار والتحرر- فمن المرجح أن تكون دليلنا عبر دفق هذه الدعاية الضبابية السامة والسياسات المنافقة واللاإنسانية، التي غالباً ما ترتكب باسم "قيمنا الغربية المشتركة".
........
المصدر:https://www.palestinechronicle.com/my-israeli-friends-this-is-why-i-support-palestinians-ilan-pappe/?fbclid=IwAR3c4nWUEx5Q_F30_7s1fiQAq04STYCUTWOvPNa3Wf9_tCJuc8DwQDi33e8#
*إيلان بابيه أستاذ في جامعة إكستر. عمل سابقاً أستاذاً في العلوم السياسية في جامعة حيفا. من اشهر مؤلفاته كتاب "التطهير العرقي في فلسطين The Ethnic Cleansing of Palestine,، والشرق الأوسط الحديث The Modern Middle East ، وتاريخ فلسطين الحديثة: أرض واحدة، وشعبان A History of Modern Palestine: One Land, Two Peoples ، وعشر أساطير عن إسرائيل Ten Myths about Israel". يوصف بابيه بأنه أحد "المؤرخين الجدد" في إسرائيل الذين سعوا إلى كتابة تاريخ تأسيس إسرائيل، منذ إصدار وثائق الحكومة البريطانية والإسرائيلية ذات الصلة في أوائل ثمانينيات القرن العشرين.
ر الحقوق. هذا يمكن أن يبشر بفجر جديد للشرق الأوسط بأكمله.
الصورة: فلسطينيون يبكون حزناً على ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة. ( تصوير محمد عجور ؛ The Palestine Chronicle)



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب الإسرائيلية الفلسطينية: لمَ هذا الالتفاف العربي حول آخ ...
- القدس المقسمة: صراع مساحات أم اعتراف حضور وفضاء
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية
- مجزرة الطنطورة
- استيطان الفضاء الفلسطيني: منظومة التخطيط المكاني الإسرائيل ك ...
- الفاجعة والتكوين (قصة حقيقية)
- نكبة فلسطينية جديدة؟ لمَ لا
- حديد أفريقيا والثورة الصناعية
- عوالمٌ ثلاثة: مذكرات عربي يهودي
- الأفعوان/ قصة قصيرة
- التخطيط الحضري الانتدابي لمدينة القدس (1917-1948): تزاوج الح ...
- التخلي عن لغة المستعمِر الاستيطاني: تأملات عن اللغة والانتما ...
- فلسطين / إسرائيل وجرائم الدولة: الاستثناء، والاستعمار الاستي ...
- وجه: قصة قصيرة
- فلسفة الغضب
- دليل الفاشية البدائية لتدمير العالم: حوار مع نعوم تشومسكي عن ...
- انتشار الأخبار الكاذبة عن الأخبار الكاذبة. قراءة في كتاب Foo ...
- قضية فلسطين في التصور السياسي الأرجنتيني: الفكر المناهض للإم ...
- قراءة في كتاب -اليسار الجديد: صنع الإرث الراديكالي-
- ترجمة الفاشية


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - أصدقائي الإسرائيليون: لهذا أنا مع الفلسطينيين