سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7730 - 2023 / 9 / 10 - 11:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عند التمعن في الاوضاع القائمة في إيران بعد مرور 44 عاما على حکم نظام الملالي، فإنك تواجه أجواء کئيبة ومکفهرة وشعب ساخط وغاضب، نظام مذعور يستنفر کافة أجهزته القمعية، الفقر والجوع والحرمان في سائر أرجاء البلاد، التقارير تتوالى وهي تنقل أنباءا عن إنخفاض قيمة العملة الوطنية الى مستويات قياسية وأخرى تتحدث عن کون ثمانون في المئة من الشعب يعيشيون تحت خط الفقر، وأخرى تتحدث عن الفساد وعن نهب 1500 مليار من أموال الشعب الايراني، هکذا هي الاوضاع الجارية اليوم في إيران في ظل حکم نظام ولاية الفقيه، وکل التقديرات تؤکد من إنها سائرة ومن دون أدنى شك نحو الاسوء.
في ظل حکم نظام الملالي الذي يزعم من إنه نظام نموذجي يصلح لکل زمان ومکان ومناصر للفقراء والمحرومين، فإنه وبعد مرور أربعة عقود على تأسيسه، فإن مختلف الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية وبإعتراف قادة ومسؤولي النظام أنفسهم بالغة السوء وإن المراقبين السياسيين يشددون على إن النظام يواجه أزمة خانقة لم يسبق أن واجه مثيل لها منذ تأسيسه، ووجه الخطورة التي يواجهها في هذه الازمة، يکمن في الانتفاضة الجماهيرية التي إندلعت بوجهه في 16 سبتمبر2022، والتي لازالت آثارها وتداعياتها مستمرة، خصوصا وإن نشاطات وحدات المقاومة والتحرکات الاحتجاجية الشعبية مستمرة.
دخول النظام الايراني والبلاد في أزمة خانقة على کافة الاصعدة، أکبر شهادة عملية تؤکد فشل وإخفاق النظام وعدم نجاح هذا النظام في إدارة البلاد بعد 44 عاما من الحکم، ولئن کان هذا النظام يستطيع في الاعوام الماضية التغطية والتستر على الکثير من عيوبه ونواقصه، فإنه لايتمکن من ذلك لأن الاوضاع تخطت الحدود المألوفة وصار في منطقة الخطر، ويبدو واضحا من إن ماکانت منظمة مجاهدي خلق تؤکد عليه من أمور ومعلومات مختلفة عن داخل إيران خلال الاعوام السابقة، کانت کلها صحيحة خصوصا عندما يشير معظم قادة النظام الى إن الذي قاد بالاوضاع الى هنا هو تجاهل الاوضاع السلبية خلال الاعوام السابقة وعدم التصدي لها بروح الحرص والمسؤولية، وظلوا عوضا عن ذلك يواصلون الهروب للأمام!
کل شئ في إيران، في سائر أرجاء إيران يشير الى إن الاوضاع تسير بإتجاه رسم نهاية النظام، حيث صارت الحياة جحيما لايطاق وحتى إن الکثيرون من الذين يقفون الان ضد النظام کانوا الى الامس إما مع النظام أو على الحياد، غير إن سوء ووخامة الاوضاع قد دفعت الجميع الى التحرك من أجل التغيير، وهذه هي الحقيقة المرة التي يجب على النظام تجرعها لأنه تخطى کل الحدود من أجل ضمان بقائه وإستمراره وهذا مايوسع دائرة القمع والحرمان والفقر، ولذلك فإن الحديث عن إنتفاضة قادمة من الممکن جدا أن تکون أکبر بکثير من الانتفاضة السابقة أمر وارد ومحتمل وإن الايام ستثبت ذلك حتما!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟