أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سامي أبو عون - جزء مؤلم من حكاية















المزيد.....

جزء مؤلم من حكاية


سامي أبو عون

الحوار المتمدن-العدد: 7619 - 2023 / 5 / 22 - 00:31
المحور: مقابلات و حوارات
    


أمير تاج السر
روائي وطبيب سوداني
غزة - سامي ابو عون
من هناك يسبح الألم كالضوء في جداول المفردات
ومن جُوَني الهناك يلملم أعشاب الدواء ليداوي تعب المعنى ويُطهر المضمون من طين المعادلة
ثم يطوف حول الأشياء فيلتقط أشهى التراكيب ويطرز من بصيرة الثبات حكم الإمكان ،
ها نحن هنا في حضرة أمير الكلام وتاج الإسهاب قد أنبت قدرة السر السردي في دوران حوار يسري بين التنقل في شعاب جغرافيا الأحداث ، هنا أقول بأن الروائي مثل ماء السبيل في نسغ الرواية يزهر ويثمر في اشباع الرسم طائرا بجناحين الشكل والمضمون ،
ليصبح كأيل يركد في بساتين الفجاج ،
الشكل والمضمون وما بينهما عند تاج السر كالثريات في اتساع الطيران من خلال الأشخاص الذين هم أصحاب الأدوات القائمة والعاملة في أدوار الرواية لترتيب ودأب وهندسة كما طابور النمل في الانضباط الحر ،
إذاً ها نحن أمام روائي صنف الجبهات كما هي في الخطوط المرسومة في خرائط الحكاية تماما كما تواطأ مع مرحلي وتواطأ معه مرحلي في متابعة الأرواح التي تسلب من حاملها
وجعله عمود الخيمة في جملة الجمع ،
حين تقرأ هذا الجزء المؤلم من الحكاية تكون على موعد مع روائي أمير على تاجه وسره يصول ويجول ، جاعلا من المكان والزمان الميتين ومن الأشياء المعدومة حياة صاخبة وغنية بجوهرها المعبد بالجثث ، ومن الجوع والفقر حافزاً ثم اتكأ على كل ما سبق وعلى ما استطاع اليه سبيلا وما لم يستطع اليه سبيلا عن قصد مسبق فكانت هذه المسميات مثل الجوع والفقر حافزا وسبب في خلق عناصر حديثة البداية
ولا أعرف ماذا أقول عن عجينة الحكاية وعن شخوصها ولغتها وأسرارها التي أخرجت لنا كل مجانينها من واقعها المخمر ومن ألم الحرف وتكتيك اللعبة فكان جديرا بإلباس المفهوم عباءة المشهد السحري مستعينا بإمكانية الطبيب النطاسي الجراح في اقتحام جوانيات النفوس ليجعل كل شخصية ذات صلة والتصاق بأدوات الانتاج ، في هذه الرواية يتحد المرئي بغير المرئي والاسطوري بالواقعي ثم يصير المرئي غير مرئي ويبصر غير المرئي مرئياً ويحدث أن يصير ناقد هذه الرواية واحد من شخصياتها التي لم يكتبها أمين تاج السر شخصية فاعلة ومتفعلة ومحركة للأشخاص ومنتجة للعناصر ، شخصية ماكرة وتحتفل بضحاياها الذين هم شخوص الرواية ، شخصية تتجول في أسواق ليست كالأسواق وتسكن بيوت ليست كالبيوت وتقعد على أعتاب حوانيت ليست كالحوانيت وتصادق الطين والغبار والجنون ، شخصية تعقبت الجميع بفخاخها من ديباج إلى مرحلي الى المذيع الى مرجان أغنية الى كمانه الى مبروكة الى خفير الى الشرطة والأمير كرم ويا لها من مهمة شاقة تلك التي تورطت بها مع هذه الشخصيات ومع امكانتها أعتقد أنك لن تنجح تماما في فهم الرواية اذا لم تتحول الى أحد شخوصها ، ولن تدرك تحولاتها اذا لم تطارد سارق الأرواح المضاءة بالأضداد وأعني شخص مرحلي واذا لم تتعقب ديباج الفارسي لتعرف كيف تحول في بورصة الأمير من قائمة الحكماء الى قائمة الحقراء واذا لم تحاصر شخصيته الصبي خفير الذي انقلب على نفسه وعلى مرحلي وعلى عشيقته الوحيدة مبروكة ليكون جديرا بانتزاع لقب سارق الارواح من مرحلي ، تحتاج أن تجعل نفسك واحدا من شخصيات الرواية بالضرورة لتعيش كل مشاهد الوجع الذي وزعه الروائي على شخصياتها بجنون ، هذه الرواية لولبية الأحداث مقيمة على أرصفة القدرة حيث يأخذ تاج السر القارئ إلى تكوين الرغبة على الاستيعاب ومعرفة الأثر المتروك خلف ستائر الرؤيا ، هناك الممكن على اصطياد الصور وأيضا تجارب الشد والقصد في أخذ الأشياء على عاتق القارئ من عدم السهو ليسكن في عقل المتلقي كي يكون انتباهاً من سرحان الابتعاد وتجلت قدرة الروائي في تحول البوصلة الى جهات الوصول إلى المراد
من خلال امتلاك احتراف التجديف في أعتى أمواج الموت المخبوء كي يرسى على مرفأ الحيز والعقل في التعاطي مع الفهم الذي احتل الفكرة القابض عليها
ثم حررها من عتمة العدم الى عالم المعرفة والكشف لتصبح معلنة فكانت له صدى يسمع أينما حلت كضيف كريم يتلمس واجب الكرم والضيافة عند مستضيفه فهو ضيف ذو مذاق خاص
فرواية تحمل مسائلة حياتية في وقت من الميقات مقترفا عن قصد ودون تصنع كل آثام مغامرة الحكمة المأخوذة من أحواش الفقراء ومن عدم الأشياء التي تحوم من صفائح غطاء الستر وما فعل الروائي ذلك إلا لمزيد من التوابل والبهارات التي اضافها لتصبح نكهة ذات علامة مميزة في مطبخ الابداع لتكون شهية المنال وأجزم بأدوات العجينة كما وجدناها إنما تدل على وعي المؤلف الذي أدار المشاهد والصور والسرد بكل ما أوتي من سبل الامكان في توزيع الأدوار بجدارة وتصوير المشاهد على أنها واقع مؤلم من خلال المفهوم المرئي الجاعل من قمة الادراك وحياً للانشراح
كان تاج السر يروي أشجار الرواية بحنو أُم فنجح هنا في كل المشاهد وفي تحريك الأحداث الساكنة داخلها لقد أعطى أمير التعاطي حرية العلن
صاقلا من المضمون تاج المعرفة وأخاط بإبرة الجغرافية الطريق المؤدية إلى بئر الحكاية معبدا السبيل إليها بمعدات التنقيب والأسلوب الذي حفز الأشياء التي استخدمها في نحت اليقظة حتى يتسنى له اقامة مقعد جواني الرغبة ليجلس ويتثاءب بعد الوصول الى الامكان الذي كان مخبوء في زوايا معتمة ليسلط الضوء على مشاهد النظر والمتابعة للقراء حيث نسج من صوف العرق ومن رائحة الوقت ومن تقرح الجلد و التمائم التي كان يخطها عباءة خيال يحطها على كتفي الفراغ لتكون دليل ستر وحافز للوحة الفنية بعناصر التشويق والانجذاب اليها
هي اذا جزء مؤلم من حكاية
عمل رائع وجدير بالاهتمام عليه وقراءته كاملا حتى يتوفر تمكين القارئ من دخول ومعايشة حديقة تاج السر الابداعية ويحلق عاليا في سماء الكون ، هذه الرواية اضافة استثنائية للأدب العربي المعاصر بل إنها تتخطى ذلك بقدرتها على المنافسة في محافل الثقافة والأدب العالمي كل الاحترام أمير على هذه النوع من الابداع والسر الهندسي والحوار القادر وفن التصوير والتنقل بين المحطات وبناء الأسس وحمل السر إلى حيث الهناك ، فلا أعلم إن كان هناك جزء آخر أو محملا القراء مسؤولية اكمالها
ختاما نقول من شابه خاله أدبيا فما ظلم وأقصد هنا بخاله الروائي الطيب صالح العظيم شقيق والدة أمير تاج السر



#سامي_أبو_عون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث في الظل / سامي أبو عون
- قبل أن يموت الجلاد
- قصيدة بعنوان - انشراحات


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سامي أبو عون - جزء مؤلم من حكاية