أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لي فيلبس - فيلم أوبنهايمر لنولان يكشف عظمة ورعب الحداثة















المزيد.....



فيلم أوبنهايمر لنولان يكشف عظمة ورعب الحداثة


لي فيلبس

الحوار المتمدن-العدد: 7713 - 2023 / 8 / 24 - 10:10
المحور: الادب والفن
    


الكاتب لي فيلبس المترجم علي أحمد

يستكشف فيلم أوبنهايمر بشكل مثير الأبعاد المتناقضة للحداثة. فالفيلم يستقصي الرعب المحتمل لتطور التكنولوجيا جنباً إلى جنب مع ذروة الإنجازات البشرية المثيرة. فقد كتب الشاعر الفرنسي والاشتراكي تشارلز بيغي في عام 1913 عشية الحرب العالمية الأولى : “تغير العالم منذ زمن المسيح كان أقل مما حدث في السنوات الثلاثين الماضية”.

ففي غضون ثلاثة عقود أو نحو ذلك، أضاء توماس إديسون الليل بمصباحه المتوهج بعد أن كانت الشموع باهظة الثمن أو زيت الحوت أو الغاز هي وحدها التي تثقب الظلام. وعند إختراعه للفونوغراف، وصف الناقد الفني الراحل روبرت هيوز في وثائقيته الكاسحة صدمة الجديد عن تاريخ الحداثة في الفن هذا الأختراع بإنه “الامتداد الأكثر جذرية للذاكرة الثقافية منذ الكتاب المطبوع.” ليس هذا وحسب فقد قدم لنا الأخوان لوميير كاميرا السينما وجولييمو ماركوني التلغراف اللاسلكي أو ما أصبح يعرف بالراديو وإتيان لينوار ونيكولاس أوتو محرك الأحتراق الداخلي (المستخدم في السيارات-المترجم) وكذلك رودولف ديزل الذي قدم نسخته لهذا المحرك والذي لازال يحمل إسمه. أضف الى ذلك، إكتشاف ماري كوري للنشاط الإشعاعي وبسترة لويس باستور التي أدت الى إكتشاف الفيروسات وإثباتات روبرت كوخ على نظرية جرثومة المرض. وكذلك عملية الأنتاج الصناعي للأمونيا التي قام بها فريتز هابر وكارل بوش والتي حرفيا كونت الخبز من الهواء “Brot aus Luft” لتستمر بعدها في إطعام الملايين (الأمونيا تستخدم كمادة خام وسيطة لصناعة الأسمدة الزراعية كاليوريا والأسمدة الفوسفاتية والتي ساهمت في توسيع الرقعة الزراعية-المترجم) ومعجزة الطيران التي حلم بها جنسنا منذ أساطير ديدالوس وإيكاروس، أصبحت حقيقة بفضل الأخوان رايت.

في فترة قصيرة لا تصدق تم أيضا إختراع الهاتف وأول بطارية وأول بلاستيك والمكنسة الكهربائية والتبريد والجرار وأقلام الحبر المائية والجافة وحتى ورق التواليت وحمالات الصدر والعديد من الأختراعات والاكتشافات التي غيرت وجه البشرية-أو على الأقل لعدد معين من البشر. إن رهبة بيغي لما حدث في ثلاثة عقود فقط، نجد صداها عند ماركس وتعجبه على ما أطلقته الرأسمالية بحلول 1848. لكن في بعض الأحيان ننسى أن البيان الشيوعي لم ينتقد النظام الأقتصادي فقط بل أشاد بالقدرات الثورية لهذا النظام وذكر حسناتها بموضوعية:
“البرجوازية” هي أول من أظهر ما يمكن أن يحققه النشاط الإنساني. لقد حققت إنجازات تفوق بكثير عجائب الاهرامات المصرية والكاتدرائيات القوطية وأطلقت حملات إستكشافية فاقت هجرات الأمم السابقة والحملات الصليبية.

قدم روبرت هيوز في سلسلة وثائقياته الحجة المقنعة بإن هذه الزيادة المذهلة والغير مسبوقة في معدل التقدم أعطت إحساساً واسع النطاق بنظام جديد للأشياء –”تغيير في رؤية الإنسان لنفسه والعالم”-وهو ما دفع بخروج الفن الحديث. لم تكن فقط التقنيات الجديدة مثل التصوير الفوتوغرافي والسينما هي التي أنتجت أشكالا جديدة من الفن، لكن أيضا سعى الرسامون والنحاتون والمهندسون المعماريون والملحنون ومصمموا الرقصات والكتاب إلى إنتاج تقنيات وأساليب جديدة تعبر عن هذا التسارع وتتطابق معه.

لكن الشاعر بيغي سرعان ما سيواجه وجه جانوس للحداثة (المقصود بذلك الوجه الأخر للحداثة، جانوس إله روماني ذو وجهين يرمز للبدايات والنهايات-المترجم). ففي نفس الفترة من العلوم والاكتشافات العظيمة، أبتكر الفريد نوبل أيضا متفجرات عسكرية ومفجر وغطاء التفجير. وشهد العام 1904 ولادة المدفع الرشاش وظهور الدبابة في العام 1912. لم تدخل الأمونيا والنترات المصنعة بعملية هابر بوش في الأنتاج الضخم للأسمدة فقط ولكنها ايضا دخلت في صناعة الذخائر. وبالكاد بعد شهر واحد من الحرب العالمية الأولى سيتلقى الشاعر بيغي الذي دخل المشاة الفرنسية كملازم طلقة في جبهته.

في حين أن أهوال الحرب العالمية الأولى ستدفع البعض إلى تراجع مضاد للتنوير هربا من “الظلام والمطاحن الشيطانية” للرأسمالية الصناعية، أصبح آخرون – بما في ذلك عدد كبير من الفنانين والعلماء – أكثر اقتناعا بأهوال الحروب ونتائجها مع الثورة الروسية وما أطلق عليه الماركسيون “قوى إنتاج مجهدة من الأغلال المفروضة عليهم” بسبب علاقات إنتاج بالية. هذه القوة الصناعية العظيمة للحداثة يمكن أن تُكلف بالدمار الشامل، أو يمكن وضعها في خدمة عالم جديد من الحرية غير المحدودة. هذه هي اللحظة التي عرْفَ فيها لينين الشيوعية بأنها “السلطة السوفيتية زائد كهربة البلاد بأكملها”. وبحلول نهاية العقد التالي، لم يضف إنهيار وول ستريت والكساد العظيم إلا إلى الاقتناع الواسع النطاق بأن الرأسمالية كانت في مراحلها الأخيرة.

“أن تاريخ العلوم في أوائل القرن العشرين مليءٌ بالإشتراكيين”

أكثر من أي وقت مضى، ظهر البوهيميين والفنانين المتحررين الذين كانوا في نفس الوقت راديكاليين سياسيين أو متعاطفين مع مثل هذه الراديكالية في عديد من أعمال الروائيون والكتاب المسرحيون وصانعو الأفلام والعكس بالعكس: فالاشتراكيون والنقابيون كانوا في نفس الوقت شعراء محدثون وكتاب مسرح وملحنون، أو الذين رأوا آمالهم السياسية الكبرى معبرة في الفن الجديد.

وفي هذه الصورة النمطية عن سكان بوهيميا، نجد كل العلماء والمهندسين في ذلك الوقت من الراديكاليين أيضًا، وليسوا أقل غراماً بالفن الجديد. لم يكن كل الفنانين راديكاليين ولا كل العلماء أيضاً، لكن أي تاريخ للعلوم في أوائل القرن العشرين مليء بالاشتراكيين ورفاقهم المتعاطفين في وقت أو آخر مع مثل هذه الأفكار: عالم الرياضيات (والفيلسوف) برتراند راسل والكيميائي لينوس بولينج ورائد علم البلورات جي دي بيرنال وعالم الأحياء التطوري ج.ب.س هالدين، والفيزيائيين ألبرت أينشتاين وبول ديراك وماكس بورن وديفيد بوم وج.روبرت أوبنهايمر وغيرهم الكثير. لا تكاد توجد سيرة ذاتية في ذلك الوقت للعلماء العظماء من دون فهرس يقطر إشارات إلى الاشتراكية أو الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة (CPUSA) أو يقف على جناح اليسار.

اليوم ، الفصل ربما يكون بين العلم والفن أو بين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ((STEM والإنسانية أوسع مما كانت عليه عندما سخر من الهوة الناشئة بين الثقافتين الفيزيائي والروائي سي.بي. سنو في 1959. الكثير الآن من الليبراليين والإشتركيين الراديكاليين لديهم شك دائم من التكنولوجيا ويحذرون مرارًا وتكرارًا من الغطرسة المزعومة للعلم. إن مجاز العالم المجنون في السينما والأدب والموسيقى أصبح واسع الأنتشار.

لذلك يبدو من الغريب أنه في يوم من الأيام كانت تلك الفترة بطولية، عندما كانت هناك وحدة بين العلوم والفنون والسياسة التقدمية، كان ينظر إلى كل منها من قبل المشاركين فيها على أنها جزء أساسي من نفس المشروع: التحرر البشري.

نحن بحاجة إلى تذكيرنا بهذه البهجة، بهذا الشعور الجماعي متعدد التخصصات، الذي شعر به الكثير في هذه الفترة قبل خيبة الأمل من الحداثة التي ستبدأ لاحقًا، بشكل مفهوم، أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية مباشرة. أظهر فهمنا لمدى الإبادة الجماعية التي صنعها النازيون أن شرًا فريدًا تاريخيًا لم يكن من الممكن حدوثه بهذا الحجم قبل الحداثة. أدى حسابنا لحقيقة الاتحاد السوفيتي لستالين إلى استنتاج مفاده أن اليوتوبيا تؤدي حتماً إلى الإبادة.

إن أهوال الحداثة الآن هي تقريباً مجرد خلفية تاريخية أخلاقية لنا جميعًا. أولئك الذين عاشوا طوال تلك الرحلة ماتوا في الغالب. اليوم، ندرك الخطر ونتجاهله في نفس الوقت وفقط قلة قليلة من الناس يتساءلون عما إذا كان من الممكن استعادة الوعد التحرري بالحداثة والحفاظ عليه.

ج.روبرت أوبنهايمر: الحداثة المتجسدة
يصل إلى هذا المشهد المرتبك فيلم كريستوفر نولان المذهل، أوبنهايمر، المقتبس من سيرة كاي بيرد ومارتن شيروين بروميثيوس الأمريكي. ربما لا يوجد شخصية أخرى في تاريخ القرن العشرين تمثل بشكل أفضل وحدة الحداثة، وهذا القوس من بهجة الحداثة إلى خيبة الأمل، مثل جوليوس روبرت أوبنهايمر: الشاعر ورفيق المسيرة الشيوعي وأب القنبلة الذرية الذي تركته محاولات تجاوز مفارقة الحداثة بالضغط من أجل تدويل التنمية السلمية للطاقة النووية وضد انتشار الأسلحة النووية أحد أشهر ضحايا المكارثية والتي انتهت بتدميره مهنيا.

يبدأ الفيلم بأيام أوبنهايمر عندما كان طالباً في كامبريدج في 1920. وفي مونتاج رائع، نرى بطلنا في متحف يحدق في لوحة بيكاسو امرأة جالسة مكتوفة الذراعين، ثم وهو يستمع إلى إيغور سترافينسكي ويقرأ تي إس. إليوت الأرض القاحلة. يجد أوبنهايمر الشاب، الذي يلعب دوره كيليان ميرفي، نفسه “معذبا برؤى عالم خفي” ينتج عن علوم جديدة تزعزع المفاهيم وتقلب الفيزياء الكلاسيكية لنيوتن وأينشتاين (الذي فعلت نظريته النسبية ما يكفي من الأهتزازات) وتترك حتمية فهم الكون مشوشة.

بدلا من عرض مزعج يحاول شرح عالم الكم للجمهور، يقدم نولان بعضا من أكثر أفلامه البصرية تجريبياً حتى الآن – معربا عن الدوار الفكري لأوبنهايمر بتموجات قطرات المطر في البرك واهتزازات الضوء والنجوم المتفجرة والمحاضرة. ثم يأخذنا بقية الفصل الأول من خلال مشاهد تستكشف أبحاث أوبنهايمر المبكرة؛ وجهوده لتوحيد زملائه؛ وحفلات العشاء والصالونات مع الليبراليين والاشتراكيين والشيوعيين وغيرهم من “المناهضين للفاشية المبكرة” والمكرسين لجمع التبرعات للدفاع عن الجمهورية الإسبانية المحاصرة؛ وفي اللامبالاة للعديد من هؤلاء التقدميين بجنسية معتقدات بيكاسو وإليوت وسترافينسكي وبور وماركس – أو بشكل أكثر دقة، الفن والأدب والموسيقى والعلوم والاشتراكية – كلها لها نفس المفهوم الراديكالي والثوري لهذا الحشد.

هذه ليست مجرد قراءة مزيفة فرضت من أحدث أفلام نولان الرائجة. ففي مقابلة أجريت مؤخرا في نشرة العلماء الذريين، يشرح المدير انجذابه إلى الموضوع بهذه المصطلحات بالضبط:
أنت تتعامل مع أشخاص انخرطوا في إعادة تقييم ثوري لقوانين الكون، تماما كما انخرط بيكاسو والفنانون الآخرون في إعادة تقييم ثوري للفن الجمالي والتمثيل البصري، تماما كما تعلمون، كان سترافينسكي هناك يكتب كل موسيقاه، وكذلك أيضا ماركس والشيوعيون – أي الانتقال من ماركس، الى شيوعيي عشرينيات القرن العشرين والثورة الروسية. أعني، أنت حرفيا تعيد كتابة جميع جوانب القواعد التي نعيش بها، والفيزياء هي الأكثر راديكالية من أي منها.

يتابع نولان: “إنه نوع من الوقت المذهل”. وبعد ذلك، بالطبع، “عندما تبدأ في البحث والنظر إلى دراما قصته وأين ذهبت بعد ذلك، وكيف أنتهى هذا الحماس الثوري بالفعل – تجده أنتهى عندما وصل العديد من الثورات الى مكان فظيع جدا.”

ثورة تكافؤ الكتلة-الطاقة لأينشتاين
بقدر ما ينحني العقل الى ميكانيكا الكم، ليس الأمر كما لو أن النسبية هي نزهة في الحديقة أيضا. نشر أينشتاين فرضيتين لنظريته النسبية الخاصة في عام 1905. من هذه، إلى جانب القوانين الفيزيائية الأخرى، خرج بمعادلة E = mc2، معادلته الشهيرة المعروفة بـ تكافؤ الكتلة والطاقة.

إنها فكرة مدهشة أن الكتلة والطاقة هما نفس الشيء. المعادلة مخيفة ولكنها ليست بهذه التعقيد. ومع ذلك، فإن تداعياتها هائلة. تنص المعادلة على أن الطاقة الموجودة في جسم ما تساوي كتلته مضروبة في مربع سرعة الضوء (299,792,458 متر في الثانية، مضروبة في نفسها). ينتج عن ذلك رقم هائل حتى بالنسبة لكمية صغيرة من الكتلة. على سبيل المثال، سنجد أن كتلة مقدارها كيلوجرام واحد (حوالي 2.2 رطل) في مسألة من كتاب مدرسي ستعطي من حيث المبدأ رقما خجولاً يصل الى 25 مليار كيلووات ساعة من الطاقة.

ومع ذلك، في البداية، لم يكن هناك سوى جهد قليل لإنتاج أي تطبيق لمفهوم تكافؤ الكتلة والطاقة. لا يمكن أن يكون هناك أي تطبيق فمن المؤكد أن فيزيائيين آخرين قبلوا تكافؤ الكتلة والطاقة، ولكن لم يكن لدى أي أحد منهم شيء آخر غير تلميحات حول كيفية الاستفادة من هذه الطاقة الهائلة “المجمدة” في المادة. منذ أن عمل هنري بيكريل وماري كوري في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر على الراديوم واليورانيوم، والمعادن التي أنتجت الإشعاع في ظروف غامضة لعدة أشهر متتالية دون أي فقدان ظاهر للكتلة، كان من المعروف بالتأكيد أن الاضمحلال الذري حدث، ولكن هذه كانت عملية عشوائية وسلبية. كان لا يبدو أن من الممكن التحكم في مثل هذه الطاقة. ومع ذلك، كانت عواقب كثافة هذه الطاقة المذهلة واضحة للعيان: مصدر طاقة إذا تم الوصول إليه بطريقة أو بأخرى فإنه سيتجاوز بسهولة كثافة الطاقة المنتجة من الفحم أو النفط أو الغاز أو يمكن استخدامها في إنتاج قنبلة ذات قوة تدميرية عالية.

لكن بحلول أواخر عشرينيات القرن العشرين حين كان أينشتاين ونيلز بوهر وغيرهم من الفيزيائيين النظريين يناقشون بشراسة معنى ميكانيكا الكم، أخذ الفيزيائيون التجريبيون كرة الذرة وركضوا بها. وصف الفيزيائي الأمريكي موراي جيلمان ميكانيكا الكم لاحقا بأنها “هذا الانضباط الغامض والمربك الذي لا يفهمه أي منا حقا، ولكننا نعرف كيفية استخدامه”. ثم حل التجريبيين المشكلة تلو الأخرى على المستوى الذري، وكانوا ينتقلون بسرعة إلى النواة مع اكتشاف جيمس تشادويك للنيترونات وجهد إنريكو فيرمي لاستكشاف تأثير النيوترونات على النواة.

سيكون وعظاً لأقصى الحدود أن حاول نولان بفيلمه تقديم التاريخ بأكمله. إنه فيلم درامي، وليس وثائقي. ومع ذلك كان هناك ثلاثة جوانب رئيسية للتجربة العلمية بشكل عام في هذه الفترة على وجه الخصوص، تمكن نولان فيها بطريقة أو بأخرى بشكل درامي من دمج مواد علمية شديدة الكثافة ومع شيء من مزاجه على الأقل للوصول إلى جمهور غير علمي في المقام الأول.

الجانب الأول هو الإيقاع الهائل لاكتشاف العصر، والشعور بفتح أسرار عظيمة. كتب أينشتاين لاحقا كيف كانت تلك الفترة تشبه طفل صغير يتجول في مكتبة واسعة مليئة بالكتب المكتوبة بعشرات اللغات: “يلاحظ الطفل طريقة محددة في ترتيب الكتب، ترتيب غامض، لا يفهمه ولكن يشتبه فيه بشكل خافت فقط”.

“لا يمكنك تجنيد أفضل العقول في الفيزياء الراديكالية دون تجنيد بعض الراديكاليين أيضا.”

الجانب الثاني هو التنافس الودي (وأحيانا غير الودود) بين المنظرين والتجريبيين. قال التجريبي العظيم إرنست رذرفورد عن المنظرين إنهم “يلعبون الألعاب برموزهم، لكننا ننتج الحقائق الفعلية عن الطبيعة”. في كثير من الأحيان، كما يقول التجريبيون، يدعي المنظرون مجد الاكتشاف، عندما يكون الأول هو الذي ينفذ التحقق. في الفيلم، يتم التعبير عن هذا التنافس في خلط بين الجد والمزاح من خلال منظر نولان في الفيلم أوبنهايمر والتجريبي إرنست لورانس (الذي يمثل دوره جوش هارتنيت).

هذا التوتر بين المنظرين والتجريبيين هو مفتاح التطور الرئيسي للحبكة الدرامية: تلميذ أوبنهايمر، التجريبي لويس ألفاريز (الذي يمثل دوره أليكس وولف)، يركض بحماس إلى الفصل واصفا كيف قرأ للتو في الصحيفة أن أوتو هان وفريتز ستراسمان في ألمانيا النازية قد حققا انشطار نووياً لليورانيوم – حلم ليو زيلارد وفيرمي (عالمين فيزيائيين إيطالي ومجري طالبا بضرورة البدء ببناء القنبلة الذرية قبل ألمانيا النازية-المترجم). في الفيلم، يتوجه أوبنهايمر المنظر مباشرة إلى السبورة ومن خلال سلسلة من الحسابات يظهر لألفاريز أن النظرية توضح أن هذا مستحيل تماما.

لذلك يعود ألفاريز إلى المختبر ويكرر بنجاح تجربة هان وستراسمان وفي غضون دقائق، يقتنع أوبنهايمر. إنها لحظة من الفكاهة الخفيفة حيث يظهر التجريبيون “العقل العملي” تغلبهم على منظري “أحلام اليقظة”، ولكنها لحظة أيضا تطلق بسلاسة الفصل الثاني من الفيلم، السباق على مدار الساعة لتطوير القنبلة الذرية قبل النازيين.

العلوم الكبرى
لم يتم الإشارة إلا قليلا الى ذلك في تغطية فيلم نولان، ولكن المخرج تمكن بحبكة درامية من أن يظهر كيف تم أعادة تنظيم العلوم بشكل جذري خلال هذه الفترة من نشاط يحدث حصريا في المختبرات والفصول الدراسية الصغيرة – وفي بعض المختبرات ليست أكبر بكثير من خزائن الأوراق، ونفذتها مجموعة من شخصين أو ثلاثة أو ربما ستة أو سبعة أشخاص على الأكثر – إلى مسعى امتدت المشاريع فيه وتداخلت عبر القارات وبعدها إلى العالم.

مهندس الاندماج النووي المعاصر وكاتب Substack الشهير أندرو كوت لاحظ أن مسرع جسيمات السيكلوترون لإرنست لورانس الذي تم بناؤه من عام 1929 إلى عام 1930 يمكن أن يجلس بشكل مريح في يدك، في حين أن الثاني في بيركلي يناسب أكبر مبنى فيزياء آنذاك في أمريكا ويمتد فقط إلى سبعة وعشرين بوصة فقط. بينما اليوم، تضم مصادم الهادرونات الكبيرة (LHC) خارج جنيف، سويسرا، أكبر مسرع للجسيمات في العالم، وهي حلقة من المغناطيس فائقة التوصيل بطول سبعة وعشرين كيلومترا (16.7 ميلا). تم بناء LHC من قبل المنظمة الأوروبية للبحوث النووية (CERN)، وهي موطن لأكثر من عشرة آلاف عالم تتعاون مع مئات الجامعات والمختبرات الموجودة في أكثر من مئة بلد. ويسمي هذا “العلم على نطاق الحضارة” بينما يطلق عليه المؤرخون العلوم الكبرى، وهو تطور كان مدفوعا لأول مرة بمشروع مانهاتن الذي في ذروته، وظف ما يقرب من 130000 شخص وشارك فيه أكثر من 600000 شخص، ووصل تمويله إلى 1٪ من الإنفاق الفيدرالي، أو 0.4٪ من الناتج المحلي الإجمالي. (وصل برنامج أبولو بعد عقدين إلى 2.2٪ من النفقات الفيدرالية).

اليوم، تعد الولايات المتحدة موطنا لسبعة عشر مختبرا وطنيا، كل منها، كما يلاحظ كوت، بحجم مدينة صغيرة وموطن لآلاف العلماء والمهندسين يحققون في أقصى ما وصل إليه العقل من فرضيات. “بدون مختبرات وطنية، لا تحصل على أشياء مثل الإنترنت، وتخزين الليزر للقراءة والكتابة، والتسلسل الجينومي، والنموذج القياسي للفيزياء، والحواسيب العملاقة، والسبائك الجديدة المستخدمة في الرحلات الفضائية والسيارات، وكاثودات البطاريات من الجيل التالي. هذا الإرث الفكري الهائل.”

لم يكن أي من هذا ممكناً لولا المخطط الذي صاغه أوبنهايمر، الذي قاد الفريق في لوس ألاموس، والمهندس العميد ليزلي غروفز (الذي مثل دوره مات ديمون)، الذي أدار مشروع مانهاتن ككل (بما في ذلك مواقع أخرى في أوك ريدج وهانفورد). مرة أخرى، تمكن نولان من تحويل قصة من المحتمل أن تكون جافة عن إدارة التكنولوجيا، وبناء مؤسسة عامة جديدة واسعة، وتوظيف العلماء، إلى إثارة سياسية. ديمون الذي مثل دور غروفز، كان محق تماما عندما قال إن مشروع مانهاتن هو، في الواقع “أهم شيء لعين يحدث على الإطلاق في تاريخ العالم!”.

من خلال تقديم وحدة عوالم الحداثة الثلاثة في الفصل الأول – الفن الجديد والسياسة الجديدة والعلوم والتكنولوجيا الجديدة – يسهل نولان على الجمهور المعاصر فهم كيف يمكن لرجل عسكري محافظ مثل غروفز أن يكون مرتاحاً ليس فقط مع شيوعي متعاطف مثل أوبنهايمر، ولكن أيضا تجنيد العشرات من العلماء الآخرين الذين لم يكونوا مجرد متعاطفين، ولكن من المعروف أنهم أعضاء في الحزب الشيوعي الأمريكي CPUSA ويحملون بطاقة عضويته. كانت الاشتراكية في هواء العالم الحديث فلا يمكنك تجنيد أفضل العقول في الفيزياء الراديكالية دون تجنيد بعض الراديكاليين أيضاً.

يوضح نولان أيضا كيف كانت هذه المعضلة ممكنة سياسياً – كيف يمكن للعديد من اليساريين وضع أنفسهم في خدمة إنشاء سلاح دمار شامل ستستخدمه الدولة الأمريكية. إلى جانب صداقة بطل الرواية المهنية مع غروفز، يوجد في قلب الفيلم صداقة اثنين من يهود نيويورك، أوبنهايمر والفيزيائي الأمريكي البولندي الحائز على جائزة نوبل إيزيدور رابي (الذي يقوم بدوره ديفيد كرومولز). عندما يحاول أوبي تجنيد رابي في لوس ألاموس، يرفض رابي، قائلا: “عندما تسقط القنبلة، ستسقط على العادل والظالم. لا أتمنى أن تكون ذروة ثلاثة قرون من الفيزياء سلاح دمار شامل”.

بالنسبة إلى أوبنهايمر، فإن الشاغل المهيمن والفوري هو أن هتلر يبيد شعبهم (يقصد اليهود-المترجم) ويطيح بالديمقراطيات في جميع أنحاء أوروبا ومع ذلك، فهو لا يختلف تماما مع موقف صديقه. واختتم حديثه قائلا: “لا أعرف ما إذا كان من الممكن الوثوق بنا بمثل هذا السلاح، لكنني أعلم أننا لا نستطيع الوثوق بالنازيين”.

لا يجادل الفيلم كثيرا بأن أوبنهايمر موقفه أصح هنا – الشخص الذي اتخذ “الخيار الصعب، ولكن الضروري”؛ بدلا من ذلك، يقبل الفيلم أن كلا الموقفين، على الرغم من استبعادهما المتبادل، يمكن أن يكونا صحيحين. ربما يقول نولان إنه لا توجد إجابة سهلة في هذا الوضع المستحيل. لكن ربما لا تزال وجهة نظر نولان في هذه المرحلة من الفيلم غامضة إلى حد كبير.

ولكن بالتأكيد لا يوجد أي تأييد للقصف أيضاً فبعد الإعلان عن نجاح القصفين (على ناجازاكي وهيروشيما-المترجم)، نشاهد كل من النشوة والغثيان لعلماء لوس ألاموس. أوبنهايمر يتباهى بثقة، وفخر بما حققه، لكنه مذعور أيضاً. لا نرى أي صور ل 225000 شخص – معظمهم من المدنيين – الذين قتلوا في هيروشيما وناجازاكي وبدلا من ذلك، يرى أوبنهايمر لحم أحد زملائه يتقرح بعيدا في انفجار متخيل. يتم الشعور بهذه التناقضات من المشاعر في وقت واحد، لقطة عظمة الحداثة ورعبها على وجه شبح كيليان ميرفي (الممثل الذي أدى دور أوبنهايمر-المترجم).

لا أتمنى أن تكون ذروة ثلاثة قرون من الفيزياء سلاح دمار شامل.

ولكن، حتى لو كان الراديكاليون في الفيلم هم الذين كان لديهم الشكوك الأولى، فسيكون من الخطأ الاعتقاد بأن اليمين السياسي هو الذي وافق على التفجير واليسار فقط الذي عارضه. صحيفة الحزب الشيوعي الأمريكي CPUSA، العامل اليومي Daily worker، قالت بعد التفجير أن الحلفاء كانوا محظوظين ببدء الضربات “قبل أن يتمكن العدو من اتخاذ تدابير مضادة”. ومضت الورقة تقول: “لذلك دعونا لا نحيي جهازنا الذري بالارتجاف، ولكن بالبهجة والإعجاب الذي تستحقه عبقرية الإنسان”. ربما، قد يعارض المرء، ويقول ان هذه الكتابات متوقعة من الستالينيين لكن المجلات التقدمية غير ستالينية كالأمة The Nation والجمهورية الجديدة New Republic لم تختلف كثيراً. فقد كتبت محررة الأمة فريدا كيرشوي في ذلك الوقت: “لقد تفوق النجاح المذهل على المعاناة، والذبح بالجملة التي انطوت عليها التجربة”.

نجا القليل من القرن العشرين بشرفهم سليماً، ومن الجدير بالذكر أن الجانب الأكثر تديناً من اليسار-الليبرالي هو أول من وضع علامة استياءه في هيروشيما وناجازاكي. كما أشار المؤرخ بول بولر، وكانت في الواقع الأسبوعية الكاثوليكية الموجهة نحو الإنجيل الاجتماعي (كومونويل Commonweal) ونظيرتها البروتستانتية (القرن المسيحي Christian Century) التي خرجت مباشرة من البوابة وجادلت بأن التفجيرات دمرت الموقف الأخلاقي للأمة في العالم.

الانتشار
مهما كانت الدعوة صعبة لتطوير القنبلة الذرية، فإن العديد من المشاركين في إنشائها حولوا انتباههم بسرعة إلى وقف الانتشار النووي بعد الحرب. لم يكن أوبنهايمر هو الوحيد الذي سعى لذلك فصديقه رابي على سبيل المثال كان راديكالياً على طريقته، بسبب ترينيتي (الاسم الكودي للاختبار النووي الذي قامت به الولايات المتحدة في يوليو 1945 قبل شهر من قصف هيروشيما وناجازاكي-المترجم) وهيروشيما وناجازاكي، وعمل بعد ذلك على منع الانتشار النووي. وفي نهاية حياة الأخير في عام 1988، كان رابي لا يزال يقوم بحملة نشطة، وهذه المرة ضد برنامج حرب النجوم لرونالد ريجان.

لكن أوبنهايمر هو الذي عانى ربما من أكبر سقوط من الجنة بعد عقد من انتهاء الحرب، خلال الفترة المكارثية (هي الفترة بين 1950 و1954 التي تعرض فيها اليسار الأمريكي لاتهامات بالتآمر والخيانة بدون أدلة وتنسب هذه الفترة الى عضو مجلس الشيوخ اليميني جوزيف مكارثي-المترجم)، عندما تم تجريد أوبنهايمر من تصريح الأمن القومي ونتيجة لذلك، تمت إزالته من اللجان الحكومية العليا حين كان يضغط بلا هوادة من أجل الحد من إنتشار الأسلحة النووية وتدويل العلوم والتكنولوجيا الذرية.

يركز الفصل الثالث من الفيلم على هذه الفترة، ومعارك أوبنهايمر الكبرى والصغيرة مع لويس شتراوس (روبرت داوني جونيور في أفضل أداء درامي له منذ شابلن عام 1992)، الرجل الذي دعاه ليصبح مديرا للمعهد المرموق للدراسات المتقدمة في برينستون، والذي جلس إلى جانب أوبنهايمر في اللجنة الاستشارية العامة للجنة الطاقة (AEC وهي وكالة مدنية تم إنشاؤها بعد الحرب لإدارة الطاقة النووية والأسلحة).

في عام 1946، طالب أوبنهايمر الولايات المتحدة بالتخلي عن احتكارها للأسلحة النووية، والكشف عن كل ما تعرفه عن هذا الموضوع إلى الاتحاد السوفيتي، ونقل السيطرة على الأسلحة النووية وكذلك العلوم النووية وتطبيقاتها السلمية إلى سلطة دولية للتنمية الذرية تسيطر فيها على جميع المواد الانشطارية. ترومان قبل الخطة، ولكن اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية لم يثق في واشنطن نظراً إلى أن الخطة شملت على عمليات تفتيش على موارد اليورانيوم السوفيتية، ورأى أنها وسيلة للولايات المتحدة للتمسك باحتكارها النووي ورفضها.

على الرغم من هذه الهزيمة، واصل أوبنهايمر الدفاع عن الحد من الأسلحة الدولية وخاصة ضد تطوير القنبلة الهيدروجينية – وهو سلاح انشطار نووي واندماجي أقوى بنحو ألف مرة من القنابل التي أسقطت على اليابان. خسر أوبنهايمر مرة أخرى، لكن القوات الجوية الأمريكية لن تسامحه.

يتجنب نولان هذه القوى الواسعة التي شاركت في سقوطه وبدلا من ذلك يضيق تركيزه لرواية القصة من خلال الكراهية الشخصية المريرة لشتراوس والطموحات العلمية للفيزيائي المجري إدوارد تيلر (الذي يقوم بدوره بيني سافدي) والذي قضى الكثير من وقته في لوس آَلاموس في تطوير سلاح الاندماج الهيدروجيني. يظهر نولان هنا اهتمامه ليس فقط بالأسئلة المستحيلة للتاريخ، ولكن بمدى إمكانية إشعال اللحظات المحورية في هذا التاريخ بالذات بسبب أخطاء الطموح الشخصي وحتى الهوس العلمي العصابي – وبعبارة أخرى، إنها المادية التاريخية للقوى الاقتصادية والسياسية الكبرى، ومع ذلك مليئة بمراوغة بشر حقيقيين.

لندع الفنانين والعلماء والراديكاليين، يسيرون معاً ذراعاً في ذراع مرة أخرى بثقة لا تتزعزع في وعد الحداثة.

يا له من تطور غريب، إذن، أن بعض النقاد يعتبرون نولان مخرجا محافظاً، “أخر المحافظين Last Tory”، عندما تكون الشخصية المركزية في عمله العظيم هو شيوعي متعاطف وضحية للمكارثية، وقضى جزءا كبيراً كما يبين الفيلم يشارك في تنظيم النقابات، والذي كان ضميره يعذبه لبقية حياته لحجم المسؤولية عما أحدثه عقله، وقام حتى نهاية حياته بتنظيم حملات من أجل حظر الأسلحة النووية. نعم انه أخر المحافظين بالفعل الذي يسير خارج الشاشة في الصفوف الأولى في اعتصام الكتاب المضربين.

ولكن بقدر ما هو مقنع السقوط الدرامي لأوبنهايمر، فإن الفصل الثالث من القصة لا يزال مجرد موقف لما يدور حوله الفيلم على نطاق أوسع بكثير: فشل الحداثة – حتى يومنا هذا – في حل مفارقته الخاصة. ففي عام 2023، لا يزال العالم مهددا ب 12500 رأس حربي نووي، وفقا لاتحاد العلماء الأمريكيين.
دولة الرفاهية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية في الغرب، كان جميع التقدميين يريدون رؤيتها تمتد إلى العالم بأسره ويتم تجديدها في بلادهم بطاقة الوقود الأحفوري، ولكن هذا أصبح الآن يهدد أيضا ازدهار جنسنا، وتوقعات على انتهاء وجودنا ذاته.

فبعد عقود من التقدم التكنولوجي البطيء نسبيا، يبدو أننا ندخل الآن حقبة تحويلية – عبر تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتحرير الجينات والبيولوجيا التركيبية – تشبه عقود الشاعر بيجي، وهي تقنيات تحمل فرصة هائلة للتحرر البشري، ولكنها أيضا لا تخلو من تحد خطير.

هل يمكننا حل لغز الحداثة هذه المرة؟
هناك تلميح مرة أخرى في فيلم نولان عن أن الوعد الأصلي الذي قطعته وحدة العوالم الثلاثة للحداثة في السنوات الأولى من القرن العشرين، بالتحرر غير المحدود من الهيمنة – سواء من قبل البشر الآخرين أو من قبل بقية الطبيعة لم يتم خيانته بقدر ما ترك دون أن يتحقق. ما كان يسعى إليه أوبي ورابي وبقية التقدميين في مجال مكافحة الانتشار بعد الحرب هو المساواة الأممية في الطاقة النووية -في غياب عقائد الحزب الشيوعي الدوجمائية CPUSA – ولكن يبقى الهدف هو حظر الأسلحة النووية.
يجب أن يكون المشروع هو تجريد عظمة الحداثة من أهوالها، وتحقيق المزيد من العجائب التي تفوق بكثير تلك التي قال ماركس إنها تجاوزت أهرامات مصر بكثير، وجعلها متاحة للجميع، بدلا من تخيل التراجع المحتمل للحداثة إلى الأهوال الأكبر التي سبقتها.

لندع الفنانين والعلماء والراديكاليين يسيرون معاً ذراعا في ذراع مرة أخرى، بثقة لا تتزعزع في وعد الحداثة.

– هذا الموضوع مترجم عن مجلة جاكوبين الأمريكية.



#لي_فيلبس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم أوبنهايمر لنولان يكشف عظمة ورعب الحداثة


المزيد.....




- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...
- بالكوفية.. مغن سويدي يتحدى قوانين أشهر مسابقة غناء
- الحكم بالسجن على المخرج الإيراني محمد رسولوف
- نقيب صحفيي مصر: حرية الصحافة هي المخرج من الأزمة التي نعيشها ...
- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لي فيلبس - فيلم أوبنهايمر لنولان يكشف عظمة ورعب الحداثة