أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكية خيرهم الشنقيطي - رحلة البحث عن الوطن المفقود














المزيد.....

رحلة البحث عن الوطن المفقود


زكية خيرهم الشنقيطي

الحوار المتمدن-العدد: 7675 - 2023 / 7 / 17 - 16:53
المحور: الادب والفن
    


الى كل هارب من وطنه قسرا تائه في غابة الأوهام، تنتشل أشلاء الأحلام الساقطة في أحضان الزمن. تقطف أزهار الصمت المنثورة على ساحة الوجود. ترقص بها في أروقة الصمت العتيقة... تنثر خطواتك العابرة على دروب الوجود المتعرجة. أنا المُتيّم بالأحلام المتلاشية، العابر البائس في شوارع العاصمة الشقراء المكتظة، أرتمي خلف خطواتي القلقة، تتبعثر خطاي القلقة، وسط عتمة الفراغ وضجيج الهموم المستعصية. أبحث عن شمعة تُضئ لي مسار الحياة، تسلبني من قبضة اليأس وتنساب كفرحة الأمل في شراييني. أمضي دون انقطاع في شارع طويل ومتعرج، يبعث فيّ شعوراً بالغربة والإرتباك. أين سأصل وأين يقودني هذا الطريق أسئلة تلتف حولي وتعصف بمزاجي الهائج، كالأعاصير التي تُدمّر كل ما يقف في طريقها. أحتاج لوميض النور، لمسةٍ من الأمل، تداعب روحي الحزينة وتنشرج حواسي المرتعشة. أنا المغرم بأحلام باهتة متلاشية، المُسافر الحزين في أزقة العاصمة الشقراء المليئة بالناس، أترنح خلف خطواتي المترددة، تتشابك خيوط خوفي المتلتفة، وسط غياهب الفراغ المظلم وضجيج الأحزان العنيدة. أبحث عن قنديل يضيء درب حياتي، يستعيدني من قبضة اليأس وينساب مثل نسيم الأمل في عروقي. أسير بلا توقف في شارع طويل متعرج، يثير في نفسي شعورًا بالغربة والارتباك. إلى أين سأصل وأين سيقودني هذا الطريق؟ أسئلة تلتف حولي مثل ثياب ملتوية وتعصف بروحي العاصفة، كالأعاصير التي تهدم كل ما يقف في طريقها. أحتاج إلى بريق النور، لمسة من الأمل العميق، تتلاعب بروحي الحزينة وتنشرج حواسي المرتعشة. فأنا هاجس الألفاف المتناثرة في ضباب الشكوك، الروح الشاردة في غابة الأوهام، أنتشل قوافي الحياة المضطربة من بركة النسيان، وأصطاد أشلاء الأحلام الساقطة في أحضان الزمن. أقطف أزهار الصمت المنثورة على ساحة الوجود، وأرقص بها في أروقة الصمت العتيقة، فتتفتح ألحان الوجود وتنشرج أنغام الروح. أنا المسافر بين طرقات الشك والأمل، أتسلل كظل يعبث بالضوء، أنثر خطواتي العابرة على دروب الوجود المتعرجة، أمضي بثقة تعلوني موجات الشوق والحيرة. أهيم في عالم من المشاعر المتجددة، يجتاحني الجمال المنتشر في كل زاوية، ويصافحني الوهم في أعماق البوح. أنا المُحَرِّك لعربات الأحلام، الشاهد على رقصات العواطف المتأججة، أغرق في بحر الألوان وأسبح في فضاء الكلمات، أبحث عن وطن يحتضن أشواقي ويحمل أحلامي على أجنحة الإبداع. فأكتب بمداد الروح على أرصفة الوجود، وأنثر حروف الوجع والأمل على صفحات الزمن، لتنشرج بين سطوري عالمًا يتراقص بحنين الحروف وصدى الأفكار. أنا التائه بين طرقات الوجود، المبتدئ في رحلة البحث عن الجمال والحقيقة، أرتشف نسمات الشوق وأرقص على أنغام الوقت، أتمايل كالعاشق الذي تنشرج قلبه بأشواق اللقاء وانتظار الفراق. أنا الروح الشغوفة بالحياة، المستعدة للغوص في أعماق الوجود واستكشاف أسرار الكون. أتراقص بين أبجدية الأحاسيس وألوان الكلمات، أنثر أفكاري المتلألئة كنجوم السماء، وأعزف سيمفونية الحياة بأوتار الروح. أنا الشاعر الذي يرقص في رقصة البوح، وينسج في خيوط الكلمات لحنًا مترنمًا .ينير دروب الوجود.
أصرخ بصوتٍ مكتوم، أحتضن حزن العالم وأهيم بعيداً في غياهب الخيبة واليأس. أُعيد رسم النجوم الساطعة والمنطفئة، أفتح قلبي لأجري على أطراف أحلامي المرتجفة، تطير بي المسافات الضوئية لحظات إلى وطني الذي تركته قسراً فأشعر بغضب يتلألأ في عينيّ، ودموع متحجرة تنساب على خديّ. كوابيس في النهار تتراءى في ذاكرتي المسلوبة، تذكّرني بالقتل الوحشي وذبح الأبرياء، وتشردني في اغترابٍ موحش، أشعر بحسرةٍ على وطن لم يبق منه إلا نتاج مصائبنا المفتعلة. أنا المُتيّم بالأحلام المتلاشية، أحتاج لأنغام تردّد في روحي وتُنسيني هذا الحزن الذي يسكنني. فأسمع صوت المطر يتساقط علي... مشيت لأميال بعيدة في هذه المدينة الشقراء الغريبة، أتخبط وأتراقص في زحمة الأسئلة المجنونة تضربني كالأمواج الجارفة. أتساءل، أين ذهب الأمل؟ أين هو النور الذي كنت أرجوه يوماً؟ أين هو الوطن الذي تركته خلفي؟ أصرخ بصمت مكتوم، أحتضن حزن الكون وأتيهم بعيدًا في غياهب اليأس والأسى. أنسجم مع رقصة النجوم الساطعة والمنطفئة، أفتح قلبي لأسبح على أنغام أحلامي المتلألئة، تحلّق بي المشاعر السرمدية لحظاتٍ إلى وطني الذي فُقد بالقوة، أشعر بغضبٍ يتلألأ في عيني، ودموعٍ متحجرة تنهمر على خدي. كوابيس في النهار ترسم أشباحها في ذاكرتي المسلوبة، تذكّرني بالقتل الهمجي وانتهاك البراءة، تجوبني في اغترابٍ موحش، أشعر بحسرةٍ على وطنٍ تلاشى تحت أعباء مصائبنا المفتعلة. أنا المُغرم بأحلام الزمن المتلاشية، أحتاج لأنغامٍ ترتل في روحي وتحررني من هذا الحزن الساكن. فأستمع إلى صوت المطر وهو يترنح على أسقف الذكريات المتهاوية . إنها قصة رحلتي.



#زكية_خيرهم_الشنقيطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في قصائد اسلو للشاعر هادي الحسيني
- قراءة لثلاث قصائد شعرية تشير لأقمارها الأميرة للاديب الشاعر ...
- قراءة في قصائد الشاعر ستار موزان
- قراءة في مسودن العراق للاديب زهير شليبة
- قراءة في رواية رسائل الخريف الضائعة
- قراءة في قصيدة الشاعر العراقي المغترب نجم عذوف
- قراءة في - بكائيات في الغربة والاغتراب- للروائي والشاعر عبد ...
- التحيز الجنساني في رواية جميلات منتصف الليل للروائية حنان در ...
- صوت الوحدة والتضامن في وجه الحروب والاستبداد: رسالة إلى العم ...
- النضال من أجل البقاء والمقاومة في رواية -نيران طرفي النهار- ...
- قراءة في رواية ليلة العشاء الأخير للروائي المغربي ادريس الصغ ...
- قراءة في رواية رقصة الظلام للروائي سيف المفتي رواية الحرب وا ...
- قراءة في قصيدة الشاعر عقيل الساعدي
- معاني الحنين والشوق في شعر عقيل الساعدي
- صراع الأمل واليأس في عوالم الألم والأمل في رواية -لعبة بوح ب ...
- قراءة في رواية خطوات ليست أخيرة للاديب الروائي والناقد د. خل ...
- تجسيد للأحاسيس والأفكار التي ترقص على أوتار الليل قراءة في ق ...
- قراءة في المجموعة القصصية زيارة عابرة هلوسات من زمن الكوفيد ...
- -نموذج التنمية المغربي الجديد - نمو شامل-
- الأجنبي وشبح ابسن


المزيد.....




- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...
- اللبنانية نادين لبكي والفرنسي عمر سي ضمن لجنة تحكيم مهرجان ك ...
- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زكية خيرهم الشنقيطي - رحلة البحث عن الوطن المفقود