أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام نوري - بعد البحر .. ثمة وطن... قصة قصيرة














المزيد.....

بعد البحر .. ثمة وطن... قصة قصيرة


سلام نوري

الحوار المتمدن-العدد: 1730 - 2006 / 11 / 10 - 11:52
المحور: الادب والفن
    


ومع قدوم فجر جديد ادركنا ماكان يتراءى لنا تحت ستار ليل مخيف وغربة ووهم قادنا كل هذه المسافة لنفقد اخر قطرة ماء""
كنا مجموعة من رجال ونساء واطفال فقدوا القدرة على التحمل ولاننا منذ يومين نسير بمحاذاة البحر عمدنا الى لف الاطفال برطوبة الرمال,وترطيب الشفاه المرتجفة بماء البحر المر"
نظرت الى الشيخ انه في حالة بالغة السوء.(. شيخ لم يسلم على ماتبقى من عمره بعد ان اطيح بولديه في قبو مؤسسة السلخ البشري ليدفع لهم ثمن رصاصات اغتيال ولديه ويكتب تعهدا امام ضابط الامن ان لايقيم عزاء"لم يبق له سوى الفرار من وطن لغته الحرب والقتل والعويل واهازيج البغايا لقائد كارتوني اسمه صمبابا قيل انه الفاتح للشر الشيطاني
والباعث للاحزان حيث اقسم ان يرمل كل النساء؟؟)
ومن يومها لعبت الاقدار بنا نحن البقية الباقية لرعيل الصمت الخرافي لنلتف بالرمل هنا بحثا عن دفء في الليل ونعمل من العباءات سترا يقينا شمس النهار..شمس تطلق حممها كلما اوغلت في عمق السماء.ولاشيء سوى عيون اجهدها الترقب والفزع؟
ولانني وحدي لاصلة لي باحد فقط بالهم البشري الانساني الذي ابتليت به هنا بعد ان سلبنا اولئك الدعاة بانهم سينقلوننا سرا الى مدينة قيل انها على بعد نهار وهناك سنجد الحلم وتنتهي متاعبنا وهانحن نعد النهارات دون أي اثر لمنفى جميل؟؟؟
-علينا ان نتفرق في ثلاث اتجاهات نترك اثارنا على الرمال شرط العودة عسى ان نستدل على شيء؟
بدأت خطانا مرتبكة وسرت باتجاه الشمس تذكرت وجه اميالتي توسلت بي كثيرا علي انثني عما عزمت عليه ولم تكن تدري انني في نظر السلطة خائن كبير لانني لا اريد الحرب وهربت من الجبهة ويوم استوقفني مسؤؤل الفرقة عن وحدتي عرفت ان المطرقة ستهرشني لذا رسمت خطاي دون اثر فقط طلبت منها امي ان تلف فوطتها حول شجرة السدر والدعاء لي؟وكلماتها تطن في اذني( ربي هذا وليدي وديعة لديك اعده لي سالما) ومن يومها ذقت من الويل مالم اذقه في حياتي
سرت طويلا لم تزل الشمس تحسب خطاي وبقايا اارها على الرمال اصطدمت قدمي بزمزمية فضية ثقيلة اخرجتها من الرمل مملوءة ماء لم انتظر سوى ان عببت الماء في جوفي ولكن ثمة اطفال هناك يقتلهم العطش اسرعت بخطى العودة تحلق الاطفال حولي ووزعت قطرات الماء عليهم فيما نام الشيخ فيحفرته منذ ليلة الامس وقد جفت عروقه اهلنا الرمال عليه وانطلقنا باتجاه المجهول؟( كان من الممكن ان اكسب رضا امي واكون كبشا لاولاد الزنا ينحرونني كيفما شاؤوا لكنني اثرت على ان اعود وقد غيرت خارطة الوطن بوطن اخر بلا ضجيج اومستحيل نغفوا ونحلم بالندى)
نساء اطفال الم ينبض في ثنايانا وتاوهات وعباءات ثقلت بفعل ملح البحر اودعنا اصغر الاطفال للرمال جثة هامدة ولم تقو امه على النحيب"وطائر اسود رافقنا منذ ما غصنا في الرمال
حاولت عبثا ان اجمع شملهم فالليل داهمنا وليس من امل سوى ان ندفن الاجساد في الرمال من جديد؟بدأ جسدي ينز الما فلم اعد اتحمل دفني ولكن الريح والبحر وضوء القمر الشحيح اودعني رهينة لصباح اخر افزعني حينما احسست اننا فقدنا اثنين من الرجال؟
وجوه تشي بالحيرة والكتمان والخوف وقلت علينا ان نشكل دائرة ونبحث عن نبات العليق نمتص رحيقه المر(بشهية كاذبة)
الشمس تطيح بنا كالقرابين الهزيلة نحن مجرد عورات ادمية تنشج وبين العفونة والعطن ننتظر ان يطبق الغول علينا فما عدنا ننتظر
مد وجزر وجسد لانثى تكور هناك عذراء هائجة توقف الريح كساحرة وهاهي في هجعتها تئن ساحرر يدي واهديها نبتة عليق اعصر رحيقها المر في جوفها علها تمنحني ماكنت ابحث عنه احتضنتني استحلفتني ان لا اتركهاولم تكد تنهي جملتها غادرتني الى اوجاعها رجوتها ان تصمد
( ستتقيأنا الرمال ونكف عن لعن الابالسة نركب موجة هائجة لوطن خلف البحر )
دثرتني بانفاسها الباردة لقيت من الحنين مادفعني الى الصراخ عاريا الا مايستر عورتي تردد الصدى وهناك من الضفة الاخرى من البحر داهمتنا اسراب طيور غريبة زرعت مناقيرها في عيوننا انقضت علينا تاركة بركة دمائنا ان تغسل البحر 1999



#سلام_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد البحر .. ثمة وطن:: قصة قصيرة
- قصص قصيرة
- صلاة النمل +قصة قصيرة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام نوري - بعد البحر .. ثمة وطن... قصة قصيرة