أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - دريسي مولاي عبد الرحمان - النقد عند هيجل1














المزيد.....

النقد عند هيجل1


دريسي مولاي عبد الرحمان

الحوار المتمدن-العدد: 1719 - 2006 / 10 / 30 - 07:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


على عكس تلك الرؤية التشاؤمية ذات الغايات المتواضعة التي بصمت فلسفة كانط,التي يمكن ان نصفها على انها فلسفة اخلاقية بامتياز.هذه النظرة كانت مؤسسة على نظريته النقدية للعقل.خاصة في مجال الميتافيزيقا والدين.اذ ان العقل بالنسبة له سيصبح عقيما وبدون اية قدرة على النقد اذا انفصل عن عالم التجربة الحسية.لهذا كان موقفه من ان العلم والفلسفة في سياق تطورهما سيصلان الى الطريق المسدود في بحثهما عن الشيىء في ذاته واعتقد ان العقل النظري سوف يخوض في تناقضات كبيرة اذا ما حاول لن يبرهن عن مسائل وافكار كخلود الروح ووجود الله.ومع ذلك تبقى فلسفته هدامة وسالبة الى اقصى حد.فمساهمته في حقل العلوم كانت في حصره في حدود ضيقة ارتبطت بعالم الظواهر.وفي الجانب الديني حاول نقده تقويض دعائم الدين والمتافيزيقا.رغم انه سيعيد الاعتبار للدين في كتابه نقد العقل العملي.الا ان هذا الاعتبار كان مرتبطا برؤية مغايرة للدين تعتبره من لواحق الحياة,وانه لا مجال لوجود دليل يثبت حقائقه.وانما هو امر يحتمه علينا كوننا فاعلين اخلاقيين.هذا النقد الاخلاقي المتواضع هو الذي سيضع هوة سحيقة بين الفكر والوجود في نظرية المعرفة عند كانط الذي سيصبح خلاله من المستخيل النفاذ الى الحقيقة.وانه لا مجال للارادة في خوض غمار هذه المغامرة.على هذا الاساس سيحاول هيجل ان يقدم محاولة متكاملة للبحث في جميع الاشكالات الفلسفية ومنها العقل ذاته.يقول هيجل"فالعقل يترك الاهواء تتصرف مكانه.والوسيلة الوحيدة التي يتوصل بواسطتها العقل الى ان يوجد تمر عبر محن والام.اذ ان تلك الظاهرة يكون جزء منها سلبيا والجزء الاخر
ايجابيا.وعلى وجه العموم فان الخاص المفرد صغير جدا امام الكوني.فالفكرة تؤدي ثمن الوجود والهشاشة لا بذاتها.بل باهواء الفرد


ومن خلال منهجية تاريخية.فقد نظر هيجل الى كل شيء من منظور تاريخي تطوري-ما عدا فلسفته-وبالتالي استطاع ان يتفادى اخطاء ماديي القرن الثامن عشر الذين ابانوا عن ضعف في تناول تعاليم الفكر والطبيعة والتاريخ والانسان من زاوية تطورية.ولابراز مضمون النظرية التطورية لدى هيجل لا بد من الاشارة الى عمقهاالثوري الحقيقي الا وهو الجدل الذي يعرفه صاحبه"هو مبدا كل حركة وكل حياة.وكل ما يتم فعله في عالم الواقع.بل انه ايضا روح كل معرفة تكون حقا علمية.وهذه النظرة الجدلية للاشياء ليست مرتبطة بالفلاسفة والمفكرين فقط.بل موجودة في مستويات الوعي الاخرى.فكل ما يحيط بنا يبرز الطابع الجدلي.فكل الاشياء المتناهية في جوهرها متغيرة ومتحولة وزائلة وهذا ما يسميه هيجل جدل المتناهي.والجدل عند هيجل لا يقتصر على ظواهر الطبيعة فقط.بل يشمل الجانب الروخي والاخلاقي والقانوني والسياسي.فالجدل يكمن في طبيعة الاشياء كلها.وهذه الاشياء ليست في حالة تناغم وانسجام تامين وبشكل مطلق,بل هي متبدلة وزائلةفكل الظواهر متناقضة بمعنى انها تحمل في داخلها عناصر تؤدي الى ضدها

يرتبط مفهوم التناقض عند هيجل بمفهوم السلب الذس يمثل المقولة الاساسية فس المنهج الجدلي.والقوة البارزة في فضح وكشف الواقع بما فيه من قوة وضعف.ان السلب هو الصفة التي تكون عمق جميع اشكال الوجود في حركة تطورها.اما الظواهر التي تبدو للذهن العادي بوصفها مظهرا ايجابيا للحقيقة.فهي في واقع الامر سلب لها.بحيث يستحيل اقرار الحقيقة الا بهدمها كما اكد على ذلك هربرت ماركيوز في كتابه العقل والثورة.وهو بالنسبة لهيجل ليس عدما وانما قوة خلاقة في الفكر والوجود معا.فكل شيء جزئي يواجهه التناقض لا يختزل الى صفر اي الى عدم.بل يتحول من ناخية جوهرية الى نفي محتواه الجزئي.يقول هيجل في هذا المقام" اما الجدل فهو يعني الميل المستمر الذي نتجاوز بواسطته التحديد واحادية الجانب لصفات الفهم بحيث توضع في وضعها الصحيح.اي يتضح ما فيها من سلب لان الشيء المتناهي يطمس معالم نفسه ويضع نفسه جانبا.هذا الفهم ينم عن اعتبار ايجابي لمفهوم السلب سيحاول من خلاله ماركيوز ان يربط بين السلب والجدل عند هيجل.حيث ان السلب الذي يطبقه الجدل ليس نقدا للمنطق التقليدي الذي يرفض الاعتراف بحقيقة المتناقضات.بل هو نقد ايضا للاوضاع القائمة على نفس الارض التي تقف عليها.وهو في اخر المطاف نقد لوضع الحياة المستتب

في هدا السياق نتساءل الى اي حد كان فكر هيجل الجدلي مرتبطا بمنهجه السلبي وحترما اياه?وماهي النتائج التي يمكن ان تترتب على تطبيق هذا المنهج الذي يعتبر السلب قوة نفي في الفكر والوجودمعا?ان فريديريك انجلز اقر وفي الكثير من المناسبات على ان فلسفة هيجل"" لا تعد اي شيء نهائيا مطلقا.مقدسا.انها تكشف الغطاء على الصفة المؤقتة لكل شيء ولا تستطيع الثبات والصمود امامها الا عملية متصلة من الصيرؤرة والزوال اي عملية الارتقاء الدائم من الاخفض الى الارفع.وما الفلسفة الديالكتيكية ذاتها الا مجرد انعكاس لهذه العملية في المخ المفكر
ويمكن ان اختم هذه المحاولة المتواضعة بالسؤال التالي هل احترم هيجل منهجه الجدلي.ساحاول الاجابة عن هذا السؤال وذلك بعرض الموقف النقدي سواء في مرحلة الشباب او المرحلة اللاهوتية وفي مرحلة النضج اي في الاشواط النهائية لصياغة المذهب الجدلي.وذلك سيكون في الجزء الثاني من المقالة



#دريسي_مولاي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجيب محفوظ.الاحتفاء والتجاوز التاريخي
- اسطورة الحب
- السياسة.المرأة.الحب.اية علاقة
- رحلة صوفية
- زيارة خاصة
- مأساة
- الفكر اليومي العربي ومازقه التاريخي
- في حضرة الرائحة
- مونولوج داخلي


المزيد.....




- وزير الداخلية الفرنسي يزور المغرب لـ-تعميق التعاون- الأمني ب ...
- قطعها بالمنشار قبل دفنها.. تفاصيل جديدة تُكشف عن رجل قتل زوج ...
- فك شفرة بُن إثيوبي يمني يمهد الطريق لمذاق قهوة جديد
- الشرطة الهولندية: عصابات تفجير ماكينات الصرف انتقلت لألمانيا ...
- بعد موجة الانقلابات.. بقاء -إيكواس- مرهون بإصلاحات هيكلية
- هل يحمل فيتامين (د) سر إبطاء شيخوخة الإنسان حقا؟
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في مدينتي أوديسا وتشيرنومورسك ...
- الاحتلال يتحدث عن معارك وجه لوجه وسط غزة ويوسع ممر -نتساريم- ...
- كاتب أميركي: القصة الخفية لعدم شن إسرائيل هجوما كبيرا على إي ...
- روسيا تصد أكبر هجوم بالمسيّرات الأوكرانية منذ اندلاع الحرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - دريسي مولاي عبد الرحمان - النقد عند هيجل1