قصص نجاح من رحم التحديات.

محمد حجازي البرديني

الحوار المتمدن-العدد: 7710 - 2023 / 8 / 21 - 10:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع ... قرار لا يقبله الوهم ولا العقل ولا الواقع ولا النص ... .
نناشد صانع القرار ( التقويم المدرسي ) مشكورا أن يكون القرار مؤسسيا وليس شخصيا؛ لأن منهجية المؤسسية تتطلب تلمس تحديات واقع الميدان التربوي التعليمي وأن يكون أكثر قربا من حيثياته وتفاصيله بما يخدم المصلحة العامة... فالأجواء الحارة في الغور والعقبة لا تطاق ... حتى التكييف في هذه الأجواء لا يجدي نفعا ... فكيف بحال فلذات أكبادنا في الحجرة الصفية حيث يفتقدون أبجديات البيئة التعلمية التعليمية ( الصحية والنفسية ) وخاصة التكييف والتهوية، حيث بالكاد تجد مروحة بحاجة إلى صيانة أو مكيف يلفظ أنفاسه الأخيرة على سرير الموت، ناهيك عن غيرها من متتالية التحديات المستنسخة في بداية كل عام دراسي جديد، ولكن الوزارة مشكورة لا تأل جهدا - ليل نهار - من خلال غرف العمليات والخط الساخن ممثلة بكوادرها على تذليل كل ما أمكن من التحديات وفق الإمكانيات وتحويل كل تحد إلى فرصة وقصة نجاح، ولكن المجتمع التعليمي التربوي نسبي يفرز بين الفينة والأخرى إيجابيات وتحديات لم تكن بالحسبان حدث ولا حرج ولكن لا يسعفنا المقام ...أتمنى من صاحب القرار الذي يجلس في مكتبه المكيف ويمتطي دابته الفارهة برفقة سائقه ليوصل أولاده من المدارس الدولية إلى فيلاته في المنطقة المخملية؛ أن يتواضع ويزور الغور والعقبة ويحضر حصة صفية سابعة أو أولى في هذه الأجواء الربيعية بمعية ولده ( فوفو ) وسيجد ما يسره من الضيافة الغورية والعقبية كالصيدية وألحان السمسمية وحفلة شواء سمرا في حفاير نخيل شاطئ العقبة أومزارع موز الأغوار الجنوبية في هذه الأجواء الرومانسية منتشيا طربا مع دبكات المجوز و اليرغول والشبابة الغورانية وقطف الملوخية ... ورقصني يا قدع... الطالب محور العملية التدريسية تعلما وتعليما ... وفي سبيل الطالب يضحي المعلم بالغالي والنفيس ولكن على الوزارة أن تأخذ بيده لصناعة النشمي الأردني الصالح متسلحا بمهارات القرن الحادي والعشرين.
... فرغم كل التحديات هناك قصص نجاح نفاخر ونعتز بها على المستوى العربي والدولي ... أولها مسيرة العطاء المستمرة كابرا عن كابر، وتحجيم نسبة محو الأمية القرائية والتكنولوجية الإلكترونية الرقمية وتصدير الخبرات والكفاءات وبيوت الخبرة إلى دول العالم وخاصة العربية الخليجية منها في مجال التعليم والطب والهندسة والنانو تكنولوجي وغيرها الكثير من التخصصات ... والتوسع في بناء المدارس والجامعات لتطال التنمية التعليمية كافة المحافظات على حد سواء ... وأضف إلى ذلك توظيف التكنولوجيا بل النانو تكنولوجي والتعليم المدمج؛ ولعل توظيف التعلم والتعليم المدمج إلى جانب التعلم والتعليم الوجاهي خلال جائحة كورونا من أكبر قصص النجاح على المستوى العربي بل العالمي ... ولقد ناظرنا العالم إعلاميا - صوتا وصورة - ونقل قصة نجاح الأردن القليل بموارده وإمكاناته ولكنه الكبير بشعبه الذي يمثل ثروته الحقيقة، فعقول أبنائه هي بئر النفط الذي لا ينضب ( الاقتصاد المعرفي ) حيث عمل المعلمون بمعية موظفي الدولة على تقديم الصورة الحضارية المشرقة للأردن من خلال إنجاح العملية الانتخابية ( العرس الوطني الديمقراطي / البرلمانية - اللامركزية ) ... وعكفت الوزارة على طرح تخصصات تقنية مهارية نوعية تواكب وتتناغم وتتماهى مع معطيات عصر الذكاء الاصطناعي والنانو تكنولوجي والثورة الصناعية الرابعة وجيل G5 و تخدم سوق العمل الأردني والعربي والدولي من خلال التحول التدريجي والنقلة النوعية ذات القيمة المضافة التي تثري وتغني رصيد بنك إنجازات وزارتنا الحبيبة وهذا التحول والنقلة النوعية متمثلة بتبني نظام (برنامج بي تك - BTEC ) المهني البريطاني العالمي الذي توسع وتمدد عالميا ليثبت نجاعته؛ حيث يركز على اكتساب المعرفة مشفوعة بالخبرة والمهارة التقنية والتطبيق العملي ... وتركيز الوزارة على ترجمة استراتيجيتها الوطنية للشروع والولوج إلى القرن الحادي والعشرين من خلال تمثل مهارته قولا ( التفكير الناقد، الحوار الهادف، النقد البناء، توظيف مستويات التفكير العليا ... إلخ ) وعملا ( حل المشكلات، الاتصال والتواصل، توظيف التقنية والمهارة والخبرة ووو ... إلخ ) واتجاهات إيجابية ( تبني قبول الآخر والتعايش والتعددية والانفتاح وتغيير القناعات إيجابيا نحو تبني ثقافة التقنية وحب العمل - وإن تدنى مستواه يبقى شريفا من كد يده ونضح جبينه - وحب الوطن والانتماء والولاء لقيادته الحكيمة ) ... وتتولى متتالية الإنجازات الوطنية بتثليث الأدلة وإن شكك المغرضون الشرذمة القليلون .

محمد البرديني.
الأحد 2023/8/20 م.

#محمد_حجازي_البرديني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل