أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - الفيلم الأردني -مدن الترانزيت- يحاكي غربة لأنسان العربي داخل وطنه !!















المزيد.....

الفيلم الأردني -مدن الترانزيت- يحاكي غربة لأنسان العربي داخل وطنه !!


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 7744 - 2023 / 9 / 24 - 00:55
المحور: الادب والفن
    


المهاجرون والمغتربون عن أوطانهم هم أكثر الناس تعلّقاً بأشيائهم وذكرياتهم وصداقاتهم في وطنهم.. ويتمنون لو أنهم يستعيدون تلك الحياة ولو للحظات. إنهم يعيشون حالة ”نوستالجيا. فكرة العودة الى النبع بحد ذاتها اصبحت ليست العودة الى وطن فحسب، بل العودة الى ذكرى معينة أو إلى شارع أو حتى المدرسة القديمة . ،"مدن الترانزيت " فيلم روائي أردني من تأليف أحمد أمين وسيناريو: أحمد أمين، محمد الحشكي وإخراج محمد الحشكي، ومن بطولة الممثلة صبا مبارك والممثل القدير محمد قباني والممثلة شفيقة الطل، . يقدم الفيلم فكرة شمولية ربما يختص بها المغترب العربي وهي خيبة المغترب عند عودته الى وطنه . بطلة الفيلم ليلى ( صبا مبارك ) تعود الى بلدها الأردن بعد غياب دام 14 عاماً . تحاول أستعادة حياتها السابقة ، لكن الواقع الجديد للمدينة والتحولات الجذرية تصدمها ، المدينة ( عمان) تجتاحها موجة من التيار الديني المتشدد . من بداية الفيلم ومن الأفتتاحية تلمس ليلى التغيرات في البلد عند عودتها الى عمان وفي مطارها تقف ليلى وحيدة في الصالة عند حزام الحقائب بإنتظار حقيبتها التي لاتصل لأنها فقدت . يمثل فقدان شركة الطيران لأمتعتها أول إحباط من بين العديد من الإحباطات ستواجه ليلى ويتعين عليها التعامل معها بحكمة وصبر . تصل ليلى (صبا مبارك) إلى منزل والديها دون سابق إنذار من دون ذكر طلاقها من زوجها في الخارج ( الولايات المتحدة ).
يتجاهلها الأب تماماً ، مفضلا ببساطة الجلوس أمام شاشة التلفزيون ومتابعة الأخبار . والدها (محمد قباني) كان يسارياً نشطا ومثقفا ، أصبح الآن رجلا محطما يرفض التحدث أو مواجهة إبنته . والدتها (شفيقة التل) وشقيقتها (منال سحيمات) صارا يرتديان الحجابوتستهجنان طريقتها في اللبس وتصرفاتها التي تكون في عرفهما غريبة . وبالعودة إلى عمان تحاول ( ليلى ) تسوية طلاقها والتسوية المالية النهائية . تفاجئ بالتغير الحاصل في المدينة (عمان) - وتسأل عما إذا كان بإمكانها هي وشقيقتها زيارة المنزل القديم الذي كانا يعيشان فيه ذات مرة ، قيل لها إن المنطقة "مليئة بالسياح والأشخاص الغريبين وافواج الهاربين من الحروب في بلدانهم . كانت حريصة على التدريس وتقدم على وظيفة للتدريس في الجامعة ، لكنها تجد جامعتها القديمة لن تقبل مؤهلاتها القديمة . ولا يبدو أن درجة الماجستير التي حصلت عليها تعني أي شيء لجامعتها السابقة عند طلبها لوظيفة .
في مراجعتها للبنك المحلي لغرض ترتيب مواردها المالية وسداد المبلغ المتبقى من القرض ، يشعر مدير البنك بالخزي والحرج لأنها ترتدي تنورة قصيرة ويرمي عليها سجادة الصلاة لتغطية ساقيها العاريتين . تبحث ليلى عن ربيع (أشرف فرح) ، وهو صديق قديم من أيام دراستها الجامعية يستذكران حياتهما الجامعية وهو الآن أستاذ جامعي ساخر ترك مثاليته وتطلعاته في زمن الشباب وراءه وأستسلم لدوامة الحياة وروتينها . لدهشتها ، تلتقي مرة أخرى مع ربيع (محمد قباني) . ولكن عند دعوته إلى شقتها المؤجرة، يفتحم صاحب العقار الشقة ويقوم بطردها على الفور في اليوم التالي من قبل مالكها الغاضب الذي يتجاورز عليها. تضربه بزجاجة نبيذ فارغة ، وفي النهاية يستدعي ألأب الى مركز الشرطة وينقذها من السجن .
تم تصوير فيلم (مدن الترانزيت) لمحمد الحشكي بأناقة ودراماتيكية ومميزة مرتكزاً على أداء الممثلة القديرة " صبا مبارك "الرائعة ، بشعرها المتدفق وملابسها الغربية وروحها الجميلة تعكس شخصية ليلى المرأة القوية التي تجعل المشاهد ينحاز لها ويشاركها حزنها وخيباتها بالبشر الذي أصبحوا غرباء عنها .عن غربة الإنسان داخل وطنه يسرد الفيلم حكاية ليلى وعودتها من الولايات المتحدة الأمريكية، إلى مدينتها “عمان” عقب انفصالها عن زوجها، لتفاجأ بعمان أخرى غير التي تركتها، وتتعرض للعديد من المتاعب بدءاً من فقدان حقائبها بالمطار، حتى تغير معاملة أهلها ووالدها لها، وتكتشف وجود أشخاص لم تغيرهم الحياة الجديدة، لكنهم أصبحوا منعزلين عن المجتمع ويعيشون مع الذكريات القديمة مثل ( الخالة سها ) المدمنه على افلام ألاسود والابيض وأغاني الزمن الجميل .
تهرب ليلى من حياة الانفصال والفراغ في الخارج، وتريد عودة عالمها القديم إلى عمان. لكن 14 عاما غيرت كل شيء. غير معلنة وغير مدعوة ، تبين أن محاولاتها لبناء حياة جديدة أصعب بكثير مما كانت تعتقد . الموضوع الرئيسي للفيلم في تأثير الشقان التوأمان للأصولية والعولمة الاقتصادية على المدينة تم إصدار هذا الفيلم في عام 2010 ، والآن بعد 13 سنوات لا يزال دقيقا وملائما لأنه للأسف لم تتغير الأمور ولا تزال كما هي .

إذا لم ننتمي لا هنا ولا هناك ، أين سيكون الوطن؟

قرأت مرة مقولة كتبها شاعر روسي مجهول : إذا فقدت يديك ...فأنك تستطيع أن تغني على أرض الوطن ، وإذا فقدت قدميك ... فانك تستطيع أن ترقص على أرض الوطن، أما اذا فقدت الوطن ...فأين ستغني ؟؟ ، وأين سترقص ..؟؟ . منذ البداية ، تصدم ليلى التغيرات في البلد والناس ، وأسبابه كثيرة منها ضغط متطلبات الحياة وسط ارتفاع الاسعار ، البيروقراطية والروتيين في الدوائر الرسمية ، المرحلة الانتقالية الاقتصادية وسيطرة العولمة ومواقع التواصل على قطاع كبير من الناس وبمختلف الاعمار ، بالاضافة الى سطوة التيار الديني المتشدد الذي يحاول فرض أجندته على المجتمع المدني . بعد غربة 14 عاما في الولايات المتحدة ، تجد ليلى أن فكرة بناء حياة جديدة في الأردن أصعب بكثير مما كانت تعتقد . الكثير من التغييرات في المجتمع والبلد وعائلتها أيضا. لذلك كان عليها أن تكافح لتقرر أخيرا الطريقة الأفضل لها . لكن الأمر لا يتعلق فقط بقصة ليلى ، بل هو أكثر من ذلك بكثير . لقد تغيرت الأمور منذ أن رأت عائلتها آخر مرة: فقد ارتدت والدتها وأختها الصغرى الحجاب. لقد حولت البطالة أبيها الذي كان كاتبا ومثقفاً تقدمياً يساريا يتمتع بالكاريزما خاصة إلى رجل كئيب وصامت لايريد مواجهة أبنته ويغادر على الفور كل غرفة تدخلها ابنته الكبرى. حتى صديقها الجامعي ربيع فقد ميزته. اجتماعات ليلى مع الرجال خلف المكاتب - إما رافضة توظيفها (رئيسة قسم الرياضيات في جامعتها) أو رافضة مظهرها بالجملة (تنورتها تفضح موظف البنك الأسلامي) .
فيلم مدن الترانزيت، وهو أول فيلم روائي طويل للمخرج الأردني محمد حشكي . تصوير جميل ومناظر لمدينة عمان وشوارعها والتي تجدها ليلى الآن غربية عنها للغاية . الفيلم يتناول واقع حال المغتربين الذين لا يستطيعون التأقلم مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في أوطانهم ، ويقدم نسخة دقيقة عن الواقع العربي المرير الذي نعيشه. رغم ان فكرة الفيلم الأساسية كان فيلم قصير ، كما ذكر المخرج الذي نجح في تطوير فكرة الكاتب الأردني ( أحمد أمين ) وتحويلها الى فيلم روائي طويل . في النهاية ، فيلم يستحق التصفيق لجميع كوادره من الكاتب الى المخرج الى الممثلين والممثلات والكوادر الفنية التي كشف قدرات الفنان الاردني في إنجاز فيلم بمزانية محدودة وفي مدة قصيرة وينال الاعجاب والتقدير عند حضورة المهرجانات السينمائية . فاز الفيلم بجائزة النقاد الدولية في مهرجان دبي السينمائي سنة 2010 .



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم ( المعضلة الأجتماعية ) يكشف الجانب المظلم في أستخدام وس ...
- الفيلم الوثائقي ( المعضلة الأجتماعية ) يكشف الجانب المظلم في ...
- فيلم ( المطيرجي ) مشحون بذكريات وحنين اليهود العراقيين الى ب ...
- الحرب العالمية الثالثة - فيلم إيراني - يكشف محرقة الفقراء وا ...
- فيلم - مسز تشاترجي ضد النرويج - يسلط الضوء على الاختلافات ال ...
- فيلم- صوت الحرية- صرخة بوجه عالم يستغل فيه الأطفال جنسيا
- الفيلم الايراني (قصيدة البقرة البيضاء ) يفضح فساد السلطة الق ...
- الفيلم الأيراني (طريق ترابي) رحلة الخلاص والبحث عن الحرية
- فيلم (مائه وردة) دراما يابانية عن النسيان والغفران وهشاشة ال ...
- إمبراطورية الضوء- تكريم جميل جدا للسينما ورسالة حب اللحياة
- فيلم (سردار أدهام) وثيقة مهمة تؤرخ لأحداث الجريمة البشعة الت ...
- الفيلم الوثائقي -كل الجمال وسفك الدماء- فضح وتعرية شركات الأ ...
- فيلم - الاصولي المتردد- يكشف تأثير أحداث119 سبتمبر على المسل ...
- -شوفالييه- فيلم يعيد تأطير التميز العنصري في تاريخ الموسيقى ...
- فيلم -ميرال -يفضح الممارسات القمعية لجيش الاحتلال والمعاناة ...
- فيلم - النشاط الاشعاعي - قصة كفاح العالمة ماري كوري
- -ذكريات باريس - فيلم يعيد ذكرى الاعتداءات الارهابية على العا ...
- الفيلم الفرنسي- أكثر من أي وقت مضى- بحث عن الراحة في مواجهة ...
- الفيلم الاسباني - السجن -77 - إنعكاس لواقع بلد وفحص لوحشية ن ...
- فيلم -الأرجنتين ، 1985 -: كشف المحاكمة التي غيرت التاريخ


المزيد.....




- بورتريه دموي لـ تشارلز الثالث يثير جدلا عاما
- -الحرب أولها الكلام-.. اللغة السودانية في ظلامية الخطاب الشع ...
- الجائزة الكبرى في مهرجان كان السينمائي.. ما حكايتها؟
- -موسكو الشرقية-.. كيف أصبحت هاربن الروسية صينية؟
- -جَنين جِنين- يفتتح فعاليات -النكبة سرديةٌ سينمائية-
- السفارة الروسية في بكين تشهد إزاحة الستار عن تمثالي الكاتبين ...
- الخارجية الروسية: القوات المسلحة الأوكرانية تستخدم المنشآت ا ...
- تولى التأليف والإخراج والإنتاج والتصوير.. هل نجح زاك سنايدر ...
- كيف تحمي أعمالك الفنية من الذكاء الاصطناعي
- المخرج الأمريكي كوبولا يطمح إلى الظفر بسعفة ذهبية ثالثة عبر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - الفيلم الأردني -مدن الترانزيت- يحاكي غربة لأنسان العربي داخل وطنه !!