أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - وداعاً صدام... شكراً أميريكا!














المزيد.....

وداعاً صدام... شكراً أميريكا!


جوزيف بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 1726 - 2006 / 11 / 6 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البداية أود الاعتراف بأنني لست أميريكياً ولن أكون. كما أنني لست من رواد أو مؤيدي أميريكا ولن أكون طالما بقيت السياسات الأمريكية قصيرة النظر، وعلى حماقتها في كثير من الجوانب. إذ لا يمكن لعاقل أن يغفر لأميريكا تبنيها للأرهابي أسامة بن لادن في إطار سياسة اعتبرت عدو العدو صديقاً، تلك السياية التي استخدمتها الولايات المتحدة لاحتواء الاتحاد السوفيتي السابق في حقبة الحرب الباردة. ولا يمكن لمنصف التسامح مع سياسة الهيمنة الاقتصادية التي تتبعها واشنطن منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. كما لا يمكن لحصيف القبول بسياسة التأييد الأعمى للحلفاء في الصواب والخطأ.

ولكن اليوم الخامس من نوفمبر من العام ألفين وستة علينا أن نشكر الولايات المتحدة لتخليص العالم من أحد أبشع الدكتاتورات عبر التاريخ. فلولا تدخل الولايات المتحدة بقيادة رئيسها جورج دبيليو بوش لبقي الدكتاتور العراقي السابق في الحكم حتى هذه اللحظة، بل وحتى أمد لا يغلم مداه أحد، فلم تكن هناك قوة عراقية بقادرة على تحدي جبروت هذا الطاغية ولم تكن هناك قوة عربية أو عالمية براغبة في مواجهة ظلم وفساد هذا النازي الجديد. ورغم إيماني بأن الولايات المتحدة لم تتحرك في العراق لتحرير العراقيين وإنما سعياً وراء حماية مصالحها الاقتصادية، إلا أنه يجب علينا اليوم، بعد اقتراب ساعة التخلص بصورة نهائية من صدام حسين، أن نشكر الولايات المتحدة والرئيس الغير محبوب محلياً وعالمياً جورج بوش على تحرير العراقيين من قبضة الطاغية.

غير أن هذا الشكر لا ينطوي على تبرئة كاملة للولايات المتحدة من مسئوليتها في التدهور الحالي الخطير في الوضع الأمني في العراق. فالولايات المتحدة مسئولة عن إعادة الاستقرار في العراق بالتعاون مع الحكومة العراقية المنتخبة ديمقراطياً. نعم تبدو المسئولية شاقة وباهظة التكاليف للعراقيين والأمريكيين على السواء، ولكن المسئولية الأدبية تفترض تحمل المصاعب والمشاق من أجل التخلص من الإرهاب الذي استشرى بتأييد ودعم من قوى محلية وإقليمية معادية للولايات المتحدة بغرض إزلالها في العراق.

يذكرني الوضع في العراق بعد الإطاحة بصدام حسين بالوضع في المانيا بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، وذلك من حيث سقوط النظامين الدكتاتوريين في البلدين وحاجة الشعبين الألماني والعراقي لإعادة بناء بلديهما. ولكن شتان الفرق بين المانيا والعراق. فألمانيا اتحدت ونهضت فوراً من مستنقع النازية واغتسلت من عار هتلر وارتدت أبهى ثيابها لتدشن مرحلة جديدة من النهضة الحضارية والمعمارية والصناعية التي وضعت المانيا في مصاف الدول الأكثر تقدماً في العالم بعد ما لا يزيد عن العقدين من انتهاء كبوتها النازية.

أما الوضع في العراق فهو مختلف كلياً فالعراق بدأ رحلة الغرق بعد أن انقسم العراقيون على أنفسهم، وبعد أن تمكن أسامة بن لادن، بدعم من حزب البعث الصدامي، وبتأييد من بعض دول الجوار، في تجنيد الألاف من العراقيين والعرب سعياً وراء تقسيم العراق وإغراق الولايات المتحدة في وحل جديد كوحل فيتنام. فالعراق يدفع حالياً ثمن الخلافات العرقية والإثنية والدينية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن الخلافات السياسية التي يحملها عداء البعض للولايات المتحدة، دون أن يبدو في الأفق وجود قوى محلية فعالة أو قوى إقليمية خيرة تساند العراق في النهوض من كبوته.

رغم الوضع الأمني السيئ الذي يشهده العراق والذي يتحمل العراقيون جزءاً من المسئولية عنه، إلا أن ذلك لا ولم ولن يمنعنا من الاحتفال بالانتهاء الفعلي لعصر صدام اليوم. ورغم معارضتي الشخصية لأحكام الإعدام بصفة عامة، إلا انني اجد نفسي في حيرة من أمري، إذ أريد نهاية سريعة لوجود صدام التي قد تحمل بارقة أمل للعراقيين. فضلاً عن ذلك فإنني أؤمن أن نهاية صدام حسين بهذه الصورة قد تكون درساً للدكتاتورات العرب المتبقين الذين يتعامون عن حقوق وحريات شعوبهم، والذين يحكمون مواطنيهم بالنار والحديد. نعم قد يكون الخلاص من صدام حسين بداية حقبة جديدة ليس فقط للعراق ولكن لدول المنطقة بأثرها. بعد إعطائنا بارقة أمل في مستقبل جديد لشعوبنا ألا يجب علينا اليوم أن نقول وداعاً صدام...شكراً أميريكا؟



#جوزيف_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محرقة الأقلية المسيحية في إمارة العراق الإسلامية
- كل عام ونحن متسامحون
- تحكيم أم تحجيم العقل في مسألة صراع الأديان
- 25 يوماً من الحرب... 58 سنة من الكراهية
- نصر الله لمن: لحزبه المغوار أم لشعبه المختار؟
- سياسة الأسد: عليّ وعلى جيراني
- من يحاسب حزب الله على أخطائه بحق لبنان؟
- الأسد يعاقب اللبنانيين بالآلة العسكرية الإسرائيلية
- لبنان: ماذا يخبيء لك حزب الله؟
- المسكوت عنه في محاولة تقسيم الكنيسة القبطية
- تجريد الإنسان الأمريكي من آدميته
- القذافي يخشى مصير تلميذه الليبيري
- طغاة في قبضة العدالة: إنذار لمن يهمه الأمر
- قراءة في آفاق جديدة للقضية القبطية
- دين، سياسة واقتصاد في المونديال
- صح النوم: صرخة فيروز لإيقاظ الضمير الوطني
- بل هجرة سيد القمني انتكاسة للحرية
- النفوذ السياسي لرجال الأكليروس العرب
- الوجه القبيح ل -حماس- الزرقاوية القاعدية
- مقتل الزرقاوي ومقتل الفكر الإرهابي


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوزيف بشارة - وداعاً صدام... شكراً أميريكا!