الفكر اليومي العربي ومازقه التاريخي

دريسي مولاي عبد الرحمان

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 09:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

متى كان للدولة فكر.متى كان للفكر الثوري طابع رسمي.اما ان يكون الفكر نقديا,واما ان يكون مخصيا.بهده الكلمات المعبرة ارسى الشهيد مهدي عامل ثوابث الفكر النقدي في رصانة تناوله لقضايا اليومي والفلسفي.المحلي والاقليمي والعالمي,في وحدة كل منسجم حدود الاتساق والتماهي.على اساس اعتبارعلاقة الفكر بالواقع علاقة ترابط وتفاعل.علاقة جدليةتجعل من العقل في التاريخ اساسا ماديا لعلم التاريخ نفسه.ليس بمنطق الرغبات الداتية والاهواء,ولكن لضرورة منطقية في اعماق حركية المجتمع وبنياته,سواء اكانت اجتماعية او اديولوجية او سياسية.ومن الضروري الاشارة الى الدوافع والاسباب التي ادت بي الى كتابة هده المقالة البسيطة في مضمونها.والتي تتلخص في ضحالة الانتاج الفكري العربي في تناوله لقضايا عصره.عصر يعج بالافكار والعقائد والاحداث المتسارعة في حركيتها,والاجهازات المتلاحقة على المكتسبات الشعوب في تحقيق حريتها وعدالتها الاجتماعة وتحقيق العيش الكريم لمواطنيه.وامام حقيقة تاريخية بالتاكيد,وهي الواقع العربي المتردي,المهترئ,وكان السوسة نخرت اعماقه بشكل ممنهج ومخطط له سلفا.واقع احسبه احيانا وكانه محكوم بقوى ما فوقية تصل الى مستوى القانون الطبيعي.الفرق الجوهري بينهما,هو ان هدا الاخير قابل للتطور والتعديل عن طريق التراكم والقفزات و القطائع الابستمولوجية.ام الواقع العربي فيبدو انه في مستوى القدر.ويبقى المثقف العربي امام تحديات عصره في انتظار وحي جديد.او ربما نبي جديد.ولما لا حياة جديدة.وهدا الواقع لا احسبه خارجا عن المالوف,بل هو نتيجة منطقيةلمنطق التاريخ نفسه.فالتاريخ لا يعيد نفسه,وان اعاده فسوف يكون اما كاريكاتوريا او ماساويا.ونحن نحيا دورات التاريخ في محطاتها الماساوية طبعا.ليس من منطق الفشل والتباكي,ولكن من منطلق القراءة الموضوعية لمعطيات الواقع التجريبي في حركية الفكر وتداعياته على المستويات المتعددة للبنية الاجتماعية في مرحلتها الامبريالية.ومن بين الاسباب الاخرى التي جعلتني اكتب هده المقالة هو غياب التعامل المبدئي مع قضايا المجتمع الملحة.هدا من جهة,ومن جهة اخرى سطحية الفكرالعربي وارتداده الى مستويات الفكر الكانطي في طروحاته,بحيث اصبح من المستحيل الخوض في اعماق القضايا ومحاولة سبر الاغواروتحديد العلاقات الجدلية بين اطراف الصراع في مختلف الجوانب,بل اصبح الفكرالعربي في مجمله حبيس الاحداث اليومية ,وانساق وراء التواءات وتعقيدات المرحلة.تاركا وراءه مهمات المرحلة.متخليا عن دوره في الاستنارة والتحرر.فاصبح في مستوى التجريد والشكلانية,ووجد في اليومي ضالته.بحيث اصبج يجد داته في القدرة على التكيف مع المستجدات واعلان السبق في تناول الموضوعات وتحليلها.ولهدا,فاما ان يكون الفكرخادم القضايا العادلة واما ان لا يكون.ان يكون فكرا كونيا ومتميزا في الوقت نفسه,واما ان يكون فكرا خائنا لقضيته,ولوجوده ايضا

عندما اتدكر كتاب الشهيد مهدي عامل"ازمة الحضارة ام ازمة البورجوازيات العربية.فانني اخجل من مقارنته بالانتاج المزيف للمثقف العربي.سيما ان المرحلة شهدت تغيرات في خصوص اوجه الصراع في المنطقة العربية.من ازمة حركة التحرر الوطني الى القضية الفلسطينية فالحرب على العراق’,الى قضايا النهضة والهوية والبحث عن الدات.ثم قضايا الحرية والعدالة الاجتماعية.امام هدا الحقل الزاخر بالمعطيات والحقائق الصارخة,لا تجد تحليلا يحاول ملامسة عمق الاشياء وتفكيك جوانبها .هدا مع التاكيد ان هناك محاولات جادة لكنها لا ترى النور.بل تجهض قبل ان تولد,وان ولدت لا تصل الى القوى التي ستجعل منها قوى مادية قادرة على استيعابها وتحويلها الى عقيدة تعيد الكينونة للدات العربية,وتعيد كدلك الثقة للمثقف العربي من اجل اخراج فكر للوجود يتعامل مع معطيات الواقع التجريبية,ويتجاوزها الى ما هو كوني.ولملفث للنظر,هو ان قراءة واعادة قراءة النص العاملي ومحاولة اسقاطه على المرحلة لن يغير من خلاصات الكتاب شيئا,لانه ببساطة,هو عصارة منهج مادي في طرحة لاشكاليات المجتمع العربي,هدا من جهة,ومن جهة اخرى في الانطلاق من امكانية المعرفة العلمية في حقل التاريخ الاجتماعي العربي.الانطلاق من المنهج العلمي الدي يقود الى انتاج الاليات واختبارها على ارض الميدان.و عندما اتحدث عن الفكر العلمي فانني اقصد لا تفسير الظاهرة بالظاهرة كما يحدث في الفكر اليومي,ولا اقصد تفسير الظاهرة بالفكر.اي النتيجة بسببها الميكانيكي التجريبي ماديا كان روحيا او ربما تصوفيا.بل بتقسير السبب والنتيجة معا.اي تحديد العلاقة السببية بينها وبين القوانين الموضوعية المتحكمة في تطور بنيات المجتمع,وكل خروج عن هده الصيرورة هو بمثابة خيانة للحقيقة العلمية.اد يعتبر الفكر في هدا السياق انعكاسا للمنطق الموضوعي للمجتمع والتجربة.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل