أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - موقع غزة في النضال الوطني















المزيد.....

موقع غزة في النضال الوطني


أسامة خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 7762 - 2023 / 10 / 12 - 12:43
المحور: القضية الفلسطينية
    



معركة طوفان الأقصى المعركة الثانية التي تبدأها المقاومة، وتحدد ساعة انطلاقها، بينما كانت معركة سيف القدس 10 -21 أيار/ مايو2021، المعركة الأولى التي تبدأها فصائل المقاومة الفلسطينية رداً على اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، والمخططات الإسرائيلية لترحيل سكان حي الشيخ جراح في القدس، أعطت فصائل المقاومة الجنود والمستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى ساعة كمهلة للخروج من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وإلا ستقوم الحرب، ومع انتهاء المهلة في الساعة السادسة مساءً بدأت المقاومة الفلسطينية بإطلاق الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية، وبهذا حققت «سيف القدس» الترابط بين غزة و الضفة، وتقدم الهم الوطني الشامل على الهم المحلي برفع الحصار عن قطاع غزة إلى الدفاع عن الأقصى والقدس، وانتصرت المقاومة للعائلات الفلسطينية من سكان حي الشيخ جراح المهددين بإخلاء منازلهم لصالح إسكان مستوطنين إسرائيليين.
بعد انسحاب إسرائيل من قطاع غزة في خريف العام 2005، وإجلاء المستوطنين ونسف المستوطنات وتحويلها إلى ركام من الدمار، ثار جدل حول الدور الذي يمكن أن يلعبه قطاع غزة الخالي من الاحتلال المباشر، في دعم المقاومة في الضفة الفلسطينية، حيث مكنت الظروف الجديدة في القطاع أن يتحول إلى ميدان تقوم فيه المقاومة المسلحة بدور نشط دون معيقات داخلية تتمثل في مداهمات تقوم بها قوات الاحتلال، وجودها داخل القطاع يسمح لها بحملات تفتيش واعتقال واغتيال مباغتة، كما يحدث الآن في الضفة الفلسطينية، مما دفع الإسرائيليين إلى إعادة النظر في الموقع الذي يحتله القطاع في حساباتهم السياسية والأمنية والعسكرية، ربطاً ليس بالعلاقة مع الضفة الفلسطينية ، بل أيضاً بالصراع الإقليمي حول البرنامج النووي الإيراني، وخاصة وقد أصبح القطاع في العام 2007 تحت سيطرة فصيل من فصائل المقاومة، ونحى سلطة محمود عباس جانباً لتقتصر سلطته على الضفة، ويسهّل على إسرائيل الحصار الذي فرضته على القطاع تحت ذريعة أنه تحول إلى بؤرة للإرهاب.
هذا التطور في الموقع الفلسطيني والإقليمي لقطاع غزة جعل منه قضية فلسطينية قائمة بذاتها، منفصلة في سياقها اليومي عن الضفة الفلسطينية، إن في الحملة الدولية لفك الحصار عنه، أو في دوره في الاشتباك العسكري مع العدو الإسرائيلي، أو في موقعه شبه الموازي للسلطة الفلسطينية في رام الله، مما عكس نفسه حتى على آليات عمل بعض المؤسسات وصولاً إلى شلها، كالمجلس التشريعي، والاستحقاقات الدورية للانتخابات على تنوع عناوينها ( محلية- تشريعية- رئاسية...الخ)، مما أثار المخاوف حول قدرة حماس على المواءمة بين متطلبات السلطة في القطاع، وبين متطلبات المقاومة، التي تقتضي العمل مع باقي الفصائل الفلسطينية، على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، عبر تبني استراتيجية سياسية وعسكرية للمواجهة، تتكامل فيها العناصر المختلفة من أجل بناء مجتمع مقاوم في القطاع.
سيف القدس وغيرها من المعارك التي خاضتها غزة ضد العدوان الإسرائيلي، أتثبتت وقائعها ونتائجها وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وأكدت التفافه حول مقاومته، ومكانة القدس في إطار الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، باعتبارها جوهر القضية الفلسطينية، وفرضت المقاومة الفلسطينية في ذلك الوقت أيار/ مايو2021 «معادلة غزة- القدس» لوقف عملية التهويد الجارية على قدم وساق في المدينة المقدسة، والتقاسم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، لكن ما لبث المستوطنون أن عادوا إلى اقتحام المسجد الأقصى، وبالغت شرطة الاحتلال في التضييق على سكان حي الشيخ جراح وقمع احتجاجاتهم.
مما دعا إلى طرح التساؤل التالي: هل نشهد قريباً «سيف القدس الثانية»؟ رداً على الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى المبارك واعتداء المستوطنين الإسرائيليين على المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل.
أعتقد أن معركة «طوفان الأقصى» بعد سنتين وأربعة شهور ونصف الشهر من تاريخ معركة «سيف القدس» قد أجابت على ذلك، لقد كانت معادلة «غزة- القدس» بديهية صراحة أو ضمناً في أي معركة وقعت أو ستقع مع العدو، لأن معركة الشعب الفلسطيني معركة واحدة، انتصار غزة هو انتصار للقدس، ونصرها هو خطوة مهمة على طريق تخليص القدس من براثن الاحتلال، ولو طرحت غزة وقاتلت من أجل مطالب تنحصر بالقطاع، مثل: فك الحصار وإعادة الإعمار، أي حركة تحرر في العالم تهزم الاستعمار في مكان ما، انجاز لتخليص الإنسانية كلها من الاستعمار وربيبته إسرائيل، فكيف يكون الأمر بالنسبة للحالة الفلسطينية إذا تحقق نصر على أيادي أبطال غزة.
الواقع الموضوعي للشعب الفلسطيني يقول بترابط حقوق هذا الشعب وقضاياه، في مناطق انتشاره كافة، بين الداخل والخارج، بين المناطق المحتلة عام 1967 والمناطق المحتلة عام 1948، بين الضفة والقطاع، بين هذه المناطق كلها، على تنوع ظروفها وخصوصيتها، وإذا كان الانقسام قد أنشأ سلطتين، إلا أن الواقع يقول إن الاحتلال في الضفة على تباين شروط تجلياته، تمتد تفعيلاته إلى غزة، وأن النضال في غزة لا يمكن فصم عراه عن النضال في الضفة، وبالتالي لا يمكن لأي عقل سياسي أن يتصور أن تلتهب الأمور هنا ويبقى الوضع هناك هادئاً، والعكس صحيح، فضلاً على أن المشروع الصهيوني واحد، والخطر واحد، وبالتالي ثمة قضايا لا يمكن القفز عنها: حصار غزة مسألة وطنية، الأسرى مسألة وطنية، إعادة إعمار قطاع غزة مسألة وطنية، البطالة والفقر والجوع في غزة مسألة وطنية، ما يعني أن قضايا غزة هي قضايا الضفة، والعكس صحيح، والنضال بين الإقليمين يفترض أن يتكامل، بعض العناوين والتفاصيل المتعلقة بالمقاومة تختلف عن عناوينها وتفاصيلها هناك، ويلتقي بعضها الآخر، كالأسرى مثلاً، لكنها كلها عناوين وطنية تهم الشعب الفلسطيني بأسره، فالحديث عن مقاومة وصولاً إلى انتفاضة ليس حديثاً عن تجمعات سكنية هنا أو هناك.
وإذا كان الأمر كذلك فإن استعادة الوحدة وإنهاء الانقسام والتي هي مسألة وطنية مهمة، يمكن أن تتحقق بطريقة غير مباشرة من خلال رفع وتيرة النضال ضد الاحتلال، عندها سنجد واقعياً أن مساحة الانقسام آخذة بالتقلص ومساحة الوحدة الحقيقية لشعب فلسطين في مقاومة الاحتلال آخذة في الاتساع، من خلال النضال ضد الاحتلال تحت سقف برنامج العمل المشترك بعيداً عن المناكفات والمصالح الفئوية الضيقة.



#أسامة_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «حرب المنازل والأبراج»
- طوفان الأقصى
- المشاركة والسلوك السياسي في المجتمع الفلسطيني / الجزء الحادي ...
- الذكرى 23 لانتفاضة الثانية
- «أمن إسرائيل» الذريعة المطاطة
- المشاركة والسلوك السياسي في المجتمع الفلسطيني / الجزء العاشر ...
- المشاركة والسلوك السياسي في المجتمع الفلسطيني / الجزء التاسع ...
- في الذكرى ال«41» لمجزرة صبرا وشاتيلا
- المشاركة والسلوك السياسي في المجتمع الفلسطيني / الجزء الثامن ...
- المشاركة والسلوك السياسي في المجتمع الفلسطيني / الجزء السابع ...
- المشاركة والسلوك السياسي في المجتمع الفلسطيني / الجزء السادس ...
- المشاركة والسلوك السياسي في المجتمع الفلسطيني / الجزء الخامس ...
- المشاركة والسلوك السياسي في المجتمع الفلسطيني / الجزء الرابع ...
- المشاركة والسلوك السياسي في المجتمع الفلسطيني / الجزء الثالث ...
- المشاركة والسلوك السياسي في المجتمع الفلسطيني / الجزء الثاني ...
- المشاركة والسلوك السياسي في المجتمع الفلسطيني / الجزء الأول: ...
- اصطفافات القوى في عالم «القطبية الثنائية»
- تداعيات الهجمة النيوليبرالية واحتقانات العالم العربي
- «اتفاقات أبراهام» .. معضلة اندماج إسرائيل في المنطقة
- «سموتريتش وخطة الحسم»


المزيد.....




- -عليك الذهاب للمفتي-.. وزير الطاقة السعودي يثير تفاعلا برد ع ...
- السعودية.. جمله قالها محمد بن سلمان لمحمود عباس باللقاء كشفه ...
- من الصين إلى إسبانيا.. زوجا باندا يصلان إلى منزلهما الجديد ف ...
- المتحولون جنسيا يحظون بدعم جديد من إدارة بايدن
- البرهان: لن يحلّ السلام في السودان إلا بعد خروج -الدعم السري ...
- بولندا تنشر قواتها قرب حدود روسيا في إطار مناورات عسكرية مع ...
- يحتوي على كهوف وأنفاق مرعبة.. اكتشاف أعمق ثقب أزرق تحت الماء ...
- تفريق تظاهرة ضد مشروع قانون حول -التأثير الأجنبي- في جورجيا ...
- كريم خان.. الوجه المراوغ للعدالة الدولية
- لماذا محمد بن سلمان ضمن أقوى 5 قادة في العالم؟.. تقرير يثير ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة خليفة - موقع غزة في النضال الوطني