أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مضاء رشد الباي - - حبر قلمي أسود لا يكتب عن الألوان -














المزيد.....

- حبر قلمي أسود لا يكتب عن الألوان -


مضاء رشد الباي

الحوار المتمدن-العدد: 7648 - 2023 / 6 / 20 - 17:36
المحور: الادب والفن
    


حبر قلم: مضاء رشد الباي

كل يوم ينظر إلى الغسق لأن نور الشمس لم يكتمل، يحّدق في السماء فيرى النجوم بعيدة ومشعّة، مشهد معتاد في يومياته لكنه قد يتغير بتغير صفاء السماء ودخول السحب العابرة التي قد تعكر مزاج الطقس وربما مزاجه أيضا، يواصل السير فهو لا يعرف التوقف ولا الوقوف لأنه في رحلة ذهاب وعودة يومية لا ملامح فيها سوى بعض المشاهد الحزينة أو اللقطات المضحكة القصيرة التي في الغالب قد تكون مجرد لحظات عابرة دفعها القدر لتقف أمامه.

يسير ويسير في طريقه المعتاد ليرافقه ضوء الشمس لكنه لا يأبه به إلا عند رؤية ظله الأسود الذي لا يشاركه الطريق لأنه في الغالب يكون أمامه أو وراءه، الطريق طويل والنهاية لم تقترب، يُسرع كي لا يصل متأخرا لأن التأخير قد يعرضه لعقوبة القانون والقدر في آن، لكن الطريق طويل وهو يعلم أن عقارب الساعة لا ترحم فهي لا تؤمن بما يُسمى " ظروف خارجة عن النطاق".

ينتقل من مكان إلى مكان، زمان إلى آخر لكن الأحداث تبدو متشابهة جدا والشخصيات تقريبا ذاتها لكن ما لاحظه هو فقط تغيّر الديكورات، يشعر الآن بالانزعاج الشديد من الضوضاء المحيطة به ومن كثرة المشي وطول الطريق وتبعثر الفصول وفجأة شعر ببعض القطرات التي تسقط على رأسه فتعجب من ذلك خاصة وأنه كان يحاول الهروب من أشعة الشمس الحارقة وها هو الآن يفر من المطر الذي قد يباغته دون سابق إنذار، وكأن مصيره هو الهروب.

طال الطريق فعلا وهو يتحرك ولم يجد وجهته أو بالأحرى لم يجد النهاية، غابت الشمس، رحلت معها الزقزقات أيضا وعوضّتها أصوات أخرى هو يخاف منها لأنها تشعره بالوحدة التي يكرهها لكنه تعب من المشي ويهاب مواصلة السير وحيدا تحت ضوء البرق وصوت الرعد، احتار وتردد في مصيره ومستقبل تحركاته لكنه لم يجد الحل فصوت المطر أفقده التركيز وأعاد إلى ذاكرته صوت صديق راحل تحت الماء.


لحظات مرت كأنها ساعات، أيام أو ربما أسابيع ولم يحدد مصيره إلى الآن هل يواصل المسير إلى النهاية؟ أم أن النهاية هي مكان وقوفه؟… أخيرا قرر العودة فأدار ظهره واكتشف أن طريق العودة أيضا طويل، حاول إقناع نفسه بالعودة وحقه فيها فالطريق إلى الأمام طويل وشاق وصعب وهو الآن متعب جدا، اقتنع بالعودة لكنه تفاجأ بأن الإياب لا ملامح له أيضا، إلى أين سيعود؟ فهو لا يعلم من أين بدأ وكيف بدأ، نظر إلى ساعته لأول مرة منذ زمن بعيد فهو لا يلبسها لمعرفة التوقيت بل للزينة فتفاجأ بتوقف العقارب التي كان يهاب سُمّها وتلاعبها بالأزمنة.

نقل نظره إلى الشخصيات المحيطة به فوجدها كالظلال العابرة قاتمة اللون، رأسها منغمس في القاع تتحرك بسرعة نفاثة لا تقف حتى أنه لم يستطيع تحديد ملامح الوجوه ولا نظراتها فقط ما اكتشفه هو ذلك التشابه في الحركة السريعة التي لم تهدأ ولم تفرق بين الفصول، بعد تلك العاصفة القصيرة أو الطويلة التي مرت به وجد الأوراق متناثرة على الطريق، هي أيضا متشابهة في تناثرها.

وحيدا بين الأوراق والشخصيات والزمان هو ينتظر ماذا؟ لا يعرف، ما يشعر به هو التعب فقط، لا يعلم سبب تعبه ولا كيف يعالج نفسه ولا يهمه مصيره فقط هو يبحث عن الراحة وحتى هذه الأخيرة لا يعلم كيف يمكن تحقيقها



#مضاء_رشد_الباي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناعة القطيع في تونس : جريمة دولة ؟
- سلطة الكورونا على الإعلام


المزيد.....




- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...
- الناقد ليث الرواجفة: كيف تعيد -شعرية النسق الدميم- تشكيل الج ...
- تقنيات المستقبل تغزو صناعات السيارات والسينما واللياقة البدن ...
- اتحاد الأدباء ووزارة الثقافة يحتفيان بالشاعر والمترجم الكبير ...
- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مضاء رشد الباي - - حبر قلمي أسود لا يكتب عن الألوان -