أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبد العزيز قاسم - غرب كردستان بين الهجمات التركية والانقسام الكردي














المزيد.....

غرب كردستان بين الهجمات التركية والانقسام الكردي


عبد العزيز قاسم
كاتب ولغوي كردي سوري


الحوار المتمدن-العدد: 7760 - 2023 / 10 / 10 - 02:40
المحور: القضية الكردية
    


لا شك أن الدولة التركية، باعتبارها دولة احتلال، وقيامها على مساحة شاسعة من كردستان التاريخية، تعادي الشعب الكردي وتعمل بالضد من إرادته وحقه في تقرير مصيره وعبر الأزمان والأمكنة منتهكة في ذلك أبسط وأهم مبدأ من مبادئ حقوق الإنسان وشرعة الأمم المتحدة...
والمتتبع ومنذ الأزمة السورية وإلى الآن يلاحظ التدخل التركي في شؤون سوريا وبكل الطرق، مستهدفة بالأساس في منع تكرار تجربة إقليم كردستان العراق في سوريا، إذ عمدت إلى الاحتلال المباشر للمناطق الكردية في كردستان سوريا وما رافق ذلك من تهجير وترحيل بالقوة وحروب إبادة في المناطق المذكورة، بذريعة ملاحقة حزب العمال الكردستاني، تسعى دائما وبكل السبل إلى إنهاء الوجود الكردي وطمس معالم كردستان، وكما يقول المثل الكردي: "المياه تتوقف، والعدو لا يتوقف."  .
ومن أجل تحقيق أهدافها الواضحة والخفية فإنها ستفعل ما بوسعها كل فرصة تتاح لها دولية لإيجاد الذرائع لتحقيق أهدافها، وخاصة بذريعة ملاحقة حزب العمال الكردستاني والذي للأسف غالبا ما يقدم تلك الذرائع على طبق من ذهب للنظام التركي.
لا تتوقف أطماع تركيا عند حدود (عفرين وسريكانية ...) فقط، كما هو معلوم لكل كردي بحكم العداء التاريخي المترسخ في الذهنية الحاكمة لدى النخب التركية، بل وإنه وكلما سنحت الفرصة للاحتلال فإنها ستعمل جاهدة على احتلال كافة المناطق الكردية، وكلما أتاحت لها الظروف أو حتى من خلال خلق مسرحيات تراجيدية معتمدة مرتزقة ومأجورين.
فهي تسير خطوة خطوة بهذا الاتجاه ومنذ العام 2016 وإلى يومنا هذا محتلة العديد من المناطق الكردية في شمال غربي سوريا (جرابلس، عفرين، تل ابيض، سري كانية...) وهي ماضية في قضم واحتلال المزيد من الاراضي ورغم نفي مسؤولي حزب الاتحاد الديمقراطي(PYD) وبوضوح وصراحة بأنهم لايؤمنون بالقضية القومية الكردية ولا يعملون من أجلها، بل من أجل "الأمة الديمقراطية!" اي ان مطالبهم ليس من أجل الكرد أو إقامة كيان قومي كردي!.
ورغم تلك التصريحات الواضحة والصريحة فإن الحزب المذكور، متهم بالانفصالية من قبل تركيا والمعارضة السورية وحتى من قبل النظام، وحيث أن المدافع والطائرات المسيرة التركية تحرق وبلا رحمة أرض وشعب كردستان وتدمر البنية التحتية الاقتصادية والمرافق العامة الأخرى بين الحين والآخر، فالأمة الكردية بأكملها مستهدفة من هذه الهجمات العدائية، فهي حرب إبادة ووجود، والأنكى من ذلك هي توقيت تلك الهجمات العدوانية في ظل الظروف الدولية والإقليمية الصعبة، فتركيا تقرأ الوضع الدولي وتستخدمه جيدا وتحاول دائما إبتزاز الغرب الأوربي من خلال العمالة الرخيصة والمهاجرين والسوق التركية كسوق استهلاكية للغرب إضافة إلى الحرب الروسية- الاوكرانية وفي ظل حالة الانقسام والتشظي والتفكك الكردي الحاصل!.
وكما هو معلوم، فالعلاقات الدولية تحكمها المصالح الاقتصادية المتبادلة مبنية على أساس المنفعة المشتركة وليست على القيم والأخلاق وحقوق الإنسان...
وبالطبع وكما أرى فإن الغرب الأمريكي والأوربي إنما يعملان وبحكم المنطق وفق مصالحهما، وكان على الكرد وسيما غداة تحقيق (قوات سوريا الديمقراطية H.S.D) المزيد من المكاسب الميدانية وتقديمها للعالم الحر، الكثير من التضحيات في السنوات القليلة الماضية من خلال مواجهتها لتنظيم"داعش" الإرهابي، ومع ذلك كانت لهذه القوات أن تأخذ العبر من التجارب السابقة والمرة في (عفرين ،سري كانيية وتل أبيض..) إزاء الصمت الدولي والأممي تجاه الجرائم العدوانية المتكررة والممنهجة من قبل الدولة التركية والاعتداءات الوحشية الآثمة والتي تعبر عن أحقاد الطورانية الدفينة ومعها أحقاد ممن يصنف في المعارضة السورية وممولوهم بحق الشعب الكردي وفي كل مناسبة وصولة، وفي الوقت نفسه وكما أسلفت فلا علينا أن نلوم الغرب أو الدول الكبرى وأن لا ننتظر منهم التحرك ضد الدولة التركية (فما حك ظهرك غير ظفرك)!!.
لكن للأسف ماتزال بعض الاحزاب الكردية صامتة وكأنهم غير معنيين بما يجري من هجمات متكررة وجرائم مستمرة بحق شعبنا، حتى تلك التي تدعي بتبنيها لل(المشروع القومي الكردستاني)، وحتى لا يقرون في بياناتهم بوجود احتلال تركي في المناطق الكردية المحتلة!
ويمكن القول أنه: لا يوجد أي حزب أو فصيل سياسي يمثل الشعب الكردي والقضية القومية الكردية في سوريا.

وفي الختام، وتذكيرا بالهجمات التركية المتكررة على غرب كردستان، ينبغي على ان يلتفت إلى مما كانت تنادي به ألمانيا واليابان والهند بإحداث تغييرات قانونية في مجلس الأمن الدولي والتي تحتكرها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ومعها الصين ومن إصلاح للأمم المتحدة وهيئاتها المترهلة والمسيسة والتي تعمل وفق مصالح الدول العظمى الخمس الدائمة العضوية وهي: الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وروسيا الاتحادية والصين الشعبية... فالفوضى العارمة إنما هي بمثابة الشرارة نحو حرب عالمية ثالثة ويتحمل عواقبها الدول الخمس المذكورة، نتيجة الاستقطاب الثنائي لكلتا الكتلتين الغربية والشرقية وكل منهما يعملان بعيدا عن المصالح الدولية العامة ومبادئ حقوق الإنسان ومنها القوميات الأقل عددا والتي هضمت حقوقها في خضم الحرب العالمية الثانية ومنها: الكرد والبلوش والأمازيع...
إن المتتبع لحالة الانقسام الكردي الحاصل، ومن خلال قراءة التاريخ الطويل والبعيد للأحداث، سينأكد ان الشعب الكردي لن يبقى صامتا الى الأبد وسيكون رده على التشزدم الراهن جليا وسوف لن ينقطع الأمل عن هذه الأمة وستلفظ هؤلاء التجار المفسدين وممن يسمون بالساسة عن جسد هذه الأمة،  وتلك الأمة والتي هي كطائر العنقاء (سيمر) الذي ما أن يبدأ الموت يسري في جسده، حتى ينهض وينبعث من الرماد ومن جديد، وكما تقول الاسطورة هذه الأمة التي تعرضت للنكبات القاسية وعبر الأزمان، لم ينل منها الطامعون بعد ورغم أنها لا تمتلك اليوم منبرا للسيف أو للقلم بين دول الأمم المتحدة وهيئاتها، فلا مستحيل في عالم المتغيرات المتجددة.



#عبد_العزيز_قاسم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آفاق انتفاضة جبل الدروز (السويداء)
- اشتباكات دير الزور و خطاب العداء للشعب الكردي
- -الأحداث العالمية والإقليمية الساخنة والدور الكوردي الغائب ! ...
- هل -الأدب- كلمة كوردية أم عربية؟
- عيد الصحافة الكردية وغياب الصّحافة الجادة
- الكرد والنار بين الواقع والاسطورة
- مجزرة جنديرس و«معارضة» مرتزقة ومأجورة
- ”خاني“ حيٌ بيننا
- غرب كردستان بين الاحتلال والهجمات التركية
- ثورة_ژینا بين “الثورة ونصف الثورة”


المزيد.....




- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب أعمال إبادة جماعية في غزة
- بطل شعب أم مجرم حرب؟.. انقسام الرأي في الفلبين بشأن اعتقال ا ...
- تدمير الاحتلال الممنهج لمراكز الإيواء والقتل الجماعي للنازحي ...
- إسرائيل تؤكد بقاء 24 من الأسرى على قيد الحياة
- العفو الدولية: الترحيل القسري لسكان غزة جريمة حرب
- اعتقالات بجامعة واشنطن بعد احتجاجات ضد -بوينغ- وممارسات إسرا ...
- العفو الدولية والأمم المتحدة: أي نقل قسري للفلسطينيين من غزة ...
- حكومة الوحدة الليبية: نرفض استخدام ليبيا كوجهة لترحيل المهاج ...
- الاستهداف والتجويع يعيق عملنا الصحفي
- وكالات إغاثة توجه انتقادات حادة لخطط إسرائيل الخاصة بتوزيع ا ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبد العزيز قاسم - غرب كردستان بين الهجمات التركية والانقسام الكردي