الإله ..... أُنثى !

فاتن ناظر

الحوار المتمدن-العدد: 7740 - 2023 / 9 / 20 - 07:02
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

《إن يدعون من دونه إلا إناثاً وإن يدعون إلا شيطاناً مَّريدا》   (الآية ١١٧ من سورة النساء )
《وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ ۙ وَلَهُم مَّا يَشْتَهُونَ  》   (الآية ٥٧من سورة النحل)
لقد كان من إيلاف وعادة البشر في الجاهلية تفضيل إنجاب الذكور عن الإناث ومنحهم كامل الحب والعطاء والرعاية والإهتمام ، وحرمان الإناث من المعاملة الحسنة الطيبة وأيضاً الحرمان من أي حقوق ومنها على سبيل المثال وليس الحصر الحرمان من الميراث ، بل وصل بهم حدّ التشدد إلى وأدهم للبنات ، وذلك مظنة منهم أن إنجاب البنات مجلبة للرذيلة والعار والفتن . وكأن مجلبة البنات سُبّه ووصمة يريدون نفيها عمن يرزق بهن وتجنيبهم تلك المهانة وملازمتها لله ، فسبحان الله تقدست صفاته وتنزهت خصاله وتعالى اسمه وتسامى جَدّه .
ونتاجاً لذلك فقد نسبوا لله إنجاب البنات ومصاحبته إياهن ، أما أنفسهم فقد كانوا يشتهون إنجاب الذكور فقط نظراً لرغبتهم في الإستقواء بالرجال في المعارك والحروب واستخدامهم لفرض الهيمنة والسيطرة بهم على القبائل المغيرة بما يتحقق معه علو للشأن بين المدن والقبائل والأمصار ، وأيضاً جمع للغنائم من أموال وأغنام وإبل وعُدّه ، وكذلك سبي للنساء واستعباد للرِقّ .
لقد نسب العرب البنات في الجاهلية لله وذلك إعتقاداً منهم إمتهانها وإستضعافها ومذلتها ، من حيث الضعف والهوان وعدم الغلبة ووهن الرأي ووضاعته٠ .
وعلى الرغم من اعتقادهم هذا إلا أنهم أنكروا بديهية وواقع يحيون به ويمارسونه دائماً في عقائدهم وشرائعهم وهو تقديسهم لآلهة أنثوية مثل : اللاّت والعُزى ومُناة ، فكيف يتأتى هذا التقديس للآلهة الانثوية مع ذلك الإستضعاف ؟ ، أليس في ذلك مغايرة بين العقيدة والمنفعة ؟! ، إلا أن غلبة المنافع وجني ثمار ربح المفاسد يفسد كل إعمال للعقول.

فيا من انصف الرجال سواكِ رحماكِ
يا من وأدتكِ يد الظلم عفواكِ
يا من اضعفكِ الهوان عطفاكِ
يا من اذلّكِ النكران إشفاقِ
يا من غلّبكِ الضعف غفراكِ

#فاتن_ناظر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل