أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رحيم العراقي - من نحن؟ تحديات الهوية الوطنية الأميركية














المزيد.....

من نحن؟ تحديات الهوية الوطنية الأميركية


رحيم العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 1696 - 2006 / 10 / 7 - 09:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا كان المسلمون قد استقبلوا كتاب المفكر والأكاديمي الأميركي المعروف صموئيل هنتنغتون قبل الأخير «صدام الحضارات» بالقلق والرفض الواسعين لترويجه فكرة أن الصراع العالمي المقبل سوف يكون صراعاً بين الحضارة الغربية من ناحية وحضارات الشرق وعلى رأسها الإسلام من ناحية أخرى، فماذا يقولون عن النظرية التي يروج لها في كتابه الجديد «من نحن؟ تحديات الهوية الوطنية الأميركية» للدور الذي يرى هنتنغتون بأن الإسلام كدين وحضارة سيلعبه في تشكيل الهوية الوطنية الأميركية خلال الفترة الراهنة وفي المستقبل المنظور. فعلى الرغم من أن هنتنغتون لا يرى ـ في كتابه الجديد ـ أن الإسلام هو أحد التحديات الأساسية التي أدت إلى تراجع شعور الأميركيين بهويتهم الوطنية خلال العقود الأخيرة، فإنه يرى أن العداء للإسلام والحضارة الإسلامية قد يساعد بشكل كبير في تحقيق التفاف الأميركيين المنشود حول هويتهم الوطنية في المستقبل المنظور. ولكن ماذا عن الدور الذي سيلعبه الإسلام في أوروبا؟
في حديث له باسطنبول عن السياسة العالمية ودور تركيا في المستقبل القريب يتطرق هنتنغتون في هذا الإطار إلى أربع نقاط: أولاً، تحدد الهويات الثقافية والدينية أكثر فأكثر مصالح المجموعات الناشطة والدول وخصوماتها وصداقاتها. ثانياً، تتميز هيكلية النفوذ في السياسة العالمية المعاصرة بوجود قوة عظمى واحدة والعديد من القوى الإقليمية الكبرى وعدد أكبر من القوى الإقليمية الثانوية وكذلك الكثير من البلدان الأخرى.
ثالثاً، يغلب على النزاعات في هذه السياسة العالمية الجديدة طابع الحروب الفئوية لا سيما تلك التي تشارك فيها مجموعات اسلامية. أخيراً، يجعل التفاعل بين قوى الثقافة والنفوذ والحرب الأدوار التي أدتها تركيا في الحرب الباردة غير متناسبة إلى حد كبير مع الزمن الحالي، لكنه لا يحدد أدواراً جديدة واضحة لها.
ويرى هنتنغتون أن الميول العالمية طرحت تحديين أساسيين على الهوية العلمانية لتركيا الحديثة كما حددها مصطفى كمال أتاتورك. وأدى التدين الجديد الى تركيز جديد على الرموز والطقوس والممارسات الإسلامية في العديد من فئات المجتمع التركي بما في ذلك الطبقة الوسطى المدينية والمهنيون ومتعهدو الأعمال. والأهم سياسياً كان تشكيل مجموعة من الأحزاب الموجهة دينياً، الأمر الذي توج بانتصار «حزب العدالة والتنمية» عام 2002.
والأهمية نفسها يكتسبها المدى الذي بلغه رئيس الوزراء أردوغان في رفضه المتأني للتعصب الديني، وتحديده لحزبه بأنه النظير الإسلامي للأحزاب الديمقراطية المسيحية في أوروبا، وترويجه الناشط لعضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي.لا شك في أن هذا كان هدفاً أساسياً في السياسة الخارجية التركية منذ عام 1957. حاولت تركيا سنة تلو الأخرى إزالة العوائق أمام تحقيق ذلك الهدف من حيث توسيع نطاق حماية الحريات الفردية وسيادة القانون، وفرض قيود على تدخل العسكر في السياسة التركية واعتماد سياسة أكثر تساهلاً وتكتيفاً تجاه الأقلية الكردية.
ومع ذلك، يؤخر باستمرار قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي في حين انضمت إليه عشرة بلدان أخرى تقدمت بطلب العضوية بعد تركيا. كيف يمكن تفسير هذا؟ السبب الرئيسي الذي لا يتحدث عنه علناً سوى قلة من القادة الأوروبيين لكنه متداول بقوة في أوساط الجماهير الأوروبية والعديد من النخب الأوروبية هو أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها تركيا لاعتماد القيم والممارسات الأوروبية، فإن مجتمعها وثقافتها وتاريخها تجعل منها في شكل أساسي بلداً غير أوروبي.
طالما أن النخب والجماهير الأوروبية تتشاطر هذه الآراء على نطاق واسع، ستبقى عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي أمراً بعيد الاحتمال. اقحم الاوروبيون أنفسهم في وضع حيث يشعرون أنه لا يمكنهم رفض تركيا لكن في الوقت نفسه لا يمكنهم قبولها. لذلك اتبعوا، وسيستمرون في اتباع سياسة التأجيل والمماطلة.ولكن ثمة سؤال معكوس: هل أوروبا جاهزة لتركيا؟ الجواب هو لا، ويتأكد أكثر فأكثر مع مرور الوقت.
حاولت تركيا بشجاعة القاء الضوء على النواحي العلمانية في مجتمعها وثقافتها لتلبية ما تعتبره شروط الانضمام الى الاتحاد الأوروبي. لكن بينما تتقدم تركيا في اتجاه علماني، يبدو أن أوروبا تتقدم في اتجاه ديني. حتى الآونة الأخيرة، كانت أوروبا بلا شك المنطقة الأكثر علمانية في العالم. لكن هذا الواقع بدأ يتغير، والسبب هو هجرة المسلمين الكثيفة إلى أوروبا والتفاعلات المتزايدة بين البلدان الأوروبية والبلدان الإسلامية المجاورة.
وقد أرغمت هذه التطورات الأوروبيين على مواجهة السؤال الآتي من جديد من «نحن؟» والى أي مدى يجب ان يحددوا هويات بلدانهم وهوية الاتحاد الأوروبي على أسس دينية؟ وماذا عن المصالح الأخرى من جهة، وهيكلية النفوذ العالمية الجديدة ومضاعفاتها المحتملة على أوروبا وتركيا من جهة ثانية؟السياسة العالمية المعاصرة هي مزيج أوهجين مؤلف من قوة عظمى واحدة والعديد من القوى الأساسية يمكن تسميته نظاماً أحادياً ـ متعدد القطب. في هذا المزيج لهيكلية النفوذ العالمية أربعة مستويات.
في المستوى الأول، الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة مع تفوق في كل ميادين النفوذ. في المستوى الثاني هناك قوى إقليمية كبرى هي الفاعلة المسيطرة في مجالات مهمة في العالم لكن ليس لمصالحها وإمكاناتها امتداد عالمي بقدر مصالح الولايات المتحدة وإمكاناتها.
وتشمل هذه القوى الاتحاد الأوروبي (أي في شكل خاص ألمانيا وفرنسا) وروسيا والصين والهند وإيران والبرازيل ودولاً أخرى. وفي المستوى الثالث هناك قوى إقليمية ثانوية تأثيرها في منطقتها أقل من تأثير القوى الإقليمية الأساسية. أخيراً يضم المستوى الرابع البلدان المتبقية وبعضها، على غرار تركيا، مهم جداً لأسباب عدة لكنه ليس جزءاً لا يتجزأ من هيكلية النفوذ العالمية.



#رحيم_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تكلم الفيلسوف الماركسي هابرماس
- العالم عام 2020 ..حسب تقرير السي آي أيه
- مواطن الإرهاب الجديدة
- بغداد..الصعود والسقوط
- إستغراق في الديمقراطية
- كاثوليك ..مطلوبون للعدالة
- السيد المسيح..جمهورياً
- الأصولية
- علماء وأنبياء..
- الفكر الإغريقي والثقافة العربية
- تاريخ الاشتراكية الفرنسية
- إبن رشد والإرث الأندلسي
- الكلدوآشوريين السريان والأطباق الطائرة
- المسلمون في إسبانيا، بين عامي 1500-1614
- المسيحية الحديثة والعلمانية
- غوغان
- هيجو .. حياته..أعمالة
- وحدة الفلسفة السياسية
- تجربة مع الشعوب السوفياتية
- . كتاب : التوحش


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رحيم العراقي - من نحن؟ تحديات الهوية الوطنية الأميركية