أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شارلين كالديرارو - النقد النسوي الماركسي: من العمل المنزلي إلى نظريات إعادة الانتاج الاجتماعي















المزيد.....



النقد النسوي الماركسي: من العمل المنزلي إلى نظريات إعادة الانتاج الاجتماعي


شارلين كالديرارو

الحوار المتمدن-العدد: 7682 - 2023 / 7 / 24 - 01:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


Calderaro, C. (2022). La critique féministe-marxiste : du travail domestique aux théories de la reproduction sociale. Travail, genre et sociétés, 48, 113-128. https://doi.org/10.3917/tgs.048.0113

المقدمة

بعد انتقاد النقطة العمياء عند ماركس حول العمل المنزلي منذ العشرينيات، عرف الفكر الماركسي النسوي تغييرات مهمة، خاصة في السبعينيات، التي شهدت الجدل الكبير حول العمل المنزلي وسط النظرية النسوية الغربية. تشير عبارة “الماركسية النسوية” إلى تيار فكري واتجاه في النسوية المعاصرة الذي يستلهم من نظرية ماركس ويوسعها لتشمل عمل النساء بإعادة الانتاج ودورهن في علاقات (إعادة) إنتاج الرأسمالية. إذا كانت الماركسية قد أثرت على العديد من النسويات اللواتي لم يحملن هذه الصفة [الماركسية]، إلا أن ما يسمى بالمنظرات “النسويات الماركسيات” يعترفن بأنفسهن اليوم بكونهن ضمن مجموعة موحدة بشكل نسبي بأهمية عمل النساء المنزلي في اشتغال نظام (إعادة) إنتاج الرأسمالية، وهي نقطة عمياء حددنها مبكراً في الكتابات الماركسية.

من خلال معارضة المادية الفرنسية خلال النزاع حول أصل اضطهاد النساء والعلاقة بين البطريركية والرأسمالية، اكتسبت النسويات الماركسيات المتحدثات بالإنكليزية مكانة بارزة في العالم الناطق بالفرنسية في نهاية السبعينيات. فلو كن أقل حضوراً هناك في السنوات 1990-2000، التي شهدت استقبال نظريات ما بعد البنيوية والكويرية في فرنسا [Lauretis, 1987 Butler, 2005]، إلا أن أفكارهن اليوم تشهد انتعاشاً في العالم الناطق بالفرنسية. منذ الترجمات الفرنسية لكتابي سيلفيا فيدريتشي؛ النقطة صفر: انتشار الثورة. الأجر المنزلي، إعادة الانتاج الاجتماعي، النضال النسوي، وكتاب كاليبان والساحرة المنشورين على التوالي عامي 2012 و2016، يبدو أن المنظور الماركسي النسوي يحصل على اهتمام جديد في النظرية النسوية الناطقة بالفرنسية وداخل الحركة النسوية. في حين دفعت مسألة إعادة الانتاج بشكل نسبي إلى الخلف من قبل الحركة النسوية المعاصرة [Bidet-Mordrel, Galerand et Kergoat, 2016] يبدو أن هناك، أبعد من الأعمال الماركسية النسوية، اهتمام متجدد بإضراب العمل الانتاجي، الذي دخل ضمن مجموع العمل الجماعي لأجزاء معينة من الحركة النسوية.

لقد كان التيار النسوي (المندرج ضمن الصراع الطبقي)، المولود وسط حركة تحرر النساء الفرنسية بعد أيار/مايو 68، مستلهم فعلياً من إطار القراءة الماركسية للعلاقات الجندرية والطبقية [Bidet-Mordrel et Bidet, 2001]، كذلك انبثقت النسوية المادية من التيار الراديكالي في حركة تحرر النساء، وقد تعارض التياران حول طريقة تحديد أولويات هذه العلاقات وبالتالي النضالات التي تتوافق معها. (1) جرى فهم التعبير عن العلاقات الجندرية والطبقية بطريقة مختلفة من قبل النسويات الماركسيات الإنغلوساكسونيات والمكانة المركزية التي يحتلها العمل المنزلي وعمل إعادة الانتاج في تنظير العلاقات بين البطريركية والرأسمالية والعنصرية التي هي موضوع اهتمامنا. يركز هذا المقال على تطور الفكر الماركسي النسوي مع العودة إلى الجدل الكبير حول العمل المنزلي الذي صبغ النسوية في السبعينيات.

بقيت العديد من القضايا التي تناولتها الخلافات في السبعينيات من دون حل، وبعد تراجع نسبي إلى الخلف، أظهر بعضها من جديد اهتماماً متجدداً بعمل إعادة الانتاج وقطاع الرعاية. تميل التطورات العالمية في مجال الرعاية على المستوى العالمي، إلى أن تصبح “سلعة معولمة” [Molinier, 2009]، وتدعونا إلى إعادة هذه المسألة إلى الواجهة. إعادة تشكيل عمل إعادة الانتاج، والخصخصة المتزايدة لقطاع الرعاية [Hochschild, 2004 Farris, 2017] وتزايد أشكال العمل المجاني [Simonet, 2018] كلها عناصر تعزز الديناميات المجندرة والطبقية، ولكن كذلك المعنصرة والتي تطرح من جديد مسألة الروابط بين البطريركية والعنصرية والرأسمالية. في سياق الموجة الرابعة حيث تتعامل النظرية النسوية الناطقة بالفرنسية مع القضايا المتعلقة بالتعبير عن مجالات الاضطهاد المتعددة، عبر نظريات التقاطعية [Galerand et Kergoat, 2014 Lépinard, 2005, 2014 Chauvin et Jaunait, 2015]، والنظريات الكويرية [Butler, 2005 Bourcier 2018]، تتعامل التطورات الأخيرة في المقاربة الماركسية النسوية كذلك مع هذه الأسئلة بشكل مباشر وتقدم إطاراً موحداً للتحليل [Bhattacharya, 2017] أو لـ“الكلية” [Boggio Ewanjée-Epée et al., 2017]. في وقت تترابط فيه أنواع الاضطهادات ولكن كذلك بين المناهج النظرية الرامية إلى تحليلها، مثل “المادية الكويرية” [Cervulle et Rees-Robert, 2010 Noyé, 2014] أو حتى “الماركسية الكويرية” [Arruzza, 2010 Floyd, 2013]، فإن إعادة النظر في التوترات بين الأساليب المختلفة مثمرة.

إنها[التوترات] فعلياً حول مسألة تشابك الاضطهادات التي يبدو أن خطوط الصدوع التي أعيد تشكيلها في السبعينيات، إثر النقاش حول العمل المنزلي والتوترات بين النسوية المادية والنسوية الماركسية. إذا كان هذان النقاشان النظريان- المتعلقان بالعمل المنزلي وعمل إعادة الانتاج من جهة، وحول التعبير عن مجالات الاضطهاد من جهة ثانية- قد تبدو معزولة عن بعضها البعض، فإن إعادة تفحصها من خلال المقاربة الماركسية النسوية والنزاعات التي شاركت فيها يمكن أن تجعل ممكناً إعادة النظر بالروابط والمساهمات النظرية. إن تحيز هذا المقال يقترح تتبع الخطوط الأساسية لتطور الفكر الماركسي النسوي بدءاً من بداياته، في العشرينيات، حتى التطورات الأخيرة حول نظرية إعادة الانتاج الاجتماعي. بعد انعطافة النقاش حول العمل المنزلي في السبعينيات- والنزاعات بين النسوية المادية والماركسية- يقترح المقال إعادة صياغة مساهمات الماركسية النسوية بما خص التطورات الأخيرة حول عمل إعادة الانتاج بالمعنى الأوسع.

أول انتقادات نسوية لكتابات ماركس حول العمل المنزلي

“يمكن أن تقضي ربة المنزل كل يومها، من الصباح إلى المساء، في تنظيف بيتها، يمكنها غسل الملابس وكويها يومياً، وبذل كل طاقتها للإبقاء على ملابسها بحالة جيدة، وتحضير جميع الطبخات التي تريدها بالموارد المتاحة لها، فإنها ستستمر أيامها بالانقضاء دون أن إنتاج أي قيمة. على الرغم من عملها، فإنها لن تفعل شيئاً يمكن اعتباره سلعة”. [Kollontaï, 1977 (1920), p. 255]

ظهرت الانتقادات لعدم الاعتراف بالعمل المنزلي الذي تقوم به النساء بين النسويات الاشتراكيات منذ بداية القرن العشرين. بدأت النسوية الاشتراكية، التي ولدت في نهاية القرن 19 حول الأممية الثانية، في تنظيم نفسها من خلال الأممية الاشتراكية للنساء التي تأسست عام 1907، مع المناضلات كلارا زيتكين وروزا لوكسمبورغ وكذلك ألكسندرا كولونتاي. سلطت الأخيرة الضوء، منذ عام 1920، على مسألة غياب القيمة المنتجة في العمل المنزلي مستندة إلى نظرية ماركس حول القيمة. وشاركت في المؤتمرات الأولى لمنظمة الأممية الاشتراكية للنساء، والتي ظهرت خلالها التطورات الأولى حول وضع عمل النساء، وخاصة المنزلي وغير المعترف فيه، كعمل لا ينتج عنه قيمة، ويقع خارج نظام الانتاج الرأسمالي.

الفكرة القائلة بأن العمل المنزلي الذي تنجزه النساء هو عمل، بمعنى أنه ينتج قيمة- أو أنه يساهم في انتاج القيمة- ستكمل طريقها، غالباً في نقاش مع كتابات ماركس التي ستلهم النسويات الماركسيات من خلال البدء بمعارضة جذرية. في البداية، انتقدت النسويات الماركسيات إخفاء عمل النساء المنزلي في نظريته عن قيمة العمل. ميّز ماركس بين قيمة الاستخدام- التي تقاس بفائدة السلعة- وقيمة التبادل، التي تقاس بكمية متوسط العمل اللازم لإنتاجها [Marx, 1872]. انطلاقاً من هذه المقاربة، ينظر إلى العمل المنزلي على أنه ينتج فقط قيمة استخدام، ولكن ليس له قيمة تبادلية، بذلك، في نهاية الأمر، لا قيمة له. مع إعطاء الأولوية للتبادل في تعريف قيمة سلعة ما، فإن فائدة السلعة- بما في ذلك قدرتها على تلبية الاحتياجات الإنسانية والاجتماعية- تتراجع إلى الخلف؛ وتصبح غير ذات قيمة.

بعد عدة عقود، كان مقرراً أن تكون مارغريت بنستون من أوائل النسويات الماركسيات التي تفسر اضطهاد النساء من خلال وضعهن في علاقات (إعادة) الإنتاج: فقد سلطت الضوء، عام 1969، على الصلة بين غياب الاعتراف بالعمل المنزلي ووضعه خارج التبادل في السوق، على الرغم من أنه لديه قيمة استعمال، وأكثر من منفعة، “إنتاج ضروري اجتماعياً” [Benston, 1969]:

“يشكل العمل المنزلي، بالكمية المطلقة، والذي يتضمن تربية الأولاد، مجموعة هائلة من الانتاج الضروري اجتماعياً. رغم ذلك، في مجتمع يقوم على انتاج السلع، لا ينظر إليه عادة على أنه “عمل حقيقي” لأنه خارج التبادل والسوق. إنه ما قبل رأسمالي بالمعنى الحقيقي للكلمة. إن إسناد العمل المنزلي كوظيفة لفئة محددة، هي “النساء”، يعني أن هذه الفئة لديها فعلياً علاقة مختلفة مع الانتاج عن فئة أخرى هي “الرجال”. [Benston 1970 (1969), p. 15-16] [2]

انطلاقاً من عدم الاعتراف بالعمل المنزلي بشكل مباشر تفسر الوضع الاجتماعي المتدني للنساء في المجتمع الرأسمالي:

“في هذا التعريف للنساء يجب البحث عن الأساس الاقتصادي لوضعهن المتدني. في مجتمع حيث يحدد المال القيمة، النساء هن فئة حيث لا ينتمي عملهن إلى اقتصاد المال. عملهن غير مقرّش، إذاً هو من دون قيمة، ولا يشكل عملاً حقيقياً”. (المرجع نفسه، ص. 16)

لذلك إن النقد الذي وضعته النسويات الماركسيات يبدأ من ملاحظة النقطة العمياء التي يشكلها العمل المنزلي في كتابات ماركس. بهذا المعنى يمكن تتبع ظهور أولى النظريات النسوية عن إعادة الانتاج الاجتماعي في العشرينيات، منذ إبراز وظيفة إعادة إنتاج القوى العاملة للعمل المنزلي للنساء، حتى التوصل إلى خلاصة مفادها أن العمل المنزلي هو “عمل ضروري اجتماعياً” [Benston, 1969].

السبعينيات والعمل المنزلي: “تحرر النساء والعام صفر” (3)

بعد مساهمة النسويات الاشتراكيات، ركز التقليد الماركسي الأتونومي (4)، منذ نهاية الستينيات، على الاعتراف بالعمل المنزلي كعمل وعلى تحليل دوره في علاقات الانتاج. كان نقاش العمالة المنزلية، الذي حصل في الستينيات والسبعينيات، لحظة أساسية سمحت للنسويات الماركسيات بتسليط الضوء على قضية العمل المنزلي في النقاشات النسوية وعلى نحو أشمل في الدوائر اليسارية. بالتالي إن النقاش الكبير في ذلك العقد سينتج تعارضات بين المنظّرات والتيارات الفكرية النسوية حول مفهوم العمل المنزلي، ولكن كذلك حول مفهوم وأصل اضطهاد النساء.

عام 1972، أطلقت حملة أجور من أجل العمل المنزلي، من قبل المناضلة سيلفيا فيدريتشي، المؤسسة المشاركة للمجموعة النسوية الأممية، إلى جانب نسويات أتونوميات أخريات مثل مارياروزا دالا كوستا وسلمى جايمس وبريجيت غالتيه. إنها ليست فقط مسألة الاعتراف بالعمل المنزلي كعمل، إنما كذلك لتسيط الضوء على وظيفته في إعادة إنتاج قوة العمل:

“لأنه ما إن ننظر من الجوارب التي نرتقها والطعام الذي نطهيه، وننظر إلى مجمل يوم عملنا، نجد أنه إذا لم يترجم ذلك إلى راتب لنا، فإننا ننتج مع ذلك أغلى سلعة في السوق الرأسمالي: قوة العمل” [Federici, 2012, p. 31].

إذا كان العمل المنزلي غير المأجور لا يخلق قيمة مباشرة في الرأسمالية، فهو مع ذلك ضروري في انتاج القيمة: هذا هو الحجر الأساسي في النظرية التي طورتها النسويات الماركسيات. التأكيد على أن قوة العمل هي سلعة تتطلب بدورها إنتاجاً وإعادة إنتاج؛ “هذا يعني أنه خلف كل مصنع، وكل مدرسة وكل مكتب أو منجم، هناك عمل غير مرئي لملايين النساء اللواتي استهلكن حياتهن وعملهن لإنتاج قوة عمل من يعمل في هذه المصانع والمدارس والمكاتب والمناجم”، كتبت لنا سيلفيا فيدريتشي [2012, p. 31].

إذا كانت مقاربة كريستين دلفي [1970, 2003, 2005] تقارن عادة بها، من المهم ملاحظة أن المنظور النسوي الماركسي يأخذ وجهة نظر معاكسة للثنائية النظرية التي تتجسد باعتبار النظام البطريركي والرأسمالية نظامي انتاج واستغلال متميزين ومستقلين عن بعضهما البعض. إذا كانت المقاربتان المستوحيتان من الماركسية- بحيث يمكن وصفهما بـ”الأحادية” من جهة و”الثنائية” من جهة أخرى- تتشاركان في الانتقاد الأساسي لكتابات ماركس بشأن النقطة العمياء للعمل المنزلي، فإنهما على الأقل تتعارضان في طريقة تحليل الروابط بين النظام البطريركي والرأسمالية [Arruzza, 2010]. وبذلك، إن التبادلات التي ستحيي نقاش العمالة المنزلية ستتمحور حول الأحادية/الثنائية من جهة- هل تشكل الرأسمالية والنظام البطريركي نظامين متمايزين أم نظاماً واحداً وفريداً؟- وحول إشكالية القيمة من جهة أخرى- هل ينتج العمل المنزلي قيمة، وإذا نعم، أي نوع من القيمة؟ هل يساهم بخلق القيمة، وإذا كان الجواب نعم، كيف؟

وفق المنظور الثنائي الذي يميز المقاربة المادية لكريستين دلفي(5)، النظام الأول للانتاج والاستغلال- هو البطريركية- يقوم في المجال الخاص حيث تكلف النساء بالعمل المنزلي الذي يفيد طبقة الرجال الذين يستغلونهن. وفق هذه المقاربة، إن الرأسمالية، التي هي إذاً نظام انتاج واستغلال متميز عن البطريركية، هي نظام يُستغل فيه العمال من الطبقة الرأسمالية. وفق هذه المقاربة المركبة يتكون من فهم النظام الرأسمالي والبطريركي كمجموعتين مختلفين، لكل منهما وظيفته الخاصة وتضداداته (من جهة طبقة النساء ضد طبقة الرجال، ومن جهة ثانية، طبقة العمال ضد الطبقة الرأسمالية). وبحسب نظريتها العامة للاستغلال، تؤكد كريستين دلفي إلى أن العمل المنزلي، الذي تنجز أغلبه النساء، يفيد الرجال: “الرجال، كفئة، يبتزون الوقت والمال والعمل من النساء، من خلال آليات مختلفة، وبذلك يشكلون طبقة” [2003, p. 65]. في الغالب ما تعارض النسويات الماركسيات وجهة النظر هذه ويعتمدن مقاربة أكثر وحدوية، حتى هنا لدينا عدة مقاربات. وهكذا طرحت النسويات الماركسيات الأتونوميات اللواتي قدن حملة “الأجور لقاء العمل المنزلي” أن الرأسمالية والبطريركية ليسا نظامين مختلفين إنما جانبين من ذات النظام الذي ينبغي تسميته بـ”الرأسمالية البطريركية”. (6)

ستشكل مسألة من هو “العدو الأساسي” وما هو أصل اضطهاد النساء النقطة الأساسية للنقاش الكبير حول العمل المنزلي في السبعينيات. من خلال هذا النقاش، كانت السبعينيات، كذلك، لحظة الخلافات بين المنظّرات اللواتي، ووفقاً لإلهامهن الماركسي، لم يفسرن اضطهاد النساء بنفس الطريقة. ترتبط هذه النزاعات النظرية كذلك، كما يؤكد ماكسيم سيرفول (2016)، إلى عدة استقبالات للنظريات النسوية المستوحاة من الماركسية ضمن سياقات ثقافية مختلفة، خاصة على طرفي الأطلسي والمانش [الفاصل بين بريطانيا وبقية أوروبا]. النزاع بين كريستين دلفي مع المنظّرتين ميشيل باريت وماري ماكنتوش عام 1979 يكشف على نحو خاص، لمفهوم مختلف للعلاقات بين عمل إعادة الانتاج والانتاج الرأسمالي، وبالتالي، لمفهوم مختلف عن الاستقلالية أو النظام البطريركي بعلاقته مع الرأسمالية. تنتقد ميشيل باريت وماري ماكنتوش (1979) بداية الطابع الاستقلالي عند كريستين دلفي لـ “نمط الانتاج المنزلي” (1970)- تورية البطريركية- مقابل نمط الإنتاج الرأسمالي، وكذلك استعمال مفهوم البطريركية نفسه، والذي تعتبرانه غير تأريخي وأممي بشكل كافٍ. من خلال إعطاء الأولوية لمؤسسة الزواج في تفسير اضطهاد النساء، لن يأخذ التحليل في عين الاعتبار الفروقات الطبقية لصالح “طبقة من النساء”. كامتداد لهذا النقد للطابع الأممي والعابر للتاريخ العائد لمقاربة كريستين دلفي، فإنهما تنتقدان مفهومها للأيديولوجيا الذي لا يتضمن بعداً مادياً حقيقياً، وبالتالي يفتقد لمساهمات ألتوسير الخاصة بقوى التحديد الخاصة بالأيديولوجيا وذات الصلة بالثقافة واللغة.

ردت كريستين دلفي على الانتقادات التي وجهت إليها من قبل البريطانيات مدافعة عن أسلوبها المادي الذي أخذته عن ماركس (والذي يختلف مع ذلك عن الطريقة الماركسية نفسها)، بهدف التشديد على الجوانب الاقتصادية لاضطهاد النساء، وغالباً ما اختزلت بمسألة الصور النمطية [Delphy, 2001 (1970)]. وكما أكد ماكسيم سيرفول (2016) في إعادة تفحصه للنقاش الدائر بين المادية الفرنسية والبريطانية، كشف الجدال عن السياق الفكري البريطاني وقتها، والذي شهد على وفرة من التحليلات الواقعة ضمن “المادية الثقافية” كما عرّفها ريمون ويليامز في حقل الدراسات الثقافية (1977).

الفائدة من هذه الانعطافة للتحليلات النسوية الماركسية للعمل المنزلي هي أنها تؤمن، من خلال الإضاءة على أهمية عمل إعادة الانتاج الحاصل في المجال المنزلي، شبكة تحليلية صالحة لأنواع أخرى من العمل المجاني و/أو غير المعترف به على نحو كافٍ، أبعد من المجال المنزلي. تقدم مود سيموني في كتابها “عمل مجاني: استغلال جديد؟” (2018) كيف أن التحليل النسوي الماركسي للعمل المنزلي- الذي تغذى من النقاشات بين النسويات المادية والماركسية- يجعل ممكناً استيعاب القضايا والمشاكل التي تطرحها الأشكال الجديدة من العمل المجاني، والرفاه الاجتماعي المشروط (7) إلى التدريب غير المأجور للطلاب، مروراً بالعمل الرقمي (8). إن المصلحة بهذه المقاربة التي تضيء على الاقتصاد السياسي للعمل المنزلي وإعادة الانتاج، تكمن كذلك في مجالها الأكثر شمولية.

أبعد من العمل المنزلي: النسوية القومية والتقسيم الدولي الجديد للعمل

إذا كان من المناسب جداً الاهتمام بالإشكالية الشاملة للعمل المجاني وعمل إعادة الانتاج بما خص تحليلات العمل المنزلي، يبدو أنه من المهم كذلك طرح الأسئلة الجديدة التي تفرضها التطورات الأخيرة لعمل إعادة الانتاج والرعاية. بعد أن جرى خصخصته على نحو متزايد، يميل قطاع عمل إعادة الانتاج والرعاية، في الغرب، إلى الاندماج في سوق الخدمات وبالتالي اكتساب قيمة تبادلية؛ إذاً خرج جزء من هذا العمل من المجانية. بالتالي هل أصبح “عملاً معترفاً به”؟ ماذا تعني خصخصته وإدخاله في سوق الخدمات؟ هل أصبح في الوقت عينه منتجاً له قيمة؟

في هذا الإطار، يجب التنويه إلى أن النسويات الماركسيات السوداوات في الولايات المتحدة قد طرحن بعض هذه الأبعاد منذ الأربعينيات، من خلال الإصرار على ضرورة التفكير بعمل إعادة الانتاج على نحو أبعد من المجال المنزلي “العائلي”. وعلى نحو أكثر تحديداً، إذا كانت مطالبات النساء البيضاوات من الطبقة الوسطى الأميركية قد ركزت على العمل المنزلي الذي يعملن فيه مجاناً لدى عائلاتهن، وضعت النسويات الماركسيات السوداوات في المقدمة العمل المنزلي الذي يعملن فيه خارج نطاق عائلاتهن، عند العائلات البيضاء من الطبقة الوسطى. في كتاب “نحو نهاية إهمال مشاكل المرأة الزنجية!”، ذكرت المناضلة في الحزب الشيوعي الأميركي بين عامي 1936 و1950، كلوديا جونز، حجم الدور الذي تلعبه خادمات المنازل الأميركيات السوداوات. وتضيف، أنه في وقت دخلت النساء السوداوات في وقت لاحق في مجالات مهنية أخرى غير تلك المتعلقة بالعمل المنزلي (دائماً عند الآخرين) والخدمة الشخصية، فقد تزايد هذا الميل مع الأزمة الاقتصادية، على نحو أجبر النساء السوداوات على العودة إلى العمل في الخدمة المنزلية. وترافق ذلك مع حملة تشجيع للعودة إلى هذا العمل: “كل يوم، تنشر الصحافة إعلانات تقوم على حجج تؤكد على أن معظم العاملات المنزليات يتنافسن للحصول على العمل المنزلي عبر مكتب التوظيف الأميركي، “يفضلن هذا العمل على العمل في الصناعة”، فضلاً عن تمجيد “فضائل” العمل المنزلي وخاصة أنه يحصل “في مكان السكن”” [Jones, 1949, p. 6]. ستستعيد أنجيلا دايفس هذه الملاحظة عام 1981 عبر انتقادها لحملة الأجور لقاء الأعمال المنزلية، مؤكدة على التالي:

“في الولايات المتحدة، كانت النساء الملونات، وخاصة السوداوات منهن- يتقاضين أجوراً طوال عقود لقاء الأعمال المنزلية. […] بسبب الإنتشار الإضافي للعنصرية، كان على عدد كبير من النساء السوداوات العمل في منازلهن وفي منازل النساء البيضاوات. وغالباً، أجبرت متطلبات العمل في منازل البيض العاملات على إهمال منازلهن وحتى أولادهن. وباعتبارهن عاملات مأجورات، أصبحن زوجات وأمهات بديلات في الملايين من منازل العائلات البيضاء”. [Davis, 1981, p. 237-238]

في بعض النواحي، يمكن مقارنة ما تصفه كلوديا جونز بالاتجاه الحالي لتشجيع النساء المهاجرات على العمل في القطاع المهني لعمل إعادة الانتاج والرعاية والذي ركزت عليه سارة فارس في تحليلها. في الفصل الرابع من كتابها، أثبتت الكاتبة كيف أن سياسات الإدماج المدني في فرنسا وإيطاليا وهولندا، قد وجهت النساء المهاجرات، اللواتي انخرطن في برامج الإدماج المدني، نحو قطاع العمل المنزلي والرعائي:

“شُجعت النساء غير الأوروبيات/غير الغربيات على ممارسة الأنشطة المهنية التي كانت موكلة تقليدية للنساء، والتي ناضلت ضدها الحركة النسائية في أوروبا معارك تاريخية. بعبارات أخرى، حتى لو كانت النية الصريحة لهذه السياسات هي تعزيز الانخراط والاستقلال الاقتصادي للنساء المهاجرات ومشاركتهن في المجال العام، فقد ساهمن، في الواقع، بوضع هؤلاء النساء في المجال الخاص”. [Farris, 2017, p. 117]

تسلط سارة فارس الضوء على الآليات المجسِّدة لهذا التحفيز، بدءاً من التوجهات والمبادئ الموجهة لسياسات الاتحاد الأوروبي بما خص إدماج “مواطني العالم الثالث” (9). كما سعت الكاتبة إلى إظهار عدم التناسق بين التعامل مع المهاجرين/ات المؤهلين/ات والأقل تأهيلاً. والأخيرون/ات كانوا/ن مرغمين/ات على الرفاه الاجتماعي المشروط القائم على العمل المجاني من أجل تسريع مسار إدماجهم/ن. بالنسبة للنساء المهاجرات ، غالباً ما كانت هذه الأعمال متصلة بالعمل الرعائي [Ehrenreich et Hochschild, 2004].

إن التطورات في قطاع الرعاية تدعونا فعلياً إلى التفكير بعمل إعادة الإنتاج أبعد من التمييز بين العمل المأجور وغير المأجور في قطاع الرعاية، عبر النظر في الآثار المترتبة على هذه الخصخصة المتزايدة وإعادة تشكيل تقسيم العمل المجندر والمعرقن الناتج عنه. تضع سيلفيا فيدريتشي هذه التطورات في إطار التقسيم الدولي الجديد للعمل وتستخلص النتائج الناجمة عن “إعادة الهيكلة لعمل إعادة الانتاج” [2012, p. 66]:

“في هذا السياق، يتمثل هدفي الأول هو إثبات أن عولمة الاقتصاد العالمي قد سببت أزمة كبيرة في إعادة الانتاج الاجتماعي للشعوب في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، وأن تقسيماً دولياً جديداً للعمل مبني على هذه الأزمة التي تحشد عمل النساء في هذه المناطق لإعادة إنتاج القوى العاملة “المُدنية””. [Federici, 2012, p. 66]

يبدو أن أخذ بعين الاعتبار إعادة تشكيل قطاعي عمل إعادة الانتاج والرعاية أكثر أهمية في ضوء السياق النسوي القومي الذي يحصل فيه. إن استعمال السردية النسوية من قبل الفاعلين السياسيين القوميين و/أو النيوليبراليين وتقاربها مع السياسات النسوية المؤسسية- عبر استعمال سرديات الإنقاذ للنساء المهاجرات- هي كذلك عنصر أساسي يجب أخذه بعين الاعتبار من قبل المنظور النسوي الماركسي. من خلال صياغة مفهوم النسوية القومية، تشير سارة فارس (2017) إلى التقارب بين الأحزاب القومية والحكومات النيوليبرالية والمثقفات النسويات، والسياسيات “النسويقراطيات”، في الترويج- القصدي أو غير القصدي- لسياسات الإقصاء العنصري باسم حقوق النساء. من خلال وصم النسوية القومية على أنها تقارب أكثر من استغلال، تصر الكاتبة على المشاركة المتزامنة لمختلف الفاعلين/ات الذين لديهم، مسبقاً، العديد من الأهداف المندرجة ضمن أجندات سياسية مختلفة. تظهر الكاتبة كذلك على نطاق أشمل انعدام التكافؤ بين الجنسين الموجود بين معاملة الرجال المهاجرين، من جهة، والنساء المهاجرات، ومن جهة أخرى، افترضت وجود أشكال من عرقنة التمييز الجنسي [Hamel, 2005]. أكثر من ذلك، إن الخطاب النسوي وسردية الإنقاذ التي نشرت بما خص النساء المهاجرات تعطي مكانة مركزية للاستقلال الاقتصادي كطريق للتحرر. في نفس الوقت، يتميز الوضع الأوروبي بزيادة شيخوخة السكان ما يتطلب زيادة في الطلب على قطاع الرعاية وكذلك سياسات الإدماج المهني المشجعة للنساء المهاجرات على الانخراط في هذا القطاع (10). على الرغم من كونه قطاعاً سلعياً، إلا أنه كذلك قطاع تكون فيه ظروف العمل صعبة، ويستمر تخفيض قيمة هذا العمل المخصص تقليدياً للنساء، والمجاني وغير المرئي [Kofman et Raghuram, 2015 Parreñas, 2015].

يتعامل المنظور النسوي الماركسي المعاصر كذلك مع مجال الجنسانية، خاصة إشكالية العمل الجنسي- هنا بمعنى العلاقات الجنسية (الغيرية) في إطار الزواج- من خلال إدراجه ضمن استمرارية عمل إعادة الانتاج الذي تؤمنه النساء [Fortunati, 1996 Federici, 2012]. تؤكد سيلفيا فريدريتشي على أن “العمل المنزلي، في الحقيقة، يتضمن أكثر بكثير من مجرد العناية بالبيت. إنه يقوم على خدمة المأجور، جسدياً، وعاطفياً وجنسياً ما يجعله قادراً على العمل بشكل يومي لقاء الراتب” [2012, p. 25]. هذه المقاربة مشابهة جداً لمقاربة استمرارية التبادل الاقتصادي-الجنسي الذي طورته الأنثروبولوجية المادية باولا تابت (2005) التي تتساءل عن المعارضة الثنائية بين العلاقات الغيرية في الزواج وبيع الخدمات الجنسية، مدرجة الأبعاد الجنسية والعاطفية في المنطق الاقتصادي للزواج. ثم تتطرق النسويات الماركسيات إلى مسألة بيع الخدمات الجنسية، بحيث يموضعن أنفسهن وسط الجدل الإلغائي [للعمل الجنسي] مقابل ذلك المؤيد له [للعمل الجنسي]. من خلال التشكيك بالطابع المجاني لما يعتبرنه عملاً، على نسق العمل المنزلي، تنضم النسويات الماركسيات إلى مطالبات عاملات الجنس من أجل الاعتراف بعملهن. وكما أفادت مورغان ميرتويل في مقالها “العمل الجنسي مقابل العمل” (2017)، أنه وسط النقاش حول العمل المنزلي، عام 1978، اخترعت النسوية وعاملة الجنس، كارول لي، عبارة العمل الجنسي. من ثم، تدعونا النسويات الماركسيات إلى إعادة التفكير ببيع الخدمات الجنسية وفق مصطلحات العمل، بحيث أنه لا يعتبر اجتماعياً على هذا الشكل ويكون الموضوع خاضعاً للكثير من النقاشات، بما فيها بين النسويات.

من العمل المنزلي إلى النظريات النسوية الماركسية لإعادة الانتاج الاجتماعي

وهكذا تسعى النظريات النسوية الماركسية لعمل إعادة الانتاج، إلى الإضاءة على مجمل عمل إعادة الانتاج، الرامي إلى “إنتاج الكائن البشري”، بعيداً عن المجال المنزلي. جرى تعريفه مؤخراً في كتاب حررته تيثي باتاتشاريا (2017)، على أنه مجموعة تهدف إلى تحليل العمليات الاجتماعية المتعددة التي يحصل من خلالها إعادة انتاج قوة العمل. تتمثل الخطوة الأولى بتوسيع نظرية القيمة-العمل لماركس، حتى تشمل إنتاج قيمة الاستعمال الناجمة عن عمل إعادة الانتاج بمجموعه.

وفي حين حلل ماركس إعادة الانتاج الاجتماعي باعتبارها إعادة انتاج لنمط الانتاج الرأسمالي،(11) اقترحت جوانا برينير وبربارة لاسليت تفريقاً بين إعادة الانتاج المجتمعي- التي يدخل ضمنها تعريف ماركس- وبين إعادة الانتاج الاجتماعي، التي تشير إلى “النشاطات والمواقف، والتصرفات والشعور والمسؤوليات والعلاقات المرتبطة مباشرة بالحفاظ على الحياة، بشكل يومي وعلى امتداد الأجيال” [1991, p. 314]. بهذا المعنى، يتعلق الأمر بإبراز العلاقة بين العمل المنجز من أجل إنتاج السلع والعمل المنجز لإنتاج مُنتِج/ة السلع (أو الخدمات). وكما لاحظت ميغ لوكستون، الهدف هو إظهار كيف أن “انتاج السلع والخدمات وإنتاج الحياة يشكلان جزءاً من مسار متكامل” [2006, p. 36].

في الواقع، يؤكد ماركس (1872)، أن الاستهلاك الفردي للعامل له وظيفة تعيد إنتاج قوة عمله، أكثر من العمل ومجموع الأنشطة المساهمة في إعادة الانتاج قوة العمل وبشكل أوسع الحفاظ على الحياة وعلى إعادة الانتاج الاجتماعي. وعندما يعالج مسألة إعادة الانتاج الاجتماعي، يركز ماركس على نحو خاص على إعادة انتاج الانتاج الرأسمالي- خاصة عبر مسار انتاج السلع- مثبتاً كيفية إنتاج القيمة المضافة من خلال هذه العملية. من هنا تأتي الفائدة في الاستهلاك الفردي والانتاجي للعامل، ويصبح الاستهلاك ممكناً بواسطة الأجر، المستخلص من الربح الناتج عن القيمة التبادلية لسلعة ما. وعندما يتعامل ماركس مع قيمة قوة العمل- التي يعالجها بطريقة عرضية وغامضة نسبياً- يثير ماركس موضوعات الضرورة التي يجب أن يستهلكها العامل بهدف الحفاظ على قوة عمله، ولكن ليس العمل الضروري لتحويل هذه الموضوعات/السلع إلى وسائل عيش ملموسة ومستهلكة.

“إذا كان عمل العمال/ات ينتج كل الثروة في المجتمع، من ينتج إذاً العمال/ات؟” [Bhattacharya, 2017]. من خلال طرح السؤال الأشمل حول انتاج وإعادة انتاج قوة العمل على مستوى يومي، تدعونا نظرية إعادة الانتاج الاجتماعي التي تقترحها النسويات الماركسيات إلى التفكير بالاستمرارية بين العمل المنزلي وعمل إعادة الانتاج، العمل المجاني والعمل المأجور. لا يقتصر عمل إعادة الانتاج إذاً على أبواب المنزل، إنما يمتد إلى مجموع الانتاج والخدمات الرامية إلى تأمين القدرة على العمل، سواء كانت عبر النقل العام، والتعليم، والصحة العامة، وأنظمة التقاعد… التفكير بعمل إعادة الانتاج ومجال إعادة الانتاج الاجتماعي- التي تفهم على أنها مجمل الأنشطة اللازمة لـ”انتاج العامل”، للتأكد من أنه ينطبق عليه صفة العمل الانتاجي اليومي- بعيداً عن المجال المنزلي، وبالتالي إن الموضوع يستحق إدراكه على نحو أوسع، وفق العملية التي يحصل من خلالها إعادة إنتاج قوة العمل.

وضعت ليز فوغل منذ عام 1983 في كتابها أسس ما يسمى بنظريات إعادة الانتاج الاجتماعي من خلال إقتراح مقاربة وحدوية، من خلالها تكون فيه إعادة الانتاج الاجتماعي مكونة من إعادة إنتاج قوة العمل والمجتمع الطبقي ككل. بعد النقاش الكبير حول العمل المنزلي في سنوات السبعينيات، ذهبت أبعد من النسويات الماركسيات الأتونوميات من خلال التأكيد على أن العائلة ليست المكان الوحيد لإعادة انتاج قوة العمل وأصرت على المنطق التاريخي-الاجتماعي الذي يكيف أشكال إعادة انتاج قوة العمل. كما أوضحت منطق (إعادة) تشكيل الرأسمالية والبطريركية، من خلال إثبات كيف أن اضطهاد النساء يؤدي إلى علاقات (إعادة) انتاج الرأسمالية في مقاربة اجتماعية-تاريخية: “التطور المحدد لهذا الاضطهاد هو موضوع تحقيق تاريخي وليس نظري” [Vogel, 1983, p. 129]. بكلمات أخرى، إذا كان تكليف النساء بعمل إعادة الانتاج، وفق هذه المقاربة، هو إحدى الأساليب التاريخية المهيمنة لإعادة انتاج قوة العمل بتكلفة مخفضة، فهو عرضي ولا يشكل الأساس المادي لاضطهاد النساء. بدلا من ذلك، تؤكد ليز فوغل على ثوابت تاريخية وبيولوجية من خلال اعتبارها أن “اضطهاد النساء متجذر في المجتمعات الطبقية في موقعهن التفاضلي بما خص عملية الاستبدال الجيلي” (12)، يتضمن الأخير القدرات البيولوجية للمرأة على الحمل والرضاعة. هذا التحليل يجعل من العمل المنزلي أقل مركزية في تفسير اضطهاد النساء ويفتح المجال لتحليل مستنداً إلى العرق، من خلال النظر في الأشكال الأخرى لإعادة إنتاج قوة العمل التي تشمل العمال/ات المهاجرين/ات من عالم الجنوب أو من أقليات من أصل ما بعد كولونيالي من بلدان الشمال.

إذا كان النقاش في السبعينيات قد ركز بعد ذلك على دور العمل المنزلي (النسائي بشكل أساسي) في الانتاج الرأسمالي، فنظرية إعادة الانتاج الاجتماعي المستلهمة من النسوية الماركسية تقدم اليوم إجابات عبر تجاوزها الثنائيات المجال الانتاجي/المجال المنزلي والعمل المأجور/العمل غير المأجور. بفعل ذلك، إنها تأخذ بعين الاعتبار كل الأنشطة اليومية الضرورية للحفاظ على الحياة والقدرة على العمل، سواء كانت تحصل في المجال المنزلي/الخاص أو العام- شاملة الأنظمة التربوية والعناية الصحية العامة، مجالات الترفيه العام، والنقل العام…- وبالتالي يفترض أن إعادة إنتاج قوة العمل لا تحصل إلا جزئياً في العائلة. وهي تحلل العلاقات الاجتماعية المعقدة التي تلعب دورها في سيرورة إعادة الانتاج والدوافع التاريخية التي سمحت بإعادة الانتاج الاجتماعي على مستوى واسع. من بين هؤلاء، قرئت الكولونيالية والاستعباد من منظور التراكم البدائي [Anievas et Nişancioğlu, 2015 Batou, 2015 Federici, 2017]، والهجرة إلى الشمال كواحدة من الوسائل التي يجرى من خلالها تجديد اليد العاملة، خاصة في مناطق من العالم يتقدم سكانها بالعمر وتترك النساء على نحو متزايد المجال المنزلي للانضمام إلى المجال المهني. وهي [النظرية النسوية الماركسية] تدمج في داخلها العلاقات الاجتماعية المعقدة المرتبطة بعملية إعادة انتاج قوة العمل، فاتحة المجال أمام تحليل يدمج الطبقة والجندر والعرق.

الخاتمة

تعتقد المقاربة النسوية الماركسية أن العمل المنزلي وعمل إعادة الانتاج يشاركان في المجال الانتاجي وفي إعادة الانتاج ككل. ومن ثم، هي تقدم تحليلاً للأداء الرأسمالي الذي لا يعطيها بعداً طبقياً ومجندراً فقط، إنما كذلك معرقن. مع الأخذ بعين الاعتبار تعقيد العلاقات بين الشمال-الجنوب في التقسيم العالمي الجديد للعمل، ما يسمح لها باستخلاص الآثار المرتبطة بالطبيعة المجندرة والمعرقنة لقطاع الرعاية في سياسات الهجرة وحقوق النساء. وبالتالي، تقاس مساهماتها على نحو خاص بضوء الأسئلة الجديدة المطروحة من التطورات في قطاعات عمل إعادة الانتاج. تسمح نظرية إعادة الانتاج الاجتماعي، التي طورتها الكاتبات النسويات الماركسيات على نحو خاص، بتحليل مختلف محاور الاضطهاد من خلال المكانة المركزية المرتبطة بإعادة إنتاج قوة العمل دراسة أشكالها [Bhattacharya, 2017 Farris, 2017 Ferguson, 2019]. يسلط هذا التركيز الضوء على الديناميات المجندرة والطبقية ولكن كذلك المعرقنة في إعادة انتاج قوة العمل، مع الأخذ بعين الاعتبار المسارات التاريخية المختلفة مثل الكولونيالية والاستعباد التي تقرأ من منظور التراكم البدائي، واليوم تعيد الهجرات الجنوبية/الشمالية تشكيل قطاع الرعاية وإعادة الانتاج على نحو واسع. أخيراً، تقدم المقاربة النسوية الماركسية تحليلاً سياسياً اقتصادياً للتقارب بين النسويات المهيمنات والمؤسسات والنسويقراطية إلى جانب الفاعلين/ات المحافظين/ات عبر مفهوم النسوية القومية، وبعيداً عن مجرد أطروحة “استغلال” حقوق النساء.

الهوامش:

(1) كذلك ركزت نسوية “الصراع الطبقي” أكثر على قضية مكانة المرأة في العمل الانتاجي.

(2) الترجمة الفرنسية للنص الأصلي لمارغريت بنستون “الاقتصاد السياسي لتحرير النساء” (1969) مأخوذة من العدد الخاص لمجلة Partisans, 1970, « Libération des Femmes : année zéro », n° 54-55, p. 23-31.

(3) صدر هذا العدد الخاص بمجلة Partisans في خريف عام 1970، وبات تاريخياً، وقد بشر فعلياً بثراء النقاشات النظرية النسوية التي لحقتها.

(4) تشير صفة الأتونومية في الأصل إلى الحركة العمالوية الإيطالية في السبعينيات. أعلنت النسويات الماركسيات الإيطاليات، مثل سيلفيا فيديريتشي ومارياروزا دالا كوستا أو ليوبولدينا فورتوناتي، في السبعينيات، استقلاليتهن عن الأحزاب السياسية والنقابات، وكذلك عن الحركة العمالية ذاتها.

(5) ولكن كذلك العديد من المنظرات النسويات الأخريات اللواتي استوحين من الماركسية، من بينهن خاصة الأميركية هايدي هارتمان في مقالها المشهور « The Unhappy Marriage of Marxism and Feminism: Towards a More Progressive -union- », Capital and Class, n° 8, p. 1-33.

(6) الرأسمالية البطريركية هو عنوان كتاب سيلفيا فيديرتشي الأخير المنشور في دار نشر La Fabrique عام 2019.

(7) مصطلح الرفاه الاجتماعي المشروط، مستلهم من الرفاه، يرتبط أساساً بالعمل المجاني المنجز لقاء المزايا الاجتماعية في الولايات المتحدة، وبالتالي طرح فكرة تأمين “الرفاه” والمساعدات الاجتماعية ليسوا متاحين من خلال ضمانات دولة الرفاه إنما عبر العمل، وغالباً من خلال الأعمال ذات المصلحة العامة. تساهم هذه الأعمال في إعادة الانتاج الاجتماعي بالمعنى الواسع، مثل تنظيف الحدائق العامة، وهو موضوع بحث أجراه كل من مود سيموني وجون كرينسكي في كتابهما Who cleans the park? Public work and urban governance in New York City, The University of Chicago Press, 2017. عادت مود سيموني إلى هذا الموضوع في كتابها الأخير, 2018, p. 49-62.

(8) العمل الرقمي، الذي يجمع “الأنشطة الرقمية اليومية لمستخدمي المنصات الاجتماعية أو تطبيقات الهواتف الخلوية” [Cardon et Casilli, 2015, p. 13]، وقد حللته مود سيموني (2018) من منظور المجانية والقيمة التي تنتج عنها. ومن ثم فهي عالجت الإشكاليات المركزية التي أثارها هذا العمل المجاني على الانترنت، كما تلك المتعلقة بالحدود بين العمل والهوايات، أو بين تلك المرتبطة بالقيمة المنتجة من دون النية بالعمل.

(9) أي شخص ليس من مواطني الاتحاد الأوروبي وفق منظور المادة 20 (1) من معاهدة عمل الاتحاد الأوروبي والذي لا يتمتع بحرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبي على النحو المحدد في التنظيم الصادر عام 2016 رقم 399 المحدد لقواعد حدود الشنغن Sara Farris, op. cit., p. 124-130.

(10) طورت سارة فارس هذا الجانب من خلال تحليلها النقدي لبرامج الإدماج المدني في إيطاليا وفرنسا وهولندا.

(11) بالنسبة لماركس: “مهما كان الشكل الاجتماعي الذي تتخذه عملية الانتاج، يجب أن تكون مستمرة، أو ما يعود إلى نفس الأمر، تعبر بشكل دوري في ذات المراحل. لا يمكن للمجتمع الكف عن الانتاج أكثر مما يستهلك. وإذا نظرنا إلى أي عملية انتاج اجتماعي، وليس إلى جانبها المعزول، إنما في سياق تجددها المستمر، هي في الوقت عينه عملية إعادة انتاج”، op. cit., p. 247.

(12) Lise Vogel, ibid., dans Susan Ferguson, op. cit., p. 113.

المراجع:

Anievas Alexander et Nişancioğlu Kerem, 2015, How the West Came to Rule: The Geopolitical Origins of Capitalism, Londres, Pluto Press.

Arruzza Cinzia, 2010, « Vers une -union- “queer” du marxisme et du féminisme ? », Contretemps, revue en ligne : [https://www.contretemps.eu/-union--queer-marxisme-feminisme/

Arruzza Cinzia, 2013, Dangerous Liaisons: The Marriages and Divorces of Marxism and Feminism, London, Merlin Press.

Batou Jean, 2015, « Accumulation by Dispossession and Anti-Capitalist Struggles: A Long Historical Perspective », Science & Society, vol. 79, n° 1, p. 11-37.

Benston Margaret, 1969, “The Political Economy of Women’s Liberation”, Monthly Review, vol. 21, n° 4, p. 13-27.

Benston Margaret, 1970, « Pour une économie politique de la libération des femmes », Partisans, « Libération des Femmes : année zéro », n° 54-55, p. 23-31.

Bhattacharya Tithi (-dir-.), 2017, Social Reproduction Theory. Remapping Class, Recentering Oppression, Londres, PlutoPress.

Bidet-Mordrel Annie, Galerand Elsa et Kergoat Danièle, 2016, « Analyse critique et féminismes matérialistes. Travail, sexualité(s), culture », Cahiers du Genre, vol. 3, n° 4, p. 5-27.

Bidet-Mordrel Annie et Bidet Jacques, 2001, « Les rapports de sexe comme rapports sociaux », Actuel Marx, n° 30.

Boggio Ewanjée-Epée Félix, Magliani-Belkacem Stella, Merteuil Morgane et Montferrand Frédéric, 2017, Pour un féminisme de la totalité, Paris, Amsterdam.

Bourcier Sam, 2018, Queer Zones. La trilogie, Paris, Éditions Amsterdam/Multitudes.

Brenner Johanna et Laslett Barbara, 1991, « Gender, Social Reproduction, and Women’s Self Organization: Considering the US Welfare State », Gender & Society, vol. 5, n° 3, p. 311-333.

Brenner Johanna et Ramas Maria, « Rethinking Women’s Oppression », New Left Review, n° 144, March-April 1984. [Traduit en français sur Période, [en ligne] http://revueperiode.net/repenser-loppression-des-femmes/%5D

Cardon Dominique et Casilli Antonio, 2015, Qu’est-ce que le digital labor? Paris, ina Éditions.

Davis Angela, 1981, Women, Race and Class, New York, Vintage books.

Delphy Christine, 1970, « L’Ennemi principal », Partisans, « Libération des femmes : année zéro », n° 54-55.

Delphy Christine, 1982, « Un féminisme matérialiste est possible », Nouvelles Questions Féministes, n° 4, p. 50-86.

Delphy Christine, 2001, L’Ennemi principal, économie politique du patriarcat, tome I, Paris, Éditions Syllepse.

Delphy Christine, 2003, « Par où attaquer le “partage inégal” du “travail ménager” ? », Nouvelles Questions Féministes, vol. 22, n° 3, p. 47-71.

Ehrenreich Barbara et Hochschild Russell Arlie, 2004, Global Woman. Nannies, Maids, and Sex Workers in the New Economy, New-York, Henry Holt and Company.

Farris Sara, 2017, In the Name of Women’s Rights. The Rise of Femonationalism. Durham, Duke University Press.

Federici Silvia, 2019, Le Capitalisme patriarcal, Paris, La Fabrique.

Federici Silvia, 2017, Caliban et la Sorcière. Femmes, corps et accumulation primitive, Genève, Entremonde et Sononevero.

Federici Silvia, 2012, Revolution at Point Zero. Housework, Reproduction and Feminist Struggle, Oakland, pm Press.

Federici Silvia et Cox Nicole, 1975, « Counter Planning from the Kitchen », in Silvia Federici, 2012, Revolution at Point Zero. Housework, Reproduction and Feminist Struggle, Oakland, pm Press, p. 28-40.

Ferguson Susan, 2019, Women and Work. Feminism, Labour and Social Reproduction, Londres, Pluto Press.

Floyd Kevin, 2013, La Réification du désir : vers un marxisme queer, Paris, Éditions Amsterdam.

Fortunati Leopoldina, 1996, The Arcane of Reproduction: Housework, Prostitution, Labour and Capital, New York, Autonomedia.

Galerand Elsa et Kergoat Danièle, 2014, « Consubstantialité vs intersectionnalité ? À propos de l’imbrication des rapports sociaux », Nouvelles pratiques sociales, vol. 26, n° 2, p. 44-61.

Hartmann Heidi, 1979, « The Unhappy Marriage of Marxism and Feminism: Towards a More Progressive -union- », Capital and Class, n° 8, p. 1-33.

Jones Claudia, 2014 (1949), « Femmes noires et communisme : mettre fin à une omission », Revue Période (traduction du texte original de Claudia Jones), [en ligne] http://revueperiode.net/femmes-noires-et-communisme-mettre-fin-a-une-omission/

Kofman Eleonore et Raghuram Parvati, 2015, Gendered Migrations and Global Social Reproduction, Londres, Palgrave Macmillan.

Kollontaï Alexandra, 1920, 1977 [1920], « Communism and the Family », Komunistka, n° 2, in Alexandra Kollontaï et Alix Holt, 1978, Selected Writings of Alexandra Kollontaï, Westport, Laurence Hill & Company.

Luxton Meg, 2006, « Feminist Political Economy in Canada and the Politics of Social Reproduction », in Kate Bezanson et Meg Luxton, Social Reproduction: Feminist Political Economy Challenges Neoliberalism, Montreal, McGill-Queen’s University Press, p. 11-44.

Marx Karl, 2010 [1865], Salaires, prix et profits, Genève, Entremonde.

Marx Karl, 1872, Le Capital, Paris, Maurice Lachâtre.

Merteuil Morgane, 2017, « Le travail du sexe contre le travail » in Félix Boggio Ewanjée-Epée, Stella Magliani-Belkacem, Morgane Merteuil et Frédéric Montferrand, 2017, Pour un féminisme de la totalité, Paris, Amsterdam.

Simonet Maud, 2018, Travail gratuit, la nouvelle exploitation ?, Paris, Textuel.

Simonet Maud et Krinsky John, 2017, Who cleans the park? Public work and urban governance in New York City, Chicago, The University of Chicago Press.

Tabet Paola, 2005, La Grande arnaque : sexualité des femmes et échange économico-sexuel, Paris, L’Harmattan.

Thompson William, 1983 [1825], Appeal of one Half of the Human Race, Women, against the Pretensions of the other Half, Men, to Retain them in Political and thence in Civil and Domestic Slavery, Londres, Virago. (écrit avec Anna Wheeler)

Ticktin Miriam, 2008, « Sexual Violence as the language of Border Control: Where French Feminist and Anti-immigrant Rhetoric Meet », Signs, vol. 33, n° 4, p. 863-89.

Vogel Lise, 2013 [1983], Marxism and the Oppression of Women: Toward a Unitary Theory, Chicago, Haymarket Books.



#شارلين_كالديرارو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقد النسوي الماركسي: من العمل المنزلي إلى نظريات إعادة الا ...


المزيد.....




- من جهينة عن خيمة طريق الشعب في مهرجان اللومانيتيه (1)
- السويد.. آلاف المتظاهرين يحتجون على مشاركة إسرائيل في مسابقة ...
- مداخلة النائب رشيد حموني رئيس فريق التقدم والاشتراكية في الج ...
- أخذ ورد بين مذيعة CNN وبيرني ساندرز بشأن ما إذا كانت إسرائيل ...
- مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين بجامعة أمستر ...
- على وقع حرب غزة.. مشاهد لاقتحام متظاهرين في اليونان فندقًا ي ...
- هل تقود الولايات المتحدة العالم نحو حرب كونية جديدة؟
- م.م.ن.ص// -جريمة الإبادة الجماعية- على الأرض -الحرية والديمق ...
- تمخض الحوار الاجتماعي فولد ضرب الحقوق المكتسبة
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 554


المزيد.....

- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شارلين كالديرارو - النقد النسوي الماركسي: من العمل المنزلي إلى نظريات إعادة الانتاج الاجتماعي