على السلطة الفلسطينية العمل للفكاك من المصيدة

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

الحوار المتمدن-العدد: 7651 - 2023 / 6 / 23 - 17:41
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

نهاد أبو غوش
رام الله- قال المختص بالشأن الاسرائيلي نهاد أبو غوش، ان أخطر ما يحدث في هذه المرحلة في الضفة الغربية من اطلاق ايدي المستوطنين لتنفيذ المزيد من الاعتداءات الارهابية على غرار ما حدث في حوارة قبل أشهر، وما يحدث في اللبن الشرقية والعديد من القرى، يتم بالتوافق والتزامن مع اعتداءات جيش الاحتلال في الضفة وسياسة حكومة الاحتلال.
وأوضح أبو غوش، في حديث لبرنامج "شد حيلك يا وطن" الذي تقدمه الزميلة ريم العمري أن ما يرتكبه الاحتلال من جرائم بحق الفلسطينيين يهدف اخضاعهم واجبارهم على قبول حلول الاحتلال التصفوية بالسيطرة على الارض واختزال الحقوق الفلسطينية بحقوق اقتصادية ومعيشية، الامر الذي يرفضه الفلسطينيون الذين يتمسكون بحقوقهم الكاملة وغير المنقوصة ، ويصرون على تطوير ادوات المقاومة بأشكال جديدة مثلما جرى في جنين، وما يجري في القدس.
وأشار الى ان عملية جنين واستهداف مركبات الاحتلال ثم عملية "عيلي" شكلت صفعة للاحتلال الذي يظن ان بإمكانه حسم كل شيء بالقوة، فيصطدم دائما بأن لهذه القوة حدود بينما ليست للإرادة الإنسانية وبخاصة لإرادة المقاومة اية حدود، كما ليست هناك حدود لقدرة الناس على التضحية.
وحول اعلان جيش الاحتلال نشر المزيد من قواته في الضفة، لفت أبو غوش الى ان الاحتلال سبق ونشر العديد من الكتائب العسكرية في الضفة الغربية لتصل الى أكثر من 25 كتيبة في الضفة، ما يشكل نحو 60% من حجم القوات البرية للاحتلال وتساءل عم يمكن ان يحشده الاحتلال اكثر من هذا؟ مبينا أن الاحتلال يعتقد ان ما لا يحل بالقوة يحل بمزيد من القوة.
وقال ابو غوش بخصوص التلميح لشن عملية عسكرية واسعة في الضفة بان ذلك يعود للنزعة الانتقامية الثأرية للاحتلال لتكبيد الفلسطينيين اكبر كلفة ممكنة من بقاء المقاومة الامر الذي سيقود الى تنفيذ اعتداءات واعتقالات وعمليات هدم، وعلينا ان نتوقع مزيدا من الهجمات سواء من جنود الاحتلال او المستوطنين.
وبين أبو غوش أن الاحتلال لا يضمن ان مثل هذه العملية العسكرية الواسعة ستضمن "الردع المطلوب" الذي يسعى لتحقيقه، ومدى قدرة جيش الاحتلال واستعداده لشن مثل هذه العملية، خاصة بعد عملية جنين التي احتاج الجيش لـ 9 ساعات لاخراج مركباته المعطوبة منها.
وقال: كلما توسع الاحتلال زاد احتكاكه مع الفلسطينيين وكلما تكشفت المزيد من الثغرات، وهو ما يمكن الفلسطينيين من الرد مهما كان شكله، فضلا عن ان شن مثل هذه العملية سيكلف مزيدا من الضحايا الفلسطينيين، وهو ما يربك حسابات الاحتلال الاقليمية ويشوش على مساعيها للتطبيع مع دول عربية، كما أن ذلك قد يزعج الإدارة الأميركية وأطرافا دولية أخرى، ويشوش على جهود الادارة الامريكية المنشغلة بالحرب في اوكرانيا، وبالتالي فإن الولايات المتحدة لا تحبذ إشعال بؤر توتر أخرى في العالم.
ورأى ان الاعلانات الهستيرية لقادة الاحتلال المطالبة بمزيد من العنف، هو ما يفعله جيش الاحتلال على مدار العام والنصف الماضيين، والشعب الفلسطيني كان وما يزال تحت وطأة عملية عسكرية شاملة وواسعة منذ شهور وهي ليست منفصلة عن قرارات الكنيست لشرعنة الاستيطان وبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية الجديدة.
وقال أبو غوش: نحن لسنا بمعزل عن مجازر الاحتلال في جنين ونابلس وعقبة جبر بأريحا. الاحتلال يريد ان يظهر للشعب الفلسطيني ان المقاومة هي سبب مأساتهم وليس هو، وتحويل المقاومة من مفخرة للفلسطيني الى مصدر ألم وعبء من خلال الحصار المشدد ومنع التصاريح والتنكيل.
واكد على ان الاحتلال يضغط على السلطة لاختزال دورها من نواة لمشروع وطني الى وكيل امني للاحتلال،على غرار جيش لحد في جنوب لبنان وهو دور مرذول ومرفوض من قبل السلطة كما من قبل كل القوى الوطنية والمجتمعية وعلى قيادة السلطة العمل للفكاك منهذه المصيدة التي سببها اتفاق أوسلو من خلال العمل على تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي.

#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل