أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - -اصابع- دولة الكيان و- الموساد- حاضرة في الأزمة السودانية















المزيد.....

-اصابع- دولة الكيان و- الموساد- حاضرة في الأزمة السودانية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 7595 - 2023 / 4 / 28 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم :- راسم عبيدات
ما ان تحققت المصالحة الإيرانية - السعودية بشراكة صينية،والتي مهدت لكي تقترب الحرب على اليمن من نهايتها،وتحدث انفراجة في العلاقة بين اليمن والسعودية،حتى تفجر الصراع في السودان،والذي هو مرشح للتفاقم،بين جنرالات تتصارع على الزعامة والمصالح،وتنفذ مصالح وتخدم اجندات خارجية،البرهان قائد الجيش من جهة ونائبة محمد حمدان دقلو "حميدتي"،قائد ما يعرف بميليشا " التدخل السريع"، صراع تحركه أمريكا ودولة الكيان وبريطانيا،وتدخلات اقليمية اخرى خليجية وغير خليجية،صراع لا ناقة ولا جمل فيه للشعب السوداني الطيب،الذي يدفع ثمن صراع هؤلاء من دمه وأرضه وخيراته وثرواته وامنه واستقراره ووحدة أرضه وجغرافيته،وتلك القوى المحركة للصراع،لها نفس الأهداف الإستعمارية،في استمرار اضعاف الأمة العربية وتدمير بلدانها وقتل وتشريد أبنائها ونهب خيراتها وثرواتها واحتجاز تطورها،هذه السياسة جرى تطبيقها في العراق وليبيا وسوريا ولبنان،ومن قبلها في الصومال،بتحويل هذه الدول الى دولة فاشلة، تنهب خيراتها وثرواتها ،وتقف على رأس قيادتها، زعامات وقيادات فاسدة وخانعة وذليلة،ليس لها سيطرة على قرارها السياسي،وان تبقى في موقع الذيلية والتبعية للقوى الإستعمارية،وأرضها تستباح من قبل قوى العدوان، وإن كانت تلك السياسة قد فشلت في تحقيق اهدافها في سوريا عبر الحل العسكري،ولكنها سوريا ما زالت تخضع لحصار وعقوبات أمريكية واوروبية غربية اقتصادية ومالية ظالمة.
هذه السياسة الإستعمارية في السودان،بدأت بفصل جنوبه الغني بالنفط عن شماله،ولتبدأ الآن المرحلة الثانية ،بتفكيك السودان الى دويلات متناحرة على اساس عرقي ومناطقي،بعد قيامهم بحل الجيش المركزي وتشكيل ميلشيات متناحرة ..للوصول الى الفوضى والتقسيم.
اهتمام دولة الكيان بأوضاع السودان الداخلية وتركيبته السياسية،وسياساته الخارجية،لا ترجع فقط للسنوات الأخيرة،بل السودان محط انظار دولة الكيان واجهزته الأمنية منذ زمن بعيد،حيث السودان شكل خط لوجستي،لتهريب السلاح من ايران الى ا ل م ق او م ة الفلسطينية في قطاع غزة،وطائرات الكيان الحربية في تشرين أول/ عام 2012،قصفت مصنع اليرموك العسكري في العاصمة السودانية،وقالت بأن القصف استهدف شحنات اسلحة ايرانية متطورة ،قيل أنها تخص قوى ا ل م ق ا و م ة في قطاع غزة.
الخوف في دولة الكيان من أن الصراع المحتدم على السلطة بين أصدقائها، الجنرال البرهان الذي جرى توقيع اتفاق التطبيع معه،وحميدتي الذي جاء زاحفاً الى تل ابيب ورجل الموساد،قدم خدمات كبرى لدولة الكيان مباشرة وغير مباشرة عبر الإمارات،أن يطول الصراع،ويطيح بإتفاق التطبيع،الذي كان يسعى وزير خارجية دولة الكيان ايلي كوهين اثناء زيارته للسودان في شباط الماضي،أن يجري توقيعه قريباً في واشنطن،علماً بأن السودان قد التحقت بمسار التطبيع الذي شقت طريقه الإمارات العربية،وما عرف بالسلام "الإبراهيمي"،هذا المسار الذي بات يترنح ويتراجع ويضمُر،في ظل فشل ضم السعودية ذات الثقل السياسي والإقتصادي اليه،بعد مصالحتها مع ايران،ولعل التطبيع مع السودان،كان سيشكل تعويضاً عن الفشل في التطبيع مع السعودية.
دولة الكيان يهمها بقاء السودان ضعيفاً ومفككاً،حتى يسهل العمل فيه بحرية وفق مصالحها،ولكن الأكثر اهمية،خروج السودان كلياً من المسار والتحالف المعادي لها.
دولة الكيان تابعت وتتابع تطورات الأزمة في السودان،والصراع الدائر هناك،بشكل حثيث ،حتى ان وزير خارجيتها ايلي كوهين،بادر لدعوة "أشقائه" البرهان و"حميدتي" الى عقد لقاء بينهما في تل ابيب من أجل عقد تسوية بينهما ،وإن كانت الزيارة لم تتم،والتي تمت بتنسيق أمريكي- إماراتي،ولكنها تعكس حالة من القلق لدى دولة الكيان،بأن تتطور الأزمة والصراع في السودان،بما يتعارض مع اهدافها ومصالحها ،وهي ترى أي كان الفائز في هذه الحرب،فهو يخدم مصلحتها واهدافها، فإضعاف السودان وتفكيكه يخدمها،لكي تمارس دورها بحرية في السودان،وهذا يعزز علاقاتها بأثيوبيا التي تقف ضد السودان.
التطبيع مع السودان مهم جداً لدولة الكيان،وله عدة أبعاد،فهو يشكل "كي" للوعي العربي والإسلامي، بأن هذه الدولة التي احتضنت القمة العربية بعد هزيمة حزيران عام 1967،ونتج عنها ما يعرف باللاءات الثلاث " لا صلح ولا مفاوضات ولا اعتراف بدولة الكيان،ها هي يجري اختراقها وتطبع مع دولة الكيان،وتقيم معها العلاقات الدبلوماسية،وكذلك التطبيع مع السودان،سيمكن دولة الكيان من التمدد الى قلب القارة الأفريقية،وتطبيع العلاقات مع دولها،حيث أن هناك دولاً عربية وافريقية،تشكل حاجز صد أمام هذا التمدد،ففي قمة الإتحاد الأفريقي الأخيرة،نجحت الجزائر وجنوب افريقيا،بإلغاء القرار السابق لرئيس الإتحاد بمنح دولة الكيان عضوية مراقب في الإتحاد الأفريقي،وكذلك في ظل الأزمة السياسية المحتدمة في دولة الكيان،يشكل التطبيع رافعة اساسية لنتنياهو ،يقدمها كإنجاز لجمهور دولته،وأن أي اخفاق أو تأجيل أو تراجع للتطبيع مع السودان،من شأنه ان يمنع او يؤجل التمدد لدولة الكيان عربياً وأفريقياً،ولذلك تبدي "اسرائيل قلقها من ما يحدث في السودان،ويضاف الى ذلك بأن دولة الكيان قلقة من تزايد النفوذ الروسي الصيني الإيراني فيه ،وبأن لا تقود الأزمة الى عودة السودان،لكي تصبح ممراً لوجستياً لنقل السلاح من طهران الى ا ل م ق ا و م ة الفلسطينية في قطاع غزة... والسودان من الناحية الإقتصادية،سوق اقتصادي جديد وكبير ،وموقعه الجيواستراتيجي يضع دولة الكيان على البحر الأحمر،وهذا مهم لها لمتابعة ومراقبة ايران ومحورها،وكشف مخططاتهم وأهدافهم،وخاصة بأن جزء كبير من تجارتها وسفنها تستخدم هذا الممر المائي،كما ان هذا التطبيع يمكنها من إستهداف مصر دوراً وموقعاً وحضارة ونفوذاً إقليمياً،والضغط عليها وإبتزازها في أمنيها القومي والمائي،بعلاقاتها الإستراتيجية مع السودان واثيوبيا،وهي كذلك تريد التخلص من الهجرة غير الشرعية من السودانيين الى كيانها،والتي اوجدت أكثر من 150 الف مهاجر،يلعبون دوراً في التأثير على هوية الكيان،كدولة يهودية.
دولة الكيان من المهم جداً لها ان يؤول الصراع في السودان الى ما يخدم مصالحها،وهي تفضل ان يحسم الصراع نائب الرئيس محمد حمدان دقلو " حميدتي" ،قائد ما يعرف ب" التدخل السريع"،ويكفي ان نقرأ ونتفحص جيداً تصريح يوسف عزّت المُستشار السياسي لحميدتي لقناة "كان" الإسرائيليّة يقول فيه أقول" للشّعب الإسرائيلي" وحُكومته أن ما تتعرّض له الخرطوم، وقوّات "الدعم السريع"، هو هُجومٌ يشنّه الجيش، استغلّته العصابة الإسلاميّة الإرهابيّة”، ويُضيف “ما يتعرّض له السودان شِبه بما تعرّضت له "إسرائيل" آلاف المرّات من المجموعات الإرهابيّة مِثل "حماس" والمُنظّمات الأُخرى التي يعرفها "الشعب الإسرائيلي جيّدًا" .

فلسطين - القدس المحتلة
28/4/2023
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يفجر نتنياهو حرباً محدودة لإنقاذ مستقبليه السياسي والشخصي ...
- عدوان خارجي لشد عصب داخلي في دولة الكيان.
- التهدئة لا تعني التسوية ....والإنفجار قادم
- هل تنفجر الأوضاع من بوابة الأقصى وشهر رمضان
- ما بعد رفض وساطة هيرتصوغ الثالثة....!!
- حكومة نتنياهو حصار وازمات داخلية وصفعات خارجية
- أهداف الحجيج الأمريكي المتواصل للمنطقة
- القدس تجابه لا تصرخ ولا تستكين
- قمة العقبة دفنت في حوارة
- لغة الخطاب مع الأمريكان والأوروبيين يجب ان تتغير
- الإستيطان ....ومسلسل الخداع المستمر
- جبل المكبر ...مخيم شعفاط ....مبادراتوابداعات يبنى عليها
- ما الجديد في قرارات الحكومة و-الكابينت- لدولة الكيان..؟؟
- هل يقدم نتنياهو على هدم الخان الأحمر....؟؟؟
- الهجمة على القدس والأقصى والمقدسات تشتد
- قرار العليا سيجبر نتنياهو على إقالة درعي
- المتطرف بن غفير ....وحملة -ارفع علمك-
- متى نخرج كعرب وفلسطينيين من حضن -ماما- امريكا...؟؟
- الأقصى في عين العاصفة
- حكومة نتنياهو سيطرة الكنيس على الكنيست والعصابة على الدولة


المزيد.....




- وزير الخارجية الفرنسي يستهل جولته في الشرق الأوسط بزيارة لبن ...
- مفتي سلطنة عمان معلقا على المظاهرات الداعمة لفلسطين في جامعا ...
- -عشرات الصواريخ وهجوم على قوات للواء غولاني-.. -حزب الله- ين ...
- مظاهرات حاشدة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
- أوكرانيا تطلب من شركة ألمانية أكثر من 800 طائرة مسيرة للاستط ...
- زواج شاب سعودي من فتاة يابانية يثير تفاعلا كبيرا على مواقع ...
- بعد توقف 4 سنوات.. -طيران الخليج- البحرينية تستأنف رحلاتها إ ...
- ماكرون يعتبر الأسلحة النووية الفرنسية ضمانة لبناء العلاقات م ...
- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - -اصابع- دولة الكيان و- الموساد- حاضرة في الأزمة السودانية