أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد الحناكي - مسيرة 6 نوفمبر رسالة وليست مظاهرة ..اهداء الى كل نساء الوطن















المزيد.....

مسيرة 6 نوفمبر رسالة وليست مظاهرة ..اهداء الى كل نساء الوطن


احمد الحناكي

الحوار المتمدن-العدد: 1729 - 2006 / 11 / 9 - 11:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في الساعة الرابعة من عصر يوم الثلاثاء الموافق 6 نوفمبر عام 90 ميلاديا , ومن امام موقف للسيارات التابع لمجمع التميمي مقربة من طريق الملك عبدالعزيز , انطلقت ثلاثة عشر سيارة يقودها نساء سعوديات في مجتمع كان ولا يزال يمنع المرأة من ممارسة هذا الحق . عدد النساء كان 47 امرأة بين التاسعة عشر والخامسة والخمسين تتوزع اعمالهن مابين اكاديميات في جامعة الملك سعود وطالبات في الجامعة (4 طالبات) ومعلمات واداريات في المدارس وربات منازل باستثناء واحدة اة اثنتان كانتا من سيدات الاعمال .

اتجهت السيارات في البداية الى طريق الملك عبدالعزيز ثم الى طريق الامام محمد بن سعود ثم استداروا مرة اخرى باتجاه المطار القديم على شكل متتابع ومتسلسل .

في اشارة المرور الاولى حاول احد الشباب السعوديين المنزعج ان يضايقهن وذلك بحجزهن عبر بقاء سيارته امام سياراتهن دونما تحرك امام الاشارة , الا ان احد ازواج السيدات الذي كان يرقب الامر من بعد وبخه وبطريقة امرة اشار له بالابتعاد الامر الذي حدث .

بعد حوالي عشر دقائق , وعندما لم يصادف الموكب النسوي اي سيارة مرورية وهو ما كانوا يهدفون اليه , اعادوا الكرة مرة اخرى . هذه المرة وامام قصر للافراح ( قصر الرياض للاحتفالات ) في طريق الملك عبدالعزيز انقلبت الدنيا . فقد اوقفتهم احدى سيارات المرور وتقدم الشرطي منهن تنتابه عوامل الدهشة والحيرة ازاء التصرف حيالهن . اراد احراجهن فطلب رخصة القيادة من قائدة السيارة الاولى ( على اعتبار ان النساء لا يمنحون رخضا للقيادة هناك)

وسرعان ما ابرزت له رخصتها الامريكية الامر الذي زاده حيرة وقلقا . طلبت منه السيدة وزميلاتها ان ينقل رسالة منهم الى امير الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيز كانوا قد حرروها من قبل يشرحون فيه معاناتهم مع السائقين الاجانب او مع اولياء امورهم من حيث انهم لا يستطيعون الذهاب الى اي جهة سواء للزيارة او للعلاج او للعمل او للمدارس او اي مكان يريدونه دون سائق او محرم من اقاربهم .

وذكرت السيدات في خطابهن الذي يطالبون فيه السماح لهن بقيادة السيارات ان لا مانع شرعي او اخلاقي يمنع ذلك مستشهدات بالنساء اللاتي صحبن الرسول محمد (ص) وشاركنه في الحروب فضلا عن تزويد الرجال بالماء ووالزاد وكيف كانوا يمتطون الخيول والجمال وغيره .

كما شرحت النساء الظروف الاجتماعية والمشاكل الكبيرة التي تعصف بالمجتمع او حتى بالمنطقة ( قبيل ضرية التحالف الدولي من امريكا واثنان وثلاثين دولة ضد الجيش العراقي لطرده من الكويت المحتلة انذاك ) .

ولعل احدى المفارقات التي حدثت وشدت انتباه النساء السعوديات هي عندما تم احتلال الكويت وقتل واسر الرجال الكويتيين , حيث اضطرت نسائهم الىقيادة السيارات برا واللجوء للجارة الكبرى السعودية فسمحت لهم السلطات السعودية بالدخول وهن يقودن السيارات . الامر الاخر هو ان بعض المجندات الامريكيات في الرياض قادن سياراتهن في شوارع العاصمة مما حفز نساء الرياض وشجعهن .

اثناء النقاش الدائر بين الشرطي الذي استدعى رئيسه وسيارات شرطة اخرى. وصلت عدة سيارات من نوع جمس ( السيارات التي يشتهر باستخدامها رجال هيئة الامر بالمعروف والتهي عن المنكر في السعودية ) , ترجل من هذه السيارات محموعة من الملتحين وقد اعماهم الغضب واندفعوا تجاه النساء وهم يطلقون عليهن الشتائم البذيئة والتعوت القبيحة مثل ( الفاجرات والفاسقات والمنحرفات والكافرات وغيره من كلمات يعف اللسان من ذكرها )

قفزوا على سيارات النساء واخذوا يضربون السيارات ويركلونهن ويصرخون على النساء لعلهن ينزلن لكي يسحبونهن , الا ان وقفة رجال الشرطة الحازمة ابطلت نواياهم الشريرة .

اختلفت الجهتان من الشرطة والهيئة في من يتولى معالجة المعضلة , لكن امارة الرياض امرتهم بترك الامر للشرطة والاتجاه لشرطة حي العليا والسليمانية على ان يرافق كل سيارة شخص من الشرطة ليقودها واخر من الهيئة بمعيته فضلا عن كافة السيدات .

وبطبيعة الحال كان الشارع حينها مليئا بالرجل والشباب من الذين دفعهم الفضول الى مطاردة السيارات ومحاولة استشفاف الامر عن قرب . والطريف ان الشباب السعودي الذي عادة ما ينتهز هذه الفرص للغزل البريْ احبط هذه المرة , فالسيدات كن منقبات ومحتشمات ولا يبرز من المرأة الا عينبها دونما كحل او زينة عدا امرأة او اثنتين كانتا تلبسان الحجاب الاسلامي الذي لا يتبين فيه من المرأة الا وجهها .

بعد وصولهم الى مركز الشرطة انتظروا قليلا امامه حتى ادخلوا هناك وجلسوا في غرف خشبية حت يبت في امرهم .

رجال الهيئة كانوا اثنائها على اتصال بالمرحوم الشيخ المفتي عبدالعزيز بن باز الذي كان واضحا وحازما عندما طلب منهم ان لايتدخلوا فيما لا يخصهم وترك الامر للسلطة المخولة بالامر وهي الشرطة والمرور . وبالغعل بعد ان ذهبوا لاداء صلاة العشاء ( الاخير ) لم يعودوا بعدها وحتى من اراد العودة تعصبا وتطرفا منعته الشرطة من الدخول .

استدعت الشرطة اولياء الامور من الازوواج والاباء والاخوان وتولى مندوب من الامارة استجواب النساء واولياء الامور كلا على حدة عن سبب قيامهم بذلك ودوافعهم وهل للاولياء الامور علاقة او تحريض او علم .

في الساعة الرابعة بعد منتصف الليل اخلي سبيل الجميع بعد اخذ تعهدات عليهم جميعا بعدم قيادة السيارات من قبل النساء .

لاحقا وبعد حوالي الاسبوع تم استدعاء اولياء الامور الى قصر امير منطقة الرياض الامير سلمان بن عبدالعزيز الذي تناقش معهم وديا , الا انه ابدى امتعاضا من الطريقة والتوقيت الذي اختارنه السيدات في وقت كانت فيه الدولة تحت مجهر الاعلام الغربي , وكان للامير وجهة نظر ترى ان المجتمع السعودي لم يستوعب او يتقبل الفكرة حتى الان (1990 ميلاديا انذاك ) . وبعدها قرأ عليهم فتوى الشيخ عبدالعزيز بن باز ( قبل وفاته رحمه الله ) الي اصدرها محرما فيها قيادة المرأة للسبارة خوفا من الفتنة . لدى الامير اشتكى الدكتور ماجد المنيف من ممارسة احد ائمة المساجد الذي هاجم عمته على اعتبار انها احدى المشاركات , بينما هي لم تشارك اصلا

لم يتوقف الامر عند ذلك حيث تم استدعاء الجميع نساء واولياء امور الى المباحث العامة التي حققت مع الجميع وباستفاضة هذه المرة . بعدها بفترة وجيزة تم فصل جميع النساء المشاركات في القيادة من اعمالهن والطالبات من الجامعة ( رجعن بعد فصل كامل مرة اخرى ) ومنعت جميع النساء واولياء امورهم ( الذين كقلوهم في مركز الشرطة ) من السفر خارج المملكة .

الا ان حظر السفر الغي بعد عام كامل , اما النساء اللاتي فقدن اعمالهن فقد اعيدوا بعد ثلاث سنوات مع تعويض عنهن وكذلك بنفس مزاياهم المادية الاولى وذلك بعد ان قابل الملك فهد اربعة من الاكاديميات السعوديات المشاركات في القيادة وبوجود حرم الملك الجوهرة الابراهيم . حيث استمع رحمه الله لمعاناتهن بكل اهتمام وعطف ابوي وعمد المسؤولين بارجاعهن للعمل كما اسلفنا .

وكانت الفكرة برمتها قد طرأت عندما اجتمعت خمس من النساء في منزل احداهن وتناقشوا كالعادة في حقوقهن في هذا المجتمع الذكوري ومنها قيادة المرأة للسيارة التي لا يوجد نص يمنعها عنه في السعودية . اتفقت السيدات على اجتماع موسع اخر لمناقشة احياء هذا الحق . وفعلا وقبل يومين من القيادة اجتمع عدد كبير من النساء في منزل اخر تم فيه الاتفاق على صيغة خطاب لامير الرياض لاخذ السماح بالقيادة الرمزية , الا ان الخطاب وصل متأخرا للامير, والنساء قد حددوا موعدا مبكرا للانطلاق . معظمهن كان يعلم بخطورة المغامرة الا انهن اعتمدن على دعم ازواجهن الذين ايدوا الفكرة وبقوة .

من جانب اخر وبعد انتهاء التحقيقات تسربت اسماء السيدات المشاركات واسماء اولياء امورهن واعمالهم وارقام هواتفهم المنزلية ووصلت الى المتطرفين الذين شنوا حربا ضروسا لا تبقي ولا تذر سواء بالمنشورات او باشرطة التسجيل او على منابر المساجد . وكان ديدنهم هو الكذب والتشويه والافتراء والتهديد , بل وصل الامر بالاتصالات الهاتفية التي تهدد بالشتم والويل والثبور وعظائم الامور والقذف ونحوه من اخلاقيات لا يقبلها الاسلام وهو منها براء .

منذ تلك المسيرة المنيرة وحتى يومنا هذا لا تزال المرأة السعودية محرومة من حق لها دونما اي مبرر شرعي او قانوني او اخلاقي بل ان سلبيات هذا المنع تطغى بقوة على حياة مجتمعنا كله .

اؤمن ايمانا مطلقا ان النسبة الغالبة من المجتمع لا تؤيد هذا الحق للمرأة ولكن ياترى هل كل الانظمة المقرة حاليا تملك موافقة الاغلبية ؟

اذا سلمنا بهذه النظرية فأننا سنلغي البنوك والمدارس والمستشفيات والاسواق الكبيرة والسفارات ونعود مرة اخرى لنظام القبيلة ويافليحان صب الشاي .....وش عندك ياضريمان



#احمد_الحناكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واتفق العواجي مع الفقيه
- فتوى آية الله مسفري
- إهانة من بروليتاري
- سفير لجميع المهمات
- مسلسل إهانة المراة
- الشخصية السعودية
- لا اكذب ولكن أتجمل


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - احمد الحناكي - مسيرة 6 نوفمبر رسالة وليست مظاهرة ..اهداء الى كل نساء الوطن