أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - جاسم هداد - جزاء الطغاة














المزيد.....

جزاء الطغاة


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 1735 - 2006 / 11 / 15 - 12:02
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


لسنوت طويلة ظل حلم يراود غالبية العراقيين وهو رؤية صدام حسين امام محكمة عراقية قابعا في قفص الأتهام منتظرا حكم العدالة . بعد سقوط الصنم في التاسع من نيسان 2003 والقاء القبض عليه في الثالث عشر من كانون الأول 2003 مختبئا في حفرة تليق به، اصبح الحلم واقعا، وبدأت محاكمة الطاغية، وكان رؤية الطاغية المجرم الذي لم يسلم من جرائمه لا نبات ولا جماد فكيف بالأنسان, يوما سعيدا في حياة العراقيين بإستثناء المستفيدين من نظام العفالقة المقبور, وطبعا يشاركهم الذين اعمت عيونهم وسدت آذانهم رائحة النفط, من خلال الرشاوي التي كانت تقدم لهم على حساب آهات الأرامل والثكالى من العراقيات الباسلات .

واستمرت محاكمة صدام اربعين جلسة وامتدت اكثر من عام حيث بدأت جلستها الأولى يوم 19/10/2005 وكان هذا اليوم حقا ( يوما تاريخيا انتظره الشعب العراقي طويلا) كما افاد ممثل الأدعاء العام ، وصدر قرار الحكم في يوم 5/11/2006، ورغم المحاولات البائسة لفريق الدفاع عن الطاغية لعرقلة اجراءات المحاكمة، والتي بدأت منذ جلستها الثانية حيث امتنع اربعة منهم من حضور الجلسة التي انعقدت في 28/11/2005، ورغم مشاكسات الطاغية واخيه برزان ومحاولاتهما اثارة الضجيج وعرقلة اجراءات المحاكمة ايضا والتي بدأها الطاغية منذ الجلسة الثالثة التي انعقدت في 5/12/2005 حيث قاطع فيها بغضب شهادة اول شاهد عيان علنا امام المحكمة، واستقالة القاضي رزكار محمد أمين بعد اربع جلسات، واصلت المحكمة جلساتها برئاسة القاضي رؤوف رشيد عبدالرحمن الذي حظى بشرف النطق بصوت العدالة، وكم كانت لحظة انتظرها ملايين العراقيين عندما هدر صوت العدالة : ( قررت المحكمة الحكم على المدان صدام حسين المجيد بالإعدام شنقا حتى الموت ) ، واستقبل ابناء شعبنا العراقي قرار العدالة بالترحاب والأرتياح، بإستثناء المستفيدين من نظامه السابق فلقد خرجوا يندبون حظهم الغابر بطي صفحة ولي نعمتهم في مظاهرات خجولة في العوجة والحويجة رافعين صوره، وزعم بيان للبعث الفاشي صدر في نفس يوم اصدار قرار الحكم ان المظاهرات خرجت في ( مدن عراقية كثيرة في الجنوب والوسط والشمال ترفع صور الرئيس وتهتف بحياته )، فعن أي وسط وجنوب وشمال يتحدث بيان الفاشيين، عن وسط المقابر الجماعية، أو جنوب الأهوا، أو شمال الأنفال وحلبجة، أم وسط وجنوب وشمال اوهامهم .

والطاغية صدام أول حاكم عربي يقف في قفص الأتهام وينال جزاءه العادل جراء ( ما أقترف من مذابح وجرائم أبادة بحق مئات الاف العراقيين، وما سبب من أهوال للملايين من المواطنيين في طول البلاد وعرضها، ومن خراب ماثل في كل شبر من الوطن العزيز، وما جرعلى العراقيين فوق ذلك من غزو وأحتلال يفرضان عليهم العودة من جديد الى النضال في سبيل الاستقلال والسيادة الناجزين)،
والحكم يعني ان مصير كل طاغية لابد وان بأتي مهما طال الزمن، حيث سبقه ميلوسيفتش رئيس يوغسلافيا السابق وتشارلز تيلور رئيس ليبريا السابق .

رغم ان ( الجرائم التي اقترفها الطاغية المنبوذ من البشاعة بحيث تبدي عقوبة الأعدام ازاءها عقوبة هينة ) كما قال صديق طفولتي وصباي الشاعر والكاتب يحيى السماوي، ومع كل الأحترام لرأي غالبية الشعب العراقي المطالبة بإعدام المجرم صدام وزمرته, الا انني اطالب بعدم إعدامه, وذلك لأن في إعدام هذا المجرم خلاص له, والمطلوب ان يعدم يوميا, أي يرى الموت كل يوم, لا بل كل ساعة , ولا علاقة لحقوق الأنسان بذلك, فصدام حسين ليس بإنسان حتى تراعى حقوقه, لأنه ليس من المعقول ان يكون انسانا ويقوم بإرتكاب كل هذا الجرائم, بل وحش ضاري والمطلوب معاملته معاملة الوحوش, وصدق القول السيد " دونالد كريج " وهو احد المشرفين على إصدار كتاب مصور عن احدث صور المقابر الجماعية, وكان معارضا للحرب في العراق ولم يزل, ومعارضا قويا لعقوبة الأعدام وما يزال, ولكنه رغم ذلك قال ان " اعدام صدام مرة واحدة لا يكفي " .

فالمجرم الوحش صدام ( اشهر جلادي التاريخ الحديث) على حد تعبير الأستاذ عبدالرحمن الراشد، عقابه ان يتمنى الموت ولا يدركه، ان من لا يعترف بحقوق الأنسان, يجب ان لا يعامل كأنسان .



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في وثائق المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي / ...
- أغلق القاضي كل اللاقطات
- قراءة في وثائق المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي / ...
- قراءة في وثائق المؤتمر الوطني الثامن للحزب الشيوعي العراقي / ...
- زلة لسان أم الأناء ينضح بما فيه ؟
- علم العراق والضجة المفتعلة
- أمنية يتمناها العراقيون
- دمج الميليشيات بقوات الجيش والشرطة جريمة لا تغتفر
- رئيس مجلس نواب أم رئيس مجلس مقاومة
- لابد من كلمة الحق دون خشية أي لائم
- فهد ... الأنسان
- موقف شائن لحماس
- أية قيم اسلامية يبشر بها الظلاميون ؟
- السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء في جمهورية العراق المحت ...
- لا تسل عن السياسيين العراقيين بل إقرأ وإسمع تصريحاتهم /2/
- لا تسل عن السياسيين العراقيين بل إقرأ وإسمع تصريحاتهم
- تركة النظام البعثي الفاشي -1
- هل يوقظ بيان رئاسة الجمهورية الضمائر المجازة ؟
- أسفين لتقسيم الشعب والوطن
- الطائفية ... الطاعون الجديد


المزيد.....




- إيران تقدم شكوى بشأن حربها مع إسرائيل لمجلس حقوق الإنسان الأ ...
- حكومة غزة: اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق ...
- موسكو وكييف تتبادلان دفعة جديدة من الأسرى
- ألمانيا: البرلمان يقر تعليق لم شمل أسر اللاجئين للحد من الهج ...
- إيران تنفذ موجة اعتقالات وإعدامات في أعقاب الصراع مع إسرائيل ...
- الأونروا تطالب برفع الحصار عن غزة لمواصلة عملها الاغاثي
- لبنان يطالب الأمم المتحدة بتجديد ولاية اليونيفيل لمدة عام
- لبنان يطلب رسمياً من الأمم المتحدة تمديد ولاية -اليونيفيل- ل ...
- -حماس- تطالب الأمم المتحدة بالتحقيق في جريمة استهداف منتظري ...
- استدرجهم ثم خنقهم وقطّعهم.. إعدام قاتل متسلسل في اليابان تصي ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - جاسم هداد - جزاء الطغاة