سيدي السياسي: أصلح نفسك أولاً

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7685 - 2023 / 7 / 27 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

توجه السياسي ( X ) نحو المنصة، وراح يحدث الناس عن الصلاح والاصلاح، والتغيير وترك التبذير. فقاطعه عامل النظافة قائلاً: سيدي الكبير جنابك الكريم جئت بسيارة مدرعة وبدلة أنيقة. معطرة مبخرة، ومسبحة وخواتم مرصعة بالعقيق والياقوت، ونظارات كارتير، وهاتف سامسونج حديث، وخلفك عشرات المسلحين المقنعين. .
سيدي تعال معي إلى كوخي المسقوف بالصفيح العتيق، اريدك ان تنام هناك ليلة واحدة فقط بلا تكييف. ثم تصحو معي قبل الفجر، وتمسك المكنسة، وترافقني لتنظيف شوارع البصرة وساحاتها في هذا الحر الشديد وأنت جائع، لكي تعرف معنى الصبر في ظل الإصلاح الذي تطالبنا به، فأنا أقوم بهذا العمل كل يوم لأستلم نهاية الشهر أجراً زهيداً لا يساوي قيمة قنينة العطر التي تشتريها. .
عذرا سيدي لسنا بحاجة إلى تعلم الصبر فهو رفيق دربنا، حدثنا عن انقطاع الكهرباء، وملوحة الماء، وارتفاع اسعار الدواء، حدثنا عن البطالة. حدثنا عن سياسة التجويع والترويع، حدثنا عن غياب العدالة الاجتماعية، حدثنا عن السلاح المنفلت. حدثنا عن تفشي المخدرات، حدثنا عن الواسطات والمحسوبيات، حدثنا عن المحاصصات السياسية في توزيع المناصب والمراتب على الاغبياء والفاشلين، حدثنا عن الدكاكين الاقتصادية ومخالبهم الخفية، حدثنا عن مناصب الدرجات الخاصة التي تُشترى وتُباع في السر والعلن. حدثتا يا سيدي عن قانون التقاعد القسري. حدثنا عن مستقبلنا المظلم وواقعنا المؤلم. .
ثم أختتم عامل النظامة كلامه بهذه الكلمات: سيدي السياسي. . ان مهمة تشخيص العلل في حياتنا باتت من أهم واجباتكم أنتم، لا ريب انكم تعرفون كل شيء، وتدركون مواطن الضعف والخلل، وقد اكتفيتم الآن من التحليل والتشخيص والتنظير والتحذير. نريد منكم الحلول، ولا جدوى بعد الآن من اتهامات الفشل التي يطلقها كل طرف على الآخر، من دون أن نرى نهاية لهذه الاتهامات المتبادلة، التي حفظناها منذ أن وعينا في هذه الدنيا. .
أحياناً يكون في قلوبنا كلام لا يحتاج إلى سياسي يسمعه. بل يحتاج إلى وطني غيور يشعر به ويتفاعل معه. فالوطنية: هي التخصص الوحيد الذي لا يُدرس في الجامعات. فقد يحملها عامل النظافة ويرسب فيها السياسي والمتحزب. . .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل