أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد أبو مطر - أهمية و ضرورة استمرار هزيمة طالبان














المزيد.....

أهمية و ضرورة استمرار هزيمة طالبان


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 1721 - 2006 / 11 / 1 - 11:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


طالبان في أفغانستان ليست مجرد تنظيم مسلح يقتل ويفجر ويخرب ويصفي معارضيه، ولكنه قبل ذلك فكر وأسلوب حياة عانى منه الشعب الأفغاني طيلة حكم ( إمارة طالبان )من عام 1996 وحتى سقوطها وفرار أمراء مؤمنيها عام 2001 ، وكانت فرحة عموم الشعب الأفغاني عارمة لهذا السقوط الذي خلصهم من نظام لا يمكن تصديق أو تصور ممارسته طوال السنوات المذكورة التي حرمت التماثيل ونسفتها،وفرضت الشادور على الأنثى الأفغانية من سن الطفولة إلى الكهولة،وأجبرت الشباب من سن السادسة عشرة على تربية اللحى وقتل من يمسك بدون لحية، وفي الوقت نفسه الاستمرار في زراعة وتجارة وتصدير الحشيش على اعتبار أن أغلب مستخدميه من الغربيين الكفار والملحدين وهذه أفضل وسيلة لتدميرهم، وفي الوقت ذاته يتم استعمل عوائد هذه التجارة في تقوية بنيان الإمارة الإسلامية التي أعلنت الملا محمد عمر أميرا للمؤمنين ليس في أفغانستان فقط ولكن لعموم المسلمين في كافة أقطار العالم، مما يفترض أن المليار وربع مسلم ينبغي تنفيذ نفس قوانين إمارة طالبان الإسلامية، فللمؤمنين إمام واحد وحيد هو الملا محمد عمر الذي كان عمره عام 1996 لا يتجاوز خمسة وثلاثين عاما، ولم يكمل أية دراسات دينية تؤهله لأي مستوى من الفقه والتشريع، ناهيك عن كيفية فهم المليار وربع مليون من المسلمين لتعاليمه وهو يصدرها بلغة محلية ( البشتو) التي لا يفهمها عموم الشعب الأفغاني ؟.

عادت الحركة في الشهور الأخيرة لممارسة أعمال التفجير والاغتيالات وغالبا بحق مدنيين أفغان وعاملين بمنظمات دولية، مما يعني أن فلول هذه الحركة الظلامية تحاول تنظيم صفوفها لإحياء إمارتها من جديد وكأن العالم الإسلامي ينقصه أفكار وممارسات متخلفة، والدليل على خطورة تلك المرحلة إن نجحت إمارة طالبان في العودة للحياة، ذلك التسجيل الصوتي الذي أذيع في شهر رمضان الماضي للمدعو( الملا معصوم أفغاني ) الذي يحمل صفة ( رئيس شورى العلماء في حركة طالبان )، فقد دعا ( فضيلته ) " عموم سكان أميركا من المسلمين بمغادرتها بسرعة هائلة فان عذاب الله سينزل في أميركا...أخرجوا من أميركا واتركوا أميركا واهربوا من أميركا)، وبشّر المؤمنين قريبا بغزوة بدر الكبرى التي ستقع في أميركا!!! ولم ينصح الملا حوالي ثمانية ملايين مسلم أميركي أين يذهبون وكيف يعيشون هم وعائلاتهم، في حين أن غالبية المسلمين طموحهم الأول هو الوصول إلى أميركا والعيش فيها!!!.

ومن بشائر الخير للمسلمين إعلان بعض الجماعات المسلحة ما يسمى ( إمارة إسلامية في العراق ) في بغداد وخمس محافظات عراقية، حسب بيانهم " ردا على دولة الأكراد في الشمال (إقليم كردستان) وفيدرالية الشيعة في الوسط والجنوب" والدعوة لمبايعة أمير المؤمنين الجديد الشيخ أبو عمر البغدادي، وليس من المعروف أين تلتقي وأين تتقاطع صلاحيات أمير المؤمنين الجديد هذا مع صلاحيات أمير مؤمنين طالبان الملا محمد عمر!!. ومن تسريبات مصادر أمير المؤمنين الجديد ، أنه سيطبق الأحكام التالية: قطع اللسان لشارب الخمر، وقطع الأذن لسامع الموسيقى، وقطع اليد والرجل للسارق،والجلد حتى الموت للزاني، ومنع لبس الملابس الغربية كالبنطلون والقميص وضرورة لبس الدشداشة ( الجلابية ) والحطة والعقال بألوان معينة يحددها مجلس شورى الإمارة، وإلغاء وهدم دور السينما والمسارح وصالات الموسيقى، وكما يبدو من هذه الأحكام أن هذه الإمارة سوف تستعين بخبراء ومشرعين من تنظيم ( المحاكم الإسلامية في الصومال) التي بدأت فعلا بتطبيق هذه الأحكام في مناطق نفوذها بما فيها منع وتحريم استعمال الانترنت.

هذا المد الظلامي لا يقتصر على الصومال والعراق وأفغانستان، فمن يصدق أن أنصار حزب التحرير الذي يتبنى فكرة قيام الخلافة الإسلامية تمكن قبل أسابيع قليلة من تسيير مظاهرة في رام الله الفلسطينية لعدة ألاف من أنصاره مطالبا بإقامة الخلافة الإسلامية لأن ( الخلافة هي الحل ) كما يرى، وبشّر أحد الخطباء المسلمين في العالم أجمع بأن ( إقامة الخلافة الإسلامية أصبحت قاب قوسين أو أدنى )، مع عدم توضيحه هل سيقيمونها على الطريق الأموية أم العباسية أم العثمانية؟ وما دخل هذه الخلافة بخطف الصحفيين الأجانب والهجوم على الكنائس والمدارس المسيحية في غزة؟.

ولا يقتصر هذا الفكر التحريضي المتخلف على أمراء المؤمنين المذكورين، فالعديد من نظرائهم في أوربا والولايات المتحدة وأستراليا يتبنون هذا الفكر بأشكال مختلفة، لكنها تصب في ميدان إشاعة الكراهية والفرقة والصراع ، كما جاء في حديث أمير مؤمنين آخر في أستراليا هو الشيخ حامد الهلالي مصري المولد الذي شنّ هجوما قذرا على النساء غير المحجبات أيا كانت جنسياتهن بما فيهن طبعا الأوربيات والأستراليات والأمريكيات، ولم تكن تصريحاته مثار استنكار أسترالي فقط، فقد هاجمها بعنف زعماء مسلمون في رسالة مفتوحة وطالبوا بتنحيته، كما أدانت الرابطة الأسترالية المتحدة للنساء المسلمات تصريحاته ومواقفه، خاصة أن نفس أمير المؤمنين سبق أن اعتبر إرهاب الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة بأنه ( مشيئة الله )!. ومقابل هذا التخلف الظلامي والحقد الأعمى يأتي الموقف الديمقراطي الحقيقي على لسان رئيس الوزراء الأسترالي الذي ردّ على من طالبوا بترحيل الشيخ الهلالي إلى بلده مصر قائلا : (إن الهلالي ألآن مواطن أسترالي ولا يمكن ترحيله ).

إن ممثلي هذا التيار الإسلامي المتخلف الذي يحث على الانعزال والقتل والكراهية، يسيء للإسلام أكثر من أساءته للغير، فهم فعلا خطفوا الإسلام مما جعل تصوراتهم التكفيرية قاتلة للمسلمين قبل غيرهم، وهذا يستدعي العمل الجاد بين كافة التيارات الإصلاحية بما فيها تيارات الإسلام الحقيقي الوسطي المعتدل لاستمرار هزيمتهم الطالبانية، فاستمرار هذه الهزيمة مصلحة للإسلام والمسلمين!!.



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيد ضياء الموسوي: وقاتلوهم بالحب!
- حسابات النصر والهزيمة في حرب حزب الله الأخيرة
- اسماعيل هنية: لمصلحة من استعداء الشعب الكردي؟
- الحل هو تخلي حماس عن تشكيل الحكومة
- النظام السوري والموقف من الجولان المحتل
- جيش الهدى في غزة: هل تختلفون عن الاحتلال؟
- لماذا أحداث 11 سبتمبر إرهاب صريح؟
- أفيقوا: ما قيمة العلم بدون وطن؟
- من المسؤول: نحن أم الاحتلال؟
- ترتيب البيت الفلسطيني. مسؤولية من..وكيف؟
- النظام السوري: استمرارية تعتمد على الخلافات والتعديات
- ماذا يريد النظام السوري من لبنان والعرب؟
- هل يمكن الإطمئنان لدور إيران في المنطقة؟
- مواقف أردنية تستحق القراءة والتركيز
- نتائج مستقبلية للجرائم الإسرائيلية
- هل فعلا نحن أمة عربية واحدة؟ 2
- هل يساوي ثلاثة جنود إسرائيليين هذا الموت والدمار؟
- دمشق و طهران: كذب وخداع و قمع
- ( هل فعلا نحن أمة عربية واحدة؟ ( 1
- الملتقى الوطني الأردني: خطاب غوغائي واستعمال مضلل للدين!


المزيد.....




- -انطلقت ووصلت إلى هدفها-..الحوثيون يعرضون مشاهد من استهداف س ...
- الولايات المتحدة تواصل تشييد رصيف بحري عائم على شاطئ غزة
- الخارجية الأمريكية تصدر بيانا بشأن مباحثات الأمير محمد بن سل ...
- نتنياهو: سندخل رفح باتفاق أو بلا اتفاق
- الكونغرس يضغط على -الجنائية الدولية-
- حفل فني روسي في تونس
- هل استخراج الغاز حلال في أمريكا وحرام في إفريقيا؟ وزير الطاق ...
- الرئيس المصري وأمير الكويت يؤكدان ضرورة وقف إطلاق نار دائم ب ...
- السيول تجتاح مناطق عديدة في لبنان (فيديوهات + صور)
- -داعش- يعلن مسؤوليته عن هجوم على مسجد بأفغانستان


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - أحمد أبو مطر - أهمية و ضرورة استمرار هزيمة طالبان