أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم العراقي - اليوناني الرائي














المزيد.....

اليوناني الرائي


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1725 - 2006 / 11 / 5 - 07:05
المحور: الادب والفن
    


طمس اسم دومينيكوس ثيوتوكوبولس لصعوبته واستبدل بجنسيته فبات اليوناني فحسب. وطمس فنه لغرابته وتخلفه فغاب ثلاثة قرون. لكن ناشينال غاليري لندن, تستعيده بدءاً من الحادي عشر من الشهر الجاري حتى الثالث والعشرين من ديسمبر.
كان عاد في أواخر القرن التاسع عشر عندما اكتشف الوطنيون الاسبان ان ضيفهم في القرن السابع عشر سبق زمانه في الواقع. وان اشكاله المشوهة الراجفة تخطت أسلوب عصر النهضة وافتتحت الحداثة.
بابلو بيكاسو حسم الأمر عندما استوحى "فتح الختم الخامس" ورسم "آنسات افينيون" التي غيّرت كل شيء وباتت أهم لوحة في الفن الحديث. نرى في "فتح الختم الخامس" شخصاً يبتهل (أو يرقص الباليه؟) ويبدو كأنه ينكمش في ثوب أزرق متهدل. سائر الأشخاص عراة, أجسادهم بيض مهزوزة, يحاول بعضهم جاهداً رفع الأطفال في فضاء قاتم مشحون. قد نعبرها بفتور لأننا لا نفهمها, لكن بيكاسو توقف عندها ملياً حين رآها في مونمارتر لدى مواطنه اغناسيو ثولواغا الذي بات الرسام المفضل لدى الجنرال فرانكو لاحقاً. قال ان "آنسات افينيون" رَاقَته ونسخ فيها شكل اللوحة المربع ووضع العاريات والجو المشحون والكسر التكعيبي للسماء.
ولد دومينيكوس ثيوتوكوبولس (1541 - 1614) في كريت التي كانت احدى مستعمرات البندقية, وبدأ رسام ايقونة تأثر بالأسلوب البيزنطي الحاد الجامد. غادر جزيرته الى الجزيرة المرجع, وفي البندقية تتلمذ على تيتيان, لكنه دان بالكثير لتنتوريتو. في روما صدم زملاءه عندما قال ان باستطاعته رسم "يوم القيامة" بجودة مايكل انجلو مع جعلها أكثر مسيحية. كانت الكنيسة الكاثوليكية تحارب البروتستنتية والإسلام بالثقافة والسلاح, وشاءت تطهير الفن من الأساليب الوثنية واخضاعه للدين. لكن مايكل انجلو رسم العري صريحاً في شلال الأجساد المتدفق على جدار كنيسة سيستين, فرأى كثيرون أفضل عمل له جديراً بحمام عام أو خمارة لا بمكان سام كالكنيسة. كان في مقدور المثقفين رؤية تأثير دانتي في "يوم القيامة", لكن كيف سيفهم الأميون الجهلة رسم الصور المقدسة بهذه الطريقة؟ أتى آل غريكو من خلفية شرقية أكثر ورعاً وصرامة, وقبل بخدمة الفن للدين خلافاً لمايكل انجلو وفناني روما. هجس بتطهير المسيح الهيكل من التجار, ورسمه مراراً جاعلاً مايكل انجلو وتيتيان ورافاييل صرافين في احدى اللوحات, فأوحى رغبة عميقة وصادقة في تطهير الفن وجعله مسيحياً.
هرب آل غريكو من عداء فناني روما الى طلطيلية, اسبانيا, حيث تخلص من عقدة مايكل انجلو ومهد للحداثة. يعزو البعض الاستطالة والالتواء في أشكاله الى تأثره بتنتوريتو وبارميجانينو في حين يربطها آخرون بوجوده في اسبانيا بعيداً من الفنانين وحراً من تأثيرهم. كارافاجو وحده اقترب من منزلة مايكل انجلو, لكن آل غريكو كان فناناً كبيراً فريداً تجاهل الموضوعية في العالم الخارجي وشحنه بعاطفته ورؤيته الذاتية.



#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يقتتلون في الشرق الأوسط..؟
- تهافت الديمقراطيات الصناعية
- موسوعة التنوير..غيرت مسار التأريخ
- من نحن؟ تحديات الهوية الوطنية الأميركية
- هكذا تكلم الفيلسوف الماركسي هابرماس
- العالم عام 2020 ..حسب تقرير السي آي أيه
- مواطن الإرهاب الجديدة
- بغداد..الصعود والسقوط
- إستغراق في الديمقراطية
- كاثوليك ..مطلوبون للعدالة
- السيد المسيح..جمهورياً
- الأصولية
- علماء وأنبياء..
- الفكر الإغريقي والثقافة العربية
- تاريخ الاشتراكية الفرنسية
- إبن رشد والإرث الأندلسي
- الكلدوآشوريين السريان والأطباق الطائرة
- المسلمون في إسبانيا، بين عامي 1500-1614
- المسيحية الحديثة والعلمانية
- غوغان


المزيد.....




- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم العراقي - اليوناني الرائي