أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور العلوي - قراءة في رواية -أنا لست شتيلر - للكاتب السويسري -ماكس فريش-














المزيد.....

قراءة في رواية -أنا لست شتيلر - للكاتب السويسري -ماكس فريش-


نور العلوي

الحوار المتمدن-العدد: 7715 - 2023 / 8 / 26 - 19:43
المحور: الادب والفن
    


"أنا لست شتيلر !"
يعترضنا هذا النفي الصريح و الصارخ إثر قراءتنا الأولى للعنوان , نفي يبعث فينا الشك بما يخفيه هذا المدعو "شتيلر"
ربما يتولد لنا انطباع من الوهلة الأولى أن هناك خللا ما ، بل نعتقد بأننا إزاء كيان نفسي معقد ، أو بالأحرى أمام مجرم هارب . و ما كان ذنبه سوى الهروب من ذاته !
" أنا لست شتيلر! "
هكذا يضعنا ماكس فريش مباشرة أمام أزمة حادة للهوية . كيف لصدى هذه العبارة أن تعلو في ذاكرتنا و أنفسنا حتى تطغى على كل شيء ؟ و أين لشتيلر بهذه الجرأة و الحنكة للهروب من ذاته !
هذه القوة التي انبجست فجأة و جعلته يتمرد على ماكانت عليه نفسه و على ما يجب أن تكون .و لمن المرجح أن شخص فريش ليس بمهووس بذاته فحسب ، و إنما من البين أنه تمركز عال قد يصل غالبا إلى درجة التهكم ، حيث تكون "الأنا" هي مركز السيطرة و ما الآخر إلا موضوعا هامشيا لا يلقى اليه بعين الاعتبار .
يا الهي يا شتيلر !
هل بلغنا تلك النقطة المميتة ، حيث " لا يعني مزيد من الجهد سوى تمزيق للذات " ؟
آنذاك ، عقد كل منا العزم على فقدان ذاته ، عن إرادة محضة و ليس عنوة . عسانا نجد أنفسنا في كيان آخر . أو ربما نكون لا أحد ! و كأننا وجدنا في هذا التجرد حلا للغزنا العويص حول الذات و هذا هو يقيننا الثابت . يالها من مهمة سيزيفية ! لأننا ، يا عزيزي شتيلر , لا يمكننا تحديد مالذي نعرفه " أو نعتقد بأن نعرفه " عن ذواتنا . فالحياة ، أمواج عتية تصفقنا بكل مرة بحقائق نجهلها .
فأليس من المربك إزاحة ذواتنا كليا بإعتبارها عرضا هامشيا ينم عن حالة من النفور و عدم الرضاء ؟
ألم يأتي الأجل لتجاوز سؤال " ماذا لو ؟" نحو جواب " كن فيكون" ؟
إبان قراءتي للرواية , راودني شيء من الحنين اليائس إلى ذاتي، ذلك البرعم الواعد التي أردته سنين عزاف هشيما تناثر في كل مكان ، هذا " الشتيلر " لا ينفك يقدح شعورا كامنا في أعماقنا , ذلك الشعور الذي نعقد معه علاقة مرئية و لامرئية في الآن ذاته و لا نخوض فيها .دائما ما يتحين فرصة ليطرق صدعا قد غاب ( أو غييب ) عن الوعي الإنساني و التي نرفض غالبا رفضا قاطعا مواجهتها .
ملاحظة : قد أثارت فيا الفلسفة التي حملها شتيلر كل بوادر الدهشة و الانفعال ، و كأنها هشيم تسري فيه النار . فأسهبت ، على نحو ما ، في التطرق إليها, و إن كان لا بد أن نشير الى الأبعاد الأخرى التي كانت بمثابة وطيد راسخ لهذا العمل الأدبي ، نذكر في هذا الصدد العلاقات الشائكة بين مختلف شخصيات الرواية و التي كانت مادة صلدة تشكل تحد للعوائق بغية المضي قدما. فما من شك أن ماكس فريش قد نجح _ بلا منازع _في كشف دواخل شخصياته عبر زوايا عدة . كعلاقة بطلنا شتيلر "بيوليكا الجميلة" و التي تثير فينا نوعا من الاستنكار و الريبة ، تلك المعادلة المستعصية حيث "كل منهما يحتاج إلى الآخر بدافع من الخوف "
فيما يتعدى ذلك , "شتيلر " رواية تتحدث بلسان الفن و مشقة الفنان .
"شتيلر" معمعة، سجال، حرب ضروس تجاه الذات و العالم .
"شتيلر" انسان بطبعه !



#نور_العلوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في رواية - أنا لست شتيلر- ، للكاتب السويسري -ماكس فريش ...
- ذات حب
- تخاريف الإعجاز العلمي
- آيات قرآنية لا معنى لها - سورة النور نموذجا ؟
- مشاكل القرآن في رباعيات 4 - الرباعية الرابعة 1/2
- مشاكل القرآن في رباعيات 3 - الرباعية الثالثة
- مشاكل القرآن في رباعيات 2 - الرباعية الثانية
- مشاكل القرآن في رباعيات - الرباعية الأولى
- القرآن أساطير الأولين - مَثَل إنجيلي مسروق وقصة إبراهيم المح ...
- التشريع المزاجي في القرآن - الآية 66_67 سورة النحل كمثال !
- دراسة نقدية سباعية لبعض آيات القرآن
- أسطورة خروج المني من صلب الرجل وجذورها التارخية


المزيد.....




- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور العلوي - قراءة في رواية -أنا لست شتيلر - للكاتب السويسري -ماكس فريش-