أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حزب توده الإيراني - تقييم لحركة -المرأة، الحياة، الحرية-















المزيد.....

تقييم لحركة -المرأة، الحياة، الحرية-


حزب توده الإيراني

الحوار المتمدن-العدد: 7724 - 2023 / 9 / 4 - 02:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مقتطفات من البيان السياسي للجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية لحزب توده الإيراني – مايو 2023  

مقدمة  

لقد مرت أكثر من ثمانية أشهر على مقتل مهسا أميني بطريقة وحشية على يد مرتزقة الجمهورية الإسلامية في 16 سبتمبر 2022، وبداية حركة "المرأة، الحياة، الحرية" بعد ذلك. ورغم تراجع الاحتجاجات اليومية في مختلف المدن، إلا أن فكرة هزيمة الحركة المناهضة للديكتاتورية في بلادنا هي فكرة خاطئة وغير علمية كتلك التي طرحها البعض في بداية انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، أن "ثورة" أخرى تجري في إيران. لقد أكد اجتماع اللجنة المركزية للحزب في أكتوبر/تشرين الأول، بحق، أنه عند دراسة الاحتجاجات واسعة النطاق في الشوارع، يجب الإشارة بوضوح إلى أننا شهدنا خلال العامين الماضيين موجة من الاحتجاجات الجماهيرية بين مختلف الطبقات الاجتماعية التي استمرت [على الرغم من القمع العنيف من قبل السلطات ]. لقد كانت الإضرابات واسعة النطاق التي قام بها العمال والمزارعون والمعلمون والعاملون في مجال التعليم والمتقاعدون والممرضون والطلاب في جميع أنحاء البلاد خلال العامين الماضيين سمة ثابتة لا يمكن تجاهلها للحياة في إيران ولم يكن هناك يوم واحد في المدن والمحافظات في جميع أنحاء البلاد، حيث لم تخرج مختلف التيارات الشعبية والمثقفين إلى الشوارع للاحتجاج على استمرار القمع والفساد والحرمان الذي يفرضه النظام الحاكم المناهض للشعب، على الرغم من المخاطر الواضحة في القيام بذلك.  

طبيعة حركة "المرأة، الحياة، الحرية".  

والسؤال الذي يطرحه اليوم عدد من نشطاء المجتمع المدني والمناضلين من أجل الحرية في وطننا - والذي لا بد من الإجابة عليه وهو ما يتطلب إجابة واقعية، بالنظر إلى الأهمية الكبيرة للأحداث هناك خلال العام الماضي - هو لماذا و مع استمرار أشهر الاحتجاجات الشعبية الشجاعة في الشوارع، فشلت الجهود التي قامت بها النساء والشباب في جميع أنحاء البلاد في إسقاط نظام الملالي.  

دراسة مجردة لمختلف التقييمات التي طرحتها عدد من القوى السياسية في البلاد بشأن أحداث العام الماضي، وطبيعة وقوة الحركة الاحتجاجية "المرأة حرية الحياة"، تبين انها كانت في الأساس ضحلة وتفتقر إلى الوعي، و فشلت في تقييم الوضع المعقد للغاية في إيران - مما يعني أن تقديراتهم وتوقعاتهم فيما يتعلق بتلك الحركة أصبحت غير واقعية إلى حد كبير. 

وفي الوقت نفسه [و من الطرف الاخر] شهدنا انتشار نظرية مشوهة تدافع عن استمرار نظام ولاية الفقيه المناهض للشعب على أساس أن "المرأة، كانت حركة "الحياة، الحرية" بطريقة أو بأخرى "ثورة مخملية" حرضت عليها الدول الإمبريالية التي تهدف إلى الإطاحة بحكومة "معادية للإمبريالية" في الشرق الأوسط.  

لقد رأى حزبنا، منذ بداية الحركة الاحتجاجية "المرأة، الحياة، الحرية"، أن هناك وضعًا في بلادنا حيث الظروف الموضوعية لصعود حركة و وضع ثوريين واضحة و نامية. وقد أدى هذا الوضع إلى تضييق القاعدة الاجتماعية والسياسية للنظام القائم على "الإسلام السياسي" وإفلاسه الأيديولوجي. أدت الأزمة الاقتصادية المتفاقمة والتناقض غير القابل للتوفيق بين المصالح المادية للشعب والنظام الدكتاتوري إلى دخول المتظاهرين في الشوارع بشكل مباشر ومستدام إلى ساحة النضال في الأشهر الأخيرة. لكن، من أجل توسيع نطاق النضال من أجل تجاوز الدكتاتورية الدينية والتأكد من استمرار الحركة؛و إحداث تغييرات جوهرية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في إيران من أجل تحسين حياة الناس بشكل عام؛ ولتحقيق الشعارات الأساسية التي لم تتحقق للثورة الإيرانية عام 1979، والتي تردد بعضها بصوت عالٍ في احتجاجات العام الماضي في جميع أنحاء البلاد، يتعين علينا أن نمضي قدمًا موحدين ومنسقين وبخطة مشتركة.  

لكن تراجع احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" [بحلول أواخر ربيع عام 2023] في الشارع، لا ينبغي أن يدفع المرء إلى استنتاج أن الحراك الشعبي لم يحقق ولن يحقق أي شيء مهم في المستقبل. على العكس من ذلك، حققت حركة "المرأة، الحياة، الحرية" مكاسب كبيرة خلال النضال البطولي في العام الماضي وتمكنت من إجبار النظام الثيوقراطي [المهاب حتى الآن] على التراجع على عدة جبهات مهمة. 

نظرة على القاعدة الطبقية لحركة "المرأة، الحياة، الحرية".  

وقد حددت بعض التقييمات لحركة الاحتجاج الشعبية في الأشهر الأخيرة القاعدة الطبقية لهذه الحركة على أنها ميسورة وشبه ميسورة . عند تقييم القاعدة الطبقية لحركة "المرأة، الحياة، الحرية"، من الضروري الانتباه إلى التطورات والتحولات المهمة التي طرأت على التركيبة الطبقية للمجتمع الإيراني خلال العقود الأخيرة [خاصة منذ بداية التسعينيات].

تنص وثائق المؤتمر السابع لحزب توده الإيراني ("مؤتمر خفاري") حول هذه القضية على ما يلي: "نظرًا للتنفيذ المستمر للسياسات النيوليبرالية خلال العقود الأخيرة، إلى جانب النمو المتسارع للرأسمالية التجارية الكبيرة و الرأسمالية البيروقراطية الجديدة، التوزيع غير العادل للثروة، بما في ذلك تراكم الثروة الهائلة في أيدي شرائح ضيقة، وتفاقم فجوة طبقية هائلة في المجتمع الحالي، والانهيار التدريجي و تدهور البرجوازية الصغيرة الجديدة والطبقات الوسطى . وما ترتب على ذلك من انضمام هذه الطبقة إلى الأغلبية العمالية ، سواء كانوا حضريين أو ريفيين، قد حدث وتسارع بشكل كبير في السنوات الأخيرة.. إن وجود الفساد والسعي المؤسسي للريع من قبل النظام الإسلامي، وبين عصابات مافيا، السلطة والثروة في جميع مجالات الإنتاج والتوزيع والخدمات، قد وضع الكثير من الضغوط على البرجوازية الصغيرة في البلاد (وكذلك البرجوازية الوطنية غير التابعة للنظام)، مما أدى إلى قلة الفرص المتاحة لهذا القطاع للنهوض و الرفاه .). (من مجموعة وثائق المؤتمر السابع لحزب توده الإيراني، منشورات حزب توده الإيراني، يونيو 2022، )  ص 31.)  

وفي ضوء هذه التطورات، نعتقد أن بعض النساء والشباب الذين نهضوا لمواجهة عملاء النظام القمعيين في الاحتجاجات الجريئة في الشوارع كانوا من بين الطبقة العاملة وشرائح الشعب التي عانت تحت الضغط الاقتصادي المدمر. ، فضلاً عن السياسات اللاإنسانية والقمعية التي تنتهجها الحكومة ضد المرأة وحقوقها الأساسية، مما أدى إلى تنظيم احتجاجات حاشدة في الشوارع. واليوم، حتى وفقًا لإحصائيات النظام وتوقعاته، يشكل الشباب الأغلبية بين جيش العاطلين عن العمل في إيران الذين يتأثرون سلبًا بشكل متزايد بالسياسات النيوليبرالية للنظام. إن نظرة إلى خلفيات عدد من المتظاهرين الشباب الذين قُتلوا أو أعدموا على يد مرتزقة النظام تؤكد أن العديد من هؤلاء المناضلين من أجل الحرية ينحدرون بشكل رئيسي من الفئات المحرومة في المجتمع والعمال الذين، على حد تعبير كارل ماركس، لم يكن لديهم ما يخسرونه سوى سلاسلهم.  

الحركة العمالية مستمرة.. 

إن نظرة سريعة على الأحداث التي شهدتها إيران خلال السنوات الثلاث الماضية تظهر أن احتجاجات العمال و الشغيلة في البلاد ضد السياسات الرجعية واللاإنسانية للنظام الثيوقراطي لم تتوقف. بدءًا من الإضرابات العمالية واسعة النطاق في مصانع قصب السكر في هفت تبه وفي شركة هيبكو، فضلاً عن تلك التي شارك فيها عمال المناجم والعمال المتعاقدون في قطاع النفط والبتروكيماويات، وصولاً إلى الاحتجاجات واسعة النطاق للمزارعين بسبب النقص الحاد في المياه [و سوء إدارة الزراعة/الأراضي من قبل السلطة ] والاضطرابات الطلابية بين طلاب الجامعات في جميع أنحاء البلاد... كل ذلك يؤكد على أن النظام متورط باستمرار في أزمات مختلفة تتعلق بشرعيته الاقتصادية والسياسية، ويتنقل من أزمة إلى أخرى - مما لا يملك امامه سوى اللجوء إلى القمع الوحشي للاحتجاجات الشعبية وتكثيف هذا القمع، باعتباره الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يستمر بها. في الواقع، فإن اعتقال الآلاف من المتظاهرين في الشوارع وقتل المئات منهم، فضلاً عن تعذيب وإعدام عدد لا يحصى من النساء والرجال والشباب في البلاد في محاولة يائسة لتهدئة الوضع هو الملاذ الشائع للنظام لمحاولة تهدئة الوضع و انقاذ نفسه من الأزمة. ومن المهم أيضًا أن نلاحظ أنه مع كل أزمة جديدة، تصبح مهمة الأجهزة الأمنية للنظام في قمع الاضطرابات الشعبية أكثر صعوبة من ذي قبل- وتهز الأزمة أسس النظام الاستبدادي وحتى مؤسساته القمعية.  

وبسبب هذه الأزمات الاقتصادية على وجه التحديد وتزايد الفقر والحرمان الذي يعاني منه عشرات الملايين من المواطنين، شهدنا خلال العام الماضي، إلى جانب احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية"، النمو الهائل للاحتجاج الموازي لحركة العمال كما يتضح من: 

* نضال العمال في صناعة النفط لتطبيق نظام التصنيف الوظيفي الكامل والدقيق، وإعادة القوى العاملة والموظفين الإداريين إلى نمط المناوبة لمدة ،أسبوعين عمل: أسبوعين راحة، بالإضافة إلى تحسين الجودة/ معايير العمل في مهاجع العمال و اماكن العمل؛ 
* نضال العمال في مشاريع النفط والغاز في منطقة عسلوية وعدد من المجمعات البتروكيماوية الأخرى، احتجاجا على سوء ظروف عملهم ومعيشتهم؛
* نضال العمال في شركة قصب سكر هفت تبه من أجل الأجور والمعاشات فوق خط الفقر؛
* نضال العمال في الصناعات الثقيلة، بما في ذلك مصنع أصفهان للصلب، وشركة يزد للصلب، وشركة الصلب الوطنية الأهواز، وهيبكو، وأزاراب آراك ضد اللبرلة الاقتصادية والخصخصة؛ 
* نضال عمال الاتصالات ضد العقود المؤقتة وعدم تطبيق اللائحة 89 من قانون العمل في البلاد؛
* نضال عمال السكك الحديدية ومترو الأنفاق من أجل الأمن الوظيفي والأجور بما يتماشى مع معدلات التضخم الحقيقية والسلال الغذائية [التكلفة التقريبية لسلة من المواد الغذائية الأساسية]؛
* كفاح عمال المناجم في البلاد لضمان معايير قوية للصحة والسلامة في مكان العمل، وتنفيذ نظام تصنيف الوظائف، فضلا عن الأمن الوظيفي؛
* نضال العاملين في مجال الطاقة/الكهرباء ضد الاعتداء المستمر على أجورهم وسلالهم الغذائية، فضلاً عن مكان العمل الذي غالبًا ما يكون غير آمن؛
* نضال عمال البناء والبلديات للقضاء على وكالات الوساطة العمالية [التي تقطع العلاقة التعاقدية المباشرة بين صاحب العمل والموظف]، ومن أجل زيادة الأجور واستحقاقات الإجازة مدفوعة الأجر وأقساط التأمين؛
* نضال المعلمين والعاملين في مجال التعليم ضد الخصخصة وتدهور قطاعهم وكذلك من أجل أجر عادل وتدابير لحماية اوضاع الطلاب/ الطالبات ؛
* نضال المتقاعدين من أجل معاش عادل و حياة كريمة؛
* نضال الممرضات من أجل الأمن الوظيفي، وإنفاذ قانون تعريفة خدمات التمريض، وكذلك من أجل الحصول على أجور لائقة وعقود دائمة في المستشفيات؛
* نضال جميع النساء العاملات من أجل تأمين الحق في العمل، والقضاء على التمييز بين الجنسين، وضد الحجاب الإجباري، ومن أجل الأجر المتساوي مقابل العمل المتساوي؛
* نضال الناشطين في مجال البيئة ضد التدهور البيئي المستمر وغير المنضبط ونهب الموارد الطبيعية.
   
اتجاه التطورات المهمة في المنطقة ومناورات الجمهورية الإسلامية الإيرانية

وبعد ثماني سنوات من التوتر وانهيار العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية، تم التوصل إلى اتفاق لبدء استعادة العلاقات في أواخر مارس/آذار 2023، بوساطة صينية. وبعد سنوات من التوتر، تحرك البلدان لاستئناف العلاقات السياسية والاقتصادية، التي كانت قد قطعت عام 2016 إثر هجوم واقتحام السفارة السعودية في طهران. التقى أمير عبد اللهيان، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، في بكين يوم الخميس 6 نيسان/أبريل. وكان هذا هو الاجتماع الأول بين وزيري خارجية البلدين منذ أكثر من سبع سنوات بعد قطع العلاقات الدبلوماسية المذكورة أعلاه. وفي نص البيان الختامي للاجتماع، تعهد الجانبان بالعمل معًا من أجل "بناء الأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة".

وبحسب التفسيرات المختلفة لهذا التطور المهم في الشرق الأوسط، يقال إن الاتفاق يمكن أن يمهد الطريق للسلام في اليمن، ويخفف التوترات السياسية في كل من العراق ولبنان، فضلا عن تسريع وتسهيل عودة سوريا إلى الحظيرة الإقليمية. [بما في ذلك الجامعة العربية]؛ الحد من التوترات العسكرية في الخليج الفارسي؛ بل ولها آثار كبيرة على القنوات الإعلامية الفارسية في الخارج - مثل قناة "إيران إنترناشيونال" التي تمولها الحكومة السعودية. وكانت النتيجة المباشرة لهذا التطبيع الواضح للعلاقات هي توجيه دعوة إلى الرئيس السوري بشار الأسد لحضور قمة القادة العرب [بعد سنوات عديدة من العزلة].  

ويرى حزب توده الإيراني أن تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية وتهدئة التوترات في الشرق الأوسط يعد تطوراً إيجابياً يستحق الترحيب. لكن، وعلى خلاف بعض حملات التضليل التي تقوم بها أجهزة النظام الدعائية، والتي ترى في هذا التطور انتصارا للسياسة الخارجية لـ”المرشد الأعلى” وإدارة رئيسي، فإننا نرى التناقض الحاد بين المواقف التي يتبناها النظام في التعامل مع المملكة العربية السعودية مقارنة بما يحدث الآن في هذا المنعطف الحرج داخل إيران، حيث تتعرض أسس النظام الاستبدادي للتحدي والاهتزاز حتى النخاع، يفضح بوضوح حقيقة "التساهل البطولي" الذي توصف به قيادة النظام موقفها مع السعودية، و أي اجراء براغماتي اخر يقوم به النظام من اجل التخفيف من الازمة الخانقة المتصاعدة في مواجهته.

من أجل الحفاظ على أسس حكمه، يأمل النظام في اعتماد سياسة "التساهل البطولي" هذه لتطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من خلال جهود وساطة هادئة يشارك فيها حكام مملكة عمان. يشار إلى أنه في الأسابيع الأخيرة تزايدت التكهنات حول وجود "مفاوضات" و"اتفاقات" تجري خلف الكواليس بين إيران والولايات المتحدة، وتنشر العديد من وسائل الإعلام، خاصة الإيرانية والإسرائيلية، بشكل يومي أنباء عن "صفقة وشيكة"بين إيران والولايات المتحدة.

بالنسبة للعديد من المعلقين السياسيين، سيكون الاتفاق الإيراني الأمريكي على غرار خطة العمل الشاملة المشتركةJCPOA، اي يمكن أن يخفف من حدة ضغط العقوبات على حنجرة إيران و يساعد على "تطبيع" العلاقات السياسية والاقتصادية بين إيران والغرب.

وفي هذا الصدد، فإن أحد المطالب الأساسية والملحة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لإيران هو تغيير سلوك النظام القائم في التدخل وسوء التدخل في الشؤون الداخلية لجيرانه الإقليميين، فضلاً عن وقف نشاطات الجمهورية الإسلامية في دعم العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.  

تجارب النضال الأخير، والحلول القصيرة والطويلة الأمد  

اكتسبت الحركة الشعبية في إيران تجربة قيمة في سنوات نضالها الطويلة ضد النظام الثيوقراطي، بما في ذلك احتجاجات الشوارع العام الماضي منذ بداية حركة "المرأة، الحياة، الحرية" في سبتمبر 2022، فضلاً عن الاحتجاجات العمالية الجماهيرية واحتجاجات العاملين في قطاع التعليم والمتقاعدين في البلاد خلال العامين الماضيين. ولا شك أن هذه التجربة التي لا تقدر بثمن ستساعد الشعب في تنظيم الحركة والنضالات الشعبية في المستقبل.

يعتقد حزب توده الإيراني أن النضال من أجل إنهاء الدكتاتورية والتقدم نحو إقامة جمهورية وطنية وديمقراطية ليس بأي حال من الأحوال عملية سلسة. وبدون وجود تنظيم واسع يحشد مختلف التيارات والشرائح الاجتماعية، ودون تنسيق سياسي - لبرنامج يتضمن الحد الأدنى من مطالبهم - فإن هذه العملية النضالية ستواجه العديد من الصعوبات والانتكاسات، مما يتيح للنظام الوحشي و المخادع فرصة لاستمرار حكمه من خلال القمع الوحشي والمناورات الماكرة. 

في ضوء أحداث الأشهر الأخيرة، أشرنا إلى أن الانتقال إلى ما بعد الدكتاتورية الحالية هو هدف صعب ولكنه مع ذلك قابل للتحقيق بشرط أن يتم صياغة تشكيل نضال مشترك يشمل المطالب المادية لجميع العاملين من أجل التغييرات الديمقراطية الاجتماعية والاقتصادية الضرورية والأساسية في إيران. يجب أن يتم رسم و تنفيذ النضال الصعب للحركة الشعبية ضد الدكتاتورية خطوة بخطوة، بمساعدة أشكال/أساليب نضالية تتكيف مع الظروف الموضوعية والذاتية الملموسة للمجتمع الإيراني، وتدرك بدقة توازن القوى السياسية داخل البلاد، مفصولة بالكامل عن مجال قوى التدخل الإمبريالية الأجنبية. 

_________________________________________
للاطلاع على تصريحات حزب توده الإيراني وتحليله للتطورات الكبرى في إيران يرجى زيارة الموقع:    www.tudehpartyiran.org 



#حزب_توده_الإيراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 19 أغسطس 1953... مرور 70 عامًا على الانقلاب الذي قوض الديمقر ...
- أصبحت حالة عدم الاستقرار في النظام الثيوقراطي غير قابلة للعك ...
- المهمة الرئيسية لقوى اليسار في إيران في النضالات الآنية للان ...
- الضرورة المطلقة لـ -فصل الدين عن الدولة- وكذلك تشكيل بديل تق ...
- بيان اللجنة المركزية لحزب توده الإيراني في الذكرى الأربعين ل ...
- (الحزب الشيوعي الإيراني) نضال الشعب الإيراني- المُحبط من الا ...


المزيد.....




- تسببت بوميض ساطع.. كاميرا ترصد تحليق سيارة جوًا بعد فقدان ال ...
- الساحة الحمراء تشهد استعراضا لفرقة من العسكريين المنخرطين في ...
- اتهامات حقوقية لـ -الدعم السريع- السودانية بارتكاب -إبادة- م ...
- ترامب ينشر فيديو يسخر فيه من بايدن
- على غرار ديدان العلق.. تطوير طريقة لأخذ عينات الدم دون ألم ا ...
- بوتين: لن نسمح بوقوع صدام عالمي رغم سياسات النخب الغربية
- حزب الله يهاجم 12 موقعا إسرائيليا وتل أبيب تهدده بـ-صيف ساخن ...
- مخصصة لغوث أهالي غزة.. سفينة تركية قطرية تنطلق من مرسين إلى ...
- نزوح عائلات من حي الزيتون بعد توغل بري إسرائيلي
- مفاوضات غزة.. سيناريوهات الحرب بعد موافقة حماس ورفض إسرائيل ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حزب توده الإيراني - تقييم لحركة -المرأة، الحياة، الحرية-