أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القدس وذكرى رحيل فيصل الحسيني......وأزمة القيادة















المزيد.....

القدس وذكرى رحيل فيصل الحسيني......وأزمة القيادة


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 7629 - 2023 / 6 / 1 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القدس وذكرى رحيل فيصل الحسيني......وأزمة القيادة
بقلم :- راسم عبيدات
أزمة القيادة في القدس جزء من أزمة القيادة الفلسطينية،ومن الأزمة العامة للنظام السياسي الفلسطيني،المتفاوتة بشكل نسبي بين تلك الأجسام....ولعل الوضع الخاص للقدس من حيث السيطرة الشاملة لدولة الكيان على المدينة ،من خلال تواجدها العسكري والأمني والشرطي والإقتصادي والمدني،ومحاربتها لكل مظاهر الوجود والسيادة الفلسطينية في المدينة،وسعيها لمنع أي شكل من اشكال تلك السيادة فوقية من خلال السلطة ومؤسساتها أو شعبية عبر القوى واللجان والمؤسسات،او تشاركية بين الجهتين ،هذا يستدعي السعي لخلق تفكير ابداعي،لكيفية بناء قيادة فلسطينية مقدسية،كجسم علني على غرار لجنة المتابعة العربية العليا في الداخل الفلسطيني -48،ولكي ينجح ويتطور هذا الجسم ويكتسب شرعيته،عليه ان يتحرر من قيود الفئوية والحسابات الضيقة،فهناك من سيسعى لمحاربته،ليس فقط دولة الكيان وأجهزتها،والتي ترى في ذلك تحد لسلطتها وسيادتها على المدينة،التي تسعى لحسمها بأعلى قدر من "التوحش" و"التغول" ،والهجوم الشامل على المقدسيين العرب فيها، لكي تحقق تغييراً ديمغرافياً وجغرافياً فيها،يمكنها ان تروج للقدس على أنها "عاصمتها الأبدية "،كما تقول المتطرفة الوافدة لفلسطين وزيرة المواصلات ا ل صه ي و ن ية ميري رغيف والتي رصدت حكومتها 30مليار شيكل خلال خمس سنوات لتطوير وخلق شبكة مواصلات عصرية في مدينة القدس، تسهم في تهويدها،وتجعل من المواصلات العامة،وخاصة القطارات والسكك الحديدية أساس تلك المواصلات،والتي ستغذيها بقية وسائل النقل العامة الأخرى، المتطرفة رغيف تتحدث عن القدس بأنها منذ فجر التاريخ" وقبل ثلاثة الآلاف عام كانت عاصمة لليهود ...وهي تعمل مع كل المتطرفين والفاشية اليهودية،لكي تسلب المدينة هويتها وتاريخها وحضارتها وثقافتها وروايتها ،وحتى مقدساتها الدينية ،المسجد الأٌقصى..وأن "تستلب" وعي سكانها الفلسطينيين العرب،عبر سعي محموم لدمجهم في مجتمع واقتصاد دولة الكيان...وبما يمزقهم ويفكك هويتهم الجمعية،وينفي وجودهم كشعب،وتحويلهم الى مجرد تجمعات سكانية فاقدة لخصائصها القومية والوطنية والثقافية ....وترى في مؤسسات دولة الكيان،مرجعية لهم ...ولذلك نشهد حملة شرسة على المدينة،لكي تحل كل مؤسسات دولة الكيان في المدينة محل المؤسسات الفلسطينية، وأن تمنع تبلور أي شكل من اشكال السيادة الفلسطينية فيها،وتستخدم لتحقيق ذلك جبروت آلتها العسكرية وأجهزتها الأمنية والمخابراتية والشرطية ،والمدنية من بلدية ووزارة معارف ورفاه ومواصلات وشؤون اجتماعية وغيرها ...ولذلك رصدت ميزانيات ضخمة لهذا الغرض، لما يعرف بالخدمة المدنية والشرطة والمراكز الجماهيرية وخدمات الرفاه الإجتماعي و"أسرلة" التعليم،واختراق "جدار" وبنية المجتمع والعمل على تفكيكها عبر ربط ذلك بلجان اصلاح وأسرية تابعة لها ....تقاد مباشرة من قبل شرطتها.....وما نشهده حالياً من "اسرلة" للعملية التعليمية بشكل كامل في مدينة القدس،وطرد وازاحة المنهاج الفلسطيني بشكل كامل أيضاً منها له علاقة بالسيادة، فالمنهاج الوطني شكل من اشكال السيادة،ولذلك واضح بانه في ظل سلطة فلسطينية غارقة في الفساد وعاجزة ومتهالكة، فدولة الكيان ذاهبة لحسم الصراع على هذه الجبهة ..وما شهدناه في العديد من المدارس في مدينة القدس من مظاهر انحرافية،لها علاقة ب"تخريب" و"كي" و" تجريف" الوعي،يجب ان يدق ناقوس خطر امام الجميع لكي يتحمل مسؤولياته،فنحن لسنا ضد ان يتعلم طلبتنا في المدارس وبغض النظر عن المرجعية التعليمية اللغة العبرية،ولذك لا يجوز بأي شكل من الأشكال " عبرنة" وعي طالباتنا واستلابه ،فهذا من شأنه أن يهز قناعات طلابنا بحقوقهم وهويتهم وانتمائهم،ويستدخل ثقافة " التطبيع" في وعيهم وفكرهم،وهنا تكمن الخطورة ،فقدان خصائص وجودنا القومي والثقافي ،وتحقيق حلم قادة دولة الكيان، بتفكيك وعي طلبتنا والسيطرة على ذاكرتهم الجمعية.
صحيح أنه في عهد القائد فيصل الحسيني التي مرت يوم أمس الذكرى السنوية ال 22 لرحيله، شكل قائد جامع وموحد للطيف السياسي والوطني والمجتمعي الفلسطيني في المدينة،وإمتلك " كرزما" قيادية مكنته من لعب هذا الدور القيادي،عبر التواصل مع الجماهير والوقوف على همومها ومشاكلها اليومية،والسعي الى حلها...ولكن حتى تكون المقاربة القيادية عادلة،فلا بد من القول بأن الراحل الكبير فيصل الحسيني، توفرت له مجموعة من العوامل والظروف، سمحت له أن يلعب ويمارس دوره القيادي هذا،فهناك المقر "بيت الشرق"،وهناك الإمكانيات،وهناك القوى والجماهير الملتفة حوله،ولم يكن "جين" الإنقسام قد ضرب الساحة الفلسطينية،وكذلك كان مقر" بيت الشرق" ،المقر السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية ،والذي يتمتع بنوع ما من الحصانة،وهذا سهل العمل والتواصل بين القيادة والجماهير،ولكن من بعد اجهاض الإنتفاضة الأولى،والإستثمار السياسي المتسرع لنتائجها،وتوقيع اتفاق أوسلو الكارثي،والذي رفضت دولة الكيان،على الرغم من كل مثالبه وعيوبه وتداعياته الخطيرة تطبيقه،ولتأتي الإنتفاضة الثانية،وشن المغدور شارون في أيلول /2000،حرب شاملة على شعبنا الفلسطيني ،"السور الواقي"،وما استتبعها من اغلاق للمؤسسات الفلسطينية ،بما في ذلك " بيت الشرق" ،كمقر لمنظمة التحرير الفلسطينية،ومن بعد ذلك تشكلت للقدس العديد من المرجعيات الرسمية ،وزارة شؤون القدس،محافظة،مؤتمر وطني شعبي، وحدة الرئاسة في مكتب الرئيس، مسؤول القدس في اللجنة التنفيذية للمنظمة...كل هذا الأجسام الرسمية لم يسمح لها بان تعمل أو تمارس سلطتها وسيادتها ودورها داخل حدود جدر الفصل العنصري في القدس،بل سعت وعملت حكومة الكيان وأجهزة مخابراتها،على معاقبة كل من حاول أن يمارس عمل او دور او نشاط للسلطة أو باسمها في مدينة القدس- داخل جدار الفصل العنصري،وهناك من يقود تلك المرجعيات،من تكيف مع سياسة دولة الكيان،وهناك من تمرد على تلك السياسة ،وتعرض لسلسلة من العقوبات،وحتى لا يتصيد البعض ويحمل الكلام معاني ومقاصد معينه، نحن لا نشكك في انتماء أحد او وطنيته.
في ظل الوضع المعقد والمركب الذي يعيشه اهل القدس،والإستهداف الكبير لهم من قبل دولة الكيان،على كل الصعد والمستويات، فأنا أرى ان يتشكل جسم قيادي مقدسي علني شعبي،يتولى المسؤولية عن القضايا المدنية والإجتماعية والحقوقية للمقدسيين،على ان تبقى قضية الحقوق الوطنية السياسية من اختصاص الجهات الفلسطينية الرسمية الفلسطينية،منظمة التحرير الفلسطينية.
نحن ندرك بأنه لن يكون هناك حصانة او حماية لهذا الجسم القيادي، في ظل حكومة يمين متطرف وفاشية يهودية، تريد أن تقصي وتتخلص من أكبر قدر ممكن من السكان الفلسطينيين من المدينة،والإتحاد الأوروبي وأمريكا وما يعرف بالمجتمع الدولي، لا يمكن التعويل عليهم بدعم هذا الجسم القيادي وتوفير حماية له...ولكن لا بد من اجتراح المبادرات العملية،لخلق جسم قيادي يكون عنوان للمقدسيين ويوحدهم ويدافع عن حقوقهم الحياتية والمعيشية والمدنية،لأن القدس مقبلة على أيام عصيبة جداً.
فلسطين – القدس المحتلة
1/6/2023
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتحام الأقصى وعقد حكومة الكيان اجتماعها اسفل البراق رسائل ت ...
- اتفاق ايار - بروفات لنصر قادم
- ل توطن المقاومة نفسها لموعد مسيرة الأعلام ..؟؟
- زيارة رئيسي لسوريا دلالات وأهداف
- -اصابع- دولة الكيان و- الموساد- حاضرة في الأزمة السودانية
- هل يفجر نتنياهو حرباً محدودة لإنقاذ مستقبليه السياسي والشخصي ...
- عدوان خارجي لشد عصب داخلي في دولة الكيان.
- التهدئة لا تعني التسوية ....والإنفجار قادم
- هل تنفجر الأوضاع من بوابة الأقصى وشهر رمضان
- ما بعد رفض وساطة هيرتصوغ الثالثة....!!
- حكومة نتنياهو حصار وازمات داخلية وصفعات خارجية
- أهداف الحجيج الأمريكي المتواصل للمنطقة
- القدس تجابه لا تصرخ ولا تستكين
- قمة العقبة دفنت في حوارة
- لغة الخطاب مع الأمريكان والأوروبيين يجب ان تتغير
- الإستيطان ....ومسلسل الخداع المستمر
- جبل المكبر ...مخيم شعفاط ....مبادراتوابداعات يبنى عليها
- ما الجديد في قرارات الحكومة و-الكابينت- لدولة الكيان..؟؟
- هل يقدم نتنياهو على هدم الخان الأحمر....؟؟؟
- الهجمة على القدس والأقصى والمقدسات تشتد


المزيد.....




- شاهد: آخر ظهور علني للبابا فرنسيس في أحد الفصح قبل وفاته بيو ...
- أحداث دامية عقب مباراة الأهلي طرابلس والسويحلي.. دهس وإطلاق ...
- مباحثات بين وزيري خارجية تركيا والجزائر
- بيان مصري سعودي: رفض محاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم
- حماس تدعو لمسيرات غضب بالضفة الثلاثاء دعما لغزة
- أمريكا: سرقة حقيبة وزيرة الأمن الداخلي في مطعم.. ومصدر يوضح ...
- استئناف القتال وانفتاح روسي على الحل
- -لم أقرّر بعد-... ترامب لم يحسم مشاركته في جنازة البابا فرنس ...
- طقوس النار المقدسة تضيء كنيسة القيامة بالقدس في عيد الفصح
- المدعي العام السابق للجنائية الدولية: مقتل 15 مسعفًا في رفح ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القدس وذكرى رحيل فيصل الحسيني......وأزمة القيادة