أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميلة كزير - الكتابة الصوفية عند محي الدين بن عربي بين الإلهي والإنسي -مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم نموذجا-















المزيد.....



الكتابة الصوفية عند محي الدين بن عربي بين الإلهي والإنسي -مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم نموذجا-


جميلة كزير

الحوار المتمدن-العدد: 7634 - 2023 / 6 / 6 - 08:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مسوغات التأليف بين الإلهي والإنسي:
لا أنوي في هذا المقال تلخيص التجربة الكتابية عند محي الدين بن عربي في شكلها الفلسفي( )، ولا وصف إطارها النظري الذي حددته دراسات علمية أدبية سابقة( )، كشفت عن الرهانات الكبرى المتحكمة في تصانيف الشيخ الأكبر. حيث أثمرت حركية الذات الكاتبة من خلالها قاموسا صوفيا كان الأكثر نشاطا على صعيد الفكر الإنساني والأكثر إثارة للانفعال الجمالي.
لكننا سنقتصر على طرح إشكالات جديدة تسعى لكشف درجة الانزياح في تجربته المتمردة، إذ ساهمت في إيداع بلاغة جديدة أكثر عمقا من حيث عملت على تمثل المعايير السائدة التي تم تسطيرها في أوائل قيام الفكر النقدي والأدبي ثم أنجزت على قواعدها عدولا وإبدالا، فلو تم استثمار هذا الانزياح وهذه الثورة الفكرية بدرجة علمية عالية لمكنتنا ولعقود من تحرير الإنسان من معوقاته الذاتية، ولساهمت من جديد في بعث التراث من مرقده ليتحدث لغة أخرى تفيد في تصحيح كثير من التصورات المستقرة في أذهاننا عنه وعن جانبه الباطني خاصة.
إن إلحاح الذات من أجل الإقدام على الكتابة لا يمكن – في كل الحالات- أن ينطلق من فراغ وإنما تكون الذات فيها مستجيبة إلى نوازع إما ذاتية أو غيرية. إلا أن المثير للانتباه أن هذه الدوافع يتنازعها الأفراد والجماعات. ولعل في هذا كشفا لحقيقة مفادها أن إلقاء عهدة الكتابة على الآخر أي خارج دائرة الذات هي استراتيجية تظهر في جل المصنفات باعتبارها متكأ للمؤلفين لدعم مؤلفاتهم. كما تعتبر قواعد يمارس بها هؤلاء الاحتيال على القارئ من أجل استمالته.
وتعتبر صيغة السؤال لماذا التأليف؟ من القضايا الجوهرية التي تؤسس منهجية الكتابة لذلك نبه علي بن خلف (ق 5 هـ) في كتابه "مواد البيان" إلى ضرورة تحديد أسباب التأليف قائلا: "المعرفة بوضع الكتاب يدل على السبب الذي من أجله وضع الكتاب"( ).
أما إذا عدنا إلى دوافع التأليف فنجد صاحب رسالة "مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم". قد قسم دوافع التأليف إلى ثلاثة: ذاتية وغيرية وأخرى موضوعية، إلا أن هذه الدوافع قد تتداخل وتتراتب فيما بينها أحيانا. هكذا جرت به العادة عند القدماء، أن تكون عملية التأليف عندهم إما استجابة لطلب من صاحب السلطة (أمر من السلطان مثلا) أو تكون جوابا على سؤال، ويكون السؤال إما صريحا أو مضمرا"( ). ولعل طغيان هذا العنصر الأخير هو العنصر المركزي الذي ظل ابن عربي يشتغل به في جل تصانيفه إذ يعتبر الهاجس الذي حدد أسباب التأليف لديه. هكذا تزودنا مقدمة مواقع النجوم برغبة الشيخ المتناهية في تحقيق ما أسسه النقاد العرب القدماء، إذ يصبح التأليف والباعث عليه خارج الذات يقول في هذا السياق: "أما بعد: فيا ذا العقل السليم والمتصف بأوصاف الكمال والتتميم، فإني وضعت هذه الرسالة الموسومة بمواقع النجوم، ومطالع أهلة الأسرار والعلوم لكل مسترشد فهيم ومتحر عليم وأصحاب الشرب من العين الصافية والممزوجة بالكافور والتسنيم وليس لكل شارب إلا من شرب شرب الهيم ... ووسيلة لحضرة كل إمام عارف وعلام واقف ذي مشهد إلهي وكشف رباني حمداني متحنث وصديق متحدث وسالك لا يملك وهالك لا يهلك ومحدث قديم بالمومنين رؤوف رحيم..." ( ).
إن حضور مفهوم الرسالة هنا يستدعي الإخبار لذلك فهي تتقدم باعتبارها جوابا عن طلب، وهو ما صرح به في قوله "... وابتغى إماما يوصله إليه وحاجبا يدخله عليه وهيأ ذاته للقبول وكان بنفسه هو المرسل والرسول، فكان داعية من قلبه إلى طلب معرفة ربه فذلك الابن الطاهر التقي الزاهد أبو محمد عبد الله بدر بن عبد الله الحبشي الحراني التميمي... لما وقف وفقه الله وسدده – توفيق الصديقين موقف تعليم وسألني إيضاح طريق من أتى الله بقلب سليم..." ( )؛ فما كان من ابن عربي إلا أن يستجيب لهذا النداء، وقد توج استجابته بما يمكن عده إهداء للطالب أي الآمر بالتأليف، مما يعني ضمنيا أن قيمة كتابه تستمد من صاحب الطلب. ولعل هذا الطلب لا يترك سوى نزر قليل من الحرية لمن عليه تنفيذ ذلك؛ أي أنه ينجز مهمته بالوكالة وهذا ما يتنافى وتجربة الكتابة الصوفية ذات البعد الانطولوجي.
وفي مواضع أخرى من كتاب "عنقاء مغرب" يقول: "... عند ذلك سألني رجل من أهل تبريز وممن يقول بدولة العزيز، وينكر سقوط التمييز، عن أسرار أشراط الساعة، وإماراتها وحقائقها وإشاراتها من طلوع شمس من مغربها، وروحانية مقصدها ومذهبها... وقال لي: أريد منكم أن تبينوا لي إلى أين أسرار هذه الأكوان في نشأة الإنسان؟ فإني أريد أن أجعلك لشيطاني شهابا رصدا، ﴿هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ﴾( )، فقلت له: وأين فتاك وقوتك؟( ) ويتابع قوله في باب "وصف حال بعد حل وترحال": "ثم قلت له يا سيدي صان الله أنوار شيبتك، وحفظ متاع غيبتك، أريد أن أعرفك قصتي تكن لك سلما إلى منصتي عسى أن يقل إنكارك، ويحسن إن وقع منك اعتذارك، فإن الذي سألت عنه من هذه الأسرار المصونة من ملاحظة الأنوار، فكيف بعالم الأفكار؟ لا يصلح في كل وقت إفشاؤها، ولا يصح بأن النفخ كان بعثها وإحياؤها، فإن نبأها عظيم، وشيطان منكرها أليم، وإن كان بعض ما سألتني عنه لم أعرج عليه، ولا طلبته منه..." ( ). ثم يردف في باب "حكمة تعليم من عالم حكيم": "ثم لما رأيت السائل عن تلك الأسرار تحركته دواعي الأفكار، أعرضت عنه إعراض متعلم ناصح، وصرفت وجهي وجهة حق الذي بيده المفاتح من جهة المقام الذي يعقله، وسددت الباب الذي ينكره ويجهله حتى يتمكن في مقام السمع، ويتحقق بحقيقة من حقائق الجمع...". ويتابع القول: "وقمت إلى الحق ملبيا وله مناجيا، أعد على سوابغ نعمه وأسمع السائل سرائر حكمه... فلما سمع السائل وصف حالته، وسجت بدر سيره في إدارة هالته، وتنبه لما أخفى فيه، وأبرزت له نبذة من معانيه، ورأيته قد أصغى إلي بكليته، وخرج عن ملاحظة نفسيته، صرفت وجهي إليه، وهو فان فيما أوردته، متعطش للزيادة مما أنشدته، وطلب مني الزيادة بحالة فزدته من البسيط..."( )
وغير خاف أن هذا الشاهد المطول كاف للإفصاح على ترهين الكتابة بالآخرين إما تحت الطلب أو طلبا بما يشبه الإلزام، إذ من النادر أن تلقى تأليفا من تآليف الشيخ الأكبر لم يشتغل فيه بإلقاء عهدة الكتابة على الأغيار يقول في كتاب مشاهد الأسرار القدسية: "اعلم وفقك الله تعالى إلى أن هذه المسألة التي أذكرها هي السبب الذي حرك دواعينا إلى إبراز هذا الكتاب إلى الوجود الحسي إسعافا لبعض من تعين علينا إسعافه، لما تمادت زعلته، وكثر إلحاحه وطلبه، ورأيناه لذلك أهلا فأجبناه إلى ما سأل، وأسعفناه فيما طلب"( ) ويواصل من نفس الكتاب في باب: "فصل في تأييد المكاشفات العلمية والمشاهدات المقدسة وما يتعلق بها من عجائب المعاني بالآيات والآثار والأخبار...": "ولعلك ستطلب أيها الباحث عن هذه الأسرار، والمبتغي اقتباس هذه الأنوار شواهد عليها من الآيات والأخبار والآثار، ليقوى طلبك عليها، وتكون ممن ينتدب إليها نعم سدد الله بنظرة الصائب، نمهدها لك أحسن تمهيد، ونفرق لك بين المعوج منها والسديد، ما إذا عملت بمقتضاه، كوشفت على حقيقته ومعناه، وشاهدت هذه المشاهد المقدسة، والمكاشفات العلمية التي أوردت منها في هذا الكتاب على قدر ما حد لي في الخطاب، حتى لو بينت لك ما أسدى إلى سبحانه من أسراره العلية وأنواره السنية (...) وغيوبه الأزلية، وتكون الأبحر مدادا، والشجر أقلاما، لفنيت الأدوات وبقيت الأسرار والواردات، فألق سمعك إن كنت على الحقيقة طالبا، ولتكن فيما أورده عليك راغبا"( ).
يبدو أن وازع "الكتابة بالغير" ظل حاضرا كهاجس متحكم في كتابات ابن عربي ذلك أنه لم يستطع الانفلات من عقاله. غير أن المتأمل في أسماء الطالبين والسائلين والآمرين بالكتابة يلحظ علو كعبهم التاريخي والاجتماعي وكذا علو منزلتهم ومقاماتهم المعرفية والعرفانية والروحية. كما يتكشف له أن ذكر هؤلاء الرجال المشهود لهم في زمان ومكان محددين بالصلاح يعضد ويشد من أزر المصنف فيمنحه بذلك قوة تداولية ومقبولية لدى المتلقين على حد سواء. وهذا ما نعده وجها آخر من أوجه استدراج المتلقي واستمالته ومحاولة التأثير عليه باعتبار أن استحضار هذه الرموز بكل دلالاتها يؤسس لمقصدية إقناع متخفية( ).
بيد أن ارتكاز الشيخ على هذا البعد في الكتابة "الكتابة بالغير" أو "الكتابة تحت الطلب" وإن كان يحافظ به على أسس ومواثيق الكتابة – كما وضعها وأصلها القدماء- كصيغ للتوجيه الذي يتاخم الإلزام، فإنه يشوش لا محالة على فكر القارئ. إلا أن هذا التشويش قد يكون صادما إذ يصل أحيانا إلى خلق ارتياب وتردد لدى نوع معين من المتلقين خاصة ونحن نعلم: "أن ممارسة الكتابة لا تتحدد في تصور ابن عربي بوصفها فعلا إراديا، بقدر ما تتحدد بوصفها تلقيا وسماعا"( ). وهو الأمر الذي دعانا لطرح هذه الإشكالية: ألا يمكن لهذه الذات الآمرة أو الفعل الطلبي "الكتابة بالطلب" أن تحد من طاقة الذات الكاتبة المسافرة نحو المطلق والمجهول خاصة وأن تجربة الكتابة عند الصوفية لا تتم إلا بإذن أو إلقاء إلهي أي أنها تجربة تكون منشغلة في سفرها بسماع المطلق الذي يتجاوز الآلة أي الأذن ولا ينحصر فيها، وهو ما صرح به ابن عربي علانية في مجموع تآليفه فقد ورد في الفهرس الذي خص فيه كثير من مصنفاته: "وما قصدت في كل ما ألفته مقصد المؤلفين ولا التأليف، وإنما كان يرد علي من الحق تعالى موارد تكاد تحرقني فكنت أتشاغل عنها بتقييد ما يمكن منها، فخرجت مخرج التأليف لا من حيث القصد، ومنها ما ألفته عن أمر أمرني به الحق في نوم أو مكاشفة"( )، وثمة قرينة نصية أخرى تعضد ما ذهبنا إليه سلفا، وقد جاءت في "باب قوسين أو أدنى" من كتاب "الإسرا إلى مقام الأسرى" إذ ينقل السالك أي ابن عربي عن الحق الاعتقادي قوله مخاطبا إياه "يا عبدي لا تحد الكلام، فإني المكلم والمكلم ومني الكلام، فلا تجعل كلامي سوائي كما لا يسعني أرضي ولا سمائي"( ).
وقد صرح في أكثر تصانيفه أن ما يكتبه هو أسرار ومواهب لدنية وواردات روحانية تلقاها قلبه في حالة الصفاء، إذ أن كتاب الفتوحات المكية كان إلهاما من الله أيام وجوده بمكة؛ وفصوص الحكم كان بإذن نبوي خالص، أما كتاب الإسرا فهو رؤيا منامية فتح الله بها عليه. فهل بعد هذا القول الذي يدعي فيه ابن عربي أنه ملهم أو ترجمان الحق أو هو الناطق باسمه المخبر عنه يبقى تعارضا بين ما قلناه، خاصة وأنه لا يتكلم إلا عن طريق الإذن "ولا يقف إلا على ما حد له"( ).
هكذا يمضي في التنبيه إلى الأحوال التي لابست كتابة مصنفاته إذ يقول " فوا الله ما كتبت منه حرفا إلا عن إملاء إلهي أو إلقاء رباني"( ). فحتى كيفية ترتيب الأبواب على الصورة المنوطة التي نجدها في مصنفاته ليست كذلك من عنده ولا باختياره إذ الأمر لو كان نظرا عقليا كما يقول لاختلف الترتيب وتغيرت صورته. ونضرب لذلك مثلا من الباب الثامن والثمانين من الفتوحات الخاص في "معرفة أسرار أصول أحكام الشريعة"( )، إذ أن الترتيب العلمي والمنطقي يقتضي تقديم هذا الباب في صدر الكلام على العبادات وقبل الشروع فيها. لكنه جاء متأخرا عنها في ترتيب أبواب الفتوحات على هذا النحو يقول: "والله تعالى رتب على يدنا هذا الترتيب فتركناه ولم ندخل فيه برأينا ولا بعقولنا"، فالله يملي على القلوب بالإلهام جميع ما يسطره العالم في الوجود فإن العالم كتاب مسطور إلهي"( ).
إن الشيخ الأكبر يحاول دوما إظهار شطر من عناء تجربته الإبداعية وكشف جذوة جوانيته الإلهامية المتقدة بما يجعله يمضي في وصف ما كان يرد عليه من موارد حقية تكاد تحرقه فينشغل عنها بتقييد ما أمكن منها إذ يقول في هذا الصدد: "فخرجت منها مخرج التأليف لا من حيث القصد"( ). بيد أن هذه الإشارات الإلهامية لا تتوقف عند حدود إملاء يخص الكتاب وطريقة تبويبه، بل يتعداه أكثر إلى إضافة فصول لم تكن في حسبانه وهو يقوم بتقييد بعض كتبه كما جاء في الباب 126 من الفتوحات إذ يقول: "واعلموا أن الله تعالى أطلعني في ليلة تقييدي هذا الباب على أمر لم يكن عندي في واقعة وقعت لي برزخية، قيل لي فيها "ألم تسمع أن الدنيا أم رقوب؟ قلت: نعم "قيل لي" فاجعل لها فصلا في هذا الباب" فاستخرت الله على ذلك"( ).
إلا أنه قد يتجاوز حدود الإملاء إلى التفاوض مع الملك المرسل من الذات العليا حول بعض العناوين كما جاء في مقدمة عنقاء مغرب "ولما دخل شهر ميلاد النبي محمد عليه السلام بعث إلي سبحانه رسول الإلهام، وهو الوحي الذي أبقاه علينا والخطاب الذي جعل منه إلينا، ثم أردفه بميسرة ساطعة في روضة يانعة يأمرني فيها بوضع هذا الكتاب المكنون والسر المصون المخزون، وسماه لي بـ "كتاب الكشف والكتم في معرفة الخليفة والختم"، فراجعت الملك في هذه العلامة فقال أيها الفتى مه، ثم عاد إلي وما رحل وفرش المحل الأقدس ونزل الحضرة وسمَّته بكتاب سدرة المنتهى وسر الأنبياء في معرفة الخليفة وختم الأولياء، فقلت: إني لا أجد في نفسي لهذه السمة نكتة فلا تعجل علي ولا تأخذني بغتة فقال: إني أستحي فقلت ربي الذي يميت ويحيي، فلما كان يوم الجمعة والخطيب على أعواده يدعو قلوب أولياء الله وعباده، إذ وجدت برد كف الجدب من حضرة القرب، فتلقيت في الغفلة الكلمات وتوفرت دواعي القلب لما يرد عليه من النسمات، فإذا الخطاب الأنفس من المقام الأقدس، هل تقنع أيها الخطيب المعرب، والمنتقد المعجب بعنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب، ونكتة سر الشفا في القرن اللاحق"( ).
إلا أن ابن عربي وهو يتلقى "عنوان الكتاب ويناقشه وينتقده" لا يطرح إشكالية الإلهام والإملاء والإلقاء فحسب، بل يناقش كذلك ماهية الطبيعة الإلهامية التي تحتاج إلى أبحاث خاصة لتدليل طبيعتها الضبابية والإبهامية، خاصة وأن أهل العرفان صنفوا مصادر التلقي الجواني للمعرفة في خواطر أربعة "رباني، وملكي، ونفساني وشيطاني"( )، كما أنهم ميزوا في هذا السياق بين طريقتين لتلقي الإذن بالكتابة، إذنٌ "في اليقظة يجسده الوارد. وإذن في النوم"( ). ويفيدنا الخطاب المقدماتي لبعض مؤلفات الشيخ الأكبر والتصريحات المتخللة لكتبه في رصد هذه الطرق، وقد استطاع خالد بلقاسم أن يلامس – من خلال كتابه المعتمد لدينا بعد استحضار هذه المفاهيم في كتابات الشيخ وتتبعها عبر فصوص الحكم- مقاصد الشيخ المتخفية إذ تكشفت لديه دواعي اعتبار المنام لدى الشيخ أفقا لتلقي الإذن، لأن للمنام وشائج صريحة بالوحي( ). فخلص إلى أن الكتابة بهذا المعنى هي استعادة لتجربة الوحي وتمثلا لها. كما طرح إشكالية الالتباس والغموض التي صاحبت عملية تلقي الوحي اللدني الذي تقطنه أرواح البوح والتلقي إذ السؤال موجه إلى كيفية التلقي، فهل ابن عربي تلقى رقا مكتوبا ودفعة واحدة كما جاء في بداية الرؤيا وكما هو الحال مبثوث في كتاب "فصوص الحكم" الذي أخذه مناما من يد النبي  إذ قال له: "هذا كتاب فصوص الحكم خذه وأخرج به إلى الناس"( ) وقد امتثل الشيخ الأكبر لهذا الأمر "كما حد له من غير زيادة ولا نقصان( ). أم تلقاه وريقات كما صرح من خلال بعض مشاهده في الفتوحات إذ يقول: "أُرِيتُ في النوم ورقة زنجارية اللون جاءت إلي من الحق ملتوية بخط خفي فقرأته في النوم لضوء القمر، فكان فيها نظم ونثر. فما رأيت أعجب منه، ولا أغمض من معانيه ... فكان مما علقت من نظمه ما أذكره وكان في حق غيري، كذا قرر لي في النوم، وذكر لي الشخص الذي كان في حقه فعرفته( ).
وفي السياق نفسه يقول في الجزء الرابع من الفتوحات: "ولقد رأيت في حين تقييدي لهذا التوحيد الذي يعطي التفاضل واقعة عجيبة، أعطيت رقا منشورا عرضه فيما يعطي البصر ما يزيد العشرين ذراعا وأما طوله فلا أحققه"( ).
وقد ذكر واقعة طويلة إلى أن قال: "فلما رددت إلى حسي وجدتني أكتب هذا الفصل من فصول التوحيد وإذا به توحيد الاختيار فعلمت أن ذلك عين هذا الفصل"( ).
لكن الشيخ محي الدين بن عربي سيعدل من وتيرة التلقي ومجال ظهوره ليمتثل لما هو شفهي يقول "فإن حكم موسى كثيرة وأنا إن شاء الله أسرد منها في هذا الباب على قدر ما يقع به الأمر الإلهي في خاطري فكان هذا أول ما شوفهت به( ). يلتمس خالد بلقاسم لهذا الغموض وهذه الإشكالية عذرا يستقيه من خلال تجاور الصوت والكتابة في التلقي إذ هو على حد قوله تجاور ينسجم مع دلالة الوحي على الكلام والكتابة في اللغة العربية. فيعضد دفاعه بما جاء في لسان العرب "الوحي، الإشارة والكتابة، والرسالة والإلهام والكلام الخفي، وكل ما ألقيته إلى غيرك، والوحي المكتوب، والكتابة أيضا"( ).
غير أن هذه الإشكالية وواقعها الإلهامي تفتح أبوابا من التساؤلات إذ تجعلنا نقر بأن ابن عربي حين تسلب منه إرادته تحت وطأة وقهر الاصطلاء والتحرق الإبداعي، وبعد أن تذهب عن قلبه تباريخ التلقي وآلامه، فإنه يرغب في تقييد وتسطير ما يلقى إليه في بطون كتبه وهو ناطق به "من غير تعمل ولا روية"( ).
ولعل الواقع الإلهامي هو ما يجعلنا نطرح إشكالية إعفاء الشيخ واستغنائه عن إعمال المسودة ساعة بناء تصانيفه. وتدعونا هذه العملية إلى طرح إشكال آخر يتجلى في عملية إعادة النظر فيما تلقاه من فتوحات وتنزلات فهل يسعى قاضي مرسية إلى تهذيب وترصين وتثقيف ما قام بتقييده وتسطيره؟ خاصة وأن التنقيح ضرورة إبداعية أكد عليها كثير من القدامى والمعاصرين من النقاد والشعراء( ). ولعل ما يدعو لهذا الطرح ثمة إشارات إيمائية بوضعية نص الفتوحات وتأليفه فنراه يشهد الخلق على مذهبه العقدي والقولي إذ نجده يقول: "أشهدكم عبد ضعيف... وهو مؤلف هذا الكتاب ومنشئه"( ). وحين يتم تسفير كتابه يقول: "انتهى الباب – بحمد الله- بانتهاء الكتاب على ما أمكن ما يكون من الإيجاز والاختصار على يد منشئه، وهو النسخة الثانية من الكتاب بخط يدي"( ). ومنها ما يتصل بإيجازه واقتضابه كما هو الحال في الباب التاسع والخمسين وخمسمائة. وهو جامع لأسرار فتوحاته حين يقول: "ضمنت هذا الباب جميع ما يتعلق بأبواب هذا الكتاب مما لا بد من التنبيه عليه"( ). ومنها ما يمس مقولاته عن الإضافة والحذف والزيادة وهي تتحقق في قوله حين يتحدث عن صفة النسخة الثانية من الفتوحات التي يقول فيها "هذه النسخة سبعة وثلاثون مجلدا، وفيها زيادات على النسخة الأولى"( ).
مثل هذه المقولات وغيرها لا شك أنها تصور صلة الرجل بصنعة ما ألفه وتهذيب ما دونه. ولا سبيل للمرء من اقتفاء طبيعة ما تبوح به أو تخفيه من مكنونات إلا إذا تابعنا سير البحث والتنقيب بلاهوادة في تراث الشيخ ومساءلة آلاف الصفحات التي تعج بها تآليفه، ومواجهة النصوص التي تبدو متناقضة للوهلة الأولى وذلك بغية إظهار الترابط الذي يحكمها على حد قول خالد بلقاسم "... قصد كشف اللعبة التبديدية التي راهن عليها ابن عربي في بناء خطابه الصوفي.." ( ) والتي ما فتئ أن أعلن الشيخ عنها صراحة في مقدمة فتوحاته حين قال "وأما الصريح بعقيدة الخاصة فما أفردتها على التعيين لما فيها من الغموض لكن جئت بها مبددة في أبواب هذا الكتاب( )، فمن هذه الحيثية يمكن أن نفهم أن خطابه ليس عاديا ولا عموميا بل هو خطاب نخبوي يخاطب فئة تتسم بخصائص عرفانية تؤهلها لفهم أغوار مضامينه. كما أن هذه الحقيقة المشار إليها سلفا تشير إلى أن الأفكار التي تعمد تبديدها في بطون مؤلفاته لا يستطيع فك شفراتها إلا من هم معنيون أكثر بدلالاتها العميقة وهم نخبة العارفين.
ويبدو أن هذا الوضع الذي تعيشه طبيعة تصانيفه تعد من اللزوميات التي ألزم بها بعضا من مقدماته. وليس أمامنا إلا متابعة السير في منعرجات "مواقع النجوم" لنستبين أن قسما منها نزرا منبعث من روحه العقلي، أما كيفية تكييفه ونظمه وترتيبه فهو ناظر فيه من خلال الروح الفكري. يقول في هذا الصدد: "لما شاء الحق سبحانه وتعالى أن يبرز هذا الكتاب الكريم إلى الوجود ويتحف خلقه بما اختاره لهم من لطائفه وبركاته في خزائن جوده على يدي من يشاء من عبيده حرك خاطري إنضاء المطية من المرسية إلى المربية، فامتطيت الرحال وأخذت في الترحال مرافقا أظهر عصبة وأكرم فتية سنة خمس وتسعين وخمسمائة. فلما وصلتها لأقضي أمورا أملتها، تلقاني شهر رمضان المعظم بهلاله وصافحني على مسامرته بها إلى أوان انفصاله فألقيت بها عصا التسيار وأخذت في الذكر والاستغفار وكان لي أكرم جليس وأحسن أنيس، فبينما أنا أتبتل وأتخضع وأخشع في بيوت أذن الله أن ترفع، وقد أقمر هلاله وفاز بما مضى من أيامه ولياليه رجاله إذ أرسل إلى سبحانه رسول إلهامه مؤيدا ثم أردفه بما أوحى للابن التقى في منامه فوافق المنام الإلهام ونظم عقد الحكم في هذا الكتاب أبدع نظام وعلمت عند ذلك أني كما ذكرته من شاء من عباده في إبراز هذا الكتاب وإيجاده وأني الخازن على هذا العلم والمتحكم في هذه المراسم فنفث في روعي روحه القدسي، وطلع بأفق سماء همتي بدره البديع فانبعث الروح العقلي لتصنيفه وتوفرت دواعيه لتأليفه ونظر الروح الفكري في تكيفه الرفيع وحسن نظمه البديع"( ).
إن هذه الشواهد تدل دلالة على صلة الشيخ بقهر الكشف الذي ظهرت صور تجليه ومظاهر وجوده في عناء غلبته وتحققه إذ سلبت منه إرادته. فلم يعد يملك إلا الإصغاء والتسطير خاصة إذا كانت رغبة الحق إظهار وإبراز كتاب "المواقع" إلى الوجود من أجل إتحاف الخلق بما اختاره لهم من اللطائف والبركات.
هكذا يكون الكتاب لطيفة وبركة ومصدره نبع روحي. كل هذا أضفى هالة من القداسة على الكتاب خاصة إذا ما علمنا أن الحق سبحانه انتقى الشيخ واصطفاه ليبرز الكتاب إلى الوجود باعتباره من أهل الحق ومن خلاصة الخلق وخاصتهم. وعقيدة خواص أهل الله أي أهل الكشف والجود هو بيان حقيقة هذا العلم الإلهامي. وهنا إشارة واضحة إلى أمر هذه الرسالة التي يحملها ابن عربي ويصطلي ويتحرق بآلام تلقيها وكأنه رسول يحمل إلى الخلق كتابا.
إن الشيخ الأكبر يكشف عن طبيعة هذه الرسالة وسر تنزلها وفي هذا إشارة واضحة إلى التمييز والمقارنة بين رسالة انقطعت لا سبيل للمرء في اقتضائها وأخرى متجددة لا يغيض نبعها ولا يفتر فيضها. فابن عربي أوحي إليه في منامه بهذا الكتاب عن طريق رسول الإلهام مؤيدا بروح القدس إشارة منه إلى العلم اللدني الذي اختص به أهل الصفوة الربانية، وقد تم تحديد ماهيته وأصنافه وحكمته في الفتوحات المكية من خلال قوله: "هو العلم الذي فوق طور العقل وهو علم تنفت روح القدس في الروع يختص به الولي والنبي وهو نوعان: نوع يدرك بالعقل، كالعلم الأول من هذه الأقسام لكن العالم به لم يحصل عن نظر ولكن مرتبة هذا العلم أعطيت له"( ) وحامله كما صرح بذلك في أكثر من مصنف "يؤتى الحكمة وفصل الخطاب"( ) وتأتي الأحداث متسلسلة بشكل متناسق في مواقع النجوم لتعلن مقصدية هذه الرسالة التي تشيع أن الشيخ هو ذاك الرسول المختار الخازن لهذا العلم المتحكم في مراسمه( )، أي أنه الولي المختار القادر على حمل أمانة التكليف. والأمر بالتلقي وارد على حد قوله "فأنا في هذا المجموع وغيره أتلقى من الملك ما يرد به على الملك"( ) هكذا يمعن شيخ العارفين النظر لتدوين ما أبصره من هذا الفتح الرباني وهذا العطاء الإلهامي وما عاينه. ويمضي في دعواه أنه مؤلف ملهم وأن ما خطه في كتبه إنما هو إملاء إلهي وصل إليه أثناء النوم، وفي أوقات أخرى كان ما بين حالة النوم واليقظة يقول في هذا السياق: "ثم رددت من ذلك المشهد النومي العلم إلى العالم السفلي، فجعلت ذلك الحمد المقدس خطبة الكتاب، أخذت في تتميم صدره، ثم أشرع بعد ذلك في الكلام على ترتيب الأبواب"( ). ويقول في تدوينه مفتاح أقفال الإلهام الوحيد الذي يصف حال وضعه في قوله: "أمرني الحق تعالى بشرحها في النوم بساحل سبته ببلاد المغرب، فقمت مبادرا قبيل الفجر، وكان لي ناسخان فأمليت عليهما وكتبا، فما طلعت الشمس حتى تقيد منه كراستان"( ).
لا مراء أن في هذا النص إشارة إلى فتوح الوقت الغيثي إذ يترقب دوما طلوع فجره وتحقق أمره ليرصد آنية إسفار هذه الظواهر الإلهامية. وما أعجب من أن يفتخر ابن عربي ويعتز بما وهبه الله تعالى من فتح على حد قوله "وهذا المنح ما رأيت له في عمري فيمن لقيته من رجال الله أثرا في أحد، وقد يكون في الزمان رجال لهم هذا الفتح ولم ألقهم، غير أني منهم بلا شك عندي، ولا ريب فلله الحمد على ذلك"( ).
والفتوح على حد تعريفه ثلاثة أنواع: "الأول فتوح العبارة في الظاهر وسببه إخلاص القصد وقد ذقته، ومنه إعجاز القرآن وهذا الفتح لا يكون إلا للمحمدي الكامل من الرجال، ويكون التنزل على صاحب هذا الفتح من المرتبة التي نزل فيها القرآن. أي أن فتوحه هو ميزان قوله تعالى: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى  إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى﴾( )، وقوله  "أوتيت جوامع الكلم"، لذلك فهو يصرح بأن جميع تآليفه نثرا ونظما بارزة من هذا النوع من الفتوح.
والنوع الثاني من الفتوح هو فتح الحلاوة في الباطن، فإذا عطف الحق على عبده بهذه الحلاوة (وإن كانت معنوية) فجذبه إليه بها فمنحه زيادة علم، وفتوح الحلاوة هو التحقق بقوله تعالى ﴿ وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ﴾( ).
أما النوع الثالث من الفتوح فهو فتوح المكاشفة بالحق وهو سبب المعرفة بالحق، فيرى الحق في الأشياء قبلها وبعدها وأعظمه كشف العالم من رؤية الحق، وهذا الفتوح هو التحقق بقوله ﴿ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ﴾( ).
رهانات الكتابة بالإنسي والإلهي:
يتبدى في ضوء ما تم تحليله من نصوص أن ابن عربي وإن أسس منهجا في الكتابة وفق تصور لا يشبه قواعد التأليف التي أرستها المدرسة البلاغية القديمة، فإنه يحدو حدوهم في الخضوع إلى نظام وقواعد التأليف ومراسم الكتابة وطقوسها، والذي تجلى بشكل واضح في ترهين الكتابة بالغير أي الكتابة تحت الطلب. وقد اتخذ الشيخ استراتيجية لتدمير هذه القواعد وخلخلة التوابث من الداخل لتفكيك بنيات المؤسسات الرسمية والتمرد عليها والذي لا يتأتى إلا عن طريق امتلاكها من الداخل وهذا ما تحقق له بالفعل. إذ لم يعد ابن عربي مصدرا لإبداعه بل أصبح مجرد ناقل للمعرفة المتنزلة عليه بالإلهام، أي أن الإلهام الذي يتحقق عن طريق الرؤيا أصبح مصدرا مركزيا لكتابات ابن عربي. ومن هنا تصبح الكتابة مشدودة إلى مرجع غيبي حيث يتسنى له تحريرها وتوجيه ثوابتها توجيها ينسجم وأصول تفكيره ونظرته الأصيلة إلى العالم والوجود والإنسان. فبدل أن يكتب تجربته يحدث العكس، فتصير الكتابة هي من تكتب الصوفي وتملي عليه ما يجب أن يكتب. وهنا تكمن جمالية هذا النوع من الكتابة.
كل هذا من شأنه أن يهز الآفاق الثابتة والتلقيات المريحة التي تعود عليها المتلقي في قراءة التراث الإسلامي.
يبدو أن ابن عربي من خلال قوله "وقد يكون في الزمان رجال لهم هذا الفتح ولم ألقهم" لم يكن وحده مخصوصا في عالم التصنيف بهذه الإشارات الإلهية التي يتطلع من خلالها إلى غيث تنزلاته الإشراقية، فأهل التحقيق أجمعوا على القول بالإرادة السلبية في تصانيفهم، وردوا ما يسطرونه من قول إلى الجناب المقدس، فالحكيم الترمذي يصور فلسفة التصنيف عنده بقوله: "ما صنعت حرفا عن تدبير ولا لينسب إلي شيء منه، ولكن إذا اشتد علي وقتي أتسلى به"( ).
إن الصورة الجمالية التي تثيرها الطبيعة الصوفية تبغي تحقيق غائية تطهيرية هي التي تقصدها الشخصية الإبداعية في مذاهبها الفنية والفكرية والروحية. فحتى الشيخ "الرئيس" استلهم موارد التجلي فغلبت عليه. ولذلك كان يكتب كل يوم خمسين ورقة من كتاب "الشفا". والإمام الغزالي قيل إن تصانيفه وزعت على أيام عمره فأصاب كل يوم كراس. أما ابن عربي فكان يسطر من الفتح المكي كل يوم ثلاث كراريس حيث كان( ). وابن خلدون وضع "مقدمته" في خمسة أشهر. والسيوطي ألف كتاب "النفحة المسكية والتحفة المكية" في يوم واحد( ).
إن كل هذا الثراء المعرفي يوحي بقصور العقل عن إبراز وجوده، وعجز الصنعة الكلامية عن خلق هذه الصور الحضورية خلقا جديدا، تلتقي عند برزخها الذات وروح إلهامها فيتعارفا معرفة عشقية أزلية.

لائحة المصادر والمراجع
 ابن الملقن سراج الدين: طبقات الأولياء، القاهرة، ط.2، 1994.
 ابن عربي: الإسرا إلى مقام الأسرى أو كتاب المعراج، تحقيق سعاد الحكيم، دندرة للطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1988.
 ابن عربي: التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية، تحقيق وتقديم حسن عاصي، مؤسسة بحسون، بيروت، ط1، 1988.
 ابن عربي: الفتوحات المكية، ج3، دار صادر بيروت، (د ت).
 ابن عربي: فصوص الحكم، تحقيق أبو العلا عفيفي، دار الكتاب العربي، بيروت، ط.2، 1980.
 ابن عربي: كتاب ختم الولاية، (عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب)، دارسة وتحقيق قاسم محمد عباس، دار الثقافة والنشر، دمشق، ط2، 2006.
 أحمد زروق: قواعد التصوف، تحقيق عبد المجيد خيالي، دار الكتب العلمية، ط.2، 2005.
 خالد بلقاسم: الكتابة والتصوف عند ابن عربي، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، ط1، 2004.
 عباس أرحيلة: الكتابة وصناعة التأليف عند الجاحظ، المطبعة والوراقة الوطنية، مراكش، ط1، 2004، ص 93.
 عبد الباقي مفتاح: الشرح القرآني لكتاب مشاهد الأسرار القدسية، محي الدين بن عربي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط.1، 2009.
 عبد الرحمان الراضي: بناء المقدمات في النقد العربي القديم، رسالة جامعية مرقونة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، السنة الجامعية 2004.
 عبد الوهاب أمين أحمد: المغامرة اللغوية في الفتوحات المكية، دار المعارف، القاهرة، (د.ط)، 1995.
 علي شود كيفيتش: الولاية والنبوة عند الشيخ الأكبر، ترجمة وتقديم أحمد الطيب، دار القبة الزرقاء، مراكش، ط1، 1999.
 محي الدين ابن عربي: مواقع النجوم، ومطالع أهلة الأسرار والعلوم، مكتبة الوحدة العربية، الدار البيضاء، ط1، 1999.
 المقري أحمد بن أحمد التلمساني: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، تحقيق إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 1968، ج1.
 منصف عبد الحق: الكتابة والتجربة الصوفية، منشورات عكاظ، ط1، 1988.



#جميلة_كزير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة الصوفية عند محي الدين بن عربي بين الإلهي والإنسي -مو ...


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جميلة كزير - الكتابة الصوفية عند محي الدين بن عربي بين الإلهي والإنسي -مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم نموذجا-