أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الراشيدي - تحولات مكانة المرأة في المجتمع المغربي قراءة في مقال -الاتجاه المؤنث- لصاحبه عمار حمداش Transformations of the status of women in Moroccan society A reading of the article -The Feminine -dir-ection- by Ammar Hamdash















المزيد.....

تحولات مكانة المرأة في المجتمع المغربي قراءة في مقال -الاتجاه المؤنث- لصاحبه عمار حمداش Transformations of the status of women in Moroccan society A reading of the article -The Feminine -dir-ection- by Ammar Hamdash


محمد الراشيدي
باحث في السوسيولوجيا

(Mohamed Errachidi)


الحوار المتمدن-العدد: 7665 - 2023 / 7 / 7 - 01:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تقديم
تعددت الكتابات التي حاولت دراسة وضعية المرأة ومكانتها داخل المجتمع المغربي، خصوصا مع بداية ما أصطلح عليه آنذاك بالعهد الجديد، الذي اتخذ فيه عاهل البلاد اجراءات عديدة تروم إصلاح المجتمع وتقوية مكانة المرأة فيه، ومن أهم الإصلاحات التي وجب ذكرها في هذا المقام، والتي كان ينظر إليها آنذاك كخطوة عظيمة في مسار أنصاف المرأة وتمكينها داخل المجتمع، مدونة الأسرة وكذا التعديلات التي لحقت مدونة الشغل، هذان القانونان اللذان كان لهما أثر بليغ في تغيير حياة المرأة وتغيير مكانتها داخل المجتمع المغربي، وذلك رغم القصور الذي لحق تطبيقهما من حين لآخر.
إن الكتابات التي سعت إلى تقديم صور أقرب لحال المرأة في المجتمع المغربي، دون الإغراق في تحاليل بعيدة عن واقعها أو الانسياق وراء أيديولوجيات قد تقلل من الأهمية العلمية للدراسة قليلة، ويمكن أن نعدها على أصابع اليد، وتعد الدراسات التي قدمها السوسيولوجي القدير عمار حمداش من أبرزها، حيث خصص الرجل الكثير من مؤلفاته للاهتمام بالأسرة على وجه العموم وبالمرأة على وجه الخصوص، محاولا في كل مرة تقفي آثار التحولات الاجتماعية على بنية الأسرة ووضعية المرأة. وسنحاول في هذه الورقة البحثية أن نقدم بعضا من تصوراته حول المرأة من خلال التركيز على مقاله "الاتجاه الانثوي" الذي قدم فيه قراءة لبعض مسارات ومؤشرات التحول الذي شهدته وضعية المرأة في مجتمعنا، دون أن يكون المقال، كما جاء على لسانه، فرصة لنصرة النساء على الرجال أو العكس.
1- من الأمومة إلى النسوية:

استهل الأستاذ عمار حمداش مقاله بتقديم مبررات اهتمامه بمثل هذا الموضوع، الذي يعتبر في رأيه مركبا، خصوصا أنه صار موضوعا تَلوُكُه ألسن كثيرة ومن تخصصات متباينة، ففي نظره هناك دوافع كثيرة للاهتمام بهذا الموضوع، ويمكن اختزالها في العبارة التالية " بروز النسوة خلف الأمهات" التي نسبها الباحث للسوسيولوجي المغربي محمد جسوس، ومفادها أن المجتمع شهد في السنوات الأخيرة انتقالا من الدور التقليدي الذي كان لصيقا بالمرأة والذي كان يختزلها في العمل المنزلي، أو في حدود الملكية الزوجية مثل الحقل والبيت... وهي كلها أدوار مرتبطة بما أسماه عمار حمداش الأمومة التي تقتصر على تربية الأبناء وخدمة الزوج، إلى دور أكثر راهنية فرضه الخروج المتزايد للمرأة من حيز البيت إلى حيز أوسع في المجتمع مثل المدرسة أو الجامعة أو المدارس العليا... مما يمهد الطريق لحقا أمامها لاعتلاء مناصب هامة، وتقلد مهام كانت فيما قبل حكرا على الذكور، والأمثلة في هذا المجال كثيرة ومتعددة. فماهي الأسباب التي ساهمت في هذا التحول؟ وكيف تمكنت المرأة من فرض ذاتها في مجتمع ظل لزمن قريب ينظر إليها باعتبارها قاصرا؟
يعزو عمار حمداش أسباب هذا التبدل من الأمومة إلى النسوية، من ربة البيت إلى المرأة التي ستضطلع بأدوار متنوعة داخل المجتمع، بعيدا عن الأدوار التقليدية التي تربطها بمجال البيت إلى:
أولا: التحول الذي شهدته مقاعد الدراسة حيث ستعرف تفوقا عدديا للإناث على الذكور، بعدما كانت الأمور عكس ذلك في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، ويواكب هذا التفوق العددي تفوق دراسي للإناث على حساب أقرانهم من الذكور، هذا ناهيك عن اِحترامهن لضوابط وقوانين المسيرة للمؤسسة أكثر من الذكور، مما يأهلهن للحصول على نتائج ممتازة.
ثانيا: التحول القيمي الذي بدأ يشهده المجتمع، ففي الوقت الذي ترسخ المدرسة فيه قيما تقليدية تمتح من الأدوار الكلاسيكية التي دأبت المرأة على القيام بها من قبيل تربية الأبناء، الأمومة، العمل داخل مجال البيت وما ينتمي إليه من فضاءات... بدأت تطفو على سطح المجتمع قيم بديلة إن لم نقل مضادة للسابقة تروج لها قنوات أخرى غير المدرسة، وتحظى بحضور وإقبال كبير من لدن الشباب والمراهقين، مثل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي وجماعات الأقران... قيم تدعو إلى تطوير وضعية المرأة وتخليصها من المهام التقليدية التي طالما أُلصقت بها.
2- مؤشرات التحول القيمي

إن بزوغ هذه القيم التي تسعى لتشييد مكانة جديدة للمرأة سواء داخل المؤسسة المدرسية أو داخل المؤسسة الأسرية وفي للمجتمع ككل، والتي ستشكل ما أسماه عمار حمداش " الاتجاه المؤنث" سبقته مؤشرات عديدة مهدت الطريق لظهوره، ويجملها الباحث في ثلاث مؤشرات أساسية، هي المؤشر الديموغرافي والمؤشر الاقتصادي والمؤشر الثقافي.
أ‌- المؤشر الديموغرافي
تتجلى المؤشرات الديموغرافية فيما لحق البنية السكانية من تغير في السنوات الأخيرة، حيث أصبح أكثر من نصف الساكنة المغربية حضريين (أي يقطنون الحواضر)، فبلغوا 55% حسب إحصاء 2004 ، وارتفع عدد الإناث في مقابل عدد الذكور في المجتمع. كما أن تعرف النساء على أنواع متعددة من موانع الحمل، وإقبالهن على استخدام عدد منها، مكنهن من التحكم في عملية الإنجاب، الشيء الذي ترتب عنه انخفاض في نسب الخصوبة ليصل المتوسط، حسب نفس الإحصاء، إلى 2.4%، وهي نتيجة ستتعزز مع العزوف المتزايد للشباب من الجنسين عن الزواج، أو إرجائه إلى سن متأخرة يبلغ متوسطها عند الذكور 32 سنة وعند النساء 27 سنة، بسبب عوامل اقتصادية أو اجتماعية أو قيمية.
لقد ترتب عن هذه التحولات الديموغرافية عدة نتائج ستغير وجه المجتمع المغربي وتساهم في تسريع وثيرة الانتقال الذي ستشهده وضعية المرأة فيه، ومن هذه النتائج، على سبيل المثال لا الحصر، تنامي نسبة المغربيات العازبات أو المطلقات، ويرجع الأمر، حسب حمداش، إلى الضوابط التي باتت تفرضها مدونة الأسرة الجديدة، والتي جعلت نسب الطلاق ترتفع خصوصا في السنوات الثلاثة الأولى للزواج، كما أن الفهم الخاطئ لمقتضيات هذا القانون الجديد، وما راج حوله من إشاعات جعلت الكثير من الشباب يعزفون عن الزواج، وتحول معظمهم من البحث عن شريك/شريكة العمر، إلى البحث عن عمل يمكنهم/ن من تحقيق ذواتهم، بمعزل عن الغير، وقد بدأ هذا الميل يتعاظم خصوصا لدى النساء اللواتي بات همهمن هو إثبات ذواتهن عبر البحث عن عمل يحفظ لهن كرامتهن، ويغنيهن عن التبعية لشخص يتحكم فيهن، وهذه في نظرنا قيم تمتح من "الاتجاه الانثوي" الذي تحدث عنه الأستاذ عمار حمداش.
تحقيقا للهدف السالف الذكر ستنزح الكثير من النساء للمدن الكبرى مثل البيضاء أو طنجة وغيرهما من المدن المستقطبة لليد العاملة، حيث فرص الشغل أكثر وبمرتبات أفضل، مما يؤدي إلى ظهور حالات تساكن، أي اشتراك عدد من الإناث في شقة أو غرفة داخل منزل على غرار ما يفعله الذكور، فبتنا نشهد اليوم ظاهرة "الزوفريات" التي باتت تغزو المجتمع المغربي، وستؤثر حتما على بنية الحي الذي تقطنن فيه ومنه بالضرورة على بنية المجتمع، خصوصا في بلد لا يزال أغلب سكانه من المتزوجين ينظرون بعين الريبة والشك إلى السكان العزاب من الذكور (الزوافرية)، فما بالك بالعازبات من النساء اللواتي غالبا ما يتهمن من طرف باقي السكان، سواء بشكل صريح أو ضمني، بامتهان الدعارة، وهي تهمة فيها الكثير من التعميم والأحكام المسبقة، غير أن الباحث يؤكد في هذا المقام أن نسبة معينة من النساء المهاجرات، سواء داخل الوطن أو خارجه، يتجهن للعمل في مهام مرتبطة بقطاع الجنس.
ب‌- المؤشرات السوسيو- الاقتصادية:
كثيرة هي ومتعددة المؤشرات الاقتصادية التي ساهمت في تبدل حال المرأة في المجتمع المغربي، ولا يتسع المجال لذكرها جميعا، لهذا سيكتفي الأستاذ حمداش بالإشارة إلى بعضها فقط، حيث سجل الباحث حضورا مكثفا للمرأة في مجالات متنوعة داخل النسيج الاقتصادي، سواء كان مهيكلا وغير مهيكل، في مقابل تراجع حضور الذكور في قطاعات عديدة، لدرجة صارت معها بعض هذه القطاعات تحمل صبغة أنثوية مثل قطاع النسيج أو التصبير أو الصيدلة أو السياحة أو الفندقة.... ويعزى ذلك إلى ما ترمز إليه المرأة من طاعة داخل مجال العمل، وكذا رضاها بأجر أقل مما يمكن أن يطلبه الذكر، هذا بالإضافة إلى التفوق الدراسي السالف الذكر، مما أهلها لتصبح في كثير من الأحيان معيلا للأسرة ومساهما أساسيا في ميزانيتها.
لقد ساهم خروج المرأة للعمل كذلك، في إذخارها للمال وحصولها على أملاك عينية ومادية من قبيل العقارات والمتاجر والسيارات أو شركات، بعد أن كانت تقتصر أملاكها فيما مضى (إلا في حالات خاصة) على ما يوجد داخل بيت الزوجية من أواني أو أثاث... فتحولت من ربة البيت " مولات الدار" Femme au Foyer إلى صاحبة أملاك يمكن أن نسميها تجاوزا "سيدة أعمال" Femme d’Affaires. وقد تعزز كل هذا بتحول العادات الاستهلاكية والاقتصادية للمجتمع المغربي، والتي يعتبر تزايد المنتوجات الموجهة للاستهلاك النسوي أحد مظاهرها، في الوقت الذي تشهد فيه المنتوجات الموجهة للذكور انكماشا.
لا غرابة إذن في أن الحضور المتزايد للمرأة في فضاءات ووظائف وحرف كانت حكرا على الرجال من قبيل سياقة سيارات الأجرة أو العمل كنادلات في المقاهي، أو الجزارة، وفي قطاعات الجندية والمطافئ... سيجعل حضورها أكبر في فضاءات المجتمع ويمهد الطريق للتطبيع مع الأدوار الجديدة التي صارت تضطلع بها المرأة اليوم.
ج‌- المؤشرات السوسيو- ثقافية
هناك تداخل بين المؤشرين السابقين وهذا الأخير، إذ لا يمكن بأي حال أن نجزم بإمكانية الفصل التام والقطعي بينها، لأن كثيرا مما ذكرناه في المؤشرين السابقين يتداخل مع ما يمكن أن نذكره في هذا المؤشر الثالث ويؤثر فيه. لهذا سنكتفي باستعراض ما اعتبره الأستاذ عمار حمداش أوضحها وأكثرها دلالة على التغير الحاصل في وضعية المرأة المغربية.
إن الحضور المكثف للنساء في الأسواق بمختلف أنواعها، يعد من أبرز مظاهر التغير السوسيو-ثقافي، لأنه يعتبر نقلة نوعية في مسار تحول أدوار المرأة في المجتمع، فعلى خلاف ما كان سائدا فيما مضى، حيث كان الرجل هو الذي يستحوذ على فضاء السوق بأكمله، ويتم تخصيص جزء ضيق منه للنساء، أو تعيين سوق محدد لهن، صارت المرأة الفاعل المركزي في السوق اليوم، سواء كزبونات ومرتفقات أو بائعات وعارضات لسلع، في حين تحول دور الرجل لمجرد تابعا لها، أو مرافق يتحدث بلسانها. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إنها سلبت الرجل كذلك تلك الرمزية المادية التي كان يجسدها باعتباره " مول الشكارة"، أي المعيل والمتحكم الحقيقي في مسارات صرف المال، لتصبح هي اليوم "مولات البزطام"، التي تتدخل بشكل جلي في تحديد طرق واليات صرف المال، ولا يتعلق الأمر هنا بالضرورة بامتلاك المرأة لأموال خاص بها حصلت عليها عبر العمل، وإنما بتدبيرها في كثير من الأحيان لأموال الزوج، الذي تحول إلى مصدر لجلب المال، فيحين صارت هي قناة لصرفه، تتكلف بتدبيره وتوزيعه على مصاريف البيت والأبناء والزوج.
مكن الحصول السريع للمرأة على فرصة عمل، مقابل تعذر ذلك بالنسبة للرجل، من احتلال هذه الأخيرة لمكانة مهمة داخل نسيج الأسرة. فكما ذكرنا سابقا، تحولت الكثير من النساء إلى معيل للأسر تتكون من ذكور، الأب أو الاخوة، والذين يعانون من البطالة بشكل من الأشكال. مما يدفع هؤلاء إلى استجداء المرأة، وطلب مساعدتها ماديا والتغاضي أحيانا حتى عن السؤال عن "مشروعية" المال الذي تكسبه. وقد أدى تعاظم دور المرأة في النسيج الاجتماعي عموما والأسري على وجه خصوصا، إلى جعلها تسعى لقلب موازين قوى علاقات قرابة داخل العائلة، فبتنا نشهد قطعا مع الأصول وانفتحا أفقيا أكبر على أفراد من العائلة يمتون بالصلة للأم مثل الأخوال والخالات وأبنائهم، وهي الملاحظة التي سجلها المختار الهراس فيما قبل . كما سيتعزز هذا الدور ويتقوى بتدبيرهن لجل المناسبات التي تشهدها الأسرة من حفلات خطوبة أو زواج أو عقيقة أو مآتم...
يمكن أن نضيف إلى كل ما سبق من تحولات في القيم التي أصبحت تؤمن بها النساء في المجتمع، تصورهن للزواج، إذ لم يعد هذا الأخير غاية تهفو لها أنفسهن، وإنما تحول لدى اغلبيتهن إلى طقس عبور يمكنهن من الخروج من حالة العزوبية (العذرية) إلى حالة يتم فيها إضفاء الشرعية على فقدن العذرية المفتعل، بتواطئ أحيان مع الزوج المزعوم، كيما يتمكّن من التخلص في دفعة واحدة من غشاء البكرة (العرض والشرف) والزواج، هذان اللذان يرمزان معا للقيد والاسر.
بالحديث عن الأسر لا يفوتنا هنا أن نسجل كذلك تغيرا ملحوظا في عدد نزيلات المؤسسات السجنية، اللواتي تزايد عددهن مقارنة بما مضى، حيث صارت النساء تنافس الذكور في قيم الرجولة وإن كان بشكل مشوه كما أشار إلى ذلك الأستاذ حمداش، لما تحيل عليه هذه القيم من مظاهر الاستعراض الجنسي، والانحراف، والعنف، واقتحام لعوالم تدخل في باب الممنوع وغير القانوني.
إن هذا الانفتاح على قيم جديدة الذي باتت تعبر عنه المرأة، صارت تصرفه من خلال تربية الأبناء، وتوجيههم نحو هذه النماذج الثقافية الحديثة، مما سيترتب عنه لا محال في القريب من الأيام قلبا كليا للقيم الاجتماعية التي سيدين بها هؤلاء الأبناء مستقبلا.
3- على سبيل الختم
يختتم السيد حمداش مقاله المذكور أعلاه بالخروج فرضيات، جعل منها أرضية للتأمل والنقاش في حال كل من المرأة والرجل داخل المجتمع المغربي، حيث يقر الكاتب أن المرأة تحظى بأهمية كبيرة داخل النسيج الاجتماعي، ويتعاظم دورها يوما بعد الأخر، وتتزايد مبادراتها في تحديث قيم المجتمع وتغيرها، خصوصا ما تعلق منها بمشاعر الحشمة والوقار والشرف والعرض... وصارت مساحات كبيرة من المجتمع مصبوغة بطابع نسائي محض.
إن الحضور القوي للمرأة بجانب الرجل في شتى مجالات المجتمع لم يفضي إلى إنتاج نموذج اجتماعي تقدمي حسب الأستاذ حمداش، كما كان منتظرا، بل ترتب عنه صراع بين القيم التي يحملها الرجل وتلك التي صارت تدعو إليها النساء عموما، مما يؤدي إلى اختلال البنية الاجتماعية؛ فعوض أن تكون هذه التحولات دافعا لبناء منظومة قيمية تمتح من مرجعيات متعددة يجد فيها الطرفين أنفسهم، دون خلاف أو صراع، نجدها تولد نوعا من التغيير المشوه والعنيف بل والمتوحش أحيانا على حد تعبير الباحث، مما يسبب تفكيكا للبنيات التقليدية للمجتمع دون أن يقدم هذا التحول بديلا حقيقيا لهذه البنيات.
إن هذه النزاعات تتقوى يوما بعد الأخر، وتزداد وطأة الخلافات بين الجنسين، خصوصا فيما يتعلق بإعادة توزيع الأدوار والوظائف داخل المجتمع هذا الذي يشكل فيه الشباب الفئة العريضة المكونة لسكانه، بدل أن تكون هذه الوضعية الجديدة فرصة لإعادة تشكيل البنيان الاجتماعي في قالب يستحضر التغيرات الاقتصادية والديموغرافية والثقافية التي لحقت المجتمع سواء في شقه الحضري أو القروي.
المقال إذن فرصة لفتح النقاش الجاد والرصين، من طرف المتخصصين، سواء كانوا باحثين أكاديميين أو فاعلين سياسيين أو جمعويين... حول مستقبل المجتمع المغربي ومنظومته القيمية، التي ستشكل حتما مرجعية رئيسة لأفراده، وهو كذلك دعوة للبحث عن أفضل السبل التي من شأنها أن تعجِّل بتوحيد الرؤى حول نموذج ثقافي أخلاقي يكون بمثابة مقطورة لباقي القطاعات الاجتماعية والاقتصادية كيما يتمكن الجميع من العثور على ذاته وهويته داخل هذه المرجعية متفق حولها.



#محمد_الراشيدي (هاشتاغ)       Mohamed_Errachidi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة المغربية ورهانات التنمية مقاربة واقع المرأة المغربية ...
- المرأة المغربية ورهانات التنمية مقاربة واقع المرأة المغربية ...
- المرأة المغربية ورهانات التنمية مقاربة واقع المرأة المغربية ...


المزيد.....




- في اتصال مع بلينكن.. شكري يحذر من -مخاطر أمنية جسيمة- لعمليا ...
- شاهد: استمرار البحث عن ناجين بعد فيضانات مُفاجئة ضربت جزيرة ...
- -الدوما- الروسي يقبل ترشيح نواب رئيس الوزراء
- زاخاروفا ترد على قضية -الشرعية- بأمثلة من التاريخ الأمريكي
- واجهات تشغيل وميزات أمان جديدة تظهر في -واتس آب-
- دراسة: حرائق متعمدة في السودان تلتهم نحو 72 قرية الشهر الماض ...
- رفح.. تواصل النزوح مع استمرار القصف
- مصر وإسرائيل.. أزمة غير مسبوقة بالعلاقات
- طهران: التعاون ضروري لضمان أمن المنطقة
- بريطانيا توقف 3 أشخاص بتهمة التعاون مع استخبارات هونغ كونغ


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد الراشيدي - تحولات مكانة المرأة في المجتمع المغربي قراءة في مقال -الاتجاه المؤنث- لصاحبه عمار حمداش Transformations of the status of women in Moroccan society A reading of the article -The Feminine -dir-ection- by Ammar Hamdash