أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربيحة الناشي - العاشقُ للماء والباحثُ عن اسراره














المزيد.....

العاشقُ للماء والباحثُ عن اسراره


ربيحة الناشي

الحوار المتمدن-العدد: 7653 - 2023 / 6 / 25 - 16:57
المحور: الادب والفن
    


العاشقُ للماء والباحثُ عن اسراره
L’Amoureux de l’eau et chercheur
de ses secrets

تمر في هذه الأيام الذكرى الثانية لوفاة ابن عمي وصديقي الشاعر سميع داوود الناشيء، حاولتُ ان اكتب عنه فلم تسعفني الكلمات، فأخذتُ ابحث في كتابات بعض من تحدث عنه، من أصدقائه ورفاقه في الحياة وفي السياسة وفي الميدان الأدبي الشعري.
" هدوء البحر وعنف المخيلة "
هكذا يراه الكاتب والناقد والمترجم فاضل ثامر. ويضيف: كان سميع هادئاً وصامتاً مثل بحيرة عميقة وساكنة، الا ان صمته كان يخفي عمقاً وثراءً وإنسانية، وكان يمتلك صوتاً شعرياً دافئاً ومتميزاً، لكنه يكشف عن مسحة حزن عميقة، عبر عنها في ديوانه الشعري ( مراثي ميزوبوتاميا) في عام 2010 والذي استحضر فيه كل الرموز الحضارية والثقافية للعراق عبر التاريخ.
لقد كان سميع داوود يرغب بأن يخلق لشعره هوية حضارية ميزوبوتامية وعراقية وربما مندائية خاصة واصيلة في معظم قصائده، في إشارة لهويته الثقافية والاثنية بوصفه صابئياً، حيث يحتل الماء مكانة خاصة في الطقوس المندائية بوصفه رمزا للطهارة والنقاء. ففي قصيدته " النهر " يتابع الشاعر الراحل بلهفة بالغة النهر وهو يجري بعيداً مشكلاً ثنائية ضدية مع العطش:
“ بعيداً.. بعيدا ً يجري النهر
حتى كأنني أرى رذاذه
يتجاسر على عطشي.”
فالنهر اكثر من رمز وحلم وهوية، وكثيراً ما كان سميع يحلم بنهر صغير
يحمله بعيدا ً عن جنوب الدم ، بوصفه ملاذا ً آمنا ً من العنف والموت.
“ أحلم بنهر صغير
يحملني ويمضي
نحو شمال المسرة
لقد تعبت من جنوب الدم.”
و يطل الماء من جديد.....
“ لك الماء ُ منطلقا ً بالغناء
يسافر في كل جذر نما
في الظلام الكثيف
وفي كل غصن سما”
ويتحول الماء الى انجيل الشاعر المتفرد:
“ لك الماء.. انجيلك المتفرد
ينشئ فيك الهوى
" والجمال البهي، يرتل فيك الرغابا "
يقول فاضل ثامر: >
اما الشاعر والناقد حاتم الصكر، فركز على تبيان علاقة شاعرنا الراحل بالماء، وكيف ان أيّ من قصائده لا تخلو من الماء ومفرداته او دلالاته، وبأن سميع داوود كان يؤمن بأن للشعر اسرار يحتفظ بها النص، ويكون على المتلقي أن يكشف عنها.
يرى حاتم الصكر بان سميع في كتابه ( مراثي ميزوبوتاميا ) كان يرثي ما بين النهرين وعيناه على الماء الذي رآه يتبدد، بعد ان تشوهت لحظة الحرية المرجوة وخذلان الوعد المنتظر.
ويؤكد حاتم الصكر بأن سميع كان دائماً يحتفي ويفتخر بالرموز والدلالات الموحية له، وابرزها الماء الذي يعتبره خلاصه الوحيد، فمنه المجيء، وقد تمنى الشاعر الراحل لو اليه يعود حيث يقول في احدى قصائده:
" على البحر مت"
وفي البحر مت
وعند السواحل مت"
" ايا فرح َ الماء
هيئ لنا غرقا ً نعتليه
فبيني وبينك قُربى
وبيني وبينك َ حب قديم
وجرح ٌ تناسل َ في الخاصرة "
يقول حاتم الصكر:>
ويضيف حاتم الصكر، بأن اسم الشاعر سميع داوود الناشيء، قد اطلق في عام 2019 على الدورة الثالثة من مهرجان الربيع الثقافي الذي اقامته محلية الحزب الشيوعي العراقي بالتعاون مع اتحاد الأدباء / فرع واسط.

" الوفاء لمن وفى حقوق العراق "
هكذا عنوَّنَ القاص والروائي العراقي جهاد مجيد ما كتبه عن سميع داوود عند رحيله عن هذا العالم: >
ويقول جهاد مجيد أيضاً : << ان سميع داوود المتربي على حب العراق ترابه ونخيله وانهاره، أفنى سني شبابه في المعتقلات والسجون والمنافي، لكن كل ذلك لم يثنه عن أن يصدح بحب عراقه شعراً مميزاً له قوة فكره وصدق مشاعره وإنسانية روحه ... ففي السياسة أُنيطت به أصعب المهمات، وفي الادب انعكست في شعره أصالة التراث وحداثة حركة الشعر الحر. >>

كتب شاعرنا الراحل سميع داوود الناشئ قصيدة بعنوان " الشاعر"، وكأنه يتحدث بها عن نفسه :
" الشاعِر "

حينَ أَطلَقَ مِن صدره
وردة الجمر،
ألقى بها في فضاء الورَق
باتَ ليلتها هادئاً،
حالماً بِسماءٍ زُجاجية،
وَمياهٍ بِلا غَرَق
حينَ أصبحَ...
كانَت عصافير تَنقر شُباكه
اختَلَجَت في جوانحه،
وردة الجمرِ،
أَخرَجَ اوراقهُ...واحتَرَقْ
لم تبدل الايام طباع الشاعر سميع داوود الناشئ، فقد ظل وديعاً ونبيلاً، محباً وفياً، ورحل بهدوء.
سميع داوود الناشيء يا صاحب الكلمة الصادقة والقلب الأبيض، حقٌ لرفاقك واصدقائك ومحبيك أن يتذكروك بفخر واعتزاز، وأن يُظهروا وفاءهم لمن وفى حقوق العراق...فنم قرير العين ابن العم العزيز والصديق الغالي سميع داوود الناشئ.



#ربيحة_الناشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العاشقُ للماء والباحثُ عن اسراره


المزيد.....




- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربيحة الناشي - العاشقُ للماء والباحثُ عن اسراره