أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال محمد العضايلة - لبنان وحزب الله ونظرية غوبلز















المزيد.....

لبنان وحزب الله ونظرية غوبلز


نضال محمد العضايلة

الحوار المتمدن-العدد: 7655 - 2023 / 6 / 27 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو واضحاً وجلياً التأثير الخبيث الذي يمارسه حزب الله وشريكته حركة أمل على لبنان، إذ يمكن رؤية قبضة حزب الله الخانقة على مفاصل الدولة اللبنانية، بمحاولاته فرض سيطرته على اللبنانيين مستخدماً كل الوسائل المتاحة له لإثبات انه الوحيد القادر على إدارة لبنان من خلال أدواته المعروفة سواء على صعيد الرئاسة اللبنانية او مجلس النواب على أنها تمثل فقط مصالح حزب الله وليس مصالح الشعب اللبناني.

لقد أصبح الاحتلال الإيراني للبنان بواسطة حزب الله هو الوضع الطبيعي، وأصبحت مواجهته تحدّياً للاستقرار، إذ يعتبر الحزب من يطمح لمنصب رئيس الجمهورية، “مرشّح تحدّي”، فباتت الدعوة إلى الحوار والتفاهم على رئاسة الجمهورية من قبل حزب الله وأتباعه فعلياً، الخضوع لشرط الحزب الأساسي، وهو انتخاب رئيس للجمهورية يغطي ويدعم الاحتلال الإيراني، وإلا لن يكون هناك تفاهم ولا رئيس مهما طال الوقت، فسلاح حزب الله وحروبه أمر خارج أي نقاش.

في شهر أكتوبر من العام 2016، نجح الحزب بالإتيان بميشال عون رئيساً للجمهورية بعد خضوع معظم الأطراف السيادية لابتزاز “حوار وتفاهم” دام سنتين ونصف.

هذا الواقع الذي يعيشه اللبنانيين يجعل من حزب الله الآمر الناهي، صاحب الكلمة العليا، ومن يقف في وجهه فإنه خائن وعميل ويجب إجتثاثه، ويجعل من مجلس النواب اللبناني الصامت كلياً عن هذا الوضع مجلساً تابعاً للحزب الذي فقد قوته في أخر انتخابات، وأما الشعب اللبناني فقد أصبح رهينة الحزب والسلطة الحاكمة الناتجة عنه.

لم يعد الأمر يطاق، فقد تفاقم دور الحزب على حساب الدولة اللبنانية، وبات يصدر مواقف ويعلن حروب دون مراعاة لمصالح الشعب اللبناني أو مخاوفه وذلك بسبب ضعف الأفرقاء الآخرين، مما يعني ان الحزب يسيطر حتى على آراء الآخرين.

لم يأت اتفاق الطائف الذي وقع في العام 1989، والذي جمع الأطراف اللبنانية المتحاربة لبناء دولة، لكنه أبقى على المشكلات البنيوية داخل الدولة وفي طليعتها البنية الطائفية غير القادرة على إنتاج دولة بمعناها المتعارف، وكل هذا سببه الحزب وحلفائه.

كان حزب الله يسيطر على 70 مقعداً من إجمالي 128 في مجلس النواب السابق "2018"، لكنه خسر وحلفاؤه الأكثرية في البرلمان اللبناني الجديد، وتبدلت المعادلة، وكان الفائز الأبرز ظهوراً هم التغيريين الذين كان لهم دور كبير في ثورة تشرين، الا ان مواقف العديد منهم بعد وصولهم الى مجلس النواب أخذت في التبدل، فباتت مواقفهم شخصية بحتة، مما يعطي حزب الله وحلفائه الضوء الأخضر للثبات على موقفه من ترشيح زعيم تيار المردة سليمان فرنجية.

القوات اللبنانية باتت اليوم تمثل جزءاً كبيرا من المسيحيين، ولا يزال التيار الوطني الحر يمثل هو أيضا جزءاً كبيرا من المسيحيين٬ وبالرغم من العداء الذي يناصبه كل من التيارين للآخر إلا ان المرحلة باتت اليوم تشهد اتفاقات بين الطرفين على الأقل فيما يتعلق بترشيح وزير المالية الأسبق جهاد أزعور، ويبدو ان هذا التوافق قد ازعج حسن نصرلله مما جعله يتمسك بموقفه من ترشيح فرنجية.

نجحت القوى المعارضة مرشح الحزب، رئيساً للجمهورية في لبنان، بالتوصل إلى اتفاق على دعم ترشيح جهاد أزعور، لمواجهة المرشح المدعوم من "حزب الله" و"حركة أمل"، والمقرّب من النظام السوري، ورغم ذلك لم يقدروا على إيصاله على الأقل لعتبة الدورة الأولى، بينما كان متوقعاً ان يتجاوز العتبة.

الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل، برئاسة رئيس مجلس النواب تليه بري، يسارعان في كل جلسة إنتخاب إلى إفقاد الجلسة نصابها مدعومين بذريعة أن المرشح مرشح تحدي، او لأي سبب آخر، وهو المنطلق نفسه الذي اعتمد للإطاحة بمرشح المعارضة الأول النائب ميشال معوض، مما يجعل التشاؤم بقرب انتخاب رئيس سيد المشهد، مع تمسك حزب الله وحركة أمل بموقفهما.

منذ مغادرة ميشال عون قصر بعبدا (مقر الرئاسة) في 31 أكتوبر/تشرين الأول، شهدت جميع جلسات مجلس النواب المنعقدة بهدف إيجاد رئيسٍ جديد نفس النهاية، حيث لم يحصل أي مرشَّح على أصوات أغلبية ثلثي نواب المجلس (86 صوتاً) في الجلسات الإحدى عشرة السابقة، إذ دأب نوّاب أمل وحزب الله على مغادرة المجلس بعد فرز الأصوات، وهو ما أدى في كل مرة إلى عدم اكتمال النصاب القانوني.

حزب الله الذي ما فتأ يلوح بإفشال انتخابات رئاسة الجمهورية، ونجح بذلك، على إعتبار ان إنجاز الاستحقاق الرئاسي لا يمكن أن يتم الا من خلاله، بمعنى الرضوخ لما يريده او الفراغ، فالشراكة الوطنية بالنسبة له هي ضرورة إنصياع الجميع للحزب وإنتخاب كم يريده، وإلا لن يكون هناك رئيس على المدى المنظور.

ولذلك هم يريدون فرض مرشحهم الرئاسي بالقوة، ورفض أي مرشح آخر لن ينفذ سياساتهم، والاستفادة من الشغور الرئاسي الحالي، فيما يخرج حليفهم الرئيس السوري بشار الاسد ليقول للبنانيين بأن سوريا ليست في وارد الدخول في تفاصيل الملف اللبناني، وأن حزب الله هو من يتولى هذا الأمر، داعياً إلى ضرورة التفاهم مع الحزب، في إشارة الى ان الحزب هو الدولة.

أخيراً، يرفض اللبنانيين سيطرة حزب الله على الشرعية اللبنانية وطريقة عمله ومحاولته إيصال رئيس مقرب منه، ولكن إذا استمر بذلك فأن الأفرقاء الآخرين سيعيدون النظر بالعمل السياسي وسيطرحون ما يريدون، لأنه من غير المقبول أن يبقى مصير الشعب اللبناني معلقا بمصالح إيران، ولن يترك الوضع على ما هو عليه اليوم، فهل ينجح الأفرقاء الآخرين بإيصال مرشحهم الى سدة الرئاسة اللبنانية، ام ان على نصرلله ان يلجأ للسلاح، إذ يتمتع أمين عام "حزب الله" حسن نصر الله بقدرة كبيرة على قلب الحقائق وتزوير الوقائع، ويعتمد على نظرية غوبلز، التي تعتمد على السيطرة على العقول وفق نظرية التأطير، ومن خلال ذلك يجري تمرير السياسات، ولكنه يعرف أن جمهوره حتى غير قادر على تصديق بعض ما يقول، وإنْ صدّق بعض الكلام الآخر.

في المقابل بدا وان تأييد الزعيم الدرزي وليد جنبلاط لموقف المعارضة كان خجولاً، والسبب في ذلك هو العلاقة المتينة التي تربطه بزعيم حركة أمل نبيه بري.

وللتذكير فقط، فإن سلاح حزب الله الذي اجتاح بيروت وجبل لبنان عام 2008، والذي شارك في اغتيال شخصيات وطنية ليس أولها رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وليس آخرها الوزير محمد شطح، واللواء وسام الحسن، هو نفسه السلاح الذي قتل به آلاف السوريين وحاصر مدنهم وقراهم حتى مات بعضهم جوعا، ولهذا السلاح، تاريخ حافل من الجرائم داخل حدود لبنان وخارجها، من الكويت إلى السعودية وسوريا، وغيرها.



#نضال_محمد_العضايلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأهيل المرأة الاردنية سياسياً... طريق المرأة لمجلس النواب
- مبررات العدوان الاسرائيلي على لبنان
- العمل الحزبي في الاردن أخطاء تتراكم
- مشكلات الهوية والاستقلال المبكر لدى الشباب العربي في المهجر


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال محمد العضايلة - لبنان وحزب الله ونظرية غوبلز