أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاتن ناظر - أُنثى وافتخر ..........















المزيد.....

أُنثى وافتخر ..........


فاتن ناظر

الحوار المتمدن-العدد: 7643 - 2023 / 6 / 15 - 16:30
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لقد شاهدت برنامجاً تليفزيزنياً  بإحدى القنوات الدينية ، إلا أن هذا البرنامج قد أثار حفيظتي واستيائي نظراً لما تم تناوله من أغاليط متعددة وتدليس للحقائق وفهم مشوّه ، مع محاولة اصطباغ ذلك بصبغة دوجماطيقية تيقنية جوفاء مدّعية امتلاك الحقيقة .
لقد كان موضوع حلقة البرنامج هو شرح وسرد لمعنى الآية الكريمة《وليس الذكر كالأنثى》، وذلك عن طريق تفسير أحد الشيوخ لتأويل وشرح المعنى الصحيح للآية . إلا أنه تناول بالشرح لما اسماه ضعف المرأة من حيث تكوينها البيولوجي والفسيولوجي ، حيث أن المرأة - حسبما أشار - خُلقت من ضلع أعوج ، كما أنهن ناقصات عقل ودين ، لذلك فالرجال قوامون على النساء ، كما أن شهادة الرجل تعادل شهادة امرأتان، ولذلك يرث الرجل ضعف المرأة . وغيرها من كلامات مُرسلة تتصف بالتحيز وعدم الحياد .
لقد اكتفى ذلك الشيخ - سواء متعمداً أو غافلاً - بذلك السرد الممتهن والمزدري للمرأة محاولاً من خلاله الإنتقاص من شأنها والإعلاء من قدر وقيمة الرجال ، عن طريق المفاضلة والتعظيم فيما بين المرأة والرجل . وقد كان ذلك من خلال استناده على أحاديث ضعيفة المتن والسند وأيضاً اعتماداً على آيات افتقر هو فيها لأبسط التفاسير المبسطة ، دون التعرض إلى شرح الآية وموضوع الحلقة.
- لقد قال الله تعالى في محكم قرآنه 《وليس الذكر كالأنثى》 الآية ٣٦ من سورة آل عمران . وهنا نجد أن أغلب الشروح والتفاسير قد أكدت أن ذلك القول ليس لامرأة عمران ، بل هو استكمالاً واستطراداً لكلام الله القائل فيها《والله أعلم بما وَضَعَت》، والذي يؤكد تمام معرفته الغيبية بطبيعة جنس الوليد منذ أن كان برَحِم والدته دون الحاجة إلى اكتمال عملية الوضع .
ولهذا أراد الله أن يوضح لامرأة عمران أن الذكر المرجوّ والمأمول الذي تمنته ونذرته من أجل خدمة وسدانة بيت المقدس ليس بأفضل من تلك الأنثى البتول التي وضعتها ، بل إنها قد خُلقت وسُخرت من أجل تشريف البشرية بإنجاب المُخلّص والذي هو كلمة من الله .
- لقد ذهبت بعض الشروح لتلك الآية أن تقديم كلمة الذكر على الأنثى جاء من أجل بيان مفاضلة وعِظَم شأن الذكر على المرأة . إلا أن تلك الشروح قد أغفلت أبسط قواعد اللغة العربية ، حيث أن تلك الآية هي جملة تشبيهية  ، قد جِئ بالمُشبّه به مؤخراً وهو "الأنثى" في نهاية الآية من أجل الإجلال والتعظيم والتقدير والأفضلية للأنثى على الذكر المرجوّ والمنذور  .
واستبياناً لذلك نستطيع أن نضرب مثلاً : الرجل كالأسد، نجد هنا في ذلك التشبيه أن الأسد قد جاء مؤخراً بعد الرجل لأنه مفضلاً عليه من حيث القوة والشجاعة الجسارة والإقدام وغيرها من خصال . وبذلك يتضح سبب مجئ لفظ الأنثى مؤخراً وأنه كان من أجل التكريم والتشريف والتفضيل.
- عندما امتزجت لدى امرأة عمران مشاعر التحسر وخيبة الأمل بالأسى والحزن بعد وضع وليدتها التي وجدتها أنثى ، من حيث مخالفة ظنها بما اشتهته في دعواها من حيث عدم وفائها بنذرها لربها ، فما كان من الله تعالى أن فَصَل القول وحَسَم الأمر بجعله من تلك الأنثى أسمى وأفضل وأجدر من ينوط بتلك المهمة ، حيث أنها كانت آية من آيات طلاقة قُدرة خلق الله . وسرعان ما أنزل الله الإطمئنان والسكينة والبشري على قلب امرأة عمران من حيث مباركتها لتلك الأنثى بأن اسمتها مريم ، ومريم بلغتهم تعني العابدة الخاضعة الطائعة لربها بإيمان ويقين .
وبعد ...... لا يسعني إلا الاستنكار والتعجب من مثل هؤلاء الشيوخ بذلك الفهم الذي يتصف بالمحدودية وضيق الأفق وقِصر وعي بطبيعة وشخصية وتكوين المرأة . إن المرأة التي تحدث عنها ذلك الشيخ هي مغايرة تمام المغايرة عن حقيقة الواقع ، حيث أن المرأة التي وصفها بالضعف والوهن نجد أن الله قد منحها وسخّرها دون سواها للقدرة على الإنجاب وجعلها تتحمل من الآلام مالا يطيقه غيرها لثِقله وشدته  . كما أن المرأة التي وصفها بالنقص في العقل والدين ، فإن ذلك النقص كيف يتأتى ويستقيم  من حيث أسبقية سن التكليف لدى المرأة . وأيضاً من حيث قوامة الرجل على المرأة الذي تحدث عنه ، فقد جعل الله القوامة للرجل على المرأة نظراً لما يُسّر الرجل من أجله من حيث الإنفاق وتحمل المسئولية وتخفيف الأعباء وتكفل الرعاية والأمن لأسرته ، وأن ذلك الأمر لا يتعلق بأي مفاضلة أو تعظيم للرجل أو تقليل ودونية للمرأة ، بل جاء من أجل التقدير والتتويج للمرأة دون العناء والشقاء الذي فرضه على الرجل لخدمتها والعمل على راحتها .
وإذا كانت شهادة الرجل بامرأتين، فإن ذلك في الأمور التجارية والأقتصادية والمكاتبات التعاقدية ، نظراً لطبيعة الجزيرة العربية حينها من حيث إرتفاع نسبة القراءة والكتابة بين الرجال عنها لدى النساء ، وكذلك لعدم خروج المرأة للعمل في ذلك الحين . لذا فقد حُصرت بعلاقات إجتماعية محدودة لا تكفل لها أو تتيح السِعة في المعاملات ، لهذا جاءت شهادتها بنصف شهادة الرجل نتاجاً لطبيعة مكان وزمان وليس عن نقص أو جهل .
وإذا كان الأمر كذلك في مثل تلك الحالات - فقط - السالف ذكرها ، إلا أن هناك حالات أخرى لا يُقبل فيها شهادة الرجل وإنما يتم الإكتفاء فقط بشهادة المرأة . فإذا كانت المرأة تنازع الرجل بنصف شهادته كما هو ذائع لدى العامة إلا أنها أُختصت وحدها دون غيرها في أمور بعينها بشهادتها منفردة بلا منازع .
أما عن ميراث المرأة لنصف ما يَرثّه الرجل ، فإن المرأة ترث بنصيب أكبر من الرجل في حالات متعددة تصل لأكثر من ثلاثة وعشرين موضعاً . فلما إغفال ذلك والإكتراث فقط بحالات محدودة.
ولهذا يجدر السؤال... ماذا أراد ذلك الشيخ بكلامه هذا عن المرأة ، هل التحقير والإقلال ، أم أراد إثارة تقليب هن على هؤلاء ، أم أن الهدف والمقصد الأساسي هو دعاية إعلامية تتسم بالخسة هدفها البلبلة وكثرة اللغط .

لذا أقول أخيراً لمن يقول ( وليس الذكر كالأنثى ) ...... بالفعل . الذكر ليس كالأنثى .

فكوني أنثى ...... فهذا أعتز وافتخر
كوني أنثى ...... فذاك عنوان للشرف والطُهر
كوني أنثى ...... فأنا عصيّه على الهدم والظَفَر
كوني أنثى ...... فأنا كالجبال شامخة والدهر
كوني أنثي ...... فأنا أبيّه على الكسرِ والمِحن
كوني أنثى ...... فأنا للمكان والزمان كالعُدّة والمُؤن
كوني أنثى ...... فبإرادتي لست مفعولة بل فاعلة
كوني أنثى ...... فبعقلي بانيةٌ وبحدس قلبي مبصرةٌ وصائبةٌ
كوني أنثى ...... فقد حباني الإله في عُلاه بإقران ذكري في آية وحدانيته



#فاتن_ناظر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأمُّلات ............
- قراءة في كتاب الفلسفة طريقة حياة......... للكاتب بيير هادو
- ما أحوجنا اليوم إلى مصباح ديوجين !...........
- رؤى ..............
- متاهة الحياة


المزيد.....




- مصر.. تعديل تشريعي لوقف فصل موظفي الحكومة من متعاطي المخدرات ...
- الجزائر.. تفاصيل جديدة حول جريمة طعن امرأة في بث مباشر (صورة ...
- التروما والحياة الجنسية
- ازاي التروما والصدمات النفسية بيأثروا على حياتنا الجنسية؟ اع ...
- وزير مغربي يثير ضجة كبيرة لمعارضته طلب وثيقة عقد الزواج بالف ...
- شاهد.. وعل يظهر فجأة ويهاجم امرأة في مدينة روسية
- دعاوى النساء القضائية في ظل استراتيجية العدالة الناجزة
- اعتماد نشرة القبول لمرحلة رياض الاطفال للعام 2024/2025
- امرأة تكتشف رجلاً مختبئاً في غرفة نومها لمدة 4 أشهر
- سجل من هنا spf.gov.om واحصل على 430 ريال عماني.. خطوات التسج ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاتن ناظر - أُنثى وافتخر ..........