أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناصر عجمايا - هويتنا القومية!















المزيد.....

هويتنا القومية!


ناصر عجمايا

الحوار المتمدن-العدد: 7634 - 2023 / 6 / 6 - 16:13
المحور: كتابات ساخرة
    


كل مجموعة بشرية تعيش في هذا الكون، عبر قاراتها السبعة، لابد أن يكون لها شعورها العائلي الخاص بها، كما والقومي الذي يختاره بمحض أرادته بعيداً عن أملاءات الآخرين، ومن حقه الكامل أن يختار له هوية وأسم معين، كما هو متعامل به من العوائل، كي يختارون للأنسان المولود حديثاً، أن يحمل أسم خاص به، وهذا أقل حق من حقوقه الخاصة، والمجموعة التي ينتمي اليها وراثياً، وفق المعطيات الظاهرة والقائمة على أسس أجتماعية وسياسية وأقتصادية، كل هذا وذاك يفرض على القوميين، من خلال مواقعهم وأدائهم تجاه أنفسهم من جهة ، وتفاعلهم مع الأقوام والمجموعات الأخرى المتعائشة معهم زمناً وأدائاً من جهة أخرى.

القومية:
القومية هي فكر أيديولوجي لها مقوماتها الخاصة بها، متعددة وواضحة البيان، تختص مجموعة من البشر، يشتركون بها من حيث التاريخ والعادات والتقاليد والفن والموقع الجغرافي ولربما اللغة المفهومة لهم، وقد تتغير لغاتهم بسبب الهجرة الطوعية أو القسرية عبر الأجيال والازمان، لكن عروقهم واضحة البيان، فمنهم من أتخذ اللغة العربية وهم لم يكونوا عرباً بالأصل لأسباب عديدة، أو الأنكليزية أو الفرنسية ووالخ ، تبعاً لظروف معينة رادفتهم.
فكثير من الكلدان لم يتكلموا لغتهم الأصلية كما هم الأقوام الأخرى، كونهم فقدوا التكلم بها لأسباب متعددة لا مجال للخوض بها حالياً، ومثال ذلك الشعب الكلداني داخل الموصل، حيث العائلة الواحدة أنشطرت الى قسمين أحداها سكنت مدينة الموصل عبر الأجيال، فالتزمت العربية والاسلامية، والأخرى سكنت قرى سهل نينوى فحافظت على لغتها (بيت الجليلي أسلموا يتكلمون العربية، وبيت مكسابوا حافظوا على ديانتهم – المسيحية ويتكلمون الكلدانية لحد الآن، كما ويجيدون العربية والأنكليزية من المغتربين منهم، وهما تاريخياً من نفس العائلة الواحدة وأخوة)، وعائلة عجمايا حافظت على الأسم الكلداني القومي الواحد، لكن شريحة منها فقدت اللغة الكلدانية، عندما أختلفت في تواجدها الجغرافي – كونها سكنت في الموصل، لكنهم بقوا على ايمانهم المسيحي بعد ظهوره فتكلموا العربية فقط تاركين لغتهم الأصيلة الكلدانية لأسبابهم الخاصة، فهل نعتبرهم عرب؟! وحقيقتهم كلدان قومياً وتارخياً بحق وحقيقة، وفي قرى سهل نينوى "باطنايا، باقوفا، تللسقف،" وعنكاوا)، جميعهم يتكلمون اللغة الكلدانية عبر الأجيال وهم كلدان قومياً.
سكان الخليج حالياً ومعهم سكان جنوب العراق وداخل بغداد وضواحيها "محافظات: واسط ، بابل، كربلاء، النجف، الديوانية، الناصرية، السماوة، العمارة، البصرة" الكلدان متواجدون عرقياً وقومياً، لا يمكن لكائن من كان ويكون، يتمكن من تغييب وجودهم وانكار تواجدهم مطلقاً، وهم أحرار بموجب رؤاهم متفقين ضمن تفكيرهم الخاص بهم ومقتنعين به، وحينما أسلموا وتركوا ديانتهم السابقة، وتكلموا العربية كلغة لهم بسبب تدينهم الجديد ما بعد 600 عام، عندما ظهرت الديانة الأسلامية، هذا لا يعني بانهم فقدوا كلدانيتهم وجذورهم القومية بعد اسلمتهم!!، فلا يمكن الغاء عروقهم القومية الكلدانية التي هم أنحدروا منها تاريخياً لأسبابهم الخاصة بهم، فلهم حريتهم الكاملة بما هم يشعرون به، حتى الخليج الكلدي أستبدلت تسميته لاحقاً بالخيلج العربي، في حين بلاد الفرس (أيران) يسمونه الخيلج الفارسي، كل ما تطرقنا عليه، هو مثالاً صارخا لتبيان الواقع الحي والملموس.
وهناك دول حافظت على نقاوة قوميتها جغرافياً ولغوياً وأجتماعياً وسياسياً وووالخ مثل (أيسلندا واليابان) كونهما دول قومية من الاساس.
وهنا علينا ان نوضح واقعنا المريض.. حيث حاولت الأحزاب القومية بتوحيد الدول الناطقة بالعربية بتبنيها الفكر القومي، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً، مثال ذلك القوميين العرب والبعث بشقيه اليساري واليميني كما حدث في العراق وسوريا معاً.

أستقلالية الأمة:
لكل أمة تفكيرها وأيديولوجيتها الخاصة بها، من خلال مثقيها وكتابها وأدبائها، تتبنى مقوماتها الأساسية من النواحي الأجتماعية والسياسية والأقتصادية، كحق مشروع بموجب المفهوم الأممي في تقرير مصيرها، يعتمد على أرتباطهم الدائم والمستمر بأرضهم ومستقبل وجودهم، من خلال ولائهم وأنتمائهم لأمتهم، تيمناً مع التقاليد والعادات الموروثة والمتوارثة عبر الآباء والأجداد، وهنا يجب وواجب تقديم مصلحة الأمة على المصلحة الشخصية، كون الأخيرة من ضمن المجموع، ومفهوم الأمة والقومية هي مصطلحات حديثة ضمن توجهات ومعارف حديثة النشأة، نعم كانت الأقوام المتعددة قائمة منذ حركة الأستيطان والثبات في الأرض المعنية المعينة من قبلهم، بناءاً على أسس جغرافية ومواقع أقتصادية مرتبطة بالمعيشة الحياتية وتسهيلاتها الأنتاجية، ولد معها أستغلال الأنسان لأخيه الأنسان، والسيطرة والقوة والعنف والعنف المضاد فيما بعد، نتيجة الأستغلال والقسوة والسيطرة عبر المشايخ وتوارثها، منذ بداية القرن الثامن عشر، بعد تواجد السيد والعبيد، والرئيس والمرئوس، والأغا والبني.
الفكر القومي القاصر الذاتي والأقصائي المغيب للآخرين، يترك آثاره المدمرة على المجتمع المتعدد القوميات في وطن واحد، تبرز معه مردوداته السلبية على الواقعين الوطني والأنساني معاً، في حالة التعصب الأعمى حتى بروز الشوفينية وتبنيها من قبل القومية الكبيرة (العراق مثالاً)، التي تحاول تمييع وأنهاء دور القوميات الأخرى الأقل عدداً وقوة ووجوداً، محاولة بلعها وأنهاء دورها وحتى عدم الأعتراف بها، فتعمل على نكران وجودها التاريخي الصارخ، على حساب الجانبين الوطني والأنساني معاً، ضاربين عرض الحائط القيم العالمية وحقوق الأنسان وتقرير مصيره ووجوده، بما فيها الأرض المشارك معها وطنياً..كونها تتبنى التطرف القومي التعصبي المشين، متحولاً الى الشوفينية القاتلة للوطنية والأنسانية معاً.
وفي القوش التاريخية، يحاول نفر ظال بجرة قلم مشين، يلغي وجودها القومية لأسبابه الخاصة، ولربما لظروفه المأزومة، ووضعه الصحي والنفسي، يلغي الوجود القومي الكلداني الأصيل لشعبه، ببديل طاريء لا وجود له قبل 2635 عام ، معتبراً القوش وأخواتها غير كلدانية، وهذا العنصر مع العمر الطويل له ولكل المعمرين تجاوز التسعة عقود من الزمن.
فنسى أو تناسى دور المناضل الأممي الكبير بأدائه من أجل قومه وبلدته الكلدانية الأصيلة ومعها أخواتها من البلدات الأخرى، التي كان يعتز بهم وبشعبهم أجمل أعتزاز، أنه الثائر العراقي البطل ( توما توماس)، ندعوه هو والآخرين الى مراجعة كتابه الميمون.. أوراق توما توماس..ذلك الكتاب التاريخي والمصدر المهم كأرث حضاري قيم يستفاد منه كل كاتب ومتابع للأحداث عن كثب، حيث كان يؤكد دوماً على أحترام خصوصاتنا القومية والأثنية جميعها، بموجب المبدأ اللينيني حق تقرير المصير لجميع القوميات صغيرها قبل كبيرها، وكان يؤكد التزامنا بشعبنا الكلداني الأصيل، فالرحمة والخلود للعملاق الكبير والمضحي العفيف والمناضل القدير أبو جوزيف..

منصور عجمايا
6-6-2023



#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توضيح!
- رسالة توضيحية ثانية!!
- الى الشعب الكلداني الأصيل. الحقيقة دامغة لا تقبل الشك!!
- لمصلحة من يتم التصعيد الأعلامي؟!
- مهامنا الوطنية العراقية!
- مقتضب لمستقبل البشرية!
- صرخة معاناة وهموم أنسانية للكاردينال والباطريرك الكلداني تجا ...
- قراءة في كتاب (المنظمات السرية التي تحكم العالم) للكاتب سليم ...
- الأوضاع السياسية العراقية في الميزان!
- العسر السياسي لواقع عراقي!
- الأنتخابات العراقية والحلول الموضوعية!
- التخبط الفكري لبعض مدعي الأكاديمية!!
- مناشدة علمية تاريخية
- تقرير موجز عن زيارتي للعراق ما بعد مرض الكرونا اللعين!.
- اليسار العراقي وتحرر المرأة!
- الولادة..الموت.. القيامة.
- الأنتخابات العراقية!
- بيان البطريركية حول الأنتخابات لم يكن موفقاً!.
- الراعي الصالح يخاطب رعيته، علينا حواره بكل دقة وهدوء وموضوعي ...
- الرفيق كاظم حبيب في سطور!


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- الغاوون,قصيدة(لحظة الفراق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- الغاوون,قصيدة(الطريق)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناصر عجمايا - هويتنا القومية!