بلقيس الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 7747 - 2023 / 9 / 27 - 10:08
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
رحلت مبكرا يا طبيب الفقراء و المشردين لكنك عشت معززا و استشهدت مكرما. و ستبقى النجم المضيء في سماء العراق و نخلة باسقة علئ ضفاف نهر الفرات . انت نجم في الوفاء، الشهامة و التواضع. الصدق والنزاهة و العمل الدوؤب . انت الميناء الذي الجاء اليه عندما اكون في ضيق و انت قنديل آطفآه الفاشست ، لكن زيته سيبقئ يعطر المكان.
صديقك الوفي عباس حويجي كتب عنك قائلآ ” كان الشهيد ابو ظفر يمثل جيلا جديدا من المناضلين العصاميين ، و رغم ان هذا الجيل الشاب المتوثب لم يختبر الاعتقال و السجن و التعذيب ، لانه انتمئ و ناضل تحت ظل الجبهة الوطنية و القومية التقدمية، لكنه جيل تربي علئ قصص و تجارب مناضلي الخمسينيات و الستينيات من القرن الماضي ، و التي بلغت الذروة في القسوة و الانتهاك و القتل ، فهو محصن نفسيا ضد العنف و الانفصام .
في جميع مراحل عمله النضالي درب الشهيد نفسه علئ قراءة الواقع السياسي و الاجتماعي و استخلاص الملاحظات الدقيقة لتشمل كل مفاصل العمل الوطني و الحزبي و الثقافي ، فاكتشف الكثيرمن مواقع الخلل ومواطن النقص، وكان يدون ذلك في كتاباته ويومياته و يعززها بالامثلة الواقعية و الحالات المعاشة ، و كأن ابا ظفر كان يوطن ذاته علئ بناء القاعدة الحزبية الرصينة المنسجمة مع عملها و وعيها الثقافي . بعد كل هذا تبقئ صورة الشهيد ابو ظفر من انقئ و اجمل الصور الشخصية التي احب ان اتاملها و استجيب لابعادها المتناغمة مع الواقع والانسان . و كما قلت بان الشهيد يمثل جيلا بكل عنفوانه و حبه للحرية والعدالة الانسانية .. جيل وضع يده علئ جرح الوطن و اراد ان يكون هو ضمادا وشفاء له ، جيل في غاية الكرم و الشهامة و الذي قدم حياته وروحه هدية لوطن مرهون و معتقل .”
وكتب عنك رفيقك عبر الحسين شعبان يقول ”
استطيع ان اقول دون خشية من الوقوع في الخطأ ان ابو ظفر يتمتع بصفات استثنائية، فهو متفوق في دراسته، جاد في عمله، مخلص في علاقاته، صادق في التعبير عن وجهة نظره، مستقل في تفكيره، أنساني في تعامله ، منفتح في علاقاته، يستخدم عقله و يحاول ان يستوعب السياسات و التعليمات ضمن رؤية نقدية ليست ايمانية تبشيرية . باختصار كان يمتاز بصفات رجولية حقيقية ولذلك حظي بتقدير الجميع للطاقة الايجابية التي يمنحها في سلوكه وتعامله.
عرفت ابو ظفر شخصية مرحة و متفتحة و متواضعة ولديه حب التلمذة و التعلم وكان قارئا لكل ما يقع تحت يديه من كتب”.
ابا ظفر انت معي في كل لحظة و اشتاق لك كاشتياق التراب الجاف الئ المطر …احسك حاظرا واستمد قوتي من ذكراك.
#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟