أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زينب علي البحراني - حقوق المرأة ومزاعِم المُتشددين














المزيد.....

حقوق المرأة ومزاعِم المُتشددين


زينب علي البحراني

الحوار المتمدن-العدد: 7656 - 2023 / 6 / 28 - 00:12
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مع أن “حقوق المرأة” هي “حقوق الإنسان”؛ إلا أن تلك الحقوق الإنسانية مازالت تُعتبر مما يجب حرمان المرأة منه في البيئات المُجتمعيَّة المُتخلِّفة بمُختلف الذرائع التي لم تعُد مُقنِعة وِفق مقاييس التقدم الإنساني والحضاري في عصرنا الراهن، وإذا كانت تلك الحرب الشعواء التي يُطلقها جزء من نصف المجتمع الآخر المُتمثل بـ “الذكور” ذوي الفكر التقليدي المُتطرِّف ممن يتوهمون أن في نيل المرأة حقوقًا مساوية لحقوقهم الأساسية في الشؤون التي لا علاقة لها بالفوارق البيولوجية قد تبدو حربًا ذات أسباب مفهومة نفسيًا من فئة تتصور أن بِساط “الأفضليَّة” يُسحب من تحت أقدامها حين ينال نصف المُجتمع الأنثوي المكانة التي يستحقها؛ فإنها تكون مُثيرةً للسخرية حين تنطلق ممن وُلِدنَ بأجسادٍ أنثويَّة لكن أنانيتهن ورغبتهن في الاستئثار بمكاسب حُريتهن التي وفرها لهُن الحظ أو الظروف الاستثنائية تجعلهن يُحاربن حقوق المرأة بطريقةٍ عنيفة يبدينَ معها ذكوريَّات أكثر من الذكور!

هناك من يزعمون أن “حقوق المرأة” مُرادف لـ “انفلات المرأة”، وهي مُفارقة عجيبة تجعلنا نتساءل: هل “حقوق الرجل” تعني “انفلات الرجُل”؟ هل تعريف “حقوق الرجُل” بوجهٍ عام يعني تسكعه دون قيود بين أحضان باعة وبائعات الأجساد الرخيصة واستسلامه للفسق والعربدة وتعاطي المُسكِرات والمُخدِّرات؟ إن لم يكُن الأمر كذلك فمن البديهي أن “حقوق النساء” لا علاقة لها بموضوع “الانفلات والانحلال” من قريب أو بعيد!

وليسَ أعجب ممن يأتي ردهم أمام هذا الجدَل بمنتهى السذاجة: “ولكنهُ رجُل!”.. حسنًا؛ وأنا امرأة! ما الفرق؟ الفوارق البيولوجية هُنا لا محل لها من الإعراب مادام لكل منا عينان يرى بهما وفم يتكلم به وأنف يستنشق الأكسجين ويدان يعمل بهما وقدمان يتنقل بهما وعقلٌ يُفكر به، نريد “فوارق جذريَّة” تجعل المرأة تستحق حياة أقرب إلى العيش في حظيرة ماشية موصدة بإحكام بينما يختار الرجل تفاصيل حياته الصغيرة والكبيرة بكرامة؟ هل جُمجمة المرأة خالية من الدماغ بينما جمجمة الرجل بعشرة أدمِغة؟ هل يُخلق الرجل بجناحين يؤهلانه للطيران ذاتيًا حول كوكب الأرض والكواكب المجاورة بينما المرأة من الزواحف؟ هل تم تزويد الرجُل فطريًا بجهازٍ إلهي يعصمه من السهو والخطأ والزلل وارتكاب الرذائل بينما حُرمت المرأة من هذه الهِبة الإلهية لتتلقفها الموبِقات من كل حدبٍ وصوب؟ هل القدرات العقلية للرجُل تؤهله وحدهُ للتلذذ بتناول الكافيار بينما السّمات العقلية للمرأة لا تؤهلها لأكثر من اجترار البرسيم؟

هذا ما يعنيه المُتشددون ضد النساء وإن غلَّفوا مزاعمهم بمزاعم “الخوف على المرأة” و”الاهتمام بحمايتها”، بينما تُخفي نواياهم التوق لنتف ريش المرأة كُليًا بهدف إضعافها ومن ثم استغلالها لمآربهم الشخصية التي لا تعرف وجه طهارةٍ أو فضيلة، إنهم لا يريدون “حماية المرأة” بل يطمعون بـ “تيسير وصولهم إلى المرأة” المُضطهدة حين تحتاج لُقمة العيش فلا تجدها إلا عن طريق بيع ذاتها لشياطينهم بعد أن حرموها حقها في خوض غِمار الحياة الواقعية لاكتساب خبرات حقيقية بنماذج البشر ونيل نصيبها الذي تستحقه من التعليم والتثقيف والعمل الشريف.

كامرأة يُمكنني القول أن إحدى أبرز المُشكلات التي نُعانيها نحن النساء في المُجتمعات العربية هي عدم ترك حُرية القرار بأيدينا في اختيار عمَّا إذا كُنا نرغب بإدارة حياتنا بأنفسها، أو نرغب بتركها بين يدي شخص آخر، أو نديرها مع ترك مساحات للمشاركة والتفاهم والإقناع والاقتناع مع أشخاص نُحبهم ونعتبر وجودهم مهمًا في تلك الحياة، دائمًا هُناك من يُريد التطفل وسرقة هذا النوع من حق الاختيار دون أن نُعلن عن سماحنا بذلك، ومع أن الرجُل ذو العقلية غير النمطية هو الآخر يُعاني من أزمة محاولات التسلط على حُرية خياراته من آخرين لوجود من يعتبرون أنفسهم اوصياء على من هب ودب في المجتمعات غير الواعية؛ لكن يظل التطفل على خيارات الإناث وانتهاك حقوقهن الإنسانية أشد وطأة، وتظل شراسة الهجوم على أي رأي بهذا الشأن تجرؤ امرأة على التعبير عنه أخطر مما تقوى معظم الإناث على تحمُّله، فيخترنَ المُعاناة بصمت على حُرية التعبير خشيةَ تلطيخ سُمعتهن بوصمات عارٍ كاذبة.



#زينب_علي_البحراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق المرأة ومزاعِم المُتشددين


المزيد.....




- “اعرفي الخطوات”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال ...
- spf.gov.om.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة بعمان 2024 و ...
- دلع البيبي.. تردد قناة طيور الجنه الجديد على نايل وعرب سات.. ...
- نقل المنتج الهوليوودي وينشتاين إلى المستشفى لإجراء فحوصات بع ...
- البابا فرنسيس يلتقي سجينات البندقية
- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوى؟
- وزيرة التنمية الاجتماعية العمانية تلتقي مساعدة الرئيس الإيرا ...
- “أخر أخبار منحة المرأة الماكثة” تسجيل منحة المرأة الماكثة في ...
- -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور ...
- البابا فرنسيس يزور سجنا للنساء في البندقية بعد 7 أشهر من تجن ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - زينب علي البحراني - حقوق المرأة ومزاعِم المُتشددين