أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - السلام العالمي لكانط و الرؤية البهائية لمستقبل النظام العالمي -بقلم إيان كلوج -(3- 14)















المزيد.....

السلام العالمي لكانط و الرؤية البهائية لمستقبل النظام العالمي -بقلم إيان كلوج -(3- 14)


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 7635 - 2023 / 6 / 7 - 20:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التعاليم البهائية تتفق بالتأكيد مع كانط فيما يتعلق بالحاجة للإتحاد العالمي لمنع الحرب وإقامة "نظام إتحادى عالمي" (WOB 204) الذي فيه البشرية سوف "تتحرر من لعنة الحرب ومآسيها." (WOB 204) و فى مكان آخر فإن حضرة ولى أمر الله يشير إلى آمال حضرة عبد البهاء "فى إرتفاع راية السلام الأصغر The Lesser Peacee، في توحيد الجنس البشري، وإنشاء الحكومة الاتحادية العالمية على هذا الكوكب."(CF 126) و لكن، بينما تحقيق الإتحاد العالمي أو "عصبة السلام league of peace" بالنسبة لكانط يمثل النهاية للتطور الإجتماعي والسياسي للبشرية، فإن السلام الأصغر الذي يجلب "الوحدة في المجال السياسي" (SWAB 32) بالنسبة للدين البهائي ليس سوى مرحلة إنتقالية لمرحلة لا تزال أكثر شمولا و هى السلام الأعظم الذي هو:
"من الحوادث العظيمة المزمع حصولها في يوم ظهور ذلك الغصن الذي لا مثيل له، ارتفاع علم الله بين جميع الشعوب يعني أن جميع الشعوب والأجناس تجتمع مع بعضها بعضاً في ظل هذا العلم الإلهي، ألا وهو الغصن الرباني ويصبحون شعباً واحداً وينعدم العداء الديني والمذهبي وتزول البغضاء الجنسية والقومية وترتفع الاختلافات من بين الأمم ويدين كل الناس بدين واحد، ويؤمنون بإيمان واحد، ويندمجون في شكل جنس واحد، ويصبحون أمة واحدة يسكنون وطناً واحداً وهو الكرة الأرضية." (عبد البهاء، ظهور حضرة بهاء الله، ج4، 411)
"سوف تتحد كافة الأمم والقبائل وتصبح أمة واحدة. وتندثر المنازعات الدينية والعرقية وتتوقف المشاحنات بين الأجناس والشعوب. ويتمسك كل الناس بدين واحد واعتقاد واحد ويتّحدون في جنس واحد ويصبحون شعبًا واحدًا. فيسكن الكل في وطن واحد هو هذا الكوكب نفسه." (عبد البهاء، ظهور حضرة بهاء الله، ج2، 412)
في الرؤية البهائية، فإن الهدف النهائي للتطور الإجتماعي سوف يكون لدينا وحدة على أساس المبادئ الروحية التي سوف تتجاوز الإختلافات فى الدين أو العرق والطبقة و القومية، وجَعلْ الأرض نفسها وطننا. هذا، بطبيعة الحال، يتطلب التحول الروحي الأساسى الذي من شأنه، في الواقع، أن يجعل السياسة كما نعرفها، قد عفا عليها الزمن.
أما بالنسبة لكانط ، فإن مثل هذه الرؤية تثير المخاوف حول السيادة الوطنية أي حقوق الأمم. فعندما الكل "يسكن في وطن واحد مشترك" فماذا تبقّى من إستقلالية الدولة الوطنية؟ كما يقول: "مثل هذا الإتحاد من الضرورى أن يكون مقيداً بعقلانية بمفهوم حق الأمم." (كانط عام 1983، 117) أى أنه فيما يخص القيام بالحرب فقط يمكن هناك أن تكون أي قيود على السيادة أو الحقوق الوطنية. فالمشكلة الأساسية مع هذا، كما ذُكر أعلاه، هى أنه في القرن العشرين قد تعلمنا من التجربة أن إحلال السلام يتطلب تدابيراً أبعد من الإتفاقات السياسية و الدبلوماسية للحد من القدرة على شن الحرب، و أن السلام الثابت يمكن أن يتأسس فقط عندما شروط أخرى، غير سياسية و غير دبلوماسية يتم استيفاءها مثل وحدة النظرة للعالم وإلغاء التحيز و الإجحاف العنصري والوطني و الديني والطبقي. فمن السهل نسبيا للأمم حسنة النية أو المتبصرة سياسيا أن تعترف بأن القيام بالحرب من جانب واحد ليس حقاً وطنياً. و كما يقول كانط ، "من على عرش سلطته التشريعية الأخلاقية، فالعقل يدين على الاطلاق الحرب كوسيلة لتقرير الحق." (المرجع نفسه 116) و القليل ممن يقول و لكونه أقوى فإن هذا يثبت أنه على حق. و لكن، فإن السؤال الذي يطرحه تاريخ القرن العشرين هو "متى يمكن لمثل هذه النوايا السياسية الطيبة أن تبقى إذا كانت أسس السلام ليست راسخة في مكانها"؟ و كم من الوقت يمكن أن تُقاوم الضغوط الداخلية لسكان يشتعلون بنيران الحماس العرقي والديني والقومي أو الطبقى؟ والى متى يمكن لهم أن يمتنعوا عن الحرب في صراع من الأيديولوجيات؟ كانط ، بطبيعة الحال، ما كان بإمكانه أن يتوقع مثل هذه التطورات، وبالتالي، ما أقام أي أحكام/شروط لمنعها أو إختصار دائرتها. أما الآثار (الكتابات) البهائية المقدسة، من ناحية أخرى، يبدو أنها تتوقع مثل هذه التطورات بقدر ما تصف، كما سنرى، التدابير اللازمة لإحباطها مسبقاً. ففي حين أنها لا تستخدم كلمة الأيدولوجية ideology [مجموعة نظامية من المفاهيم]- فمن كان يفهما في ذلك الوقت؟ - فإنها تصف العلاج الصحيح اللازم لتقويض و تراجع آثار هذه الأشكال المختلفة من التحيز و التحامل و إمتدادها الأيديولوجي.
الآثار (الكتابية) البهائية المقدسة على حد سواء تتفق وتختلف مع مقترحات كانط "للسلام الدائم". فهى متفقة على أن "عصبة السلام" يجب أن تكون إتحاداً من نوع ما. عندما سأله مسؤول من الحكومة الأمريكية عن أفضل السبل لخدمة كل من مصلحة بلاده وشعوب العالم، نصحه حضرة عبد البهاء: "بالمساعدة في التطبيق التام لمبدأ الفدرالية الذي تقوم عليه الحكومة الخاصة ببلدكم على العلاقات القائمة الآن بين شعوب ودول العالم."(36 WOB) ففي الفيدرالية الأمريكية، تقسم المسئوليات والحقوق بين الحكومة المركزية التي تسهر على مصالح الإتحاد كله، و الولايات التي ترعى جزءاً معيناً من الإتحاد. فالولايات الفردية متحدة بعهد أو إتفاق ولكنها لا تخضع لحكومة مركزية إستبدادية. و في هذا الصدد، يصرح حضرة عبد البهاء أيضا:
"من الواضح جدا أنه في المستقبل لن يكون هناك مركزية في بلدان العالم، سواء كانت فى نموذجها دستورية الحكومة، جمهورية أو ديمقراطية النموذج. فالولايات المتحدة قد تؤخذ كمثال للحكومة المستقبلية، و ذلك أن تقول، سوف تكون كل محافظة مستقلة في حد ذاتها، ولكن سيكون هناك اتحاداً فدرالياً يحمى مصالح مختلف الدول/الولايات المستقلة." {ترجمة تقريبية} (PUP 167).
من الجدير بالذكر أن "الاتحاد الفيدرالي federal -union-" سوف يحمى المصالح المشروعة لولاياته/دولِهِ المستقلة. فما هى هذه "المصالح المشروعة" التى يجوز، بطبيعة الحال، أن تختلف من ظرف تاريخي واحد إلى آخر، وهذا يضمن المرونة بل و حقوق ومسئوليات الدول المكونة مما يمنع هذه السلطة التى ترعى الكل من أن تصبح قوة مركزية دكتاتورية. ووفقا لحضرة شوقي أفندي، فإن مبدأ الفدرالية ينطبق حتى على السلام الأعظم؛ و يصف النموذج الدولي للحكومة في السلام الأعظم بأنه يمثل "نظاماً فيدرالياً للعالم". (WOB 203)



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام العالمي لكانط و الرؤية البهائية لمستقبل النظام العالم ...
- السلام العالمي لكانط و الرؤية البهائية لمستقبل النظام العالم ...
- التقييم الذاتي Self Assessment (9 - 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (8 - 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (7 - 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (6 - 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (5 - 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (4 من 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (3 من 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (2 من 9)
- التقييم الذاتي Self Assessment (1 - 9)
- النظام العالمي الجديد ومستقبل العالم 3-3
- النظام العالمي الجديد ومستقبل العالم 2-3
- النظام العالمي الجديد ومستقبل العالم 1-3
- (الجزء السادس والأخير) من رحلة الإنسان في العالم المادي Jour ...
- رحلة الإنسان في العالم المادي Journey of Man in Material Wor ...
- رحلة الإنسان في العالم المادي Journey of Man in Material Wor ...
- رحلة الإنسان في العالم المادي Journey of Man in Material Wor ...
- كوكب واحد ، موطن واحد
- رحلة الإنسان في العالم المادي Journey of Man in Material Wor ...


المزيد.....




- بالفيديو.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تسهدف قاعدة -رام ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...
- اجعل أطفالك يمرحون… اضبطها الآن || تردد قناة طيور الجنة الجد ...
- التردد الجديد.. تردد قناة طيور الجنة بيبي 2024 على عرب سات و ...
- السيد الحوثي:مكافحة الإرهاب مؤامرة الغرب لاحتلال الدول الإسل ...
- غضب إسرائيلي ويهودي بسبب شعار في متحف بمدريد
- الجماعة الإسلامية في لبنان.. من جماعة إغاثية إلى حركة مقاومة ...
- ألمانيا: المسلمون تحت المجهر واختلاط الجنسين شرط لمظاهراتهم ...
- “لولو راحت عند الدكتور” تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 نز ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: نراقب عن كثب تحركات الأوساط الإسلا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - السلام العالمي لكانط و الرؤية البهائية لمستقبل النظام العالمي -بقلم إيان كلوج -(3- 14)